الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الله يتضور جوعاً

علي الخليفي

2011 / 11 / 5
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


الله يتضور جوعاً على أطراف ممالكه المؤمنة ولا تفلح ملايين القرابين التي تُقدم له وبإسمه في يوم الذبح العظيم هذا في إنقاذه, لاتفلح كل هذه القرابين في إسكات صرير أمعاءه الإلهيه الذي يتصاعد, ويتصاعد, فيملأ فضاءات سماواته وأرضه وتسمع صوته كل مخلوقاته الآدميه والغير آدميه, ولاتعصم من سماع صوت ذاك الصرير إلا أذان عباده من المسلمين الذين طغت أصوات ضحكاتهم وصخب أفراحهم بالأعياد على صوت صرير أمعاءه البائسة.

يتصاعد صرير أمعاء ذاك الإله البائس فيتحول إلى حشرجات تغص بها حناجر عشرة ملايين إنسان مُعرضين للإنقراض على مرمى حجر من حدود ممالكه الله المؤمنة والشديدة الإيمان, وتطغى على أصوات تلك الحشرجات أصوات المُهللين والمُكبرين الذين يطوفون ببيته المُكفن بالسواد ,ويتقاتلون على مصافحة يده القُدسيه وتقبيلها بتقبيل ما تبقى من قطع بحجم بعر الآرام من حجر نيزكي متفحم تقول وصايا من وضعه هناك أن من صافحه فقد صافح الله.

أنهار من الدماء تجري في كل مكان من ممالك الله المؤمنة ,ملايين من الخراف تُجز أعناقها في هذا النهار ,وعشرات الملايين من أطنان اللحم تغص بها بيوت وكروش المؤمنين الأتقياء بينما عشرة ملايين إنسان يواجهون الموت ولا يحتاجون إلا لشربة ماء نظيفة أو قطعة خبز لتحفظ لهم حياتهم.

يصرخ الله في سمواته .. جُعت فلم تطعمني ومرضت فلم تعدني , ويظل يتلوى وهو يردد تراتيله تلك التي يتلقاها عنه الخطباء والفقهاء ليعيدو إلقاءها على مسامع المؤمنين به من على منابر الإيمان دون أن تطرق قلب أحد منهم , ولا يجد ذلك الإله من عباده المؤمنين الأتقياء من يستجيب لتضرعاته في حين يهب الكفرة والملاحدة الذين لايؤمنون بوجوده لنجدته ولإطعامه وسقايته وتطبيب جراحاته الكثيرة , ودون أن يسألوه أن يمنحهم مقابل ذلك أنهار خمره أو عسله أولبنه التي تجري من تحت جنته.

ـ في دراسة أُجريت في رمضان الماضي عن معدل إستهلاك اللحوم في دولة آل سعود المُقدسة ,أتضح أن كل أسرة تذبح من أربعة إلى خمس خراف في أسابيع الصيام الأربعة تلك, ويمكن تعميم هذه النتيجة على بقية مشيخات الخليج وبعض الدول الأخرى الشبه موسرة من بلاد الإيمان .
في يوم التضحية هذا الذي يعده المؤمنون عيد لفداء الإنسان يُقدم أكثر من مليوني حاج أكثر من مليوني ضحية لأتمام مناسكهم المُقدسة, ويُجز عنق خروف واحد على الأقل في كل بيت مؤمن يمتلك القدرة على ذلك ,ولو قمنا بحسبة بسيطة لنعرف المبالغ المدفوعة كثمن لهذ الأضاحي لأدركنا أن هذه الأمة المؤمنة كان بإمكانها بالتخلي عن قليل من أنانيتها ,وبالتخلي عن الكثير من عبطها, وبتركها لعادة تقديم القرابيين المتوارثه من عصور الجاهلة , كانت تستطيع إنقاذ أرواح عشرة ملايين إنسان من بني البشر .

