الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رحلة إلى تركيا والأراضي المقدسة - القدس

الحكيم البابلي

2011 / 11 / 6
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



لا مجاملة على حساب الحقيقة - حكمة عالمية

كانت رحلة جماعية ( 17 يوماً ) شارك فيها خمسة عشر صديقاً مع زوجاتهم .
إبتدأت الرحلة بالطيران من أميركا إلى إسطنبول - تركيا لمدة ثلاثة أيام ، ثم السفر على ظهر باخرة سياحية - كروز- إلى واحدة من جزر اليونان ليوم واحد ، ثم مواصلة الإبحار إلى مدينة حيفا – إسرائيل ، ومنها زيارة بالباص إلى مدن كثيرة مثل الجليل وقانا وطبريا وكفر ناحوم وبيت لحم والقدس العتيقة ( مدينة المدائن ) ، ثم العودة بالباخرة لزيارة جزيرة أخرى من جزر اليونان ، ثم العودة لأسطنبول لليومين الأخيرين من الرحلة ، ومنها عدنا على بساط الريح إلى أميركا .
أجمل ما في السفرة كان الصحبة ، مجموعة الأصدقاء وزوجاتهم ، ثلاثين من أروع الناس ، وحيث تكون المحبة والتسامح والأخلاق تكون سعادة الناس وراحتهم .

اسطنبول مدينة متحضرة ، ورغم كونها مدينة إسلامية إلا أن نتائج سياسة الراحل مصطفى كمال ( أتاتورك ) والأن ( أردوغان ) قد أعطت ثماراً يانعة ممكن ملاحظتها بوضوح في الحياة اليومية العامة لشعب المدينة ، والتي ساعدتهم بصورة إيجابية في التخلي عن كثير من القشور والمثقلات الدينية والإجتماعية التي تنوء تحت ثقلها - تقريباً - كل الدول الإسلامية الأخرى ، وربما هو دليل آخر على إرتباط الدين بالجهل والتخلف .
وجدتُ في اسطنبول ( حمال أوجه ) بكل معنى الكلمة ، مدينة تطفح بالتناقضات الحادة من كل نوع ، بلد قد اكمل – تقريباً – إنتقاله من القديم للجديد ، ولكن على إستحياء وتأني وحذر . ففي هذه المدينة العريقة ترى الشرق والغرب يتمازجان كالألوان الزيتية ليولد ذلك الهجين الغريب ولكن الرائع من خلال هذا التزاوج الحضاري .
أولى ملاحظاتي عن اسطنبول كانت حول نظافة شوارعها ومحلاتها وأركان المدينة ، وبإمكاني القول إنها أنظف من الكثير من المدن الأميركية .
أعجبتني شخصية رجل الشارع التركي ، فهو مسالم ودود ويُحاول جاهداً خدمة السائح وبالتالي فهو يخدم نفسه ومدينته ووطنه ، ويعلم عن وعي وتجربة بأن ( 60 ) مليون سائح سنوي لتركيا تؤلف نسبة كبيرة من واردات البلد !!، لِذا فهو لا يستهين أو يُفرط بمصدر رزقه كما يفعل العربي مثلاً ( وسأتطرق لتصرفات الفلسطينيين مع السواح لاحقاً ) في بعض بلداننا السياحية أو التي ممكن أن تكون سياحية وبكل ما تحتويه من آثار ومواقع ومعالم تأريخية ثمينة وشهيرة زائداً كل المناطق الجغرافية والمناخية والبيئية المحلية النادرة الوجود .
الجوامع في اسطنبول كثيرة لدرجة الإسفاف !!، بحيث أن منظر الأفق الجبلي الرائع للمدينة لا يُظهِر غير قباب ومآذن الجوامع المنتشرة في أرجاء المدينة الجبلية المبنية على سبعة جبال كبيرة .
لا أذكر إنني سبق وأن رأيتُ في بغداد مثلاً جوامع بهذا الحجم الخرافي ، فكأننا في سحر عوالم الف ليلة وليلة .
من الجوامع الأسطنبولية العملاقة : جامع السلطان أحمد ، جامع السليمانية ، جامع يني الجديد ، جامع محمد الفاتح ، وغيرهم الكثير ، وبرأيي أن هذه الجوامع لم تُبنى لسد حاجة المصلين وعددهم ، بقدر ما كانت ترفاً وبذخاً وبهرجة وتقية مارسها السلاطين العثمانيين أيام إنتصاراتهم ومجدهم وسيطرتهم على كنوز وموارد الدول الكثيرة التي غزوها وإستعمروها .
للمغني الأميركي الراحل ( فرانك سيناترا ) أغنية شهيرة بإسم ( نيويورك نيويورك ) يقول فيها إنها المدينة التي لا تنام !، والحق لو يُشاهد الأميركان اسطنبول ليوم وليلة لنسوا نيويوركهم تلك ، حيث حتى في الساعات الأولى من الفجر فهناك ملايين الناس يمشون في شوارع اسطنبول وأزقتها ، و 90 % من محلاتها لا تُغلق أبوابها ليلاً أو نهاراً .
عطلة نهاية الأسبوع في تركيا هي الأحد بدل الجمعة !!، وكانت هذه واحدة من تغييرات ( أتاتورك ) الذي حاول جاهداً تقريب تركيا للنموذج الأوربي والإبتعاد عن النموذج الشرقي أو الإسلامي ، وبدأ سياسته تلك بنبذ الحرف العربي في الكتابة التركية ، وإعتماد الحرف اللاتيني بدله .
النساء التركيات جميلات جداً ، وعلى آخر طراز من تقليعات الملابس والشعر والماكياج ، وطبعاً هذا لا يمنع وجود الكثير من المحجبات - لا المنقبات - ، كذلك لاحظنا أن الرجل التركي لا يتحرش بالنساء ، وهم مُلتزمين ومنضبطين من هذه الناحية ، وأعتقد بأنهم شعب شبعان جنسياً ، ولا تنهشه مخالب الحرمان والكبت الجنسي كغالبية شعوب الشرق الأوسط التي ترزح تحت ظلم ومعاناة ( تابو ) العادات والتقاليد والمحرمات والمقدسات ومخلفات الأديان والمجتمعات الجاهلة المتزمتة والتي حَرَمَت وحَللت على هواها وهوى المنتفعين ، والتي جعلت من موضوع الجنس بعبعاً لم يلتهم إلا أصحابه والمؤمنين به ، فكان أن إحترق الأخضر واليابس ، ومع هذا فقد فشلوا في تحجيم الجنس .. حلالاً أو حراماً ، ولهذا ترى في شوارع أسطنبول شاباً وشابة متعانقين في قبلة حارة في نفس الوقت الذي تنطلق فيه مكبرات الصوت من عشرات ومئات المآذن في دوامة صوتية حادة لتعلن بأن الله أكبر !!.

في منطقة السلطان أحمد ينتصب شاهقاً هيكل كاتدرائية ( أيا صوفيا ) التأريخية الشهيرة التي بناها الإمبراطور قسطنطين سنة 360 م . وتم تحويلها لجامع وإضافة أربعة مآذن لها بعد وقوع القسطنطينية ( اسطنبول حالياً ) بيد العثمانيين بقيادة السلطان محمد الفاتح سابع سلاطين آل عثمان حين كان عمرهُ 25 سنة ، وبعد حصار دام 50 يوماً ومعارك برية وبحرية عنيفة ومصيرية تُعتبر من أذكى الحروب تأريخياً .
كانت أيا صوفيا كنيسة لمدة 916 عاماً تحت لواء الدولة البيزنطية ، وبعد سقوط القسطنطينية حولها العثمانيون لجامع لمدة 481 عاماً ، وفي سنة 1935 م قرر أتاتورك تحويلها لمتحف من متاحف التأريخ الفني .
قد يطول الحديث عن هذه الكاتدرائية العملاقة التي تعتبر تحفة من تحف وآثار العمارة البيزنطية المبكرة ، وتمثل أيضاً تقاليد العمارة الرومانية ، وتحمل كذلك بعض بصمات الفنون والزخرفة العثمانية الجميلة ، وتعتبر من أهم التحف المعمارية في التأريخ . ولكن للأسف تم فرض الكثير من ما إعتبروه فناً إسلامياً لها ، كتلك اللوحات الكبيرة الخشبية الدائرية الشكل والتي خُط عليها ( الله ، محمد ، أبو بكر ، عثمان ، عمر ، علي ، الحسن ، الحسين ) ، هذه اللوحات تبدو دخيلة وكأنها قد فَرَضَت نفسها في مكان لا تليقُ به أو ربما لا يُليق بها وبحسب إجتهاد الفكر ، وكل ذلك يمثل قمة المجاهرة بإنتهاك حقوق وحريات وعبادات الأديان الأخرى ، وإستحواذاً لا مُبرر له للآثار غير الإسلامية .
يقول الدليل التركي بأن أتاتورك حول هذه الكنيسة لمتحف في سنة ( 1935 ) لتحقيق نوع من العدالة بين المسلمين والمسيحيين حول عائدية هذه الكنيسة ، لكني شخصياً لم أشتري كلامه حول العدالة بليرة واحدة !!، لأن أتاتورك عرف قبل غيره بأن كل شبر وحجر وصورة ونقش وزخرف وشمعدان وباب وثريا داخل وخارج تلك الكنيسة يقول وينطق ويصرخ بمسيحية هذا البناء ، ولكن ما العمل وكُتب وفلسفة وشريعة الإسلام تقول : ( يجوز تحويل الكنيسة إلى مسجد عندما تكون البلد قد فتحت عنوةً ، والعنوة لها حكمها في الشريعة الإسلامية ) إنتهى . وهذا طبعاً منطق القوي ، ولا يحق لغير المسلم هذه ( العنوة ) ولهذا فإن إسرائيل غازية ومعتدية كونها تؤمن وتطبق مبدأ ( العنوة ) والقوة !!.

اسطنبول أكبر المدن التركية ، وتقع على بحر مرمرة ، وهي جسر وحلقة وصل بين الشرق والغرب ، وربما من هنا أتت أهميتها جغرافياً وتأريخياً مما خلق الإقتتال الديني الطويل بين الدولة البيزنطية المسيحية والدولة العثمانية المسلمة ، وقبل سقوطها بيد العثمانيين تمت محاصرتها عبر تأريخها 29 مرة فشلت جميعها ، وأول حصاؤ لها كان في فترة حكم معاوية بن أبي سفيان ، ولعل أهميتها وأهمية محاصرتها ومحاولة فتحها المتكررة كانت بسبب قول النبي محمد : (( لتُفتحن القسطنطينية ، فلنعم الأمير أميرها ، ولنعم الجيش ذلك الجيش )) .
زيارة هذه الكنيسة يكلف ( 20 ليرة تركية ) للشخص الواحد ، بالإضافة إلى ما يصرفه الزائر أو السائح من نقود يومياً للطعام والشراب وشراء ( المجلات والمنشورات والفيديوات والتحفيات والتماثيل وأنواع الهدايا ) وكل ما يتعلق بهذه الكنيسة من أمور . وحسب تقديراتي فأظن بأن زوار هذه الكنيسة يصل ل 100 الف زائر لليوم الواحد ، وهذا يقول لنا الكثير عن العقل التجاري لأتاتورك والذي حول هذه الكنيسة لمتحف للتأريخ الفني ، وحسناً فعل .
الكثير من شغيلة الشارع الإسطنبولي يتكلمون العربية بصورة لا بأس بها ، وعندما تسألهم عن جذورهم الجغرافية يتضح أن الغالبية من القامشلي السورية أو قضاء الأسكندرونة ( السليب ) !، ولكن الغريب والمحير أن غالبية هؤلاء الناس يَدَعون أنهم أتراك ويتنكرون لجذورهم العربية !!!، وربما كان السبب في برأيي هو المحبة المفقودة بين الأتراك والعرب ، لا بل أستطيع أن أجزم بأن هناك نظرة دونية للعرب من قبل الأتراك ، وتفسيري الشخصي لكل ذلك هو شعور قومي عام من كلا الطرفين ، ولدتهُ العلاقات التأريخية والسياسية والإجتماعية بين الأتراك والعرب ، فالأتراك - وكما نعرف- ينظرون للعرب كمسلمين خونة ساعدوا الأنكليز والحلفاء ضد الدولة العثمانية المسلمة في الحرب العالمية الثانية ، وخاصة يوم إحتلت الجيوش البريطانية العراق آذار سنة 1917 ووضعت حداً لحكم الإستعمار العثماني التركي البغيض والمتخلف جداً ، والذي كان قد بدأ سنة 1638 ميلادية ، وأذكر أن والدي كان يُردد بأن الأتراك يُسموننا ( عرب خيانات ) .
من الناحية الأخرى فالعرب وخاصةً العراقيين ينظرون للأتراك العثمانيين كمستعمرين أذلوهم وإستغلوهم وإستعملوهم وظلموهم وإستعبدوهم وعاملوهم بلا رحمة أو ذرة إحترام أو إنسانية ، وعلى مدى قرون طويلة لم يعلموهم غير السوء والشر والمظالم ، وكانوا لهم أشر وأرذل وأغبى إستعمار ممكن أن يُسلط على دولة أو أمة أو شعب عبر كل تأريخ المنطقة .

