الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عندما يصبح الإسلام سلعة مربحة

عمر بن صمادح

2011 / 11 / 4
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


الإسلام حاله حال كل الأديان يستخدم لإستعباد الناس و تسخيرهم لمصالح لا علاقة لها بالشعوب المغلوبة على أمرها. فمشائخ الدين يرون في الدين لغة قوية و مؤثرة ــــ وهي كذلك بلا شك ـــ يستطيعون من خلالها الوصول لأهدافهم سواء كانت سياسية أو شخصية. نفس المعضلة تواجه الوعاظ المسيحيين في الغرب, فالمسيحية سلعة رابحة تدر الملايين على الوعاظ و كلها من جيوب المرضى و المعذبين ممن يريدون معنى لحياتهم هذه. الإسلام بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر ليس هو الإسلام نفسه لدى الأميركيين. و أصبح المواطن شغوفا بمعرفة الفكر الذي دفع بتسعة عشر شابا لضرب برجي التجارة في منهاتن. من السذاجة القول أن التسعة عشر لم يكونوا مسلمين أو ليسوا "مسلمين حقيقيين" كما يروج المسلمين, ولكن من السذاجة كذلك القول أن دافعهم الوحيد و الأساسي كان تعاليم القرآن و نبيهم محمد و هو الذي يظنه عدد لا يستهان به من الأميركيين. هذا التصور الساذج و الجهل بسياسات الولايات المتحدة على مدى خمسين عاما مضت منها دعم الإسلاميين للتصدي لقوى اليسار العربية (على علاتها لكنها أفضل من الإسلاميين) هو مايجعل الإسلام و كل مايتعلق به سلعة رابحة في الولايات المتحدة. فأعداد "الهاربين" من جحيم الإسلام إلى جنة المسيحية و قصصهم تلقى رواجا في أوساط اليمين و الإسلاموفوبيين. أشهرهم "الإرهابي السابق" وليد شويبات و كمال سليم و غيرهم ممن يبيعون للأميركيين قصصا تداعب خيالتهم و كل الفانتزيا المصاحبة لفكرة البطل الأميركي مخلص العالم من الشرور. يقنعونهم لا إستنادا لأدلة علمية بل على مبدأ :" لقد كنت هنالك فأنا أعلم منك".

