الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بيان لرجل واحد مع النساء وضد الشريعة

عبد الحميد عبود

2011 / 11 / 5
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


لو سمع الطاهر الحداد وقاسم أمين الخبر فسيقومان من القبر ، إنه البند الأول من البلاغ رقم واحد ، المجلس الإنتقالي الليبي يعشمنا بتعدد الزوجات ، الثورات في النهاية تلتهم بناتها ، هذا يحصل غالبا، أنجزنا التحرير وتوقفنا عند الحرية ، خطوة للأمام وخطوتين للوراء ، تخلصنا من ظالم فوقعنا في الظلامية ، من الفادح للأفدح ، في الخضات الشرسة يعود المكبوت الديني بشراسة تنفلت الغرائز الدفينة ، لا مندوحة ، زمن ردة ورداءة ، داحس والغبراء وغار حراء ، تكويعة أللاوية نحو الأسفل، نحو الدرجة الصفر من العقل الوهابي ، أسفر الثوار التمرلنكية عن وجوههم وبدئوا يتمرجلون على (الحريم) العربي ، بدأ سماسرة الثورة في مضاجعة أرامل الشهداء ، خذ كلاشنكوف وهات جواري ، وليس في الأمر غرابة فالرجل فرض نظامه الأبوي انطلاقا من معطيات البرونز الخام ( السلاح) المرأة كانت دائما غنيمة حرب وضحية مثالية للأزمات والمصائب العمومية ،كانت سلعة في بازار النكاح ، الرجل الشرقي يُعتَبر ناقص رجولة اذا اكتفى بواحدة ، مهما غير جلده لا يغير جوهره ، ما زلنا في طور القبيلة ، وحنّه للسيف ، حنّه للخيل ، حنّة لل ...ك . النساء أضلع قاصرة، ناقصات عقل ودين ، وأقل أهل الجنة منهن وإذا دخلنها فوظيفتهن ان يتعاونن سبعين حورية على إسعاد ذكر واحد " هذا ما قاله لنا معشر الفحول ولم يقولوا لنا إن كان العكس صحيحا ، امرأة في لجنة تستمتع بسبعين ذكرا ، لديهم دائما مبررات ناقصة لتبرير علويّتهم الذكورية بِدونيَّة النساء ، الموت وقفٌ على الذكور في الحروب ، والترمّل وقفٌ على النساء ، والقليل الباقِ من الرجال عليه ان يستمتع بالكثير الباقِ من النساء ، معادلة بسيطة جدا ، واحد زائد واحد يساوي إحدى عشر ، هذه هي إحدى الأضرار الجانبية للحرب ، أرامل وثيّبات وأبكار ، لحم رخيص بالجملة ، مثنى وثلاث ورباع ، حَمِّلْ وشيلْ ، مجاناً، ابن باز أفتى بوجوب الجهاد الشرجي فصفِّروا العدّاد وانكحوا ما طاب لكم ، يا لقلة فروسيتكم يا شباب العرب ! يا لرخصكن يا بنات العرب ! كنتُ دائما أرفضُ التجنس بجنسية أوروبية لسببٍ غير بسيط ،أنني أريد حمْلَ عروبتي كما حَمَل سيزيف صخرته ، ذلك هو إحساسي بعار الإنتماء لحضارة تتحامل على النساء، وبأنني شريك في الظلم بذكورتي التي تجعل مني جزءا صغيرا من الخطأ الكبير ، حاولنا كثيرا مع النصوص المنزّلة تأويلاً وتجميلاً وبقى القبيح قبيحاً، كيف نستطيع تأويل آيات القوامة والنشاز والضرب والتعدد بشكل يتناسب مع حقوق الانسان والمساواة الجندرية ، مستحيل ، فسرها من اليمين للشمال ، نفس الشيء ، من الشمال