ما لم أستسيغه في اسطنبول ، رغم علمي بأنه موجود في كل المدن السياحية في العالم ، هو عدم نزاهة البائع في التعامل مع السائح الأجنبي ( على عينك يا تاجر ) ، فما هو معروض بمئة ليرة ممكن الحصول عليه بعشرة ليرات ، وهكذا فإن ملايين السواح وخاصة الغربيين يقعون ضحية نصب وإحتيال في كل دقيقة ولحظة في المدن السياحية ، وعندما يتعلق الأمر بشراء ما هو غالي حقاً ، كالمصوغات الذهبية والفضية واللوحات والتحفيات والثريات والسجادات ، فحدث ولا حرج ، لإنها مغامرة خطرة لن يربحها الشاري أو السائح مهما كانت خبرته وثعلبيته .
سعر غالون البنزين ( الكاز ) في تركيا يعادل 12 دولاراً أميركياً !!، ومن باب المقارنة فسعر غالون الكاز اليوم في مشيكان هو ( 38 . 3 ) دولار ، ولا زال الفرد الأميركي المُدلل يتذمر جداً ويتباكى جداً على هذا الغلاء الفاحش .. جداً !!.



يقول بعض أصدقاء الرحلة ممن زار تركيا والعديد من مدنها في السابق ، بأن المدن التركية الأخرى ليست على مستوى اسطنبول من ناحية التحضر والمدنية والحريات الشخصية وحتى نوعية المواطن التركي فيها ، وكما يقول المثل : أن رؤية طيرٍ واحد لا تُبشر بقدوم الربيع .
قضينا في اسطنبول أيام وليالي رائعة جداً ، ولكن المقال طويل ولم يتسنى لي التطرق لها .

ترسو الباخرة السياحية بنا في ميناء ( حيفا ) في إسرائيل
وكان في إنتظارنا – حسب حجز سابق لنا في كل الأماكن والدول التي زرناها – باص بسعة 40 شخصاً ، مع سائق ودليل إسرائيلي لبق وذكي ومرن وكذاب أيضاً ، وسنأتي لذلك لاحقاً . وتبين لنا أنه خريج جامعة ويتكلم الأنكليزية والعبرية ، ونفى أنه يتكلم العربية ، لكننا لم نصدقه ، ورغم إننا ليس لدينا ما نخفيه عنه ، لكننا قررنا أن نتكلم بيننا بلغتنا الكلدانية ، فالحذر يقيك الضرر .
صادف يوم وصولنا لإسرائيل السبت ، لِذا كانت كل مدينة حيفا مغلقة وكأننا في مدينة أشباح ، وإستغربنا كيف يُمكن لمدينة سياحية أن تغلق كل محالها ومطاعمها ومعالم حياتها اليومية بهذه الصورة ولمجرد أنه يوم عطلتها الأسبوعية الدينية المقدسة جداً على ما يبدو !!، وهذا لوحده قال لنا بأن كل من صدق إدعاء أن إسرائيل دولة شبه علمانية هو ساذج وواهم ، فاليهود وكما توضح لنا لاحقاً متدينين ومُلتزمين بالقشور الدينية ( التابو ) مجموعة الخرافات والمقدسات والمحرمات بدرجة ليست بأقل من المسلمين وتعصبهم .
طوال تواجدنا في الباص متنقلين بين المدن مثل ( كفر ناحوم والجليل والناصرة وطبريا وبيت لحم والقدس وغيرها ) وكان دليلنا الإسرائيلي يشرح لنا في بداية الرحلة ما يتعلق برحلتنا والمواقع الأثرية التي سنزورها ، لكنه وبعد عشرة دقائق خرج من حدود واجبه كدليل سياحي ، وأصبح بقدرة قادر دليل سياسي ، وراح يُسهب في الكلام عن سياسة إسرائيل وتأريخها ومراحل الديانة اليهودية والحروب التي دخلت فيها إسرائيل وعلاقاتها بالعرب والعالم ، والهلكوست وهتلر وأمور كثيرة لم تكن تهمنا .. أولاً لأننا نعرفها وبصورة أصح مما كان يُصورها لنا الدليل ، وثانياً لأننا لم نأتي لهنا لسماع محاضرات إعلامية تخص إسرائيل ، وثالثاً لأن ( أغلب ) معلومات دليلنا كانت محورة ومدسوسة ومشوهة بكل دقة وإحتراف ولصالح الدولة العبرية .
وحسب قناعاتي وقناعات أغلب الأخوة في المجموعة فنعتقد بأن كل الأدلاء السياحيين الإسرائيليين يكونون نخبة مثقفة ومُهيأة لممارسة هذه المهنة ، وهم حتماً سيؤثرون على معلومات وذاكرة وعاطفة السائح الأجنبي الذي سيتشبع بالرأي الواحد الذي يُمثل وجهة النظر الإسرائيلية حسب منظورها الفكري والتأريخي والديني والسياسي ، وهذا خداع عالمي يخلو من النزاهة .
حاولنا عدة مرات تصويب معلومات دليلنا العزيز ، لكنه كان يلف ويدور ويُراوغ كثعلب عتيق ، وقد فاجأتهُ دقة معرفتنا التي لم يكن يتوقعها ، وكان يُنهي الكثير من نقاشاتنا معه بقوله : لكم رأيكم وليَ رأيي !!، وقد اوضحتُ له لاحقاً بأنها ليست مسألة آراء ، بقدر ما هي معلومات موثقة علمياً ويعرفها كل مثقف موسوعي . مرة من المرات نفذ صبرهُ معي على ما يبدو ، وربما لقلة حجته ومعرفته ، فقال لي بشيئ من الحدة والتذمر : ليس من حقكم أنتم خارج إسرائيل أن تقولوا لنا كيف نُفكر أو ماذا نعتقد !!، لأنكم لم تتعبوا معنا في بناء هذه الدولة !!.
اغلب تركيز كلام الدليل كان ينحصر في نقطتين أساسيتين وهما : أولاً البكاء من أجل ماضي إسرائيل ، وثانياً التمجيد بحاضر إسرائيل وتصويرها كجمهورية أفلاطون أو مدينة ( السوبرمان ) الحديث .
في إحدى أفكاره المغلوطة ذكر لنا بأن اليهود أصلهم عراقي !!، كونهم من أسباط إبراهيم الخليل والذي تدعي التوراة أنه من ( أور الكلدانيين ) في العراق ، طبعاً صفقت له الأغلبية التي لا تدري من التأريخ حجم قشة ، لكن الرجل أشاح بوجهه عني ولم يعلق عندما أخبرتهُ لاحقاً بأن ابراهيم الخليل شخصية توراتية وهمية ومنتحلة ، وليس هناك اي إثبات علمي واحد لحد الأن على وجوده تأريخياً ، وأن التواجد الوحيد لليهود في العراق كان بعد السبي البابلي والآشوري لأورشليم القدس .

عند وصول ( الباص ) إلى حدود الجزء العربي من مدينة ( بيت لحم ) التي ولد فيها السيد المسيح ، نزل دليلنا الإسرائيلي لأنه ممنوع على الإسرائيليين الدخول إلى الجزء العربي ، وكانت هناك قطعة كُتب عليها هذا المنع بثلاثة لغات : العبرية والعربية والإنكليزية ، وقال لنا أنه ىسينتظر عودتنا عند نقطة الحرس الإسرائيلي ، وبدلاً عنه صعد الباص دليل فلسطيني مسيحي .
من ضمن ما فهمناه من الدليل الفلسطيني هو أن أعداد المسيحيين في القدس تناقصت بصورة غير طبيعية أبداً في السنوات الأخيرة ، وحسب آخر إحصاء سكاني في ديسمبر – 2007 ، فإن عدد سكان القدس 600. 747 نسمة ، 64% يهود ، 32% مسلمين ، 2% مسيحيين !!. وأعتقد أن الأرقام أكثر مني بلاغةً وفكراً ، ولا تحتاج لأي شرح أو تعليق .
بمجرد دخول الباص إلى القاطع أو الجزء العربي يُطالعك كل ما هو مُختلف عن الجزء الإسرائيلي ، فالشوارع غير نظيفة وهناك أكوام من النفايات هنا وهناك ، وأكثر منها أكوام نفايات عمليات البناء الحجري والتي لم يتم إزالتها حتى بعد الإنتهاء من البناء ، كذلك تشاهد وبكثرة مزعجة الكتابات السياسية المعادية وغير الناضجة فكراً ولغة وأخلاقاً .. وبألوان فاقعة تملأ بوقاحة جدران البيوت والمحال التجارية ولا يخلو بعضها من سباب لهذا الطرف السياسي أو ذاك ، بينما عشرات الأطفال مبعثرين في الشوارع بلا رقابة إجتماعية أو عائلية وهم يتقافزون كالأرانب بين السيارات المسرعة أو يُحاولون بيع بعض الحاجيات للسواح وخصوصاً الماء .
كذلك تصعقك رعونة وإستهتار السواق وهم يمرقون بسياراتهم كالنيازك وبأقصى سرعة ولا أبالية في الشوارع الحجرية الضيقة والتي بالكاد تتسع لسيارتين صغيرتين ذهاباً وإياباً !!، وكان هذا نفس حال وطريقة سياقة الأتراك في اسطنبول أيضاً ، وكل هذا ذكرني باللافتات التي كانت تملأ ساحات بغداد أيام زمان ، وكانت تقول ( السياقة أخلاق ) !.
والظاهر أن الناس في هذه المدن قد تعودوا هذه الفوضى وهذا الضجيج والعجيج بحيث أصبحت أمور ٌكهذه من ضمن الروتين والمشهد السريالي اليومي .
أكثر ما ضايقني هو الوجوه الكالحة المقطبة العبوسة للفلسطينيين ، والخالية من الود ، والتي كانت تُلاحقنا أينما حللنا أو وصلنا وتطل علينا حتى من الشرفات المنزلية وكأننا مخلوقات غريبة من كوكب آخر ، مع العلم أن مدن سياحية أثرية كهذه من المفروض بسكانها أنهم قد تعودوا رؤية الغرباء والمختلفين عنهم .
الحق لم يبتسم لنا أحد غير الأطفال الأبرياء الذين لم تُفسدهم بعد الآيدلوجيات الدينية والسياسية وتعاليم الرب العدوانية !!، كانوا يُلاحقوننا غير مُصدقين إننا نتكلم لغتهم ، ومن يدري .. فلعل هيئتنا لم تعد تدل على جذورنا !!؟ .
بادلنا هؤلاء الصغار محبةً بمحبة ، وتكلمنا وضحكنا معهم ، ودفعنا لهم ضعف ما طلبوه من أسعار في حاجيات إشتريناها منهم ولم نكن حقاً بحاجة لها .
في الشارع الفرعي وبعد الإنتهاء من زيارة إحدى الكنائس ، كان هناك عدة محلات لإصحابها المسلمين لبيع التحف والنفائس والذخائر الدينية للمسيحيين الزوار ، وفجأةً وبدون أي مبرر أو سبب معقول قام أحد هؤلاء الرجال عن كُرسيه بغضب وراح يصرخ بنا ويوبخنا بكل لؤم وعدائية وقلة ذوق وأدب ، مُدعياً أن أصواتنا عالية ومُزعجة ، علماً بأننا كُنا في الشارع والفضاء المفتوح !!. وعلماً أيضاً بأنه سمعنا نتكلم العربية العراقية ومن المفروض أن يحترم تقاربنا الجذري كأضعف الإيمان .
طبعاً كلنا عرف بأن أصواتنا لم تكن السبب في قلة أدبه ، بل مسيحيتنا ، والحق لم يكن أي مِنا يتوقع حماقة كهذه ، ولهذا خيم علينا الصمت للحظات ونحنُ نحاول هضم سفاهة الرجل ، وكم ذكرني الموقف بالمثل العراقي : ( يستأسد الكلب دائماً أمام باب بيته ) ، وبما إنني كنتُ وبالصدفة أقف قريباً جداً منه ، لِذا قلتُ له معتقداً بأنني سأخجله وأُحرج موقفه : شكراً جزيلاً على ضيافتكم وأخلاقكم ومحبتكم ، نظر الرجل في عيني بكل صلف ووقاحة وتحدي وأجاب : لا شكر على واجب .

