الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أشرف..رمز للمقاومة و حرية الشعوب 2

نزار جاف

2011 / 11 / 4
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


ان تتبع مسار و سياق الصراع بجانبيه المخفي و المعلن بين النظام الايراني و بين أفراد منظمة مجاهدي خلق المتواجدين في معسکر أشرف، بإمکانها أن تکشف للمتتبع و الفطن الکثير من خبايا الامور و تميط اللثام عن الکثير من الحقائق التي قد تکون خافية على غير الايرانيين لأسباب متباينة، وطالما ان النظام الايراني و من خلال الاحزاب و الشخصيات التابعة له في العراق، يسعى بکل جهده"في النهاية" من أجل إرساء نظام ديني مشابه و متطابق مع النظام السائد في إيران، فإن هذا النظام مضطر تلقائيا الى درء کل الاخطار و المخاوف التي تحيق بمشروعه الاستراتيجي البعيد المدى هذا، ولکون أن لمنظمة مجاهدي خلق تجربة واقعية على الارض مع هذا النظام و إصطدموا به منذ الوهلة الاولى"فکريا"، وسعوا لإقناع رؤوس التيار الديني و الخميني نفسه من أجل عدم إعلان نظام ولاية الفقيه الذي يمهد لدکتاتورية دينية ، وأدى ذلك الى دفع المنظمة ثمنا باهضا جدا کلفها الکثير الکثير بل وحتى وصل الامر أحيانا الى تهديد وجود المنظمة ذاتها لما بذله النظام من جهود ضخمة و جبارة من أجل القضاء المبرم عليها، وان الذي حذرت منه منظمة مجاهدي خلق في إيران من وراء تطبيق نظام ولاية الفقيه من مساوئ و أخطار، قد بات المتابعون و الناس العاديون يرونه بأم أعينهم، ومن هنا، فإن تأکيدات منظمة مجاهدي خلق المتکررة للشعب العراقي و مختف فصائله السياسية و الفکرية من مدى جدية و خطورة السيناريو الذي أعده نظام ولاية الفقيه للعراق، قد أثبتت الوقائع و الدلائل، من أنه ليس مجرد کلام في شبك، وانما کلام له جذور واقعية يمکن جدا الاستفادة القصوى منها. ولعل ان فرض العزلة على مسکر أشرف و إحکام طوق حصار مختلف الجوانب عليهم من جانب الحکومة العراقية بطلب و توصية خاصة من النظام الايراني، قد أتى اساسا بسبب من إنتشار الوعي السياسي بين الفئات و النخب و الشخصيات المتباينة التي حصل لها إتصال او تماس مع سکان أشرف، ولم يدر بخلد النظام الايراني يوما أن معسکر أشرف سيتغير ذات يوم الى قلعة للحرية للعراقيين أيضا رغم انها قد غدت منارا و رمزا للحرية و الديمقراطية في المنطقة و العالم بأسره، وان إفتضاح أمر النظام الايراني و کشف خططه و دسائسه المشبوهة لضرب العراقيين ببعضهم و إضعافهم من کل الوجوه من أجل جعلهم جسرا او مجرد وسيلة للوصول الى أهدافه، قد بات حقيقة و امرا واقعا بفضل سکان أشرف الذي نبهوا العراقيين و العالم الى المخططات القذرة و اللاانسانية للنظام الايراني بالربط بين الامن و الاستقرار في العراق من جهة، وبين برنامجه النووي من جهة أخرى، ويبدو أن صبر رجال الدين الحاکمين في طهران و قم قد نفذ تماما أمام ماقام و يقوم به سکان أشرف من عمل صادق و جهد دؤوب في فضح المخطط العدواني لنظام ولاية الفقيه، ولأجل ذلك لم يجدوا مناصا غير الإيعاز لرئيس الوزراء العراقي بإصدار أمر(غريب)و(مشبوه)بإغلاق معسکر أشرف في فترة أقصاها نهاية العام 2011، وهو أمر أثار المجتمع الدولي و مختلف الاوساط السياسية و الاعلامية و الحقوقية و الثقافية، حيث طالبت الحکومة العراقية بتغيير هذا الموعد و طعنت في قانونيته و حقانيته، لکن رئيس الوزراء العراقي الذي لايتمتع أبدا بروح المبادرة و المناورة في أية قضايا لها علاقة بالمشروع المشبوه للنظام الايراني في العراق، لم يکن سوى مجرد ببغاء يردد بإصرار ملفت للنظر تأکيده على غلق أشرف بنهاية العام 2011، من دون أن يکترث لکل الندائات و المطالبات الدولية للعراق، بل وان النظام الايراني وفي