الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البقاء ليس للأقوى

قصي حسن

2011 / 10 / 30
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


هل حقا" البقاء للأقوى
قد يكون داروين من العلماء القلائل الذي غيروا عبر التاريخ باتجاه نفي الخلق الكامل و الى الابد للكائنات الحية بما فيها الانسان و لكن نظريته التي تقول أن البقاء للأقوى على ما أعتقد أنها نظرية خاطئة جملة و تفصيلا و خصوصا" إذا ما أدركنا أن القوة هي مفهوم نسبي يتغير و يتبدل حسب الزمان و المكان فمما لا شك فيه أن الانسان هو ليس من أقوى الكائنات الحية و أيضا الغزال و الارنب و غيرها من الكائنات الحية فلو قلنا أن البقاء للأقوى لكان من الطبيعي أن يسود الاسد على الغابة و تفنى كل الحيوانات الأخرى التي هي أضعف منه و التي يفترسها بنفسه و لكن نرى أن الغزال و الاسد بقيا متواجدين جنبا" الى جنب و في المكان نفسه و في الغابة نفسها و بالتالي القوي وجد الى جانب الضعيف و إذا بدأ الغزال في الانقراض فإن الاسد في نفس الوقت بدأ بالانقراض أيضا" و لكن هل بدأ هذا بسبب ضعف الغزال أم بسبب قوة الاسد على ما أعتقد فان هذا الكلام ليس منطقيا" فالبقاء ليس للأقوى لانه لو كان ذلك كذلك لبقي الديناصورات و لبقي الكثير من الكائنات الحية القوية التي انقرضت لأسباب أخرى غير ماذهب اليه داروين في مسألة البقاء للأقوى و لو تجاوبنا مع بعض المفكرين بأن البقاء للأصلح لكان ذلك صحيحا" جزئيا" لانه لكل كائن حي مهما كبر أو صغر القدرة على أن يكون الاصلح للحياة فالذبابة تستطيع أن تتأقلم و تكون الاصلح للحياة على هذه الارض أكثر من أي كائن حي فالصلاحية أيضا" انما هي مسألة نسبية و بالتالي فالبقاء ليس للأصلح و لا للأقوى بل البقاء لكل الاجناس لكل الكائنات الحية مهما كانت درجة قوتها أو صلاحيتها حتى تحصل كارثة طبيعية بيئية تؤدي لانقراض بعض الكائنات الحية ليس بسبب ضعفها بل بسبب الكارثة الطبيعية فمثلا" لو حدث زلزال في أمريكا و قضى هذا الزلزال على كل الاسود و الغزلان و حتى على أوباما و كلينتون و بقيت غزلان و أسود جنوب أفريقيا فهل يمكن لنا أن نقول بأن الغزال أقوى أو أصلح للحياة من الاسد بالطبع لا و بالتالي على ما أعتقد فان الطبيعة لا تصطفي الاصلح أو الاقوى بل بسبب حركتها العشوائية تؤدي الى انقراض بعض الكائنات الحية ووفق ذلك أفترض أنه لوحدث زلزال في استراليا لانقرض الكنغر الاسترالي و الارنب الاسترالي و لكن لا يوجد كنغر الا في استراليا مثلا" و لكن الارنب يوجد في أي مكان فهل يمكن لنا أن نقول أن الأرنب أقوى أو أصلح من الكنغر بالطبع لا .
ومن هنا أفترض أن كل الكائنات الحية المنقرضة انقرضت بسبب كوارث طبيعية حدثت في أماكن تواجدها الذي قد يكون نادرا" و ليس بسبب أنها أضعف أو أقل صلاحية من الكائنات التي لم تنقرض بعد .و بالتالي فاذا ما انقرض الانسان فانه ينقرض بسبب كوارث طبيعية تحل بالعالم كله و ليس بسبب الاصطفاء الطبيعي و البقاء للأقوى أو للأصلح.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - البقاء للأقوى
جورج كارلن ( 2011 / 11 / 15 - 00:19 )
لا يعني يا أخي الكاتب أن البقاء للأقوى تعبيراً عن قوة الجسد فقط . الأقوى يجب أن يجمع صفة قوة معينة تخوله البقاء والتكاثر . قد تكون قوة الجسد . الدهاء . الذكاء . السرعة . التأقلم مع البيئة المحيطة . اي عندما يستطيع الغزال أن يهرب من النمر أو الأسد فهذا يعني أن نسل هذا الغزال سيكون أقوى من نسل غزال استطاع النمر أن يصطاده لإن هذا الغزال قد ورث صفات جعلته أقوى من الغزال اللي لم يستطع الهرب . ربما تكون السرعة في الهرب , وقس على ذلك . حتى الانسان أحيانا . ممكن أن يقتل شخص ضعيف البنية . شخص قوي جدا . يعني في هذه اللحظة بالذات خرجت قوة كامنة من الشخص الضعيف أعطته التأهيل لأن يبقى على حساب الشخص القوي الذي في هذه اللحظة ممكن أن تكون ظهرت نقاط ضعفه التي لا تتماشى مع قساوة الطبيعة . وقس على ذلك بشكل نسبي

اخر الافلام

.. عادات وشعوب | مجرية في عقدها التاسع تحفاظ على تقليد قرع أجرا


.. القبض على شاب حاول إطلاق النار على قس أثناء بث مباشر بالكنيس




.. عمليات نوعية للمقاومة الإسلامية في لبنان ضد مواقع الاحتلال ر


.. مؤسسة حياة كريمة تشارك الكنائس القبطية بمحافظة الغربية الاحت




.. العائلات المسيحية الأرثوذكسية في غزة تحيي عيد الفصح وسط أجوا