في مدينة الناصرة – إسرائيل ، كان الدليل الإسرائيلي قد وعد بأن يأخذني لمكتبة عربية لشراء بعض الكتب ، وإتصل ب ( ندى ) الفتاة الفلسطينية التي وعدتني بدورها أن تدلني على مكتبة قريبة من مقر عملها ، وحين وصولنا رافقتُ ( ندى ) الفتاة الخلوقة المؤدبة إلى المكتبة الموعودة ، وخلال دقائق معدودات صُعقتُ بسبب أنواع الكتب المُتربة المرصوصة بعشواية في أدراج تلك المكتبة ، كتب دينية لا حصر لها ، وكتب لغو رخيص ولسانيات وجعجعات وتهويمات وكل أنواع الخرافات وتدني العقل الغيبي ومن كل نوع ، وتحمل عناويناً لمواضيع تعافها النفس الحضارية لكُتاب مغمورين لم يسمع بهم أحد ولا تتجرأ كتبهم على الدخول إلى بيوت ومكتبات من يملك نفسه وعقله .
حاولتُ جاهداً أن أجد كتاباً واحداً مفيداً لأشتريه ولو من باب المجاملة ، لكنني عجزتُ ولم أشأ بعثرة بضعة ( شيقلات ) ثمناً لزبالة خالية من الفكر قد أرميها في أول سلة للنفايات خارج المكتبة ، وتذكرتُ الحكمة القائلة : قل لي ماذا تقرأ .. أقول لك من أنتَ .
ملاحظة : ( الشيقل الجديد ) هو العملة الرسمية النقدية في إسرائيل ، والتي تم سكها حديثاً في سنة 1985 ، وهي إقتباس آخر من ضمن مئات الإقتباسات التي أخذها اليهود من بلاد ما بين النهرين ( سومر وبابل ) ، لأن الشيقل هو أساساً عملة عراقية قديمة جداً ، وقد وردت تسميته في شرائع وقوانين مسلة حمورابي أكثر من ( 40 ) مرة .

عند خروجي من المكتبة مع ( ندى ) تلك الفلسطينية التي أعادت بعض ثقتي بالفرد الفلسطيني ، وكما يقول المثل : ( إن خُلِيت قُلِبَت ) ورغم أن تعارفنا لم يدم أكثر من ربع الساعة لكنني إحترمتها حقاً لطبعها الهادئ وكلامها الأنيق الرزين وإحترامها للسائح وإصرارها على المساعدة ، شكرتها على مجهودها معي وسألتها : هل هذا ما يقرأ الناس في بلدكم ؟ ، أجابتني على إستحياء : معك حق .. أنا أيضاً مستاءة مما شاهدتُ من كتب ، ولكن هناك مكتبات وكتب أفضل في شارع صلاح الدين ، لكنه بعيد .
حين عودتي معها إلى حيث كانت مجموعتنا الكلدانية تنتشر على رصيف المكان وبعضهم يتبضع من المحلات التجارية ، رأيتُ وسمعتُ إثنان من رجال المجموعة مشتبكين في نقاش غير ودي وعلى رصيف الشارع مع بضعة فلسطينيين من أصحاب تلك المحلات ، وكان النقاش حول كنيسة كبيرة عبر الشارع تُدعى كنيسة البشارة وكان يلتصق بجانبها جامع صغير - كالعادة المتبعة في الغالب - وعلى جدار الجامع لافتة خشبية كبيرة مخطوط عليها بالعربية والإنكليزية الآية القرآنية القائلة (( ومن يتبع غير الإسلام ديناً فلن يُقبل منه ، وهو في الآخرة من الخاسرين )) ، تحدي ووقاحة وتحرش رخيص بمشاعر مسيحيي نفس البلد قبل غيرهم ، وبالكنيسة المجاورة ، وبكل السواح الأجانب الذين يعتمد نصف وارد البلد وإقتصادياته عليهم ، شرقيين كانوا أو غربيين ، وهنا نجد التعمد المخلبي الخبيث والرخيص في ترجمة آية قرآنية إلى اللغة الإنكليزية ولمجرد التحرش والطعن بالسائح الأجنبي المسيحي ومحاولة إهانته !!!. وكم يقول لنا هذه التصرف عن غباء وتخلف مسؤولي المدينة الذين لم يأبهوا حتى لمسألة المحافظة على أولويات وبديهيات المدينة السياحية التي تحت تصرفهم !!.
يعني من كل الآيات القرآنية يختار لنا الأخوة المسلمين - وبكل سوء نية وتعمد وغباء أيضاً - آية عدوانية لمجرد تعكير مزاج من هو غير مسلم ، ولا أفهم لِمَ لَمْ يختاروا آية – ولو على سبيل المجاملة – فيها شيئ من المحبة والسلام ، رغم معرفتي بقلة مثل هذه الآيات وقلة من يُطبقها من المسلمين .


لم يكن مقرراً في منهاج مجموعتنا حين وصولنا للقدس في اليوم الأول ان نزور ( حائط المبكى ) والذي يسموه أيضاً ( البراق ) ، وهو جزء من هيكل سليمان وكل ما تبقى من المعبد أو السور القديم الذي كان يُحيط بمعبد حيرود . ويُشكل حائط المبكى ثاني أقدس الأماكن عند اليهود بعد ( قدس الأقداس ) ، ويؤدي اليهود صلواتهم عند هذا الحائط منذ القرن الرابع للميلاد .
طلبنا من دليلنا الإسرائيلي زيارة الحائط لنأخذ فكرة شخصية عنه ، وطبعاً فرح الدليل لطلبنا هذا .
أثناء زيارتنا للحائط لم أجد فيه – كالعادة – أية قداسة عدى تلك التي أعطاها له هؤلاء المؤدلجين دينياً والمصابين بفايروس الغيبيات . حائط صخري قديم مبني من حجارة بلهاء كما كل دور العبادة في العالم ، حائط أصم وأبكم أعاد لذاكرتي النكتة الذكية التي تقول [[ أن مقدمة برامج أميركية تعمل في ال ( سي أن ان ) سمعت عن رجل يهودي في التسعين من عمرهُ يُقال أنه تعود أن يذهب ليصلي أمام حائط المبكى مرتين في اليوم ولمدة ستين سنة ، فما كان منها إلا أن سافرت لإسرائيل بغية مقابلة الرجل ، وفعلاً وجدته أمام حائط المبكى ، ولما إنتهى من صلاته قابلتهُ : l
“ I’m Rebecca Smith from CNN . sir , how long have you been coming to the wall and praying ? “
“ for about 60 years “
“ 60 years ! that’s amazing ! what do you praying for ?”
“I pray for peace between Christians , jews and the Muslims. I pray for all the hatred to stop , and I pray for all our children to grow up in safety and friendship “
“ How do you feel after doing this for 60 years ? “
“ like I’am talking to a fuckin wall “[[

الجزء الأيمن من حائد المبكى كان مُخصصاً لزيارة النساء فقط !! ، والجزء الأيسر للرجال ، وبحسب تفسير الدليل فإن سبب العزل بين الجنسين هو كي لا يرى الرجل إمرأة بقربه فتثور رغباته وأحاسيسه الجنسية فتبطل صلاته !!!، أول ما تبادر لذهني هو حماية الأديان للرجل ولم أجد في تبرير الدليل أي إختلاف عن تبريرات وتخاريف المسلمين ، وإزدادت قناعتي من أن محمداً إبن عبد الله لم يترك شيئاً في الدين اليهودي إلا وإقتبسهُ .
لاحقاً علمنا من نساء مجموعتنا بأن اليهود قرب الحائط طلبوا منهن نزع صلبانهن أو تغطيتها بشال أو قطعة قماش !!، بعض نسائنا نفذن الأمر بصورة ميكانيكية ، وبعضهن رفضن بشكل قاطع وقاطعن زيارة الحائط . وأترك التعليق للقراء .
قبل الزيارة كانوا قد طلبوا مِنا أن نتوضأ بالماء المتوفر عبر عدة حنفيات ، أيادينا ووجوهنا فقط ، وقالوا ان السبب هو الحذر من أن ينتقل إلينا مكروب من الحائط - أو العكس- والذي تُلامسه مئات الأصابع كل يوم ، كذلك طلبوا مِنا أن نعتمر في رؤوسنا ال ( يامكا ) وهي غطاء الرأس الديني الذي يعتمره اليهود عادة ونسميه في لغتنا الشعبية العراقية ( قحفية أو عرقجين ) وكانوا يوزعونه مجاناً ، وبعد أن لبسناه إلتقطنا بعض الصور التذكارية ونحنُ نتضاحك من أنفسنا وشكلنا ، رغم أن دليلنا الإسرائيلي كان قد طلب مِنا وبكل أدب أن لا نسخر من تقاليد دينه اليهودي ، ولكن ... هل في تقاليد كل الأديان غير ما هو مُضحك ومثير للسخرية !؟ .
كانت هناك مجاميع وأفراد من اليهود الأرثذوكس تملآ المكان ، وهم أشد الطوائف اليهودية تعصباً ورجعية وتطبيقاً للدين بكل شعائره الخرافية ، وممكن تشبيههم بطائفة ( الامش) في أميركا ، وخاصة من ناحية لباسهم ، أو بالسلفيين والأصوليين المسلمين ، إلا أنهم يلبسون البدلة السوداء التقليدية ( بنطلون وسترة ويلك وقبعة وحذاء ) مع الثوب الأبيض ، ولهم لحى كثة كالسلفيين ، وسوالف ( زلوف ) طويلة ملتوية ومتموجة وتصل إلى أكتافهم ، والغالبية يلبسون النظارات الطبية السميكة ويحملون ذلك الأنف المقوس الكبير الذي إشتهر به الساميون من يهود وآراميين وعرب عبر كل العصور ، لكنه بقي من سيماء اليهود الوراثية أكثر من غيرهم ربما بسبب عدم تزاوجهم مع بقية الشعوب .
على الجانب الأيسر للحائط يقع بناء له فناء داخلي عميق ومسقف ، ويزدحم لحد التخمة باليهود الأرثذوكس - رجالاً فقط ! – وهم يصلون ويتعبدون على شكل مجاميع صغيرة يتقدمها قارئ شبهته بالإمامي المسلم الذي يتقدم جموع المصلين المسلمين ، وكان القارئ يُرتل أو يقرأ و ( الرواديد) يرددون أو يرتلون خلفه باللغة العبرية المليئة بحرف ال ( خ ) كما في اللغة العربية والآرامية . كان منظراً لم تعهده عيوننا ويوحي لنا بوثنية ما قبل الديانات التوحيدية . والشيئ الذي لاحظته بوضوح تام هو أن كل المصلين كانوا مسالمين حتى في نظرة عيونهم ، ولم يكونوا يعيرون أية أهمية لغير اليهود من الزوار الذين يمتلأ بهم المكان ، على عكس المسلمين الذين منعونا من زيارة مسجد قبة الصخرة !! ، ربما خافوا أن ننجسهُ !!.
في الساحة الواسعة التي هي إمتداد لما قبل حائط المبكى كان ينتشر ما لا يقل عن عشرين من الجنود الإسرائيليين بملابسهم العسكرية الخفيفة الزيتونية وأسلحتهم الرشاشة المدلاة من أكتافهم . شباب بعمر الورود وتتراوح أعمارهم ربما بين سن ال ( 17 و 25 ) على اقل وأعلى تقدير . بشوشين ترتسم على وجوههم براءة من لم يدنسهُ لؤم الزمن وأحقاد البشر وغسيل الدماغ الديني ، كانوا خجولين جداً وتوردوا حمرةً حين حادثناهم وطلبنا منهم إلتقاط صور تذكارية معنا ، قال لنا أحدهم بأن خدمة المجندين هي خمسة سنوات ، وخدمة المجندات سنتين ، وفكرتُ : ما هي جريمة هؤلاء الشباب سوى إنهم ولدوا عشوائياً في إسرائيل ومن أم وأب يهوديان !؟ ، كذلك هي الحال بالضبط على مبعدة ميل واحد مع الشباب الفلسطينيين الذين ولدوا في مجتمع إسلامي وتشبعوا بما لُقنوا من فكر !، وكلا الجهتين لا تزال لحد اليوم تتعامل مع نتائج المشاكل المشتركة ، لا مع جذورها ، وهذا سيقودهم لدوامات أكبر وأعتى .

