الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وردة السلفيين وخرفان الإخوان

أمنية طلعت

2011 / 11 / 5
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


رغم جمال الوردة وعطرها الزكي -هذا إن كانت الورود تفوح عطراً هذه الأيام – إلا أنني في الحقيقة أرفض أن يتم الإشارة إلى كياني البشري بوردة ملقاة في صورة، فالوردة على جمالها، عمرها قصير وتأثيرها في الكون محدود، ولا يتعامل معها سوى صنفين من البشر، إما الرومانتيكيين السابحين في فضاء غير ملموس، وإما النصابين الذي يستخدمونها لتغطية أفعالهم الدنيئة. وشكراً أيضاً لمن قد يستبدل الورد بالجوهرة أو سبيكة الذهب أو غيرها من المعادن والأحجار النفيسة، فأنا أرفض أن يتم استبدال جسدي بأشياء مهما غلى ثمنها لأنني لست شيئاً، أنا امرأة وأمتلك جسداً، إذا لم يستطع الرجال أن يواجهوا ذلك الجسد بتحضر، فليذهبوا إلى الجحيم، أو ليبحثوا عن عالم لا يوجد فيه نساء، أو يعيدوا عقارب الساعة إلى الوراء، حيث كانت المرأة تُباع وتشترى في أسواق النخاسة، أو يذهبوا ليحصلوا على دروس في علم الأحياء ليفهموا تشريح جسد المرأة وتطمئن هواجسهم لكونه جسداً بشرياً من لحم ودم، يتعرض لكل ما قد يتعرض له جسد الرجل، من مرض وشيخوخة وتشوه في حالة الحوادث، وأن المرأة تأكل وتشرب وتمارس فن الإخراج في المراحيض العامة والخاصة، وأنها مثل الرجل تستيقظ صباحاً وهي تكاد ترى أمامها شبراً، مغمضة العينين وعابسة الوجه، وأنها تغضب وتفرح وتثور وتهدأ، وأنها عندما تموت يتحلل جسدها ويأكله الدود، تماماً مثل الرجل. جسد المرأة لا يختلف عن جسد الرجل وإن كان جسد المرأة مثيراً في أعين الرجال، فجسد الرجال مثيراً أيضاً في أعين النساء، وكما للرجال شهوة، فللنساء شهوة أيضاً ...وبالتالي على حزب النور إن أراد أن يمالئ السلطة ويضع في آخر قائمته وردة ليذروا بها الرماد في أعين قانون الانتخابات، أن يضع صورة تلك التي من المفترض أن نفكر في منحها صوتنا، أو فليستبدل صور الرجال بحزم من الفجل، ليكون لدينا قائمة انتخابية تتكون من عدد من ربطات الفجل إضافة إلى وردة ...وليتقبل الله منا ومنكم يا حزب النور.
أما الإخوة الإخوان أصحاب "سحب الخرفان" العظيم، فلا أدري كيف بالإمكان أن أوجه لهم ألف تحية، وهل يجب علي أن أوجه لهم هم التحية أم للمجلس العسكري، أم لحكومة شرف الموقرة. فحتى الآن الإخوان المسلمين ورغم تكوينهم لحزب سياسي معترف به رسمياً، إلا أن الجماعة نفسها بكافة أجنحتها العسكرية والاجتماعية والاقتصادية وغيرها، مازالت قائمة، بل تم الإشارة إلى حزب الحرية والعدالة، باعتباره الجناح السياسي للإخوان، وبالتالي أصبحنا في مصر نواجه جماعة الإخوان التي لا ندري في حقيقة الأمر إن كان تم تسجيلها رسمياً في وزارة التضامن الإجتماعي أم مازالت كياناً محظوراً، أم تحولت إلى كيان فضائي؟، وكذلك حزب الحرية والعدالة. ورغم أنه من المفترض أن سياسة الأخوان تُلعب في أروقة الحزب، إلا أن الفصل بين أنشطة الجماعة والحزب تكاد تكون مستحيلة، فمسابقة السحب على الخرفان التي أقامتها الجماعة الموقرة في يوم وقفة عرفات في الخامس من نوفمبر، قامت بها باعتبارها واحدة من أنشطتها الخيرية بمناسبة العيد الأضحى المبارك، أعاده الله عليكم وعلى جميع المسلمين بخير، وكل سنة وأنتم طيبين والناس محتاجة تاكل لحمة والغلابة في البلد ما أكثرهم، وكلهم في عرض كيلو لحمة، فما بالك بخروف!
هذه المسابقة المتطورة والعالمية والتي يواجهها المصريون الغلابة في الأحياء الفقيرة لأول مرة، لا يمكنني أن أستبعدها وأغمض عيني وأمارس فن البلاهة وأقول أنها نشاط خيري لا علاقة له بالانتخابات، بل إن الأمر في صلب الانتخابات، لكن تقوم به جماعة الإخوان بمعزل عن الحزب السياسي، الذي يظل بكيانه المستقل بعيدا عن ممارسة الدعاية الانتخابية بربطها بالدين، لكن بالطبع الجماعة نفسها رفعت عن كاهله هذا العبئ وربطت الدين بالانتخابات للتأثير في أصوات الناخبين خاصة في الأحياء الفقيرة.
بإمكانكم الآن أن تتساءلوا لماذا وجهت تحية إكبار وإجلال للإخوان المسلمين وحكومة شرف الموقرة والمجلس العسكري العظيم؟ والإجابة بسيطة فتحيتي للإخوان، لكونهم أذكياء يعرفون كيف يسددون الهدف، فهم أسسوا حزباً سياسياً يخترقون به عالم السياسة والمناصب في مصر، في حين الجماعة مازالت قائمة تمارس نشاطها الدعوي والعسكري والخيري وتخدم به الحزب وانتشاره بين الناس بشكل غير مباشر وبدون أي اختراق للقانون. أما تحيتي لحكومة شرف والمجلس العظيم، فلكونهم حتى الآن لم يفكروا في إلزام جماعة الإخوان المسلمين بأن يكونوا جمعية رسمية. فأمام القانون مازالت الجماعة محظورة، لم يحاول أحد لا من الإخوان ولا من الحكومة استئناف الحكم القضائي بحظرها، ومن ثم انخراطها في العمل الاجتماعي كجمعية دعوية خيرية يجب أن تتبع وزارة التضامن الاجتماعي ويتم محاسبتها ومراجعة ميزانيتها من قبل الوزارة والجهاز المركزي للمحاسبات، وإلزامها بكافة الضرائب اللازمة.
من هذا المنطلق أعلن لكم أيها الإخوة في الوطن المنهوب والمسفوك والمنتهك، أنني نزعت عن فمي "الريالة" منذ زمن ...فماذا عنكم ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تحية اكبار واجلال
jaafer tiqadine ( 2011 / 11 / 5 - 17:26 )
تحية نضالية انهم معروفون بمرجيتهم الظلامية الاقصائية الانتهازية ومعروفوفون بالمداهنة واستغلال اي ظرف من اجل التسلق ولو على جثث الابرياء
ان الطريق امام مصر شاق وتغمره الاشواك والتي تتجلى في الاخوان بمرجيتهم السالفة الذكرو حكومة شرف الموقرة والمجلس العسكري صنيع مبارك فهذه الكماشة الثلاثية المخالب المغروسة في جسم وطننا الحبيب هي التي تعيق اي تقدم بالمناسبة اننا في المغرب لنا اليقين ان الكابوس سيزول عن المحروسة
لكم مني الف تحية ودوما الى الى الامام