بلايين الدولارات ينفقها هؤلاء الحجيج لمتابعة القيام بعادات جاهليه متوارثه عن أعراب قريش , بلايين الدولارات تدخل خزائن آل سعود المتخمة لتزيدها تخمة ,لو تخلى هذا المؤمن عن قليل من إيمانه اللعين لصالح إنسانيته التي غيبها إيمانه هذا , فهذه البلايين كانت قادرة على إحياء أنفس عديدة تموت الأن وفي هذه اللحظة بينما يتبادل المؤمنون القبل والتهاني بالأعياد, ويعود أولائك الحجيج فرحيين بمغفرة ذنوبهم وبعودتهم إلى بيوتهم مُطهرين من الذنوب كيوم ولدتهم أمهاتهم ,دون أن يدركوا الحقيقة وهي أنهم فعلاً يعودون كيوم ولدتهم أمهاتهم ولكن ليس بخلاصهم من الذنوب بل بخلاصهم من عقولهم.تلك العقول التي سولت لهم أن يتكبدوا المشاق ويبدلوا الأموال لأجل التمسح بحجارة بيت بناه طواغيت بني مروان, تاركين وراء ظهورهم أمم بأكملها تكاد تفنى جوعاً وعطشاً .

منظمات الإغاثه الدوليه تستجدي عدة ملايين من الدولارات لتتمكن من الإستمرار في برامجها الإنقاديه ولا تحصل سوى على الفتات ويجد العاملين فيها أنفسهم أمام خيارات مُرّة تجبرهم على إختيار منح الحياة لأحد الأطفال على حساب الأخر لعدم توفر ما يكفى لإنقادهم معا , وهذه الدول المؤمنة الفاجرة الإيمان ترمي بلايين الدولارات هنا وهناك .

ماذا لو تخلى هذا المؤمن عن تقديم قربانه لهذا العام , لقد إستمر هؤلاء المؤمنون يقدمون قرابينهم هذه منذ الف وأربعمائة عام , فما الذي سيضيرهم لو توقفوا لعام واحد؟ الا يستطيع إلاههم أن يصبر على اللحم والشواء لعام واحد لصالح عشرة ملايين من خلقه الذين خلقهم عبثاً ليواجهوا موت عبثي وكأنما خلقهم ليتسلى بإفناءهم.

.. "لن ينال الله لُحومها ولا دماؤها , ولكن يناله التقوى منكم" .. هكذا تقول تعاليم المؤمنين المقدسة ,فأي تقوى هذه التي ينالها هذا الإله الجائع والعطشان والمريض الذي يستصرخ ويطلب الغوث في مجاهل الصومال بينما يبحث عنه عبيده في أبراج وفنادق آل سعود وتتعالى أصواتهم نفاقاً وكذباً .. لبيك اللهم لبيك .. وهم يرفعون وجوههم المشعثة وعيونهم المُغرورقة بالدمع الكاذب إلى فضاءات سمائه باحثين عنه غافلين عن الطائرات التي تخترق تلك السماء تحمل الغداء والدواء والكساء متوجهة إلى حيث يوجد ذلك الإله الجائع والعاري والمريض.

ـ الكفار نجس وموتهم لا يعني المؤمن لأنه عقاب أستحقوه بكفرهم, ولذا فهو لا ينجدهم ولا ينقذهم .ولكن هؤلاء الذين يموتون في الصومال اليوم ليسو كفاراً بل هم على ملة الإسلام وربما كان هذا هو السبب الذي أوصلهم لما هم عليه اليوم من عوز وفقر وجهل.

مبارك على أمة الإسلام عيدها المتكرر وهي اليوم لاتقدم فقط قرابين من الخراف لنيل مرضاة الله بل تذبح مع كل ذبح عظيم تذبحه من البهائم عشرات الأطفال وتقدمهم قرابين مجانيه للعبث. كان يكفي ثمن ذلك الذبح العظيم لفداءهم من موت عبثي فرض عليهم . كل طفل يموت اليوم في الصومال وزره في رقاب أؤلائك الحجيج وفي رقاب كل هؤلاء المبتهجين بالعيد المتخمين باللحم والشحم وروائح الشواء.