مراحل وفقرات منهاجنا لزيارة المدن الفلسطينية كان مقرراً سلفاً من قبل أعضاء مجموعتنا الكلدانية ، وأغلبهم من المتدينين ، ولكن ليس من الوزن الثقيل !!، وقد تضمن جدول الزيارة مجموعة كبيرة من الكنائس ، فهذه كنيسة العذراء مريم ، وهذه كنيسة مار فلان ومار علان ، وهذه كنيسة مريم المجدلية ، وهذه كنيسة كل الأمم ، وهذه كنيسة صياح الديك وهي ترمز لقول المسيح ليلة القبض عليه لتلميذه بولص : ستنكرني ثلاثة مرات قبل أن يصيح الديك ، وهذه كنيسة القديس جرجس ، وكاتدرائية الثالوث الأقدس ، والحق فقد تضاربت الأسماء في رأسي وإختلط الحابل بالنابل وأصابتني حالة من الإشباع الديني بعد صيام طويل جداً ، ولم أعد أذكر غير أن لكل هذه الكنائس شكل واحد وطعم واحد ومعنى واحد وكلها مصنوعة من خشب وحجر وإن لا قدسية لها إلا ما يهبه لها المؤمنين من قدسية مُفتعلة بحيث إنها بدونهم ليست سوى مجموعة حجارة لا تختلف بشيئ عن حجارة أي بناء مدني في المدينة .
لكن بضعة كنائس بقيت في ذهني ولأسباب مختلفة ، منها كنيسة نسيتُ إسمها يقال أن المسيح قام على أرضها بمعجزته في تقسيم عدة أرغفة للخبز وسمكتين على خمسة آلاف من تابعيه !!، نعم ( 5.000) آلاف ، فأكل الجميع وشبعوا وفاض من الخبز والسمك الكثير !!!!. مشكلتي إنني لا اؤمن بالمعجزات .
في كنيسة أخرى إسمها ( مغارة الحليب ) في مدينة بيت لحم ، ويقال أن السيدة العذراء حين كانت تُرضع يسوع الطفل ، سقطت عدة قطرات من حليب ثديها على أرضية المكان ، فتحولت الأرضية رأساً إلى اللون الأبيض !!.
ولا يزال الكهنة الفرنسيسكان لحد اليوم يقومون بقشط التراب الجيري الأبيض من أرضية وجدران المغارة ، والذي يُقال بأن له قدرة عجائبية على شفاء الأمراض ومنها السرطان بعد إذابته في الماء الساخن وشربه !!.
وقيل لنا بأن عشرات من الحجاج الذين إستعملوه كدواء قد تم شفائهم تماماً من أمراضهم ، لِذا علقوا قصصهم المكتوبة على الأوراق في أرجاء المغارة !! ، ولكن لا أحد قال لنا كم من ملايين المرضى الآخرين لم يتم شفاؤهم بواسطة هذا الحليب ، بدلالة عدم وجود رسائلهم ؟ ، وكم كان سيكون حجم الحفرة المقشوطة لو كان الرهبان حقاً يقشطون منذ مئات السنين حيث أن تأريخ هذه الكنيسة يقول إنها بُنيت سنة 1838 !!، ثم أن إمكانية شفاء عدة مرضى من أمراضهم المستعصية كالسرطان مثلاً هو أمر طبيعي وإعتيادي ويحدث لنسبة ضئيلة من المرضى ، ولا ننسى أن المؤمن يقوم دائماً بتنسيب كل إنجاز علمي لمقدرة الرب الخالق ، وهذه من أكبر آفات العقل الديني الجاهل . وعندما تُناقش أي مومن متمرس في أمور كهذه فسينهي النقاش الذي لا يفقهه بقوله : هي مسألة إيمان ، أو : أن الله على كل شيئ قدير ، أو أن السيد المسيح قال يوماً : (( لو كان لكم إيمان بقدر حبة الخردل لقلتم لهذا الجبل تحول فيتحول )) ، والحق إني لا أذكر أن تأريخ البشر سجل لنا ولو لمرة واحدة بأن إنساناً تمكن أن يحول جبلاً أو حتى صخرة كبيرة بقوة إيمانه ، وهذا دليل على أن ليس بين البشر من له إيمان بقدر حبة الخردل ، وإن المسيح طلب الكثير من المستحيلات وما هو فوق مقدرة وطاقة الجنس البشري المسكين !!.
عند خروجنا من كنيسة ( مغارة الحليب ) كانت هناك غرفة جانبية قرب الباب الخارجي ، وحوالي عشرين من المؤمنين بعضهم من مجموعتنا الكلدانية ، ينتظرون دورهم لشراء كيس صغير فيه مقدار آونس واحد من الحليب المجفف المنسوب لتلك الكنيسة ، ويقوم ببيعه أحد الرهبان وبسعر دولارين أميركيين !!!، ويقول المثل : لو عُرف السبب بَطل العجب ، إذن فموضوع الحليب لم يكن سوى تجارة ( بزنس ) !!!. وليس من باب السخرية أو قلة الأدب أو التجاوز على شخص السيد المسيح لو قلتُ بأنني لا أستبعد أبداً أن يطلع علينا تجار الدين في المستقبل القريب ببدعة أن السيد المسيح تبول على الأرض الفلانية أو تغوط على أخرى ويقومون ببناء الكنائس فوق المكان المُكتشف بقدرة القادر من أجل مزيد من التجارة ، وقد عُرفت الشام منذ أقدم الأزمان بالتجارة والشطارة ، ولهذا قامت في أرضهم ديانتين ، وكما يقول الشاعر مظفر النواب في مقطع من قصيدة له : ماذا يطبخ تجار الشام على نار جهنم !؟ .
سيناريو الإكتشافات الدينية لمواقع مقدسة ليس مستبعداً في أية لحظة أو يوم أو سنة ، ما دام العقل الغيبي للمؤمنين يتستر على العقل التجاري لرجال الكهنوت ، وفي عالم المؤمنين كل شيئ ممكن ، أوَلم يَخلق الكهنة الله ثم إدعوا بأنهُ خلقهم !!؟ هي التجارة الوحيدة التي لا تكسد ولا تبور !!.
واحدة من السيدات إدعت بأنها سبق أن أعطت الحليب المجفف لعدة سيدات عاقرات لم يسبق لهن أن حملن ، وكانت النتيجة أنهن حبلن ( جميعاً ) هكذا بالجملة !!، شاهدة زور لم تخجل من كذبتها ، ما دامت الكذبة تدعم أركان دينها ، وهو الكذب الحلال الذي يُباركه الرب دائماً !!.
أنا على يقين بأنني لو أخذتُ كيس الحليب المجفف هذا وعرضته على محلل وخبير كيمياوي لفحصه ، فستكون النتيجة أنه من منتجات واحدة من معامل صناعة الحليب المجفف أمثال ( سميلاك ، كارنيشن ، نستلي ، سبارتن ) وسيكون من ثدي بقرة هولندية أو أميركية أو حتى إسرائيلية ، وليس من ثدي السيدة العذراء كما يدعي الرهبان الكذبة المزورين وتجار الدين الذين يشوهون إسم السيدة العذراء بخزعبلات كهذه ليس يطالها رقيب أو حسيب .
يقول المثل : حدث العاقل بما لا يُليق ، فإن صدق فلا عقل له .
أما الكنيسة الثالثة التي بقيت عالقة في ذهني فهي كنيسة القيامة حيث قبر المسيح ، والتي سأتطرق لها لاحقاً .

لترطيب جو المقال بنكتة حقيقية ، فقد حدث إنني مرضتُ منذ اليوم الرابع للسفرة ، ولحد إسبوعين بعد عودتنا منها ( رشح ، حمى ، قحة ، بلاعيم ) ، لكن مَرَضي وحالة الإجهاد لم يمنعاني من مرافقة المجموعة والتمتع بكل أيام الرحلة ، كذلك كان قد تمرض عدة نساء ورجال من مجموعتنا ومن ضمنهم زوجتي .
ضحكتُ في سري وأنا أسمع ( بالصدفة ) سيدة من مجموعتنا تقول لأخرى : لا أعرف كيف يُسلط الله المرض على المؤمن كما يُسلطه على غير المؤمن ..خاصةً ونحنُ في الأراضي المقدسة !!؟
طبعاً السيدة كانت تقصدني ب ( غير المؤمن ) ، وهذا ذكرني بحكاية طريفة لصياد سمك مصري قام بصيد سمكة جداً كبيرة وغريبة الشكل ، وأهداها للملك فاروق الذي قام بدوره فوهب الصياد لقب ( باشا ) !!، وعلى طريقة : ( شيل إن شاء الله محد حَوِش ) ، بعدها بأيام هبت على النيل عاصفة هوجاء قلبت مركب الصياد ، فوقف غاضباً حانقاً يُخاطب الله ويعاتبه بكل جدية متذمراً وشاكياً حاله : إذا كنتَ يا رب العالمين تُعامل الباشوات مثلي بهذه الطريقة القاسية ، فكيف إذن ستُعامل الناس الغلابة !!؟ .

أغلب الكنائس التي زرناها في هذه الرحلة ، كان فيها حرص وتشدد وإصرار لحد المبالغة على أمرين لم ينتبه لهما من كان معي في الرحلة ، وهما ( التعتيم والصمت داخل الكنائس ) !!، ولا أعتقد بأن كل هذا الحرص على التعتيم والصمت هو وليد الإعتباط والسذاجة والصُدفة ، بل هو علم مدروس ومُعتمد ، وحصيلة تجارب زمنية وممارسات ودراسات نفسية توصل لها الكهنة - حماة الرب - قبل غيرهم ، عبر ألفين من السنين من عمر المؤسسة الكنسية الكهنوتية .
كما تعرف الغالبية من المطلعين فإن للصمت والتعتيم والسكون تأثيرات نفسية على البشر ، وتُحدث جو مشحون بالرهبة والخشوع والقدسية والخوف من المجهول ، وتُساعد في زيادة شدة التأثير على الشخص المؤمن ، وتُحيطه بأجواء مكهربة رغم إنها مُصطنعة ، وحتى الأفراد الذين يعملون في السحر والشعودة وكشف الطالع نراههم يعمدون لهذه المؤثرات الخارجية للتأثير على زبائنهم قليلي العقل والمعرفة ، وهي نفس العوامل والأساليب التي يستعملها مُخرجي أفلام الرعب في هوليوود ( موشِن أفيكت ) في أفلامهم للتأثير والسيطرة على المناخ النفسي للمشاهد الجالس في قاعة العرض السينمائي المظلمة .
في الكنائس التي كانت تعتمد على ( الصمت والتعتيم ) كان هناك دائماً راهب مهمته واحدة طوال النهار ، أن يضع سبابته على فمه ، مع بحلقة في وجوه السواح والزوار ، وهو يأمرهم بكل تسيد وجدية : هشششششششششش ، هششششششششش ، وهذا يدعونا للتساؤل : هل الكلام الخافت والهمس يعتبران حالة عدم إحترام مثلاً للروح القدس الذي - ربما - يطوف في أرجاء المكان ... حسب زعم كاهن شاب الظاهر أنه كان يتدرب على ممارسة آيدلوجية الخرافة الدينية !!؟.
أغلب مشاهداتي لكنائس القدس وغيرها من المدن ( المقدسة ) أوحت لي بوثنية لحد التطرف ، ولا عجب ، فكل أديان الأرض الحالية وثنية أساساً ، وجائتنا من أصول وثنية ، وبنيت على مفاهيم وأساطيرلأديان وثنية قديمة رافدينية ومصرية وكنعانية ، فلا عجب من وثنيتها !!.