2 - ..تحرر المرأة
أكرم سعيد ( 2011 / 11 / 5 - 18:23 )
تحية طيبة أمينة طلعت؛ كتبتي كليمات جميلة تقولين - فأنا أرفض أن يتم استبدال جسدي بأشياء مهما غلى ثمنها لأنني لست شيئاً، أنا امرأة وأمتلك جسداً، إذا لم يستطع الرجال أن يواجهوا ذلك الجسد بتحضر، فليذهبوا إلى الجحيم، أو ليبحثوا عن عالم لا يوجد فيه نساء، أو يعيدوا عقارب الساعة إلى الوراء، حيث كانت المرأة تُباع وتشترى في أسواق النخاسة، أو يذهبوا ليحصلوا على دروس في علم الأحياء ليفهموا تشريح جسد المرأة وتطمئن هواجسهم لكونه جسداً بشرياً من لحم ودم، .. - . برأي إن تحرر المرأة و ضمان حقوقها في المجتمع ، خطوة هامة الى أمام ،.. أن تحرر المرأة و مساواتها مع الرجل في كل الميادين و الجوانب الحياة هو القياس تقدم المجتمع ، لكن تحرر للمرأة و تحررللمجتمع ككل مرطبتة بالتحرر الطبقة العاميلة .. مع شكري لكي


3 - صدقتِ واجدت
سامر عنكاوي ( 2011 / 11 / 5 - 23:59 )
الفاضلة امنية طلعت, السلفيين والاخوان المسلمين لاعلاقة لهم بالانسان, والانسان بالنسبة لهم هو مشروع وصولهم الى الحوريات والغلمان وانهار الخمر وبالتالي هم كما شخصتيهم لا علاقة لهم بمشاعر المراة وبمطالب الانسان, ويعملون على رشوة الله عن طريق قمع الانسان وتسبب الالام له وتطبيق اردة الله بالرغم من ارادة الانسان لاشباع شبقهم الجنسي البدوي
فالويل الويل لشعب يحكمه اسلاميون, والعراق نموذجا حيث المراة في البرلمان كيس اسود يتحرك او جالس على كرسي, وقبله طالبان افغانستان حيث كانت المراة خيمة تتنقل وتقتل بدم بارد على الشك فقط
شكرا على مقالك التنويري


4 - شكرا على المقال
ناديه احمد ( 2011 / 11 / 6 - 09:38 )
لقد أثرت بالفعل موضوع فى غاية الاهمية . فجماعة الاخوان لاتزال حتى الان تعمل فى الظلام ولا يعرف عنها احد اى شىء وحتى اعضاء الجماعه نفسهم لا يعرفون عنها كل شىء . ولكن فى موضوع سحب الخرفان فأن دعاة السلفيه يتميزون فيه بأقتدار .