يقول كريس هيدجز في النيويورك تايمز:"لمعرفة و فهم أسباب مشاعر العداء لأميركا, علينا بالحوار معهم لا الإعتماد على "إرهابيين سابقين" يمجدون الولايات المتحدة و يتحدثون الإنجليزية بلكنة شرق أوسطية ثقيلة". قناة السي إن إن أجرت تقريرا عن المدعو وليد شويبات. يدعي شويبات أنه كان عضوا في منظمة التحرير الفلسطينية. مما جعله "مجاهدا" يكره اليهود و المسيحيين و يريد فرض الشريعة على العالم أجمع (هو مايظنه الأميركيون سبب هجمات الحادي عشر من سبتمبر). بغض النظر عن كون منظمة التحرير منظمة يسارية وليست جهادية مثل حماس. يقول شويبات أنه من أم أميركية و قام بإلقاء قنبلة على بنك إسرائيلي في بيت لحم. قامت السلطات الإسرائيلية بإلقاء القبض عليه وقضى في السجن مايقارب الثلاثة أسابيع حتى إطلاق سراحه لسبب أنه من أم أميركية. المشكلة الوحيدة أن البنك نفسه ينفي أي هجوم عليه و لا يوجد لدى السلطات الإسرائيلية أي وثائق تدين شويبات حسب السي إن إن و جيروسلم بوست. ليست المشكلة في إعتناق شويبات للمسيحية و خطاباته في شأن الإسلام بأنه شيطاني وعدد أتباعه المسيحيين الذين تجذبهم مثل هذه الخطابات و تشعرهم بالرضا عن ذاتهم. المشكلة تكمن في تبني الأجهزة الأمنية في الولايات المتحدة له و دعوته لـ"شرح الإسلام" لضباط الشرطة و الإف بي آي. التقارير الصادرة تقول أن الفلسطيني شويبات جمع مالا يقل عن خمس مئة ألف دولار من خطبه في الكنائس و الجامعات المسيحية فحسب! هذا عدى كتبه و التي تناقش نفس الفكرة. زميل شويبات سيمون ألطف, ألف كتاب " This is our Eden, This is our End" بالتعاون مع شويبات, يقول عنه:"أراد وليد أن يكون "إرهابي سابق" ليجمع الأموال. بكل بساطة". و لا يلام على ذلك أبدا نظرا للأجواء التي تحوم حول الإسلام و كل مايتعلق به في أميركا و أوروبا. و إذا ماقلنا بأنه تم العفو عن شويبات رغم إرهابه كون أمه أميركية, فما بال العولقي الأميركي كذلك؟ و الذي حوكم و قتل من أوباما دون شهود و دلائل تدينه. فهل كون المرء أميركي معتنق للمسيحية يمحي كل ماسلف؟ زكريا عناني, أحد أشباه شويبات يقول في سيرته الذاتية الموجودة على موقع شويبات:" كل مرة أقتل فيها شخصا, أحصل على نقاط لذلك حتى جمعت 223 نقطة". بمعنى أن هناك سفاحا قتل 223 شخصا و مازال حرا طليقا أمام مرأى و مسمع العالم أجمعه!
و أول مرة أسمع بنظام النقاط هذا عند الجماعات الإسلامية, أي خبير بهم ياليت يخبرنا إذا تكرم. و لك أن تتصور تأثير هذه الدراما على أميركي أحمق لا يحمل جوازا للسفر و يسمي بطولة كرة القدم في بلده ببطولة كأس العالم! و الآخر المدعو كمال سليم, و الذي يدعي أنه إبن "الوزير الأكبر" و هو منصب إسلامي معروف. أعتقد أن قصة "الوزير الأكبر" لا تحتاج تفصيلا و إسهابا لإثبات كذب ذلك الرجل. عوضا عن اللغة السطحية الساذجة التي يتحدثون بها. بريدجيت غابرييل, سيئة السمعة بدفاعها عن الكتائب المارونية و دورها في ذبح مابين 1700 إلى 2000 فلسطيني (بغض النظر عن أسباب الحرب و دوافعها, أفعال الميليشيات الفلسطينية لا تبرر قتل الأطفال و النساء) تقول :" الفرق يا أصدقائي بين إسرائيل و العرب هو الفرق بين التحضر و البربرية. الفرق بين الحق و الباطل (ماأشبه هذا الخطاب بخطابات الإسلاميين). هذا الذي نراه بوضوح على الساحة العربية. العرب بلا أرواح, كل هدفهم هو القتل و التدمير لأجل شي يدعونه "الله", و هو ليس الإله الذي نؤمن به. فإلهنا إله محبة". نعم لإن ذبح 2000 فلسطيني من النساء و الأطفال بشكل ممنهج و عن سبق الإصرار و الترصد أحد أشكال التعبير عن هذه المحبة المسيحية التي صدعت رؤوسنا.

في الختام إن هدف هؤلاء هو جمع الأموال على حساب جهل الطرف المتلقي. أصبح شتم و سب الإسلام صناعة مربحة من شأنه أن يزيل كل شكوك الأميركيين عن سياسة و حروب بلادهم في المنطقة, فالحرب لم تعد ضد "الإسلام الراديكالي" الممول من قبلهم و أصدقائهم بل غدت حربا ضد الإسلام. و ماأطولها من حرب..