في اليوم الثاني لتواجدنا في إسرائيل قمنا بأهم زيارة كان ينتظرها أعضاء مجموعتنا الكلدانية ربما طوال حياتهم ، وهي زيارة ( كنيسة القيامة ) في القدس ، والتي يُقال إنها بُنيت فوق جبل الجلجلة أو الجلجثة والتي تعني ( الجمجمة ) في اللغة الآرامية . كذلك تحوي المغارة التي دفن داخلها السيد المسيح ومن ثم قام في اليوم الثالث كما تذكر الكتب ، وقد سُميت بكنيسة القيامة نسبة لقيامته من بين الأموات ، ولها يحج مسيحيي كل الطوائف .
هذه الكنيسة مُشتركة بين ثلاثة طوائف ( الرومان الكاثوليك .. وهم الرهبان الفرنسيسكان ، الروم الأرثذوكس ، الأرمن الأرثذوكس ) ، أما بقية الكنائس الأخرى فتملك مذبحاً أو ركناً من أركان هذه الكنيسة .
المثير في أخبار هذه الكنيسة الجامعة ، أنه تأريخياً كانت قد وقعت عدة نزاعات بين الطوائف الثلاثة المهيمنة عليها حول : ( من يحتفظ بمفاتيح الكنيسة ؟ ) ، وكان الحل في إتفاق الأطراف الثلاثة على أن تقوم عائلة مسلمة من القدس بهذه المهمة ، وقد طُبِقَ هذا الإتفاق منذ العهد العثماني ، ولا زال يُطبق لحد اليوم !!، أوليس هذا أكبر دليل على روح المحبة والأخوة والتعايش المشترك بين المسلمين والمسيحيين فيما لو حسنت وصفت النيات ؟ .
بُنيت كنيسة القيامة سنة 326 ميلادية من قبل الإمبراطور الروماني قسطنطين الأول ، وهو الذي نقل عاصمة الإمبراطورية الرومانية من روما إلى الدولة البيزنطية وعاصمتها القسطنطينية والتي هي اسطنبول اليوم .
تبدأ الزيارة داخل الكنيسة بالدخول من بابها الخشبي الأثري العملاق ، ومن خلال الزحام الشديد نصعد من جهة اليمين سلالم حجرية إلى مكان يُفترض به أن يكون ( جبل الجلجلة ) حيث صلب السيد المسيح . وسط ذلك المكان يوجد ما يشبه حفرة حجرية جانبية بالكاد يمكن تمييز ماهيتها لأن التعتيم على أشده رغم تواجد الكثير من الشموع ، وهذه الحفرة تُمثل القاعدة الحجرية التي ثُبت بين صخورها الصليب يوم صلب المسيح .
كان الزوار ينتظرون دورهم ويحاولون الدخول في تلك الحفرة الجانبية - غير واضحة المعالم - للتبرك وإلتقاط الصور ، ولكن كاهن في العقد الرابع من العمر طويل القامة نحيلها ، متجهم الوجه عصبي المزاج ، راح يدفع الناس بكل خشونة ووقاحة وقلة ذوق !!، ويحاول منعهم من الدخول لتلك الحفرة أو الفجوة ، لا بل كان يسحب بعضهم بعنف من داخل تلك الحفرة بصورة لم أصدق أن كاهناً ممكن أن يلجأ لها ، وأين ؟ في كنيسة قبر المسيح !!.
الغريب أن لا أحد إعترض على السلوك اللا مسيحي لذلك الراهب المتعجرف المتكبر العديم الإحساس ، كانوا بالضبط كما يُريدهم الدين المسيحي : خرافٌ في حضرة الراعي !!، بل كانوا أكثر مما توقعتُ ، يستعطفونه ويتملقونه ويُغالون في بذل نقودهم له من أجل شراء الشموع التي كانت أمامه على مائدة صغيرة حيث يجلس كشرطي مرور ينظم السير ويُعاقب المخالفين !!. كذلك راح بعضهم يتمرغ ويتمسح ويقبل ويحتك بحجارة ذلك المكان ، و أغلبهم من النساء .
الحق أثارتني سلبية كل تلك المشاهد الوثنية التي تصرخ مغالاةً ومبالغة ، والخالية من التعقل والتبصر بالقيمة الحقيقية لما حولنا من أشياء ، لِذا تركتُ هذا المشهد الصاخب ونزلتُ بصحبة زوجتي سلماً جانبياً يؤدي لصخرة مستطيلة مجوفة على ما أعتقد تم إضافتها حديثاً - 200 سنة - لمحتويات الكنيسة ، يعني هي ليست النسخة الأصلية ، بل المُفترضة وتُمثل المكان الذي أسجي عليه جسد المسيح بعد موته وإنزاله من على الصليب حيث أحاطت به أمه مريم ، ومريم المجدلية وبعض تلامذته وتابعيه ، وذلك قبل نقل جثمانه إلى قبره في المغارة .
بعدها إنتقلنا إلى قبر المسيح ، وكانت الفسحة أو الصالة الكبيرة المحيطة بالقبر من كل جوانبه معتمة نوعاً ما ، بحيث لم أستطع تمييز ما حولي من أشياء إلا بعد عشرة دقائق .. أي بعد ان إعتادت عينيَ على ظلمة المكان ، ومع هذا كان من الصعوبة بمكان تمييز ما حولنا بصورة واضحة وخاصة الألوان ونوعية الأشياء .. هل هي حجر أم معدن أم كارتون أم قماش !!!، وقفنا في طابور طويل ننتظر دورنا لزيارة القبر ، وبعد نصف ساعة جاء دورنا ، فدخلنا تجويفاً صخرياً ضيقاً قيل لنا أنه قبر السيد المسيح ، وأيضاً كانت الإضاءة داخله شبه معدومة ، وقبل ان نُميز ما في المكان من موجودات دخل آخرون وطلب مِنا كاهن مبتسم الوجه أن نخرج ونتيح الفرصة للآخرين !!، ولاول مرة أرى كاهناً مسيحياً في كنائس القدس يبتسم ويرحب بنا ، ويُربت على أكتافنا ويُساعدنا في الدخول والخروج لقبر المسيح ، ولأول مرة أيضاً أهمس لراهب هناك : شكراً أبونا ... بارك بك الرب الذي تعبد .
الحقيقة لمستُ الكثير من تعالي وغطرسة وتشنج وعجرفة القسس والرهبان في كنائس فلسطين ، ولا يسمح لي طول المقال بإضافة المزيد ، لكن كل هؤلاء ينطبق عليهم قول المسيح : أنتم مِلح هذه الأرض .. ولو فسد الملح .. فبماذا يُمَلحْ !؟ .

عبر رحلتنا زرنا جزيرتين يونانيتين أو قبرصيتين ( لا فرق ) ولم يكن فيهما ما يستحق الذكر غير إنهم قد حولوا كل الساحل المقابل للمرفأ إلى أسواق تحوي مئات المحلات لتبضع السواح ن وبأسعار أغلى من توقعاتنا ، وتقوم البواخر السياحية برفد هذه الجزر بالسواح وبمعدل 3 أو 4 بواخر في اليوم ، وكل باخرة بسعة 2000 غلى 3000 آلاف سائح ، وطبعاً هناك إتفاق تجاري بين شركة البواخر السياحية وهذه الجزر ، وبعمولة مُرضية ، تجارة طبعاً .. ولكن على الأقل ليست بإسم الدين والمقدس والله !!، وبرأيي لو كان أي سائح مُخير في زيارة هذه الجزر أو لا لما رأينا أكثر من مئة سائح على سواحلها أو في أسواقها .

في اليومين الأخيرين لرحلتنا كُنا في اسطنبول مرة أخرى كمرحلة أخيرة لرحلتنا الجميلة ، وبصراحة ، هي الأجمل والأحسن والأنفه والأكثر تحضراً من كل محطات توقفنا السياحية .
في الليلة ما قبل الأخيرة في اسطنبول ذهبنا جميعاً إلى ملهى ليلي يُقدم فواصل من الرقص الشرقي والغناء والرقص الشعبي التركي ، كان المكان غاصاً بالزبائن ، وتقريباً نصفهم من جنس الرجال الذين يرتعبون من مصاحبة نسائهم معهم لأسباب وعقد دينية وإجتماعية ، وفي زاوية منفصلة نوعاً ما كان هناك ما لايقل عن ثلاثين رجلاً باكستانياً بلا نسائهم !!، ولا أعرف أية تقاليد وأي عقل أو حضارة أو مجتمع أو دين يمنعهم من إصطحاب زوجاتهم ولكن بنفس الوقت يسمح لهم بإرتياد الملاهي الليلية وشرب الخمرة والتفرج على مفاتن الراقصات الشرقيات !!!؟
وما أدهشني أكثر في تلك الليلة هو تواجد ما لا يقل عن خمسة عوائل لا أعرف إن كانوا من الأتراك أو العرب ولكنهم حتماً مسلمين لأن زوجاتهم كن يلتحفن بالسواد والحجاب !!، والأغرب أن أطفالهم كانوا معهم ومن عمر ثلاثة سنين إلى عشرة ، بنبن وبنات وهم يتفرجون على وصلات رقص شرقي تكشف فيه الراقصة عن ثلاثة أرباع جسدها أو أكثر !!!.
لا أود التعليق على مشاهداتي تلك الليلة ، ولكن دائماً يتوضح لنا من خلال الحياة اليومية بأن ( أغلب ) المؤمنين في هذا العالم إنما هم متديني تقية ليس إلا .

الباخرة السياحية التي كُنا على متنها كانت أميركية ، تتسع ل 2000 مسافر ، وطاقم خدمتها الإجمالي 750 شخصاً من 65 دولة مختلفة ، والغريب ان ليس بينهم حتى اميركي واحد !!، والكل كان على درجة عالية جداً جداً من المسؤولية والإنضباط والأخلاق وحسن السلوك والمعاملة والدراية التامة بالوظيفة المسندة له أو لها ، والكل رجالاً ونساءً كانوا بشوشين ومجاملين وعلى درجة مُذهلة من الإحتراف الوظيفي .
قد يطول الحديث عن الباخرة ومرافقها وأمور كثيرة لم نكن نتوقع وجودها داخل هذه المدينة العائمة والتي يفوق حجمها حجم التايتانك الشهيرة ، حيث تحوي على ( 12 ) طابقاً ننتقل بينها بواسطة أكثر من عشرة مصاعد عدى مصاعد الخدمة المخصصة للعاملين فيها .
في المطاعم المجانية للباخرة كل ما يحلم به المسافر من أنواع الطعام والمقبلات والفواكه والحلويات والمرطبات ( حار وبارد وآيس كريم ) ولأغلب ساعات اليوم الواحد . المشروبات الروحية ليست مجانية .
وفي الموانئ أو البحر كنا نرى العشرات من هذه البواخر السياحية وكل واحدة بطراز مختلف ، وبعضها أكبر من سفينتنا بكثير وهي تمخر عباب البحر الأبيض المتوسط وبحسب منهاجها لزيارة هذه الدولة أو تلك .
من ضمن ما احتوته تلك الباخرة : [ مسبح داخلي مُغلق ، مسبح خارجي مفتوح ومشمس يقع على سطح الطابق العلوي والأخير منها ، مراقص مختلفة ، فرقتين موسيقيتين وفرقة رقص ، مطاعم كثيرة ومختلفة ، قاعة كمبيوتر ، قاعات إقامة حفلات وفي واحدة منها مسرح لمن أراد إستعماله ، أماكن إستراحة في كل الزوايا ، أسواق للمسافرين ، مسرح كبير في قاعة مُدرجة وممكن إستعمالها كقاعة سينما ، وهذا المسرح يُقدم عروض مختلفة غنائية ومسرحية وإستعراضية كل ليلة ، وطبعاً ليست مجانية ، كازينو للقمار ، محلات تدليك ومساج للجسم والبشرة ، أرصفة خشبية تدور حول الطابق الأعلى للركض والمشي ، بارات في كل الطوابق تقريباً ، قاعة خاصة للرياضة والتمارين ، قاعة لكرة المنضدة ، قاعة لألعاب الأطفال تحوي مختلف الألعاب اليدوية والكمبيوترية ، مرافق صحية عامة في كل الطوابق ، مستشفى مع دكتور وأربعة ممرضات – ليس مجاني ، وكثير من المرافق الأخرى التي غابت عن ذاكرتي ] .
غرف النوم كانت بمساحات مُرضية جداً ، ومزودة بشباك يطل على البحر ، وحمام ومرفق صحي وقاصة وأشياء كثيرة أخرى كما في غرف النوم الأميركية .
أكثر ما أعجبني وصفقتُ له هو أن كابتن تلك الباخرة العملاقة كان سيدة من أميركا الجنوبية . لم أكن مندهشاً بقدر ما كنتُ فرحاً .

#############################
المجد للإنسان . تحياتي
نوفمبر 6 - 2011










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الحكيم البابلي امتعتنا برحلتك
وليد يوسف عطو ( 2011 / 11 / 6 - 09:34 )
عزيزي الزميل الكاتب البابلي المحترم . لقد استمتعت بهذه السياحة ويبدو ان المال الخليجي والفكر الصحراوي الوهابي شغال في فلسطين وهنيئا للمسيحيين بالنموذج اليهودي المتزمت حيث المسيح يهودي وهذا المجتمع الاسرائيلئ مثالهم ويستطيعون تطبيق مقولة المسيح بكل حرية .. ماجئت لانقض الناموس.. فهاهو القانون اسرائيلي قائم على الناموس اليهودي . في الختام تقبل خالص مودتي .


2 - الحكيم البابلي قصاص
محمد حسين يونس ( 2011 / 11 / 6 - 09:49 )
رغم طول المقال الا انني قراته بالكامل و استمتعت بدقة الوصف و التعليقات خصوصا ما يتصل بعلاقة اليهود بالمسلمين هي فعلا كما وصفت لدرجة انني بعد فترة من معاشرتي لهم تاكدت ان الاسلام فرع من اليهودية و يحمل وجهه نظرها تجاة مصر و بابل او الفرعون و النمرود .. شكرا علي هذة الوجبة الدسمة و التي في تصورى ميلادا للحكيم البابلي القصاص


3 - سفره سياحيه
د.قاسم الجلبي ( 2011 / 11 / 6 - 10:55 )
كانت سفره سياحيه مجانيه بالنسبه لي و قراءتها متمتعا بها ومتصورا نفسي احد هؤلاء السواح الكلدان شكرا لكم على هذا الوصف الرائع , لا زلت ياسيدي محافظا على بعض الامثال واللهجه العراقيه الصرفه العذبه , لاادري كم مضى لك من الزمن وغادرت العراق الحبيب تحياتي لك ايها الحكيم البابلي والى سفره مجانيه اخرى .


