الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عِيد الأضْحَى أو إبادة جَماعيّة ؟

فرياد إبراهيم

2011 / 11 / 2
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



يعقب شعائر الحج عيد اضحية اسماعيل. فكل مسلم قادر عليه أن ينحر دابة أو بهيمة . أنحر ، أنحر أنحربموجب الآية ( أنا أعطيناك الكوثر فصل لربك وانحر ان شانئك هو الأبتر) .
وبين عشية وضحايا تتحول اراضي المسلمين الى مجزرة حقيقية . وتبدأ عمليات قطع الرؤوس . ويتحول الملايين من المسلمين الى جزارين أو إرهابيين مجازين بنص من السماء . كل يمسك بيده ساطورا أو سكينا حادا قاطعا . أذبح من الحلقوم. سنسمه على الخرطوم .
و ما ذنب كل هذه الحيوانات ؟ و لماذا كل هذه المجازر في كل عيد للكبوش والنعاج والعجول والخرفان؟ هل تجدون في عويل وصراخ الحيوانات هذه لذة.
منذ متى كان إلهكم ساديا؟ لتكونوا ساديين؟
لا ادري ما المناسبة بين اراقة الدم والعيد والإحتفال ؟ الستم ترون ان هناك تناقضا عجيبا بين الأمرين؟ المسلمون يمشون في العيد في بحر من الدماء.
ولماذا لا تصنعون كعكة بدلا وتوزعونه على الفقراء ؟ ألم تكن أيسر واجمل وأرأف وارحم واليق بالعيد؟
قبل آلاف السنين وضع نبي مهلوس ساطورا على حلق إبنه المغفل بأمر من الذي في السماء فصار هذا تقليدا وفرضا على المسلمين.
على غرار المثل السائر : بالت حمارة فاستابلت أحمرة.
يا عاشقي السواطير هل هناك اله رحيم يأمر ابا بذبح ابنه ؟ أين ذهبت عقولكم يا مخرفين ويا مجانين ؟
ثم تتحججون وتبررون وتعللون متشبثين بحجة واهية غبية غيبية و تقولون:
أراد الله بهذا تجربة واختبارا لولاء الأب والأبن كليهما معا ؟ إمتحان؟!
أسالكم يا من لعبت بعقولكم سكرة الخرافات والغيبيات :
أليس إلهكم بعلام الغيوب – كما يدعي - ويعلم ما في الصدور؟ ألم يعلم ما في صدر ابراهيم؟ ألم يدرك ما في صدر إسماعيل ؟
تناقض في تناقض في تناقض.
مجازر وأعياد ، ضحكات وتعازي ، إحتفالات الأنسان ومآتم الحيوان، ضحكات فرح وسيلان لعاب وصرخات إستغاثة وسيلان دماء.
الدماء تسيل على الشوارع وفي الأزقة . وعفونة الجثث والمعيّ والمصارين تملأ الأرجاء وتزكم الأنوف.
وتتحول الساحات والأرصفة إلى الساحة الحمراء ، والمتنزهات مزابل ومذابح، وتستحيل الشوارع الى ميادين معركة حقيقية : واترلو ، قادسية ، قعقعاع ، حرب إبادة جماعية للدجاج والعليشيش وكل هذا في يوم عيد ، عيد البهجة والسرور والغفران والحب والرأفة والشفقة والتأخي بين الكائنات بإستثناء الحيوان والطيور.
إن الأحمِرة بلا شك والأتن لهي أسعد مخلوقات الأرض في تلك اللحظات . لا تجد مخلوقا أسعد من الأتان سوى الأنسان .
وهذه هي الأخوة الحقيقية.
ومن يشابه أخَه * فما ظلم !

