الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الكتب فى عالم بلا قرَّاء جلسة ثقافية أعدها المنتدى التنويري

أبو زيد حموضة

2011 / 10 / 28
التربية والتعليم والبحث العلمي


نظّم المنتدى التنويري الثقافي الفلسطيني " تنوير " جلسة حوارية بعنوان " الكــتـب فى عـالم بلا قرَّاء "
تمحور الحديث فيها بين نخبة من الحضور حول أهمية الكتاب كخير جليس، ودوره الايجابي في المستوى الفردي والاجتماعي، وأسباب العزوف عن القراءة، وماذا سيحدث للحكاية المكتوبة عندما يواجه الأدب منافسة وسائل الإعلام الحديثة مثل التلفزيون والفيديو والإنترنت.. وغيرها؟.
الحضور لم يجمع على إجابة واحدة وشافية لهذا السؤال، فأى إجابة تكون سابقة لأوانها. لأن التقنية المعلوماتية الحديثة مازالت فى مرحلة الطفولة. ولازلنا لا ندرى بالضبط كيف ستغير وسائل الإعلام من أساليب حياتنا وتفكيرنا، ولا كيف ستؤثر على حضارتنا عموماً. لكنهم أجمعوا على إننا نشهد نقطة تحول فى تاريخ الإنسانية، وفى الحضارة الكونية كما حدث عند اكتشاف البارود والكهرباء وغزو الفضاء الخارجي. وأجمع الحضور على أن أهمية الكتب لا تنتهي مطلقا كحليب الأم الذي لا يمكن وصفه بالموضة القديمة.
أحد الحاضرات افتتحت النقاش مستشهدة بمقولات عن أهمية القراءة عند أرسطو الذي سئل ذات يوم كيف تحكم على أقدار الرجال؟ فقال: اسأل كم كتابا قرأت وماذا تقرأ؟ أما المأمون عندما سئل : ما ألذ الأشياء لديك؟ فقال: التنزه في عقول المفكرين. وقصد بذلك القراءة. لكن الجاحظ قال: ما رأيت شخصا يحمل كتابا وصاحبه خالي اليدين إلا وعلمت أنه أفضل من صاحبه. وأنهت المتحدثة مداخلتها مستعينة براي عبد الكريم بكار الذي شبه القراءة والتفكير بالرحى (الطاحونة) حيث قال: الرحى تدور وتدور ومهما كانت محكمة الصناعة فإنها لا تنتج شيئا إن لم تحتوي على الحبوب. بيد أنها إذا كانت مشوبة بالسوس فإنها سوف تنتج طحينا يحتوي على سوس. وكذلك العقل فإنه بالحالة الطبيعية يعمل ولكن لن ينتج إلا إذا اكتسب المهارات والمعارف شريطة أن تكون غنية بالأفكار والفائدة الموجودة في الكتب حتى تنتج تفكيرا مبدعا.
ثم عزا متحدث أخر أسباب العزوف عن القراءة لدى المواطن الفلسطيني والعربي بوجه عام إلى نظام التعليم في تعويد التلميذ القراءة وتحبيب الكتاب اليه، كما أن الكتاب العربي لا يلبي اهتمامات المواطن بوجه عام لأسباب مختلفة. وركز المتحدث على دور العائلة المهم لعادة القراءة، فإذا لم يكن الوالدان قدوة للأولاد في عملية القراءة فإنهم سيقلدون والديهم في أشياء أخرى، خلافا للآباء والأمهات المهتمين بالقراءة والذين يحرصون على مكتبات خاصة في البيوت.
وأشار أحد الطلاب الى وجود التلفاز والحاسوب في البيت كمعوقات للقراءة، ورأى في سوء استخدامهما عامل مهم في العزوف عن حمل الكتاب والقراءة.
بعض الحضور رأى أن الاستبداد يلعب دورا سلبيا في الوطن العربي، وربط النمو المعرفي طردا بصعود الحراك الاجتماعي والمعيشي، فالاستبداد لا يتساوق مع الحريات العامة والديمقراطية والنمو المعرفي، لأن الحكومات الفاسدة تريد شعبا أميا جاهلا، لا يقرا ولا يتخذ من القراءة والفكر والكتاب منهجا. وأشار المتحدث، ذلك عكس الدول المتقدمة التي تشجع القراءة وخاصة ألمانيا التي رفعت شعار " خلقت لأقرأ " و آخر" لنخلق أمة من القراء "واتبعت سياسة مكتبات الشوارع بدل العامة، بأن وضعت مكتبة ( خزانة ) للكتب في كل شارع، ويستطيع الفرد أن يستعير منها ما يشاء شريطة إرجاعها أو الزيادة عليها، وذلك لبعث روح الأمة الألمانية من جديد. في الوقت التي تشير فيه الدراسات الى أن كل مليون عربي يقرؤون فقط ثلاثين كتابا، علما، أن مضمونها غير محدد، فقد تكون في الطبخ أو التنجيم . وأشار أن نفس الدراسات تشير الى 17 مليون أمي في مصر وحدها، وبرر ذلك بالوضع الاقتصادي وعدم القدرة على تأمين الاحتياجات اليومية للبيت والأسرة. هؤلاء الأمين يرددون على ألسنتهم: لقمة طعام أفضل من حرف، وصحن طعام أفضل من جملة، وكيس من المؤن أفضل من مقالة في جريدة أو مجلة. في الوقت الذي تمنى فيه الكاتب العقاد أن يكون لديه أعمارا أخرى حتى يفنيها في التعلم.
وتوافق الحضور على طرق معالجة الوضع السلبي والعزوف عن القراءة " بترشيد " استخدام الحاسوب والتلفاز في المنزل، ودعوة الآباء والأمهات إلى تشجيع أولادهم على القراءة وتزويدهم بالكتب المفيدة والممتعة، وإقامة معرض كتب لتشجيع الكتاب الفلسطيني، والإعداد لورشة عمل يشارك بها أمناء مكتبات المدارس والمكتبة العامة ومكتبات الجامعات في نابلس وغيرها من مدن فلسطين لتدارس هذه الظاهرة السلبية ومعالجتها نظرا لانعكاساتها المهمة على ثقافة المواطن وهويته، ومن ثم التقدم والتنمية في مستوى الوطن.

تقرير ابو زيد حموضة منسق الإعلام في المنتدى.
فلسطين المحتلة .. نابلس/22/10/2011








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رغم المعارضة والانتقادات.. لأول مرة لندن ترحّل طالب لجوء إلى


.. مفاوضات اللحظات الأخيرة بين إسرائيل وحماس.. الضغوط تتزايد عل




.. استقبال لاجئي قطاع غزة في أميركا.. من هم المستفيدون؟


.. أميركا.. الجامعات تبدأ التفاوض مع المحتجين المؤيدين للفلسطين




.. هيرتسي هاليفي: قواتنا تجهز لهجوم في الجبهة الشمالية