الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل يمكن للإسلام السياسي ألّا يكون ارهابيا؟

حميد كشكولي
(Hamid Kashkoli)

2004 / 12 / 16
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


" الإرهاب استخدام غير قانوني للقوة أو العنف ضد أفراد أو أملاك لارعاب أو اكراه حكومة ما ، و ناس مدنيين أو أي ّ جماعة لتعزيز أو لتحقيق أغراض سياسية أو اجتماعية" ، وأن الأمم المتحدة لا تختلف في تعريفها للارهاب عن تعريف افبياي .
الاسلام السياسي ينفّذ التعريف اعلاه للارهاب بحذافيره مستمدا شرعيته من آيات قرآنية ، و سنّةالرسول . و ثمة حقائق ووقائع تاريحية كثيرة ، سجلها المؤرخون من كتّاب السيرة و التاريخ الاسلامي و مفسّري القرآن من قتل بشع للمعارضين و المتذمرين و أهاليهم تؤكد ذلك . و منذ ظهور الاسلام ارتكبت جرائم ارهابية كثيرة بررها الشرع الاسلامي . و إن القرآن يحوي على تعليمات في كيفية القيام بالسلب و النهب و الاغتصاب و التعذيب و القتل في سبيل اعلاء شأن الإسلام . إنه يمكن أن يسمّى كتاب تعليمي للارهاب.
و قد جاء في " المنجد " ، الإرهابي : من يلجأ إلى الإرهاب لإقامة سلطته . و إن الحكم الإرهابي: نوع
من الحكم يقوم على الإرهاب.
و قال ابن منظور في كتابه " لسان العرب ": رَهِبَ، بالكسر، يَرْهَبُ رَهْبَةً ورُهْباً بالضم، ورَهَباً بالتحريك؛ أي خاف. ورَهِبَ الشيء رَهْباً ورَهْبَةً: خافه.
وفي حديث الدعاء:" رغبة ورَهْبَةً إليك "، الرهبة: الخوف والفزع.
وترَهَّبَ غيره: إذا توعَّده. وأرهَبَه ورهَّبَه واستَرْهَبَه: أخافَه وفزَّعه ا- هـ.
وفي " النهاية " لابن الأثير: الرَّهبَة: الخوف والفزع. وفي حديث بَهْز بن حكيم:" إني لأسمع الرَّاهبةَ " هي الحالة التي تُرهب: أي تُفْزِع وتُخوِّف. وفي روايةٍ:" أسمعك راهِباً" أي خائفاً.
نستخلص مما تقدم أن الإرهاب يعني: الخوف .. والفزع، والإرهابي: هو الذي يُحدث الخوف والفزع عند الآخرين.
وعليه فكل من أحدث الخوف والفزع عند الآخرين ممن يريد إخافتهم فهو إرهابي، وقد مارس بحقهم الإرهاب، وهو يكون بذلك متلبساً بالإرهاب، ومتصفاً به .. سواء تسمى إرهابياً أم لم يتسمى .. وسواء اعترف بذلك أم لم يعترف.
و يستخلص المرء من كل ذلك أن الحكومات العربية ، و معظم معارضتها ارهابية . جاءت غلى الحكم بالارهاب و القتل و الذبح ، سواء اسلاميا أو قوميا. و ليس من المستغرب كل هذا السكوت من الحركات الاسلامية _ و هي أشد ارهابا من الأنظمة الحاكمة_ على جرائم النظام البعثي المقبور ، إذ لم تر فيها ما يخالف تعليمات الاسلام . فقد كان صدام جرذ الأمة وفق الشرع الاسلامي مدعوما من الآيات التي نذكرها و التي تدعو الى الارهاب و ترهيب المعارض للحاكم المسلم . و إن ما يشهده العراق من جرائم ضد المسيحيين و الايزيديين و الكنائس و دور العبادة لغير المسلمين لا يخرج عن توجهات الاسلام السياسي.

ولقد ذكر القران لفظة الإرهاب بمشتقاتها في اكثر من سورة منها :{ قَالَ أَلْقُوا فَلَمَّا أَلْقَوْا سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ } الأعراف:116.
قال ابن الجوزي في زاد المسير:{ واسترهبوهم } أي: خوَّفوهم. وقال الزجاج: استدعوا رهبتهم حتى رهبهم الناس ا- هـ. أي خافهم الناس.

{ قَالَ أَلْقُوا فَلَمَّا أَلْقَوْا سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ } الأعراف:116.
قال ابن الجوزي في زاد المسير:{ واسترهبوهم } أي: خوَّفوهم. وقال الزجاج: استدعوا رهبتهم حتى رهبهم الناس ا- هـ. أي خافهم الناس.

وقال :{ لَأَنْتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً حفِي صُدُورِهِمْ مِنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَفْقَهُونَ } الحشر:13.
قال ابن كثير في التفسير:{ لَأَنْتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً فِي صُدُورِهِمْ مِنَ اللَّهِ } أي يخافون منكم أكثر من خوفهم من الله ا- هـ.

{ هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ مَا ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مَانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ } الحشر:2.
{ وَأَنْزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُمْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ صَيَاصِيهِمْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ فَرِيقاً تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقاً } الأحزاب:26.

وقد أوصى القران المسلمين بضرورة إرهاب عدوهم . أي المخالفين لهم :
{وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ { لأنفال:60.
قال ابن كثير في التفسير: قوله { ترهبون } أي تخوِّفون { به عدو الله وعدوكم } أي من الكافرين ا- هـ.
وفي الحديث عن النبي كما في صحيح البخاري وغيره أنه قال:" نُصرت بالرعب شهراً، يُرعب مني العدو مسيرة شهر ". أي نصرت بخوف العدو مني قبل أن أواجهه بمسيرة شهر .. حيث كان العدو يُصاب بالرعب والخوف لمجرد علمه أن جيش النبي متوجه إليه وبمسيرة شهر كامل .. فهذا إرهاب للعدو ..
لهذا نرى اناسا ينادون " خيبر ! خيبر ! يا يهود جيش محمد سوف يعود" عسى اليهود يصابون
بالرعب ، و تنهار كل قوتهم العسكرية و امبراطورياتهم المالية و تسخف عقولهم و ينهارون أمام ابن لادن والقرضاوي و هيئة علماء الذابحين.
و اذا كان ارهاب الكافر حلالا ، فلا يمكن تحريم ما أحلّ الله : ( يا أيها الذين آمنوا لا تحرّموا طيبات ما أحلّ الله لكمو لا تعتدوا إن الله لا يحبّ المعتدين) _ سورة المائدة ، الآية 87 .
اذن إرهاب المسلمين لغير المسلمين هو مطلب رباني بحسب النص القرآني ، و ليس مدانا . و السؤال هو هل يمكن أن يكون الإسلام السياسي غير ارهابي؟ فالذين يدينون الإرهاب و يطالبون بتجفيف منابعه ليسوا ضد عقائد الناس و عباداتهم ، بل على العكس يحترمونها و يطالبون الجميع في الوقت ذاته باحترام الآخر و عقائده و لا أن يعتبره عدوا مهدور الدم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قوات الاحتلال تمنع أطفالا من الدخول إلى المسجد الأقصى


.. رئاسيات إيران 2024 | مسعود بزشكيان رئيساً للجمهورية الإسلامي




.. 164-An-Nisa


.. العراقيّ يتبغدد حين يكون بابلياً .. ويكون جبّاراً حين يصبح آ




.. بالحبر الجديد | مسعود بزشكيان رئيساً للجمهورية الإسلامية الإ