المصادر:
1- CNN Anderson Cooper 360
http://ac360.blogs.cnn.com/2011/07/13/ac360-preview-ex-terrorist-rakes-in-homeland-security-bucks/

2- Chris Hedges
http://www.truthdig.com/chris_hedges

3- http://www.abrahamic-faith.com/False%20Christians/Walid.html









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - كتاب مفتوح
Faiz Polus ( 2011 / 11 / 4 - 19:14 )
لماذا دراسة تصرفات الافراد اليس لديك نصوصا يمكن الرجوع لها وفحصها ودراسة تاثيرها على السلوك البشري ام انك اخذ الدنيا من ورا على مقولة عادل امام حيث تاخذ تصرفات الاشخاص وتبني عليها الافكار حسب تخيلاتك المخزونة في لا وعيك المتاثر بالسلف اللاصالح و بنظرية الموامرة والاعداء اخيرا انت كتاب مفتوح من اول مقال لك فدعك من المكياج والاكسسوارات ولا تحاول التجمل فلقد خبرناكم جيدا وفهمنا خزعبلاتكم فلا تسقطها على الاخرين ٠٠٠٠


2 - Faiz
عمر بن صمادح ( 2011 / 11 / 4 - 19:21 )
ه الهجوم علي و على ماتريده أن يكون فكري ليس تفنيدا و لا إثباتا لأي شي. بل محاولة لتحجيم الكاتب و جره إلى نقاشات عقيمة مع مرضى نفسيين.
بالنسبة للنصوص فقد كتبت عنها في مقالي السابق و لكن ماعلاقة اي من هذا بكون وليد شويبات و زكريا عناني كذابين؟ ولم اكتب اي شي عن مؤامرة ولا عن سلف. انت الذي تتحدث عن مؤامرة هنا باتهامي انني سلفي بمكياج! ههههههه


3 - كيف تكون هذه التجارة مربحة؟
Amir_Baky ( 2011 / 11 / 4 - 19:33 )
للأسف الإسلام يتم تشويه من أصحابة ومن القاعدة فلو تجارة سب الإسلامة مربحة كما يدعى الكاتب فلن تكون هكذا. فالأفعال الإجرامية المتلفزة و العنصرية و الكراهية البغيضة التى يتفوه بها الإسلاميين تدمر من يتاجر بسب الإسلام.


4 - Amir
عمر بن صمادح ( 2011 / 11 / 4 - 19:43 )
لا أدري كيف تصرفات القاعدة تدمر من يسب الإسلام, بل هي تشكل مادة خصبة لهم.
الفكرة ياعزيزي هي أنهم كذابين يستغلون جهل المواطن الأميركي (المحافظ غالبا) لجمع الأموال و جعله يشعر بالارتياح أنه في الجانب الصحيح من التاريخ.
تبسيط الأمور إلى طيب و شرير هو ماأتحدث عنه, المسألة ليست فيلم باتمان!
و هل تعتقد أنه على الأجهزة الأمنية و الجيش استكمال حربهم على الارهاب وفق منظور مسيحي ضد مسلم؟ أميركا بلد ديمقراطي علماني لا يحوي دستوره دينا رسميا حسب معرفتي البسيط.
انت ترى اللغة المستخدمة من قبلهم مثل العرب بلا ارواح و يريدون تدمير العالم و الاسلام شيطاني لغة منطقية و عقلانية؟
هل فعلا تعتقد أن منفذي اعمال الحادي عشر من سبتمبر قاموا بذلك لمجرد أنهم أرادوا دخول الجنة و ممارسة الجنس مع اثنين و سبعين إمرأة؟
إذا كانت إجابتك بنعم, فلا تتوقع مني أن آخذك على محمل الجد...


5 - القاعدة دمرت تجارة من يسب الإسلام
Amir_Baky ( 2011 / 11 / 4 - 20:19 )
العالم لا يحتاج لمن يسب الإسلام الآن. فالقاعدة سبته بتصرفاتها و بدون تكلفة مادية. فتجارة سب الإسلام تجارة منتهية. وأعتقد هذا هو جوهر المقال


6 - Amir
عمر بن صمادح ( 2011 / 11 / 4 - 20:26 )
.... بالضبط, اهنيك على فطنتك


7 - العمالة والإنكشارية
محلل نصوص ( 2011 / 11 / 5 - 07:32 )
هكذا يتربحون على الحوار اللامتدين بالهجوم على الإسلام، العمالة. وهكذا يحاول إنكشارية الماركسية أن يجدوا لهم مكانا على الأرض بعد قبر على أكتاف الإسلام برص بذاءاتهم وحقدهم. نوع من التكسب. والله غالب على أمره.