--------------------------------------------

•(أخَه ) على لغة (النقص ) وهي لغة قوم بعينه . أما على لغة الجمهور فهي (أخاه) أي ( النصب بالألف) في الأسماء الستة أو على لغة من يعرب بحركات مقدرة على الألف ( على لغة القصر ) ، يقول إبن مالك الأندلسي في ألفيته :

من ذاك ( ذو) إن صحبة ابانا
وال ( فم) حيث ( الميم) منه بانا
(أب ، أخ ، حم ) كذاك و (هنُ)*
والنقص في هذا الأخير أحسن
وفي ( أب) وتالييه يندر
وقصرها من نقصهن أشهر


•( هَنٌ) بمعنى ( عورة) وفي الحديث ( من تعزى بعزاء الجاهلية الأولى فأعضوه ب ( هن ) أبيه و تكنوا . ) أي قولوا له بصريح العبارة :
( عضّ أيرَ أبيك . )











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - موروث وثني
ALP ( 2011 / 11 / 2 - 19:20 )
مقال جيد بامتياز

انتقلت طقوس تقديم الاضحية للالهة في الديانات الوثنية (للتقرب والخوف من غضبها ) الى الديانة اليهودية ، ففي هذه الاخيرة الله يحب ( الباربا كيو ) ولا يرتاح الا عندما تضرب رائحة الشواء في خياشيمه . وفي المسيحية رغم ان عيسى قدم نفسه كضحية الا انهم لم يستطيعوا ان يتخلصوا من هذا الوروث فاخذوا ينحرون للقديسين . ثم اتى الاسلام ليعود بطقوسه وبشريعته الى اليهوديه عدى تقليدهم حتى باكرام اللحى واهانة الشارب وهز الرأس عند قراءة كتابهم المقدس
الغريب تراهم عند الوفاة ينحر... عند الزواج ينحر ... عند النجاح ينحر ... عند الخروج من المستشفى ينحر ...عند خروجه سالماً من حادث ينحر ، عند كل مناسبة ان كانت سعيدة اواليمة فيجب عليه ان ينحر
في النهاية المصيبة تقع على رأس هذا الخروف المسكين


2 - من لطف القدار
نابيل محمد علي ( 2011 / 11 / 2 - 21:39 )
من لطف الأقدار ان يكون عيد المسلمين فيه ذبح للاضاحي حتى يحارب الفقراء بعض امراض سوء التغذية و لو لمدة قصيرة.اما ان تتحدث على من يذبح كبشا بأنه ارهابي فهذا ناتج من ذون شك من خوفك و رهابك من الاسلام.و أ تـمنى لك الشفاء العاجل مع كامل احترامي وتقديري للكاتب.


3 - الانسان يعيش على حساب حياة كائن اخر
حكيم العارف ( 2011 / 11 / 3 - 01:02 )
منذ البداء عندما شعر ادم بعريه البسه الله اقمصه من جلد ... وكانت بالطبع من جلود الحيوان ...

وقد اعجبنى تعليق احد الكهنه بقوله -الانسان يعيش على حساب حياة كائن اخر- يقصد بهاالذبيحه..
لذلك الحياة الروحيه استمدت من ذبيحة المسيح ...
طبعا تحتاج ان تفهم المسيحيه لتعرف كل هذه الدلالات..

ولكن المقال يتعرض لجانب اخر وهو طريقة الذبح والنظافه بعد الذبيحه ...
وهى التى تسبب الغثاءوالقرف من عملية الذبح نفسها.

لمن لايفهم مبداء الذبيحه ... هى تقدمه يقدمها الشخص لطلب المغفره..
ويمكن ان تكون من نتاج الارض (كالزروع والعشب)
و من نتاج الحيوان ..

الانسان ياكل كل يوم غذاءه من احدى او كل هذه الذبائح ... وبالتالى لاغنى عن الذبائح

طبعا مبداء اتباع السلف فى الذبيحه هو تنفيذ اعمى لما تعنيه الذبيحه نفسها ... وليس هو المقصود بالذبيحه ... لان رمز الذبيحه قد اعلن للمدعوين وفهموا رسالة تقديم الذبيحه ...