5 - الإخوان و السلفيون و السلطة
أمجد المصرى ( 2011 / 11 / 6 - 17:07 )
الجماعة محظورة قانونا و الحكومة تتعامى و تتركها تمارس أنشطتها و تفتتح مقرات لها دون رقيب على مصادر التمويل و أوجه الصرف و مقداره ، و مسابقة السحب على الخروف فهى عكس الثوابت التى بموجبها حرمت الجماعة جوائز شهادات الاستثمار باعتبارها ميسر ....... أما وردة السلفية فهى لطمة على وجه المجلس العسكرى و الحكومة و لجنة الانتخابات ، لم يعترض أى منهم عليها ، تحياتى


6 - من يثق فى الاخوان كمن يثق فى الشيطان
عوض حامد ( 2011 / 11 / 7 - 09:48 )
الوقت الحالى هو اخطر مرحلة تمر بها مصر فى العصر الحديث ..حتى وقت النكسة كنا نعرف ان لنا عدوا وسياتى اليوم الذى نزيل فيه اثار النكسة ونقوم من جديد ..لكن الخطر الحالى مستتر وراء الدين لابسا اقنعة كاذبة لخداع غير المثقفين والفقراء وهم كثيرون ..وهم يراهنون على دكتاتورية صناديق الانتخابات متجاهلين شروط الديموقراطية الليبرالية وهى احترام حقوق الانسان-حتى ولو كان فردا واحدا- كما اقرها اعلان مبادىء حقوق الانسان العالمى ..هناك الكثير من الاخطاء من رشوة الانتخابات والعيد تحت ستار اعمال الخير ..التمويل السخى والخفى لكل ماهو له علاقة بالسلفيين والاخوان ..الالتفاف على كل شىء حتى يتمكنوا من الوصول الى هدفهم وعندها سيكشفون عن وجههم الحقيقى ولكن اخشى ان يكون الوقت قد فات ودخلنا الى العصور المظلمة من اوسع الابواب .اصرخى معى . يا سيدتى لعل احدا بسمع ويستيقظ فمن يثق فى الاخوان كمن يثق فى الشيطان. فالدولة الدينية دولة عنصرية.


7 - تحياتي اليكي
دعوة للحب والسلام ( 2011 / 11 / 8 - 17:41 )
تحياتي لكي يا امينة طلعت
انتي قلتي ما تريد ان تقوله اي امرأة
طبعا الكل يعرف من هم الاخوان المسلميين ومن هم السلفيين وكل الحركات الدينية الان وهم يعرفون ان تلك الحركات تريد ان تجبر المصريين علي العيش في ظلام الجهل والتخلف وزمن العبيد والرق والجواري وكل ما يهم هؤلاء الجماعات هو الوصول لكرسي الحكم الذي يعتقدون انهم سيجعلوه حكم وراثي وحولهم الجواري والغلمان وينالوا خمس اموال الشعب بأسم الدين والشرع

كان لي قريب من الاخوان وصدقيني يا عزيزتي هو اكبر لص ونصاب

وهو تعلم السرقة والنصب علي المساكيين من جماعات الاخوان المسلميين
الشئ الذي لايعرفه الاخوان ان الزمن اختلف عن الماضي
حتي لو اخذوا الحكم سيكون نهايتهم بأيدي شباب مصر

لان شباب مصر مثقف ومتعلم اكثر مما يتوقع الاخوان

انا علي ثقة ان الاخوان سوف تأخذ الحكم عن طريق اطعام الفقراء

وعن طريق اشباع الطماعيين في جنيه او اكثر

لكن انا ايضا علي ثقة ان العلم والنور دائما يقتل الجهل والظلام

ولن يتحمل الشباب المصري لكي يدخل عالم الظلام الذي يريد ان يفرضه عليهم الاخوان وايضا السلفيين

اخر الافلام

.. القبض على شاب هاجم أحد الأساقفة بسكين خلال الصلاة في كنيسة أ


.. المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهدافها هدفا حيويا بإيلا




.. تونس.. ا?لغاء الاحتفالات السنوية في كنيس الغريبة اليهودي بجز


.. اليهود الا?يرانيون في ا?سراي?يل.. بين الحنين والغضب




.. مزارع يتسلق سور المسجد ليتمايل مع المديح في احتفال مولد شبل