لليمين ،عبثاً ، فسرها من فوق لتحت ، نفس النتيجة ، من هذا المنظور من ذاك ، بلا فائدة ، مأساة الإسلام انه كله مُنَزَّل من فوق يعني متحجر من تحت ، ولا فائدة من تفسير نفايات التلمود وميزوجينيته ، لا حقوق للإنسان في الإسلام وخصوصا إذا كان إنسانة ( حتى لغويا كلمة نساء ليس لها مفرد) الأنثى كائن نسبي ، مَعرّة ، بنصف روح ، آلة تفقيس وتفريخ ، اعتبَروها حرمة وحرَّموا عليها الحبّ وحرموا عليها السّفر بلا محرم ، حرموا عليها الملابس الداخلية واستخدام السيشوار ، حرموا عليها الانترنت بسبب خبث طويتها (لا يجوز لها فتحه إلا بحضور محرم مدرك لعهرها حسب فتوى الغامدي) المرأة اليمنية في جبال صُعدة لا زالت تُقرن بالنير مكان الثور ليُحرث عليها ، وبعد ذلك يأتي فقهاء الوهابية الذين عشّش القمل في ذقونهم ليذكرونا إن شريعتنا الغرّاء كرّمت المرأة وأعطتها كل حقوقها، لو سألتهم عن حكمة تعدد الزوجات لأجابوك " هذا أفضل من تعدد الخليلات" ، لو سألتهم عن مغزى قوامة الرجال على النساء لأجابوك "هل تريد قوامة النساء على الرجال ؟ لو سألتهم عن مغزى النقاب يرمون بوجهك جملتهم الجاهزة " عايزها تلبس مايوه وبيكيني ! أترضى هذا لأمك وأختك !" هكذا هم الصلاعمة ، أجوبتهم تغتال السؤال ، لا منطق عندهم سوى منطق الإسلام نفسه " لا ترفع عصاك عن أهلك، وإذا صاحت الدجاجة صياح الديك فاذبحوها " ، جعلونا مسخرة الأمم، حتى ليبيريا تحكمها امرأة وحريمنا لا يحق لهن الانتخاب ، الروسية تقود مكوك فضائي والإسرائيلية تقود طائرة فانتوم ، بينما الحرمة الخليجية لا تقود سيارة، لا شك أن ألّلْاه خلق الشعوب الأوادم من قدام إلا نحن العربان خلقنا من وراء ، هؤلاء الفقهاء يتسللون إلى عقولنا بالمكر والغباء، ونحن نصدقهم لأننا لا نجرؤ على تكذيبهم ، فالعبودية إدمان ، القديس أوغسطينوس الذي ولد على بعد فشخات من طرابلس الغرب برّر عبودية العبيد ، عندما ألغى لنكولن الرِّقَ رفض أغلبية زنوج أمريكا حريتهم ، عندما ألغى بورقيبة قانون تعدد الزوجات عارضته معظم الحريم التونسيات ، الإنسان بطبعه يخشى الحرية ، مهما تطور يظل منحازاً إلى بدائيته، أيتام ابن تيمية الخليجيون هم الذين أًصّلوا للدعارة الحلال في جمع أربع حريم في حرملك واحد ، يريدون ضم ليبيا إلى مجلس التعاون الخليجي لأنها محتوية على كل المكونات الخليجية ، قبائل وبداوة وتخلف وصحراء وبترول ، وقلة بشر قياسا بحجم الثروات ، والأدهى من كل هذا أن المثقفين العربان ( ألّلاهْ يستر عليهم فهؤلاء حريم من نوع آخر ) هؤلاء الكتبجية وشعراء البلاط يشاركون في الجريمة بصمتهم ، طنّشْ تَعشْ ، عوّدونا على الالتزام الرخو ، مع القيادة والشعب ، مع الشعب ومع وذباح الشعب ، مع الشريعة ومع المرأة ، عظايا متلونة تقف دائما مع الحيط الواقف ، موقف اللاموقف ، كل هذا معلوم ومسلَّم به ولكن دعونا نرجع للحريم الإناث ، يا غارة الله! كيف يمكن لسلب الإرادة أن يكون؟ أيُعقل أن يجمع رجل واحد بين أربع زوجات ، ان يفتض كهل ستيني مخلّع الأوصال بكارة طفلة عمرها تسع سنوات ! سحقاً لهكذا شريعة تسحق النساء وتهدر آدميتهن ، انها لشريعة غاب ، أعْدمُ من العدم وأجْهلُ من الجاهلية ، صومال شاسع ممتد من طنجة لجاكرته ، لتذهب الشريعة ومن شرعنها إلى مزبلة التاريخ ( وأنا أعني حرفيا ما أقول ولا أتكلم مجازا) ، لتسقط الشريعة في التقادم ومعها معظم آيات القرآن كالنشوز والتعدد والقوامة والإرث ومعاملة "الذمي" ، الشريعة إذ تشرعن لقوامة الرجال على النساء فهي تكرِّس قوامة الأمريكان على العربان ، هي حليف غير مباشر للاستعمار الذي استقوى علينا بضعفنا ، بشريعتنا، الشريعة تجافي العصر وليست صالحة لكل زمان ومكان وإنسان، تطبيقها اليوم يعني الصوملة والطلبنة والوهبنة ، الشريعة بألغائها المرأة ألغتْ نصف المجتمع ، ألغتْ المجتمع برمَّته ، المرأة مستقبل الرجل ، هي الشريان الحي للحياة ، هي كل الحياة ، الحرية لا تتجزأ وهي مؤنثة لغويا ، وكل ما لا يُؤنّثْ لا يُعوَّل عليه ، أن تكون حرا يعني أن تريد الحرية للآخرين ، للأخريات ، نعم ان الطبيعة أوجدتني ذكرا ولكن ذلك لا يمنع من أن أرفع صوتي مع نساء ليبيا ضد المجلس الانتقالي القراقوشي ، لا لتعدد الزوجات ولا للحرملك ، أرفع صوتي مع الحريم الفلسطينيات والأردنيات ، لا لجرائم الشرف ، أرفع صوتي مع حريم العراق ولبنان ، لا لزواج المتعة ، أرفع صوتي مع حريم البلاد المنكوبة بالنفط ، إصحي أيتها الحرمة الخليجية الماكثة في الحرملك ، كفاية عار ومصياف مسيار ، إن صمتتي مخوزقة، وإن تكلمتي مخوزقة، إذن تكلمي وتخوزقي، أكتبي مصيرك بيدك ، هل تنتظري ان تقيم أمريكا منطقة حظر جوي فوق رأس كل ذكر عربي ؟ المسألة إرادة فقط ، البوعزيزي أسقط ثلاثة عروش بمحرقته الرمزية ، أضرمي نارِك في عارك ووزّعيه على الجميع ، احترقي حتى الثمالة، ألف عنقاء ستنبعث من رمادك ، أشعليها نارا مجوسية ، في الساحة العمومية ، في سجن النساء ، في الحرملك والسلملك ، اذا لم تحترقي أنتِ ولم أحترق أنا فمن يضيء الظلمات !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - منك لله...نكئت الف جرح....
aichaMchi ( 2011 / 11 / 4 - 21:54 )
وانا أقرأ مقالك الشجاع والجريء على مآساتنا نحن النساء في العالم العربي والاسلامي....شعرت كأني كل تلك النساء...تمنيت ان أنهض ومعي آلاف النساء لنعلنها ثورة على من يريد اغتصاب حقنا في الحياة ..وفي امتلاك أمرنا وجسدنا وقرارنا...من يريد اغتصاب حريتنا في ان نكون نحن..وليس غيرنا..ولكني وجدتني محاطة بنساء هم قبل الرجال ركبهم الجهل الى العنق...فمتى ..متى ستعي المرأة انها انسان ...؟؟؟ تحية لك..وآه لنا