الإسطورة التي قام عليها هذا العيد يفترض أنها تُظهر بوضوح مدى حرص الله على مخلوقه الآدمي المُسمى إنسان ,مما اقتضاءه التبرع بأحد خرافه السماوية لفداءه . ماذا لو كانت الإسطورة حقيقة ؟ وماذا لو كان حقاً يوجد في السماء إله يمتلك حظيرة خراف ؟ مالذي كان سيفعله هذا الإله وهو يرى عشرة ملايين من مخلوقاته التي كرمها تموت بلا هدف.
لو كان تلك الإسطورة حقيقة لرأينا أبواب السماء العديدة تنفتح على متسعها ولتحولت السماء إلى غابة من الخراف الطائرة المُنزلة, ولافرغ الله حظيرته الإلهيه على أرض الصومال لإفتداء تلك المخلوقات البائسة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - وماذا عن رمضان
تحسين خليل ( 2011 / 11 / 5 - 23:40 )
ماذا لو ان المسلم امتنع عن اكل اللحوم في شهر رمضان وتبرع بثمنها الى الفقراء واعتبر ذلك صياما ؟ ولكن كما تفضلت فان هذا الاله طماع لاتفوته حتى غنائم الحرب يتقاسمها مع نبيه ! مليار ونصف يسجدون يوميا لحجر لم يستطع ان يدافع عن نفسه امام الحجاج , الا يستحق الحجاج ان يعبد بدل الله فهو الاقوى على الاقل


2 - الابتلاء سمة من سمات الايمان لمن يصبر
سلامة شومان ( 2011 / 11 / 6 - 00:14 )
الاستاذ على
معلوماتك كلها خاطئة وكلامك كله مزيف مع الاسف
لان زكاة المال وزكاة الفطر اغلبها خرج للصومال
وكذلك ذبائح الاضاحى تخرج على طائرات خاصة للصومال وغيرها من البلدان المحتاجة
وبلاش الاسلوب الكفرى وانت تتحدث عن خالقك يا محترم
والبلاء والابتلاء وارد على كل البشر 0والا لكان الله فتح السموات بكل الخيرات لمحمد صلى الله عليه وسلم واتباعه فى شعب ابى طالب وهم يتضورون جوعا وينصرون دين الله
اما تعلم شيئا عن الابتلاء والتمحيص ؟


3 - سبحانك عما يصف الجاهلون
عبد الله اغونان ( 2011 / 11 / 6 - 00:26 )
ياايها الناس انتم الفقراء الى الله
والله هو الغني الحميد
انت لاتملك انفاسك عندما ياتيك الموت في اية صورة لن تستطيع له دفعا
عندما لايسقط المطر لاتستطيع اسقاطه
عندما يشلك المرض ويعجزك فلا العلم ولاالطب ولاالعقل يغيثك
الكفر هو غمط الحق وعدم قبوله انه الغرور الذي لايملك منطقا
وقالت اليهود يد الله مغلولة غلت ايديهم ولعنوا بما قالوا بل يداه مبسوطتان ينفق
كيف يشاء


4 - اليس منكم رجل رشيد
سلامة شومان ( 2011 / 11 / 6 - 13:49 )
شهر رمضان المفروض هو شهر اقتصادى وما يفعله اغلب المسلمين مخالفا لتعاليم الاسلام الحق
والمسلمون لايسجدون لحجر انما يسجدون لله الخالق ويتجهون للقبلة المأمور بها من الله
العبادة ما هى الا اوامر واتباع فالله يريد الطاعة له 0 وهل عبادتنا له تزيد من عظمته او تزيد ملكه 0انما هى ايضا (ليبلوكم ايكم احسن عملا )(ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلو اخباركم )
الغنائم تؤخذ وتعطى لمن يا اهل الالحاد 0اليس منكم رجل رشيد يفهم الاسلام


5 - هل فكرة المقالة هي طلب مساعدة الصومال
Syrian Blood ( 2011 / 11 / 6 - 14:44 )
هل كان الهدف من المقالة هو الحث على مساعدة الصومال ..

