الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النقب: جمعة مباركة

كايد أبوالطيف

2011 / 10 / 31
المجتمع المدني


النقب: جمعة مبـاركة
كايد أبوالطيف// هدى أبوسكيك


كان عند أحد الأشخاص ثور صغير هزيل الجسم، لا يسمن ولا تتحسن حالته، بالرغم من كثرة الطعام الذي يقدمه له صاحبه من عَلَفٍ وقشٍّ وتبن وغيره. وعندما طالت المدة ولم تتحسّن حالة الثور ذهب صاحبه إلى أحد الشيوخ الذين يعملون التمائم والحُجُب، وشكا له حالة ثوره وكيف أنه قلق عليه، ويخشى إن استمر الحال على ذلك أن يصاب ثوره بمكروه، وطلب من الشيخ أن "يَفْتِـش " لثـوره، وأن يعمـل له "ورقة" ليشفى من الهزال الذي هو فيه، فطمأنه الشيخ قائلاً: عد إليّ في الغد وسأعمل له ما يعيد إليه عافيته، وفي الغد أعطـاه "حِجَاباً" على شكل مثلث ملفوفاً لفّاً جيداً وقال له علّقه في رقبة ثورك وسيزول عنه الشرّ إن شاء الله.وبعد عدة أيام بدأ الثور يتحسن شيئاً فشيئاً، وسمن جداً حتى أصبح ثوراً كبيراً، فأصاب الرجل شيء من الفضول وحب الاستطلاع لهذا السرّ الذي يكمن في الحجاب والذي أدّى إلى هذه النتائج المرضية والسريعة وقال في نفسه سأفتح هذا الحجاب وأرى ماذا كَتَبَ فيه الشيخ. وفعلاً فَكّ الحجاب من رقبة الثور وفتحه وقرأ ما كُتب فيه، وإذا هو سطر واحد لا غير كُتب فيه: "يسمن الثور يا إن شاء الله عُمره ما سمن". فضحك الرجل من سخافته وقلة عقله وكيف صدق هذه الأباطيل ومزّق الحجاب غاضباً ورمى به إلى الأرض. ولكن يقال إن الطريف في هذه القصة أن الثور بدأ يهزل من جديد.
(حكايات من الصحراء، للكاتب والشاعر صالح زيادنة: المبادر ومؤسس مشروع
"موسوعة التراث الشعبي في النقب")

تحن روحي على همسات هذا الغروب، وقريتي الصغيرة التي كنت فيها أعيش مع لون الأصيل وهي تغرب وكأن بركان يشع من وراء الجبال الهارمة التي سكنت بها روحي وهدير بئر الماء التي رسمت أقدامنا بمائة التي انزلقت على الرمال لتصبح لوحات فنيه تعلق على جدران بيوتنا التي لم تصل السحب ولم يتعدى طولها النسبة المتعارف عليها في مضارب أبوتلول، أو بيرالمشاش أو بالمتعارف عليها بين سائقي الترانزيت شارع 17!. لم يكن سقفها يحمينا من الرشفات التي تتحول إلى نغمات فهدير وهيجان وتتوالى القطرات تلو القطرات لتتحول إلى كتل مائية متتالية ومجنونة صاخبة ومزمجرة، غليان الطقس الحار هي قاهرة المايسترو، والسيمفونية بعيدة المآل ذات الرقم 9 التي أودت بحياة الكثيرون من مبدعي الأمس واليوم، في فصل الشتاء كانت جدران بيتنا ترتجف من البرد وسقف "الزينكو" في لحن مزدوج على أوتار القطرات وعلى أنغام المعزوفة الشتوية كنا نصمت لنستمع إليها بتمعن تحت الفراش الذي يحاول قدر استطاعته أن يأوينا. لم يمنعنا من العيش مع أحلامنا البريئة المتمشية مع حياتنا اليومية لنصبح كل صباح على صياح الديك الذي استيقظ يعبد خالقه ويبحث عن رزقه، وعلى صوت مذياع أمي الذي يتلوى بعض من آيات القران الكريم وأدعية الصباح وعلى رائحة خبزها وشايها الذي تغمره رائحة النعناع الذي غرسته في يديها ودفيء كانون النار"الصوبّة"، الذي أشعلته بلهيب شوقها وحنانها، أحن إلى شوق أمي، وكانون أمي، وأعرف أني إذا ما دمعت يوما فستلتقطها راحة أمي.