4 - رحلة رائعة ومشاهدة دقيقة
فاتن واصل ( 2011 / 11 / 6 - 12:28 )
شكرا لأنك استطعت بنقلك لأدق التفاصيل والمشاهدات الانسانية أن تكتب واحدة من أحلى قصص أدب الرحلات وأن تصحبنا معك فى رحلتك.. فتحياتى لقلمك السندبادى والذى مؤكد سبقك الى هذه الرحلة .. تقديرى واحترامى


5 - سفرة جميلة
عمر علي ( 2011 / 11 / 6 - 13:07 )
قرات المقالة بمتعة و كنت موفقا برصدك للظواهر والمعالم التاريخية والاجتماعية والثقافية والحضارية بحيادية لكل بلد ولكل شعب ومكون ديني. ولكن اسمح لي استاذ البابلي تصور لو بقيت اسطنبول بلدا للبزنطينين ولم يحتلها الغزات من الهمج العثمانين الاسلامين فاعتقد كادت ان تكون اليوم اسطنبول اجمل متحف واحلى مدينة سياحية تاريخية بالعالم وكادت ايضا ان تكون قبلة العالم للسياحة؟؟


6 - الأستاذ الحكيم البابلي المحترم
ليندا كبرييل ( 2011 / 11 / 6 - 14:13 )
رحلة ممتعة حقا كان بإمكانك تحويل فقرة زيارة كنائس القدس وملاحظاتك الثمينة حولها إلى مقال لوحده، قبل أن أبدأ ملاحظاتي: لماذا لم تشرب من الحليب المجفف المنسوب لمغارة الحليب لنرى هل سيشفي حقا أم لا؟ الاكتشافات الدينية كلها خاضعة لمنطق تجاري بحت فعلا
بالنسبة للناس الذين يدّعون أنهم أتراك ويتنكرون لجذورهم العربية أقول ذلك أصبح بلدهم ولا يجمعهم بالعرب إلا اللغة، إنتماؤهم لتركيا بالكامل ولا يسألون إن كان جذرهم عربيا أم لا؟ والأتراك لا يحترمون العرب أبدا ويقولون عن العربي(أراب)والمقصود الكلب الأسود
ليس الأتراك فحسب بل كل بلادنا الشرق الأوسطية وبلاد العالم الثالث لا نزاهة فيها للبائع في التعامل مع السائح الأجنبي ونفتقد بشدة ثقافة السياحة
جوع تاريخي للنهب والسلب
أعجبتني ملاحظتك الذكية( كل هذه الكنائس شكل واحد وطعم واحد ومعنى واحد وكلها مصنوعة من خشب وحجر لا قدسية لها إلا ما يهبه لها المؤمنون من قدسية ولا تختلف بشيئ عن حجارة أي بناء)رحلتك كانت رائعة
استمتعت كثيرا بالوصف الدقيق خصوصا في القدس وملاحظاتك عن الرهبان والأماكن والناس . أتمنى لك أوقاتا طيبة وشكرا لمشاركتنا مشاهداتك الرائعة تحيا


7 - التعايش في بيت لحم
خالد أبو شرخ ( 2011 / 11 / 6 - 16:16 )
تحية طيبة
يسعدني انك قمت بزيارة الاراضي المقدسة واستمتعت بها وانا استعمل اسم الاراضي المقدسة حتى اخرج من جدل فلسطين او اسرائيل رغم ايماني انها فلسطين
اعجبتني جدا عينك الناقدة بموضوعية لما تراه
ولكن اسمح لي ان اعلق على تفسيرك لسوء معاملة التاجر في بيت لحم
بيت لحم مدينة مختلطة يتعايش بها المسيحيون والمسلمون منذ مئات السنين دون ان تحدث بها اي اشكاليات او مصادمات دينية او طائفية واشتهر اهلها بروح التسامح والتعايش كما انها مدينة تستقبل سنويا مئات الالاف من السياح الحجاج الاجانب
ما حدث معكم ليس لكونكم مسيحيين كما فسرت, ما يحدث ان للفلسطينيين حساسية للسسياح العرب الذين يدخلون فلسطين في هذا الوقت, حيث ان العرب منعوا من السياحة في فلسطين حتى عقد اتفاقية السلام المصرية الاسرائيلية ومن وقتها بدا السياح المصريين بالقدوم فارتبط قدوم السياح العرب بالتطبيع مع اسرائيل في الوقت الذي تقوم به اسرائيل باحتلال الاراضي العربية واضطهاد الفلسطينيين, وبعد الانتفاضة الثانية عام 2000 منع السياح العرب من دخول فلسطين الا عن طريق مطار اللد او الموانيء الاسرائيلية
يتبع


8 - التعايش في بيت لحم
خالد أبو شرخ ( 2011 / 11 / 6 - 16:21 )
بعد التحية
مع اغلاق المعابر الفلسطينية ودخول السياح فقط من المعابر الفلسطينية ارتبط مرة اخرى زيارة السياح العرب مع التطبيع مع اسرائيل
نظرة التاجرالتلحمي انكم عرب من المؤيدين للتطبيع في ظل استمرار الاحتلال
التعصب الديني في فلسطين بدا مع تنامي حركة حماس ولكنه لم ياخذ طابع الصدام بين المسيحيين والمسلميين لان التناقض مع الاحتلال يبقى هو المسالة الاساسية عند الفلسطينيين
وفي النهاية لك تحايتي


9 - تعليق
نادر قريط ( 2011 / 11 / 6 - 16:45 )
في جملة هذا السرد التصويري الشيق وقفت مليا عند شخصية البابلي التي تفاعلت وإنفعلت داخل المشهد المرئي ..(بشر، مدن، كنائس، مساجد، أديان، تاريخ..إلخ)أهم ملاحظاتي في هذا السياق أن البابلي يؤكد في أكثر من مقطع نفوره من الإيمان الديني الساذج .. وهذه الصراحة الجارحة (للبعض) تشير إلى أن البابلي لا يصلح للسياسة مطلقا والأفضل أنه غادر
العراق الحالي، قبل أن يُفرض عليه حفظ أسماء الأئمة الإثني عشر وحفظ تاريخ ميلادهم ووفاتهم (بالهجري والميلادي) فهذه الأمور أصبحت تدرس بدل التربية الوطنية.. عموما لا
علاج للعراقيين فهم صريحون أكثر مما ينبغي ..
ملاحظة: أقتسم معك بعض هذه الرحلة (زيارة إستنبول، والجزر اليونانية، وركوب السفينة) لكن زيارة الأرض المقدسة تشترط أمورا لن أحكيها.. فقد أدرك شهرزاد الصباح
تحياتي وشكرا على الجهد القيم


10 - تحفة
عبد القادر أنيس ( 2011 / 11 / 6 - 16:47 )
مر وقت طويل منذ أن طلبنا منك تقديم تقرير مفصل عن رحلتك ونشر هذا المقال حتى كدت أشك في استجابتك. لكن النتيجة كانت رائعة حقا حيث تظافر الوصف مع التعليق والرأي مع الأسلوب ليعطي لنا تحفة كلها متعة. فشكرا لك.
فقط أحب أن أتحفظ على قولك: ((والحق إني لا أذكر أن تأريخ البشر سجل لنا ولو لمرة واحدة بأن إنساناً تمكن أن يحول جبلاً أو حتى صخرة كبيرة بقوة إيمانه ، وهذا دليل على أن ليس بين البشر من له إيمان بقدر حبة الخردل ، وإن المسيح طلب الكثير من المستحيلات وما هو فوق مقدرة وطاقة الجنس البشري المسكين !!. ))
هل السبب يكمن في استحالة تحويل الجبل بسبب خرافة الفكرة أم في ضعف الإيمان؟
تحياتي


11 - الطيور على أشكالها تقع
الحكيم البابلي ( 2011 / 11 / 6 - 17:19 )
الزميل الكاتب وليد يوسف عطو
الشكر الجزيل لمروركم ومساندتكم سيدي العزيز
مهما كان طول المقال فلا زالت ذاكرتي مُعبأة بعشرات الملاحظات السلبية عن مشاهداتي في هذه الرحلة ، وصدقني الإيجابيات قليلة وتنفذ بسرعة للأسف
وجدتُ أن اليهود والعرب يُليقون لبعضهم تماماً ، فهم من صنف واحد وتعاليمهم واحدة وإلههم واحد على ما يبدو !! وهو إله شرير على كل حال ، وهم بصورة عامة حقودين وعنصريين ولا يحبون إلا نوعهم وجنسهم ، رغم أن بعضهم وخاصة الإسرائيليين يُحاولون وبكل ذكاء إيهام وخداع العالم بتحضرهم القشري ولكن لا زال البدوي يطل من بين ملابسهم الحديثة ولا زال مُسيطراً على كل فكرهم وسياستهم وشخصياتهم ، وهو نفس الحال مع الفلسطينيين المتعنتين الذين ورثوا من اليهود كل العقد النفسية وأولها عقدة الشعب المختار وعقدة ألإحساس بالإظطهاد وعقدة العداء لكل العالم
تحياتي


12 - لم يكن في المسيحية ما يُغري محمداً
الحكيم البابلي ( 2011 / 11 / 6 - 17:47 )
الصديق العزيز محمد يونس
شكراً للمتابعة والمرور وتفقد أخاك البابلي
نعم أخي الكبير ، وكما قال جنابكم ، الإسلام فرع من اليهودية ، وكلما تمعنا وتعمقنا في قراءة التأريخ ، كلما زادت قناعاتنا بأن محمداً إبن عبد الله نبذ النصرانية التي تلقنها ورضعها على يد جبريله ومُلهم وحيه الأول الأسقف ورقة بن نوفل ، إبن عم زوجته الأولى خديجة ، وإختار اليهودية لشدة إعجابه بلذائذياتها ، لدرجة أنه قلدها تقليداً أعمى ، فاليهودية تُشابه وتُحاكي شخصية محمد الداخلية ورغباته وعقده النفسية ، والتي كان قد تحكم في لجامها جميعاً طوال زمن إقترانه بخديجة
اليهودية راقت لمحمد في عنفها وتطرفها وتعاليها وإحتكارها للرب وميلها للجنس الذي كان اقوى الغرائز في شخصية محمد ، بينما لم يكن على مائدة المسيح المسكين ما يُغري محمد ، لأن ذلك الإنسان الذي ثار من أجل الفقراء والذي كان يغسل أرجل أتباعه وتلاميذه ، لم يكن يستهوي الرجل الذي أراد أن يكون مؤسس دولة كما حاول موسى وكل من تبعه
تحياتي


13 - العراقي لن ينتهي لأنه يحمل روح طائر الفينيق
الحكيم البابلي ( 2011 / 11 / 6 - 18:08 )
دكتورنا العزيز قاسم الجلبي
تحية وشكراً لمرورك عبر حديقة فكرنا ، صدقني وحشتُ إسمك
تسألني عن سنوات غربتي يا صاحبي ؟ ، أنا غادرتُ العراق سنة 1974 ، يعني مغترب 37 سنة ، ولم أقم حتى بزيارة واحدة لوطني الأم العزيز ، لأنني لا أثق بنوعيتين من الناس ، الجهلة والمتدينين
لكني لم أفقد مقدار ذرة من عراقيتي أو إلمامي باللغة العربية الجميلة ، بل على العكس ، ففي المهجر إزدادت قراءاتي وإطلاعاتي ودخلتُ لعوالم التأريخ والتراث العراقي والعربي أكثر من السابق ، وأعتز لحد الفخر بعروقي وجذوري العراقية والكلدانية البابلية ، ولا أستنكف من عراقيتي كما يفعل بعض فقراء المعرفة والجذر من عراقيي الجنسية ، وأعرف يقيناً بأن ظروف العراق وكثرة طاعنيه هي التي أدت لظهور الشخصية العراقية المهلهلة في السنوات الأخيرة ، ولكن كل ذلك لم ولن يطمس حقيقة جذورنا ومنابع قوتنا ، ومهما سُدت الأبواب في وجوهنا فلا بد وأن تُفتح ذات يوم ، لتسمح لنا بأن نُعوِض خراب السنين ، ونُثبت للعالم باننا أحفاد السومريين والبابليين الذين أعطوا العالم أول قبس نور
سعيد جداً إنك صاحبتني في رحلتي الجميلة على بساط الريح
تحياتي


14 - الصورة في إسرائيل وفلسطين تختلف عما يُنقل لنا
الحكيم البابلي ( 2011 / 11 / 6 - 18:34 )
أنيقة الفكر السيدة فاتن واصل
الف شكر لزيارتك لحديقتنا البابلية ، وردة تمر بين الورود
الواقع أن تفاصيل السفرة كانت أكثر بكثير مما جاء في متن المقال ، وهناك نقاط مهمة وحساسة وجميلة وطريفة إضطررتُ لشطبها بسبب طول المقال ، وأنا من الكتاب الذين يُحاولون تسجيل كل شاردة وواردة لإعطاء القارئ صورة حية متحركة عن الأحداث التي تنقلها الحروف ، ولكن ... لِنَقلِ أي صورة طرق وأساليب متباينة ، والإختصار عادةً لا يُر ضيني