خضم حملة الاستياء الدولية من تحديد موعد محدد لإغلاق أشرف من جانب الحکومة العراقية، قام بإرسال وزير خارجيته علي أکبر صالحي الى بغداد في اواخر شهر تشرين الثاني(نوفمبر)2011، حيث کانت واحدة من النقاط الرئيسية التي طرحت على بساط البحث قضية أشرف والتي أکد فيها وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري (انه بحث الامر مع صالحي مؤكدا تصميم حكومته على تنفيذ قرارها بهذا الخصوص. وأشار إلى أن بلاده قد أبلغت الامم المتحدة والمفوضية الدولية لشؤون اللاجئين والاتحاد الاوروبي باغلاق المعسكر مع نهاية العام مراعاة لجميع الالتزامات الانسانية بهذا الخصوص.
وقال انه ليس هناك دولة في العالم تقبل بوجود جماعة معادية لها على أراضيها وتعتبر معسكرها ارضا محررة لان هذا الامر مخالف لكل الاعراف والقوانين الدولية. وأشار إلى أنه تم الطلب من السلطات الإيرانية إصدار عفو عن سكان المعسكر او قبول عودتهم الى بلدهم او ترحيلهم الى بلد ثالث.)(47)، ان هذا الکلام الذي ينطوي على تناقضات فاضحة و غريبة بحيث يفضح بعضه ببعضه، لايمکن لأي مبتدئ في السياسة أن لايدرك بسهولة الاهداف و المقاصد التي تحشر نفسها بين کلماتها، إذ ان إدعائه بأن(بلاده قد أبلغت الامم المتحدة والمفوضية الدولية لشؤون اللاجئين والاتحاد الاوروبي باغلاق المعسكر مع نهاية العام مراعاة لجميع الالتزامات الانسانية بهذا الخصوص.)، يناقضه ماسبقه من کلام عندما يقول انه(بحث الامر مع صالحي مؤكدا تصميم حكومته على تنفيذ قرارها بهذا الخصوص.)، أي ان الحکومة العراقية ستنفذ قرار الغلق بحلول نهاية العام من دون أن يشرح زيباري قصده من(مراعاة لجميع الالتزامات الانسانية بهذا الخصوص.)، إذ ان التنفيذ القسري و التعسفي للقرار و عدم الاخذ بنظر الاعتبار کل الندائات و المطاليب الدولية بتأجيل الموعد او تغيير، يلغي و ينفي بصورة تلقائية مراعاة الحکومة العراقية لجميع الالتزامات الانسانية. وعندما يقول زيباري في جانب آخر من کلامه انه(ليس هناك دولة في العالم تقبل بوجود جماعة معادية لها على أراضيها)، فإن هذا الکلام مناقض للحقيقة و الامر الواقع، إذ سبق وان أکد قادة منظمة مجاهدي خلق مرارا بأن عدوهم الوحيد هو النظام الايراني فقط وانهم لايعادون أي دولة أو جهة أخرى، فإن سعي زيباري للتلويح بهکذا زعم و في ظل التوتر الاستثنائي بخصوص معسکر أشرف، يحمل في طياته عبارات ستتوضح لاحقا مع تنفيذ القرار التعسفي و إعادة سيناريو أکثر دموية من ذلك الذي تم تنفيذه في 8 نيسان(أبريل)2011، کما أن مضي وزير الخارجية العراقي في کلامه الآنف بنفس السياق الذي يضمر شرا، قدما، وقوله(أنه تم الطلب من السلطات الإيرانية إصدار عفو عن سكان المعسكر او قبول عودتهم الى بلدهم او ترحيلهم الى بلد ثالث.)، فإنه وبعد هذا الکلام ليس هناك من معنى لما يؤکده زيباري مراعاة لجميع الالتزامات الانسانية، إذ ليس هناك أية معايير انسانية من وراء الطلب من حکومة دکتاتورية إصدار العفو عن معارضين لها في وقت تشهد فيه المنطقة سقوط النظم الدکتاتورية تباعا، وبدلا من تإييد سکان أشرف على موقفهم من نظام الاستبداد الديني، فإن زيباري(يتذلل)أمام رجال الدين و يطلب عفوهم عن سکان أشرف لأنهم(أي سکان أشرف)، قد إرتکبوا (أمرا إدا)!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تعمير-لقاء مع القس تادرس رياض مفوض قداسة البابا على كاتدرائي


.. الموت.. ما الذي نفكر فيه في الأيام التي تسبق خروج الروح؟




.. تعمير -القس تادرس رياض يوضح تفاصيل كاتدرائية ميلاد المسيح من


.. تعمير -القس تادرس رياض: كنيسة كاتدرائية ميلاد المسيح مرسومة




.. تعمير -القس تادرس رياض: كنيسة كاتدرائية ميلاد المسيح بالعاصم