تك..تك..تك.. الساعة تستصرخ السادسة من مطلع الصباح، يصيح أخي وكأن عقاربه عينت في هذا الوقت ليصرخ وهو ما زال في فراشه وينادي ويقول: ليغير أحدكم مؤشر المذياع ويضعه على صوت إسرائيل أريد سماع الأخبار، فقد سمعت أنه من الممكن أن يكون اليوم إضراب (يا ريت)، قام احد اخوتي وغير مؤشر المذياع وإذ بصوت المذيع الذي رسمت ملامحه حسب صوته وخيال كل واحد فينا وصل لتهجد وإنابة وصلاة عسى صوت إسرائيل في نشرة الأخبار تقول ما نريد سماعه فعلا، في لحظه رأيت أخوتي مجتمعون كلهم حول بكسة البلاستيك الصغيرة وكأنهم في مؤتمر صحفي صامتين ينتظرون الخبر كلنا دون اي حراك فقط أهدابنا ترمش، وعيوننا تنظر إلى الخشـم هناك حيث زنة براكاتك يا حجة زنة، والحج الرويدي، وأبو هريرة، يا الله بفضلك ومن ثم أتقياؤك الصالحين القابعين على هذه التراب الطيبة أهلها: اليوم لا، بلاش تعليم! وفي هذه الأثناء كان المذيع يقرأ الأخبار الواحد تلو الآخر، وإذ بهذا الخبر الذي أتى بعدها خفقان دقت قلوب اخوتي المسرعة حيث اليوم سيكون إضراب شامل لجميع المراحل التعليمة، لم يكمل المذيع بعد حديثه وإذ بعض أخوتي وكأنهم أفاقوا من الغيبوبة التي اجتاحت المكان هدوءها بدأ الصراخ والهتاف الحمد لله..الله أكبر..يحيا العدل..وكأنه جبل وفرج الله الكرب، والبعض الآخر عبس وجه وغضب لان الخبر لم يكن عند حسن ظنهم وبداؤا في التفكير لهذا اليوم كيف سيمر هل يقضونه لعبا مع الحجار والحبال والخيام الصغيرة وباقي الألعاب التي هي من اختراعهم وفي هذه الأثناء سمعت جلبة في الخارج وصوت آخذ بالارتفاع كلما يقترب عتبة بيتنا كهدير المحتجين في ميدان قاهرة الضالين، خرجت لأرى ما هذا الشيء المهم وإذا بأبناء عائلتي يركبون دراجتهم ويهتفون بصوت وهم يلوحون بايدهم مع حركات الدراجات ويقولون: اليوم لا يوجد مدرسه وكأنه النصر لتلك الثورة التي كانت في إسقاط النظام ، بدئوا في التخطيط في ماذا سيفعلوا في هذا اليوم أتت الأفكار مسرعه حيت قال الأول سنلعب لعبة الشق وقال لا سنلعب لعبة الكره وآخر بلا سنلعب سباق الدراجات انه شيق للغاية تركتهم وهم في هذه الوضعية بعد أن أتت أمي وقالت لهم : الله يكسره اللي خلى اليوم إضراب، معرفش يمشي اليوم بشطارته، دخلت إلى البيت لأساعد أمي بأشغال البيت وما زال صوت المذياع يتمايل مع الأغاني وبدئت أفكر كيف سأقضي هذا اليوم تذكرت أن كل يوم في مثل هذه الساعة تكون حافلة المدرسة تصيح بمزمار داود السائق الذي لم يشغل المكيف الهوائي طيلة حياته، بيب.. بيــب.. وأخي الكبير الذي لا يأبه لصراخ أمي وهي تقول له: هيا أسرع سوف يذهب عنك داود وستبقى في البيت.

ذهب داود وبقينا نلملم رذاذ الأسى هنا على بوابة النقب، رهط. متخاذلين عن أخد دورنا الحاسم أمام مقاولي "جيش الدفاع الإسرائيلي"، وكل صفقات المساومات والمقاولات وإجراءات الدفع النقدي وحوالات الدفع بالشيكات على كل "رأس"، المبالغ التي فقط من شأنها مساعدتنا المحتم في تدحرجنا الآخذ في الآونة الأخيرة بالنهوض المتجدد بنكهة العزة والكرامة ذاتها الذي طالما تحدثنا عليها، وناشدنا إليها. العمل الجبار للتوعية الجماهيرية المباركة من خلال عمل لجنة التوجيه العليا لعرب النقب، هو عمل نضالي. والدور المطلوب منا الآن على المحك هو الوقوف وقفة رجل واحد بسحق كل المتخاذلين والمندسين والمتعاونين على كسر شوكة النقب، كل النقب دون الاكتراث لقرية، مضرب، عشيرة، أو مدينة!. ووظيفتنا كمجتمع مدني في أجواء العيد ونحن ننظف واجهات المحال التجارية البيوت أن نكنسهم أيضا، جمعتنا مباركة، ببركة هذا المكان المقدسة تربته وأهله وناسه وعيد أضحى المبارك هذا العام يحمل في طياته كرامات أهل التقى من أولياء ذكور وإناث، وتبقى على سفح الخشم "زنة" رافعة هامتها على الجبل المؤدي للمشاش، وأبوتلول، وداود ما زال في الانتظار ومزماره الذي يأبى الخنوع كل صباح.

وفي الوقت الذي فيه غالبية مؤسسي الصهيونية من الملحدين الذين يقولون إنهم لا يؤمنون بالله. ومن يقرأ مذكرات بن غوريون يجد ذلك جليا، إلا أنهم حاولوا أن يضفوا - لو شكلا- البعد الديني لاصطناع شرعية للمشروع الصهيوني وبهدف استقطاب الشعب اليهودي المشتت لإقناعهم بالخطاب الديني بالعودة إلى "أرض الآباء والأجداد، في الوقت الذي فيه نتخاذل عن أهم قضية هي القدس، ونحاول قدر الإمكان التنازل عن هويتنا العقائدية مبتعدين كل البعد عن ركيزتنا الأساسية يقف هناك بعيدا الشيخ، متمنين حلول العيد بعودة غضنفر القدس الشيخ رائد صلاح، هَمْهَام القدس والأقصى.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مظاهرة وسط تونس تدعو لإجلاء المهاجرين من دول جنوب الصحراء


.. ميقاتي ينفي تلقي حكومته رشوة أوروبية لإبقاء اللاجئين السوريي




.. بمشاركة قادة سياسيين.. آلاف الماليزيين يتظاهرون في العاصمة


.. وسائل إعلام إسرائيلية تتناول مخاوف نتنياهو من الاعتقال والحر




.. تونس.. مظاهرة في مدينة العامرة تدعو لاجلاء المهاجرين غير الن