أم إظهار احتقار الكاتب للدين الاسلامي ..

لقد أشكل علي الموضوع ...


6 - الهدف من المقال
خالد المرزوك ( 2011 / 11 / 7 - 10:08 )
الاخ صاحب التعليق الخامس ان الهدف من المقال هو بالتحديد الاساءة الى الدين الاسلامي ولا تعجب فهناك حملة شعواء يشنها البعض من كتاب وكاتبات الحوار المتمدن للنيل ليس من الدين الاسلامي وانما من المسلمين في شتى ارجاء الارض ومن نبيهم الاعظم ص ومن الله خالق الخلائق وجبار الجبابرة بل ومن العرب واللغة العربية والغاية معروفة مسبقا وهي نشر الرذيلة والكفر بالاخلاق السامية وتشتيت العائلة ونشر الفشوق والتفاهات الغربية باسماء وصفات وهمية مثل حقوق الانسان والحرية والديمقراطية وحقوق المرأة وما الى ذلك من اكاذيب لا يراد منها الا تدمير وحدة المجتمع والتأسي بالغرب الفاسد وحجتهم في ذلك هي : لماذا تأخر المسلمون وتقدم الغرب ؟ لماذا لايوجد مخترع عربي او مسلم امام المخترعين الغرب؟ لماذا ترتدي المرأة الحجاب وتغطي عورتها من الرجال ؟ لماذا لا يسمح بالاختلاط بين الرجال والنساء لانتاج مجتمع متفتح على آخر طراز ؟ لماذا تكبح حرية الطفل بتوجيهه للطريق القويم والمفروض تركه لاختيار الطريقة التي يحياها سواء كان ولدا ام بنتا لماذا يذهب المسلمون الى بيت الله الحرام ولا يفتحون الملاهي ودور الدعارة بالاموال التي ينفقونها الخ


7 - أعلق على ماذا
أحمد ألجيريان ( 2011 / 11 / 7 - 16:57 )
مقال أساء للملحدين وللإله وللمسلمين وللسعوديين وللحجاج وللكباش وللصوماليين وكل ماصادف طريقه ، اعترفت ياهذا أنه هناك 1.5 مليار مسلم فهل انسانيتك التي جعلتك تبكي على الصومال لم تمنعك على التهكم والاستهتزاء بدين هؤلاء ، واذا كان هؤلاء المؤمنون يدفعون في شعائرهم بسخاء كما جاء في مقالك فهذا دليل على أن هذه الشعائر عزيزة عليهم فكيف سمحت لك نفسك المتنورة والتي تريد الخير للبشر أن تشتم هؤلاء في عزيز عليهم ، وبأسلوبك التهكمي ياحفيد القردة -نسبة لنظرية داروين - وأنت تشيد بمساعدة الأمم الأخرى للصومال ألم تتسائل لمذا لم تستطع هذه الأمم التي لا تحج وليس لها التزامات مع بناء طواغيت بني مروان وهي بتعداد 5.5 مليار أن تسكت صرير أمعاء 10 ملايين صوماليين أو تلبي استجداءات منظمات الإغاثة ؟ اذا المانع هنا ليس هو الدين أو الحج، واذا كان الحادك يقدم لنا الانسانية كبديل للإيمان أو للإسلام ، فعار الصوماليين إذا ليس في رقبة المسلمين فقط بل في رقبة جميع الانسانية بما فيها المتنورين أمثالك لذلك أسألك وأدينك أين مسؤوليتك مما يحدث لأشقاء الانسانية في الصومال ؟ ولمذا لم تصرف أموالك التي لم تضحي وتحج بها عليهم

اخر الافلام

.. مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية من قوات الاحتلال


.. لايوجد دين بلا أساطير




.. تفاصيل أكثر حول أعمال العنف التي اتسمت بالطائفية في قرية الف


.. سوناك يطالب بحماية الطلاب اليهود من الاحتجاجات المؤيدة للفلس




.. مستوطنون يقتحمون بلدة كفل حارس شمال سلفيت بالضفة الغربية