ولكن هؤلاء العميان الذين يمكنهم ذبح اى شئ قد يصل الى درجة هرس الناس تحت عجلات المدرعات كذبيحه لالههم هم مضلون ويكذبون على الناس وانفسهم


4 - فرياد: مجرد سؤال
محلل نصوص ( 2011 / 11 / 3 - 05:49 )
قبل أن نتناقش فى الموضوع هناك سؤال إفتتاحى إذا إقتنعت بإجابته سوف أجادلك فى أى موضوع يتعلق بالإسلام لا الأضحية فقط.
السؤال:
يبدو أنك غير مسلم فما شأنك بالإسلام ولماذا تهاجمه؟


5 - وما العيب في ذلك
علي سهيل ( 2011 / 11 / 3 - 13:39 )
تحياتي واحترامي
إني لا ادافع عن احد ويوجد ما أنتقده اكثر من هذا لان هذا النقد يخص الغالبية العظمى من البشر لانهم يتغذون على لحوم الحيوانات، اما بالنسبة لعيد الاضحى فالمسلمين اقل الشعوب استهلاكا للحوم ففي الغرب توجد مسالخ ومصانع تذبح يوميا اكثر ما يذبحه المسلمين في هذا العيد.
وما المشكلة ليذبحوا ما أرادوا من الحيوانات فالآن توجد ثلاجات ومصانع في السعودية وتوزع هذه اللحوم على الدول الفقيرة وقد قامت صناعات لتعليب هذه اللحوم ويتبرع بها للجميع.
فالايمان بالله ليس عيبا بل العيب في الانسان الذي يستغل الخالق لتنفيذ سياسته في استعباد واسترقاق الانسان لاخيه الانسان.
قبل ان تذبح بقرة غيرك المقدسة اذبح بقرتك اولا، لان هذا يخص ليس فقط المسلمين بل جميع الديانات التي توحد بالله، نعم المسيحيين لا يوجد عندهم اضحية لان المسيح هو الفادي وهو الاضحية التي سكب دمها على الصليب لنتصالح مع الله. ولكن المسيحيين اكثر الناس استهلاكا للحوم جميع انواع الحيوانات في البر والبحر.


6 - حرية الفكر
نزار حميد ( 2011 / 11 / 3 - 18:14 )
الى كاتب التعليق رقم--4-- من حق اي شخص ان ينتقد ما يشاء وفق السياق الموضوعي
وما ورد من قبلكم يحق للكاتب ان ينتقد -ما يشاء وا لسبب اظهار الحقيقه لذا فان النحر ممن الطقوس االتي تمارس في الحج قبل الاسلام - واستمرت للان حسب المصادر التاريخية -


7 - نزار: هل أنت محامى عام أو خاص؟
محلل نصوص ( 2011 / 11 / 4 - 16:55 )
وجهت سؤالى لكاتب المقال فإذا بك ترد بالنيابة عنه. هل أنت محاميه أو من ضمن بطانة الكفار؟
نعلم أن من المفروض أن هناك حرية رأى على الحوار المتمدين، لكنكم تسيئوون إستخدامها. الهدف النهائى هو الصالح العام، أنقد ما تشاء إنما التحفظ الوحيد هو أن يكون بناءا يفيد المجتمع بطريق ما.
لكنكم للأسف تتسترون تحت راية هذه الدعوى وتقطرون كراهية للإسلام لا غير.
لا أحب أن أخوض فى مناقشات جانبية وفى إنتظار رد الكاتب إذا كان فعلا يؤمن بحرية الفكر:
يبدو أنك غير مسلم فما شأنك بالإسلام ولماذا تهاجمه؟

اخر الافلام

.. المحكمة العليا الإسرائيلية تبدأ النظر في تجنيد -اليهود المتش


.. الشرطة الإسرائيلية تعتدي على اليهود الحريديم بعد خروجهم في ت




.. 86-Ali-Imran


.. 87-Ali-Imran




.. 93-Ali-Imran