فَرَحتُ لرحلتي هذه كونها أعطتني وثبتت في داخلي حقائق كثيرة عن البلدان التي زرناها ، والتي كانت بعض المعلومات التي في أذهاننا عنها مشوشة وتتأرجح في دواخلنا بين التصديق والتكذيب ، لأن أغلب من قرأنا لهم من الكتاب متحيزين وإنتقائيين ولا يُحاولون أن يعطونا الصورة الحقيقية يعني ( بلاك آند وايت ) بل كانوا يحاولون ترتيشها وبحسب قناعاتهم
صدقيني في هذه البلدان أمور سياسية ودينية وإجتماعية تختلف عن ما نعرفه من معلومات ، وسعيدٌ إنني ملم ببعضها الأن
تحياتي


15 - نهاية الدولة البيزنطينية
الحكيم البابلي ( 2011 / 11 / 6 - 19:15 )
الأخ العزيز عمر علي
شكراً على مرورك وتفقدك لحديقتنا البابلية
الحق حاولتُ وبكل جهدي التخلي عن بعض عواطفي ومزاجي حين كتابة المقال وأفكاره ، وكنتُ حيادياً في رصدي وملاحظاتي ، وأردتُ أن أبدو بصورة حضارية بعيدة عن تفكير وسلوك القبيلة ، فأنا بفطرتي أكره التحيز والإنتقائية ومبدأ -انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً- ، لِذا قمتُ بتقديم ما شاهدتهُ .. السيئ والجيد ، وأعتقدها الطريقة الأصح في النقد
تسألني عن الدولة البيزنطينية ، وعاصمتها القسطنطينية ( إسطنبول الحالية ) !!، ويكفي أن أقول لك أنه حين فتحها أو غزاها - مش مهم - المسلمين ، ذُهلوا وصُعقوا لما كانت تحتويه هذه المدينة من حضارة وبناء وتقدم وكنوز وذهب وتُحف وتماثيل وكتب وفلسفات وكلُ ما يُبهر العين والنفس والعقل
كانت هذه المدينة متقدمة وبمراحل على كل المدن المعاصرة لها
ولكن سيدي العزيز ... لكل شيئ نهاية ، وفي أغلب الأحيان -لا تسير الرياحُ كما تشتهي السفن- ، ويقول شاعرٌ آخر
لكل شيئٍ إذا ما تَم نقصانُ +++++++ فلا يُغَّرُ بطيب العيشِ إنسانُ
تحياتي


16 - الزميل خالد أبو شرخ ، رد # 1
الحكيم البابلي ( 2011 / 11 / 6 - 20:43 )
عزيزي الأخ خالد أبو شرخ
شكراً لزيارتك الأولى لحديقتنا البابلية
هي ليست مُجاملة لو قلتُ بأنني أُثمن فكرك وثقافتك وأخلاقك من خلال أغلب كتاباتك وحواراتك ، ولهذا يُسعدني التحاور معك
عزيزي .. كل التبريرات التي قدمتها لنا في تعليقيكَ عن تصرف ذلك التاجر ، لم تستطع إخراج سلوكه المريض من عنق الزجاجة . ثم هل أنت شخصياً مُقتنع بتبريراتك هذه أخي خالد !!؟
ودعني أقدم لك أسباب عدم قناعتي بهذه التبريرات ، وعلى شكل نقاط
أولاً _ قضية ( المعابر والتطبيع في ظل إستمرار الإحتلال ) هي مشكلة الفلسطيني مع إسرائيل ، ولا يجب ان يدفع الثمن السواح الذين ليس لهم في كل القضية ناقة او فيل ، وليس لكل هذا دخل في الروح العدائية المستحكمة كما يظهر في شخصية الفلسطيني بصورة عامة ، والتي لمسناها وتَشَكى منها أغلب من كان معنا في السفينة السياحية
بصراحة خالد ... المشكلة هنا هي ازمة أخلاق ، كذلك هي أزمة جهل .. عندما نرى الفلسطيني يرفس نعمته ومصدر رزقه حين يُسئ لعموم السواح في مدينة سياحية شهيرة !، وهذا بالضبط غباء الرجل الذي لا يعلم بانه لا يعلم ، وعليه ينطبق المثل القائل : الجاهل عدو نفسه
يتبع رجاءً


17 - الزميل خالد أبو شرخ رد # 2
الحكيم البابلي ( 2011 / 11 / 6 - 21:13 )
ثانياً - التاجر الفلسطيني قام بقباحة أكبر من التي سجلتُها في مقالي ، وكانت حين إبتعادنا عن محله ، وتقصد إسماعنا شتائمه حتى ونحن نُغادر المكان ، ولكوني أكبر الأخوة عمراً في المجموعة ، فقد صَبَرتُ نفسي بحكمة : وعظموا أنفسكم بالتغافل . علماً بأننا كُنا في بلد إسلامي متعصب تحكمه مليشيات حماس ، ونحمل جوازات سفر أميركية وكان معنا نسائنا ، وأعتقد بأن ذلك التاجر إعتمد كثيراً على كل هذه الحسابات التي قمتُ بتشبيهه من خلالها بالمثل العراقي : يستأسدُ الكلب قدام بيته
ثالثاً _ هذه العدائية والأخلاقيات لم تقتصر على ذلك التاجر فقط ، بل كانت النمط الذي لمسناه للشخصية الفلسطينية وبصورة أو نسبة 80% ، وليست عاطفتي من يتكلم
رابعاً _ أنا لم أتطرق في مقالي لأية صدامات بين المسيحيين والمسلمين في اي جزء من فلسطين ، لأنني لا أعرف عنها شيئاً ، ولكن ... ماذا تتصور أسباب هجرة المسيحيين وبهذه الكثافة في السنوات الأخيرة !؟ ألا تعتقد أن السبب هو وقوع المسيحي المسالم بين فكي ونار إسرائيل وفلسطين ومحاولة كل منهما إزاحة المسيحي وبأي طريقة كانت ؟، وعن طريق الإعتداء والإستفزاز والإهانة والتجريح وفقدان الأمان ؟
يتبع


18 - الزميل خالد أبو شرخ رد # 3
الحكيم البابلي ( 2011 / 11 / 6 - 21:33 )
خامساً _ أنت تقول : ( التعصب الديني في فلسطين بدأ مع تنامي حركة حماس ، لكنه لم يأخذ طابع الصدام بين المسيحيين والمسلمين .. الخ ) ، طيب أخ خالد ما هو أنت بتعترف هنا بأن حماس نفخت فيكم تعصباً دينياً ، إذن هو موجود وحقيقي ، ومن المضحك حقيقة أن نتصور بأن المسيحي المسكين المسالم القليل العدد والعدة ممكن أن يتصادم مع المسلمين !، حتى ولو كان مقموعاً وبأوسخ الأساليب
لافتة في الناصرة تحمل فكراً مريضاً لآية قرآنية لا زالت مُعلقة منذ أكثر من ثلاثة سنوات حسب قول شهود من مجموعتنا ، وتخيلوا معي ... كل الشعب الفلسطيني المسلم في الناصرة يمر يومياً قدام هذه اللافتة ( عيني عينك ) ولا أحد منهم فكر يوماً في أن يعمل شيئاً لرفعها ، وليس السبب لأنها آية قرآنية .. لا .. بل لأنها توافق أخلاقهم ونظرتهم الدونية الحاقدة للمسيحيين
مثل آخر يقول : ابوية ما يقدر إلا على اُمي
والمسيحي صار أمكم التي فشيتم بها خلقكم بسبب عدم تمكنكم من اليهودي ألإسرائيلي الذي يتبع نفس أساليبكم وعنفكم ، وربما هو مُصيب ، إذ لا يفل الحديد إلا الحديد
ما لمسته من شعبكم يدعوني للقول : أعانكم على أنفسكم الرب الذي تعبدون
تحياتي أخي خالد


19 - ليس مبررا
خالد ابو شرخ ( 2011 / 11 / 6 - 21:43 )
بعد التحيه
الزميل والصديق الحكيم البابلي
نعم انه اول تعليق لي على مقالاتك ولكن هذا لا يعني انني غير متابع لكل ما تكتب
لم اقدم تبريرا لسلوك التاجر, فهذا السلوك لا مبرر له, ولكنني علقت على السبب فانت اعتقدت ان السبب ديني, اوضحت لك ان السبب هو سبب اخر سواء كان مقنعا ام لا
انا شخصيا مع زيارة الاخوة من البلدان العربية سواء عرب او من الاقليات القومية الاخرى لفلسطين على الاقل يكونوا شهودا على الاحتلال وفيه ايضا تواصلا مع الشعب الفلسطيني
في الوقت نفسه يجب الا تكون هذه الزيارات جسرا للتطبيع مع اسرائيل في ظل وجود الاحتلال والتنكر الاسرائيلي لحقوق الشعب الفلسطيني
بالنسبة للعدوانية التي لمستها في تعامل الفلسطينيين ربما كنت متفاجئا بها نوعا ما لهذا بالغت بوصفك لها, علينا ان ندرك ان الشعب الفلسطيني ومنذ الانتداب البريطاني يعيش حالة صراع دائمه ويعيش دوامة من العنف فكم من حرب مرت عليه خلال قرن ناهيك عن الممارسات اليومية للاحتلال بالاضافة لثقافة المقاومة ومنها ما هو مشوه
لابد لهذا الصراع اليومي ان يترك رواسبه في اللاشعور الفردي والجمعي للفلسطينيين خاصة مع الاحساس بالظلم التاريخي الذي
يتبع


20 - ليس مبررا 2
خالد ابو شرخ ( 2011 / 11 / 6 - 21:49 )
بعد التحية
خاصة مع الاحساس بالظلم التاريخي الذي وقع عليهم والذي ساهم به الغرب واسرائيل من ناحية والانظمة العربية من ناحية اخرى
وانا هنا لا اعطي تبريرات بل اشخص حاله
الخروج بالشعب الفلسطيني لوضع افضل اول ما يتطلب هو انهاء الاحتلال فلا يمكن الحديث عن ثقافة تسامح وقبول بالاخر وانفتاح على العالم وعلى الشعوب الاخرى طالما بقي الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال وتحت الحصار ووجوده على ارضه مهدد بالمستوطنات وبالمصادرة وبجدار العزل العنصري
علك لاحظت فرق الوعي بين فلسطينيو ال48 وفلسطينيو الضفة ولو قدمت الى قطاع غزة لوجدت فرقا اخرا
ولك تحياتي


21 - الأخ كنعان شماس ، التعليق المحذوف # 7
الحكيم البابلي ( 2011 / 11 / 6 - 21:53 )




تحية ايها البابلي الحكيم اظن منعوا تعليقي ( كامرة البابلي الحكيم ) بالخطا او لاحتمال الاشارة الى الاستفزاز الذي يمثله تطويق كنيسة ايا صوفيا باربعة منائر وذكرت ما اورده الدكتور كامل النجار من ان امبراطورية بيزنطة افلست من وراء بناء هذه الكنيسة التي عمل فيها عشرة الاف عامل و استغرق بناءها خمس سنوات وقد قيل فيها الكثير من الاشعار والمراثي وقلت انه من الحكمــة اعادتها الى اصحابها وعدم تركها لغمـــا يفجر العواطف الدينية على اية حال قراءت بشغف فحقا قلمك كامرة ترى الصورة وماخلفها وتغربــــل التاريخ ايضا تحية ايها المتالق البابلي الحكيم
==========
كان هذا تعليق الأخ كنعان شماس
الرد
الأخ كنعان شماس
تحية وشكراً على محاولة إيصال صوتك لنا ، والذي نعتز به كثيراً
شخصياً أفضل قرار أتاتورك في جعل أيا صوفيا متحفاً فنياً لكل سواح العالم ، ليروا من خلالها عظمة تلك الإمبراطورية التي لو إستمرت لكانت ستكون أعظم من أميركا اليوم
العواطف الدينية تأججت حين حولها محمد الفاتح لمسجد ، ولكن فكرة المتحف أرضت جميع الأطراف الدينية ، ولا تنسى أن 90% من زوارها هم من المسيحيين
تحياتي وشكري