8 - محلل النصوص
عمر بن صمادح ( 2011 / 11 / 5 - 13:41 )
اغلبهم ليسوا ماركسيين و لا يساريين. معظمهم من مسيحيي المشرق او من بعض هواة النواح و باستطاعتك معرفة فكرة مقاله من اول سطر يكتبه.. كلها آهات على حالنا و استخدام لصور و مصطلحات شعرية في محاولة بائسة لإقناع القارئ ان هناك فكرة او تحليلا عميقا لموقف.. . ينوحون في المواقع و لا يقدمون شيئا لمجتمعاتهم ثم يشتكون صعود الإسلاميين و فوزهم بالإنتخابات..
عموما , لا اريد القفز الى الإستنتاجات ولكن الملاحظ لنبرة خطاب هولاء اعلاه في المقال و بعض -المتنورين- احم عفوا اقصد المسيحيين هنا, يراها قادحة للاسلام بشكل غريب, ممجدة للمسيحية و اسرائيل, فاي مقال يتعرض لاسرائيل يلقى استنكارا و اتهامات -بالاسلامجية- او -العروبجية- و غدت الليبرالية العربية بسبب هولاء مرادفا لليمين المسيحي في الغرب. نفس لغته و نفس اسلوبه تماما و لا علاقة له بالليبرالية الإجتماعية تماما


9 - اضافات
عبد الله اغونان ( 2011 / 11 / 6 - 01:51 )
شكرا للكاتب فكرته ملاحظة لمن يرى
لايقتصر الامر فقط على وكالات المخابرات والحروب. بل هو عام في السينما يكفي ان تنتقد الحجاب اوالملتزم دينيا.في الروايات نماذج معروفة في الشعر
انتقد الاسلام تربح
اخرها قيام صحيفة فرنسية ساخرة باهانة خير البشر صلى الله عليه وسلم
طلبا للارباح وقد سبق وان ربحت الملايين من نشر الرسوم المسيئة.وليست السخرية من النبي الا قناعا ورفضا لنجاح حركة النهضة التونسية انها سخرية من الدمقراطية اذا اسلمت.رغم احتراق مكاتب الصحيفة فانهم رابحون من التعويضات وبيع النسخ الذي لابد ان يرتفع بكاء على حرية التبعير


10 - عبدالله اغونان
عمر بن صمادح ( 2011 / 11 / 6 - 17:38 )
شكرا لك عزيزي
انا ارى ان الاخوان المسلمين في تونس و تركيا (و اتمنى من الباقيين ان يحذو حذوهم) لا يختلفون تماما عن اي حزب محافظ في الغرب ولا اميركا و لا غيرها يقرر كيف تحكم شعوبنا .. ماهو شغلهم بالفصحى. فاذا كانوا يرون صعود قوى محافظة تعكس ثقافات الشعب العربي أمرا يحق لهم الخوض و التدخل فيه, بامكاننا فعل الشي نفسه و التركيز على القوى المحافظة لديهم..

اخر الافلام

.. خدمة جناز السيد المسيح من القدس الى لبنان


.. اليهود في ألمانيا ناصروا غزة والإسلاميون أساؤوا لها | #حديث_




.. تستهدف زراعة مليون فدان قمح تعرف على مبادرة أزرع للهيئة ال


.. فوق السلطة 387 – نجوى كرم تدّعي أن المسيح زارها وصوفيون يتوس




.. الميدانية | المقاومة الإسلامية في البحرين تنضمّ إلى جبهات ال