2 - مع الرجل الواحد
Abbas mohammed ( 2011 / 11 / 5 - 05:14 )
لا اعتقد ان (الثورات الشعبية)في البلاد العربية ستحل مشاكل العرب.لانها ثورات سياسية وليست ثورات اجتماعية او دينية او اقتصادية في مجتمعات عشائرية وقبلية واثنية .كما ان ثوب الديمقراطية الغربي سيزيد الفوضى .والسؤال الذي اودطرحه هو:لماذا دول الخليج تدعم عمليات التغيير والديمقراطية في كثير من الدول العربية ولاتدعمه في دول مجلس التعاون الخليجي؟؟


3 - الله يكون فى عونك يا اختاه
جورج باتستا كامين ( 2011 / 11 / 5 - 06:22 )
الاستاذ: عبدالحميد عبود. يقول المثل العربى( هل يصلح الظل والعود اعوج؟)
لا و الف لا, فهذه هى ماساتنا فى الوطن العربى الذكورى حتى النخاع.
بالله عليك يا اخى, باى منطق تدعوا الى تحرير المراة واحترام انسانيتها. اذا كان انتهاك حقوقها يتم باسم الدين والشريعة؟
صدق الشاعر نزار قبانى حين قال:
و زورنا كلام الله بالشكل الذى ينفع** ولم نخجل بما نصنع
عبثنا فى قداسته** ونسينا نبل غايته
ولم نذكر سوى المضجع** ولم ناخذ سوى زوجاتنا الاربع
ولك اجر الاجتهاد اخى. وتقبلى اعتذارنا وتوبتنا اختى


4 - سستاين
حسنى عرفى ( 2011 / 11 / 5 - 12:35 )
الاستاذ المبجل عبد الحميد
لا حياك الله ولا بارك فيك..ولكن تحياتى اناوتبريكاتى انا وكل اعضاء وزوار الحوار المتمدن,مقالك ساحق ماحق شافى ووافى بحيث انى اردت ان اعلق عليه ولكنى عجزت لأنى رأيت ان كل ماسوف اضيفه لن يعنى سوى بعض الرسومات الرديئه التى رسمها هذا الرسام الذى جائوا به بعد موت مايكل انجلو ليكمل العمل فى سقف الكتدرائيه الشهيره..ارجوك استمر


5 - الثورات في النهاية تلتهم بناتها
نهى سيلين الزبرقان ( 2011 / 11 / 6 - 18:36 )
الاستاذ: عبدالحميد عبود ، مقالك رائع ..رائع ، انها حقيقة المرأة العربية ، كل مأتت ثورة التهمتها، ابان حرب التحرير ناضلت الجزائريات مع اخيها الرجل لكن بعد الاستقلال جعلها اخوها مواطنة من الدرجة الثانية وسن قانون العائلة المستمد حرفيا من الشريعة الهدامة لحقوق المرأة. المرأة لابد أن تقوم هي بثورتها وكما قلت - أضرمي نارِك في عارك ووزّعيه على الجميع ، احترقي حتى الثمالة- ، فلتظرم المرأة النار في الشريعة والتقاليد البائدة ...تحية لك


6 - وانا ايضا اضم صوتي
محمد مختار قرطام ( 2011 / 11 / 7 - 07:10 )
تحية تقدير لك ايها الكاتب الحر
نعم يجب على المرأة ان تثور فمنذ ظهور اول النقم ( الدين ) والمراة تعيش كالبهائم تباع وتشترى وكانوا يتبادلونها ويهدونها لامراء المؤمنين والحكام هكذا ظلت المرأة الى يوما هذا . اقراء عن موسى بني نصير عاد من الاندلس ومعه 300 الف جارية او 30 الف وتم اهداء الخليفة الخمس حسب الشرع اقراء عن الفتوحات الاسلامية كان اول شئ يبحثون عن المرأة ويخطفونها من اهلها وزوجها واولادها ويرسلونها الى الخليفة امير المؤمنين ليتمتع بها ومن بعد يهديها الى امير اخر وهكذا حتى تباع في الاسواق لمن يريد المتعة اقراء في كتاب الامام الشافعي عن جواز نكاح وتفخيد الرضيعة . انه الشرع استاذي فلا تقل شئنا فان الشرع شاء

اخر الافلام

.. الكشف عن وجه امرأة -نياندرتال- عمرها 75 ألف عام


.. المشاركة أمال دنون




.. المشاركة رشا نصر


.. -سياسة الترهيب لن تثنينا عن الاستمرار باحتجاجاتنا المطالبة ب




.. لبنى الباسط إحدى المحتجات