22 - مقال رائع
ريمون شكوري ( 2011 / 11 / 6 - 21:59 )
الأخ الحكيم البابلي
قرأت تقريرك عن السفرة السياحية بشوق. إذ كنت أتطلع الى قراءته منذ أسابيع. وكانت قراءته ممتعة جداً. وقد غطى التقريرجميع الجوانب من وصف الكنائس والأبنية والأماكن الأخرى الى تناول نفسيات الناس الذين يُحتك بهم والى المشاعر الصميمية للكاتب
أثار المقال ذكرياتي عن سفرة عائلية قمنا بها الى تركيا وبلغاريا في 1972. تتكون أسطنبول حسب ذاكرتي من جزئين آسيوي وأوربي. الجزء الآسيوي لم يكن مختلفاً عن المدن العراقية من ناحية نظافة المدينة وكنا نجد عمالاً نائمين على أرصفة الشوارع في منتصف النهار. آما الجزء الآوربي فيختلف تماماً عن الجزء الآخر من حيث النظافة
صحيح آن الأنسان التركي يبدو كما ذكرت َ خالياً من القشور الداخلية والمثقلات الدينية والإجتماعية لكن إذا حُـكَّ قليلاً -تحت الجلد- فستجده متزمتاً دينياً وقومياً
أما آيا صوفيا الحالية قد شيدت سنة 562 في عهد الإمبراطور جوستين وهي الكنيسة الثالثة التي شيدت على أنقاض الكنيستين الأوليتين، الأولى كانت معبداً وثنياً حوله قسطنطين سنة 360 الى كنيسة!!ا

يــتــبــع


23 - تعليق اخير
خالد ابو شرخ ( 2011 / 11 / 6 - 22:00 )
بعد التحية
ساعود لتعليق اخير بالنسبة لعلاقة المسلمين والمسيحيين في فلسطين
عزيزي
ارجو الا تصدر احكامك من خلال زيارة سياحية لعدة ايام او لمشهد شاهدته, او لظاهرة اطلقت حكمك عليها قبل دراسة جذورها
بالنسبة لهجرة المسيحين هي ليست بجديده فهي تعود لاواخر القرن التاسع عشر وخاصة الى الامريكيتين وقد شكلوا هناك جاليات كبيرة خاصة في تشيلي وجميعهم لهم اقارب بقوا في فلسطين وعل تواصل معهم وسهلوا لهم هجرات من اجل الجنسية في العهد الاردني وزمن الاحتلال حتى اصبحت قرى باكملها مثل بيرزيت جميع سكانها يحملون جنسيات امريكية وهم في فلسطين
ظاهرة الهجرة التي حدثت مؤخرا لم تشمل المسيحيين فقط بل وايضا المسلمين المسيحين يتوجهون الى البلدان التي يحملون جنسياتها والمسلمون الى الدول الاسكندنافية للجوء وسبب هذه الهجرة تردي الاوضاع الاقتصادية وانسداد الافق السياسي للعملية التفاوضية
هذه العلاقة لا علاقة لها بالديانات كما يجب ان انوه ان حماس تتولى السلطة في غزة ولا تتولاها في الضفة وغالبية مسيحيي فلسطين في الضفة
لك تحياتي


24 - المقال راءع
ريمون شكوري ( 2011 / 11 / 6 - 22:03 )
الأخ الحكيم البابلي

تـابــع

أنا عن وجود مسجد ملاصق الى كنيسة القيامة فتبدو أن هنالك سياسة إسلامية بإنشاء مسجد بالقرب من كل كنيسة. من الطريف توجد في عمان منطقة تقطنها غالبية أرمنية كنيسة أرمنية وبجانبها جامع يطلق عليه الأردنيون إسم -جامع الأرمن-
تكلمتَ عن أن كثيراً يؤمنون بحدوث معجزات. أتعلم ما هي أعظم معجزة؟ هي أنه لا توجد معجزة كما يقول الرياضياتي والفيلسوف الفرنسي هنري پوانكاريه.
في الحقيقة أن بطرس وليس بولص هو الذي أنكر المسيح ثلاث مرات قبل صياح الديك .
يذكرني قولك إن محمد لم يترك شيئاً من اليهود لم يقتبسه بحديث لي مع أستاذ بالفلسفة يهودي إعتنق المسيحية. سألته حباً للإستطلاع لماذا لم تعتنق الإسلام ، أجايني درست الإسلام جيداً ووجدته Isam is degenarated Judaism أي الإسلام هو يهودية منحلة
أشعر أني أطلتُ بالتعليق. ما العمل، وكل جملة في مقالك تقدح عندي ذكريات؟ وربما أزعجتك فأعتذر
أكرر أن مقالك كان ممتعاً وشيقاً

تــمــنــيــاتــي ومــودتــي


25 - الصديق نادر قريط
الحكيم البابلي ( 2011 / 11 / 6 - 22:30 )
عزيزي وزميلي الأخ نادر قريط
قبل أن أرد على تعليقك # 10 ، بودي نشر رسالتك الأخوية الشخصية التي أرسلتها لي صباح اليوم وعلى بريدي الألكتروني ، والتي تُشير فيها لغلطة عن معلومة تأريخية وردت في مقال والحق أشكرك على التصويب القيم هذا
نص رسالة نادر قريط
======
عزيزي البابلي: قبل أن أكمل رحلتك وسردك الشيق للقسطنطينية أحببت لفت نظرك إلى إشتباه وسهو أرجو أن تشير له في التعليقات(أمر مهم) فآية صوفيا بناها القيصر العظيم جيستنيان في القرن السادس م وليس قسطنطين الذي توفي 337م
وبرأيي وحسب دراستي وشغفي بالموضوع فإن جيستنيان هو مؤسس المسيحية (التثليثية بصورتها الحالية ) وبعصره بنيت كل الصروح الكبرى للمسيحية (كنيسة القيامة...إلخ) وسبب فرضه للتثليث هو تأثره بالموروث المصري (ايزيس اوزيريس حورس) لأن زوجته كانت مصرية ..أنا على يقين بأن قصة قسطنطين الكبير الذي ربط به مؤتمر نيقيا التأسيسي عام 325م هو أدب ديني أكثر من حقيقة تاريخية
تحياتي
======
شكراً عزيزي الأخ نادر
كلامك عن تأثر جيستنيان بفكرة التثليث من الموروث المصري هي معلومة جديدة بالنسبة لي وأقترح عليك الكتابة عنها لنشر المعرفة
تحياتي


26 - تسمية الأشياء بمسمياتها ، هل هو خطأ ؟
الحكيم البابلي ( 2011 / 11 / 6 - 23:27 )
الصديق النادر نادر قريط
شكراً على تعليقيكَ اللذين أضافا بعض الفكر العطر لحديقتنا البابليلة
تبيان نفوري أحياناً من ( الفكر الديني الساذج ) لا أعتبره شخصياً ( صراحة جارحة للبعض ) كما تتصور ، بل هو دعوة وتحسيس ضروريان لذلك المؤمن الذي يقف قبالتنا عارياً من كل فكر علمي ، ومع هذا يُصر كخروف عنيد على أنه يملك الحقيقة ، وكل سلاحه هو : قال الله وقال المسيح وقال محمد وقال فلان وعلان ، في الوقت الذي يعجز عن الإتيان بدليل واحد واضح عن وجود خالقه
بصراحة ... سئمنا هؤلاء المؤمنين عن طريق ثُلاثي ( الوراثة والتلقين والجهل ) ، وسئمنا هلوساتهم الدينية التي تجرح مفاهيمنا ومعرفتنا ، وشئمنا إدعائهم المضحك من إننا لا نفهم شيئاً كوننا لا نؤمن بالرب الخالق ، وأعتقد حان الأوان ( جداً ) لنقول لهم
put up or shut up
وصحيح ما تقول من إنني لا اصلح كسياسي ، وما هجرتي من العراق إلا خوفاً من صراحتي ولساني ، والسياسة لا تُغريني لقذارتها
كذلك أصبتَ الهدف في كلامك عن صراحة العراقيين ، فمن الكلام ما قتل
أما ملاحظتك في نهاية التعليق فلم استطع إلتقاط معناها للأسف ن ويمكنك توضيحها بتعليق أو برسالة شخصية
تحياتي


27 - هل نملك إيماناً ولو أصغر من حبة الخردل ؟
الحكيم البابلي ( 2011 / 11 / 7 - 01:08 )
صديقنا العزيز قادر أنيس
شكراً على مروركم المفيد دائماً
كان المرض سبب تأخري في كتابة المقال ، وأظنك تعلم بأنني مقل في الكتابة رغم تزاحم المواضيع في ذهني ودفتري ، وهناك أسباب عديدة لإنصرافي عن كتابة ونشر المقالات ، وأظنك تعرف أغلبها يا صاحبي
أعجبني سؤالك ، وممكن إنشاء مقال فكري جميل يُبنى على فكرة هذا السياق ، وعلى سؤالك الذكي والذي في ابعاده فلسفات عميقة ممكن التمتع بمناقشتها على صفحات الحوار المتمدن

بصراحة أنا لا أؤمن باية معجزات سماوية أو أرضية ، ولا أعتقد بأن للإنسان قدرة على تحويل الجبل مهما كانت درجة إيمانه ، وليست هناك تجارب ممكن أن نستشهد بها في هذا المضمار ، اللهم إلا القوى الخارقة لبعض البشر هنا وهناك عجز العلم عن تفسيرها ، وليس لها علاقة بالإيمان لأن بعض من يتمتع بهذه القوى هم في أعمار صغيرة لا تستوعب مفهوم فكرة الإيمان
وحتى لو إفترضنا جذلاً بأن المسيح هو إله ، وصدقنا معجزاته ، ففي هذه الحال هو قام بالمعجزات كإله وليس كإنسان ، ومرة أخرى نصطدم بفشل الإنسان في تحقيق خرافة ما يسموه إيمان قادر على تحويل جبل من مكانه
يسرني سماع رأيك ، لأن لك عمقاً يعرفه الجميع
تحياتي


28 - لظروفه القاسية الفلسطيني يفش خلقه في السواح
الحكيم البابلي ( 2011 / 11 / 7 - 02:31 )
عزيزي الأخ خالد
تقول في تعليقك # 20 بان السلوك العدائي لذلك التاجر تجاهنا لم يكن بسبب الدين ، وتعزوه إلى أي شيئ إلا الدين !!، طيب ... لنفرض أنه بدل مجموعتنا المسيحية كان هناك مجموعة مصرية أو حتى عراقية ، وتدل ملابسهم على إسلامهم ( محجبين او معقلين ) ، فهل تعتقد أن ذلك التاجر كان سيعاملهم بنفس الطريقة التي عامَلنا بها ؟
اترك الجواب لقناعاتك ، وصدقني أفهم حرصك على أن يبدو أبناء شعبك بصورة أجمل وأكثر تحضراً مما بدوا لنا ، فكل شريف غيورٌ على شعبه
اما قولك : ( في الوقت نفسه يجب ألا تكون هذه الزيارات جسراً للتطبيع مع إسرائيل في ظل الإحتلال والتنكر الإسرائيلي لحقوق الشعب الفلسطيني ) فأرجو توضيح هذه الفقرة إن أمكن ، كوني لا اود المشاركة في نقاشها إلا بعد فهمها تماماً
حول تعليقك 21 ، فأراك تحشرنا وتقحمنا في مواضيع سياسية كما فعل دليلنا ألإسرائيلي ، متناسياً إننا دخلنا إسرائيل وفلسطين كسواح وليس كسياسيين
وصدقني لولا ان جدول الرحلة الجماعية كان مفروضاً عليَ شخصياً لما كنتُ فكرت بزيارة هذه الدول طوال حياتي ، فلا أنا غاوي نكد ولا مقدسات ، ولكن وجود تركيا في الجدول كان مغري جداً
تحياتي


29 - عظمة أي وطن تأتي من عظمة المواطن نفسهُ
الحكيم البابلي ( 2011 / 11 / 7 - 03:51 )
الصديق العزيز ريمون شكوري
شكراً على مرورك وتسجيل حضور في الحديقة البابلي
كذلك أشكر إضافاتك وتنويرك للمقال بواسطة المعلومات القيمة التي طرحتها من خلال تعليقاتك وإهتمامك
بعض الملاحظات السلبية التي نوهتَ عنها حول اسطنبول لن تجدها بكثرة اليوم ، كون مشاهداتك عمرها 40 سنة ، أي منذ سنة 1972 ، وحتماً إسطنبول تحضرت وتقدمت ووصلت مراحل قد تُحسد عليها ، حالها حال الكثير من المدن الحضارية التي يحترمها شعبها وحكامها ، لِذا يبذلون المستحيل في سبيل تقدمها ورُقيها ، وليست كبلداننا الشرقية التي يتم أحياناً تشبيهها ببول البعير ، لأن بول البعير دائماً يتخلف عن الركب
أما عن تواجد المساجد الصغيرة ملاصقة للكنائس في غالبية دول الشرق ، فهذه ظاهرة وجدناها منتشرة في فلسطين ، ,أعتقد الغاية منها مضليقة تلك الكنائس وزوارها ، يعني تصور إنك تستمع للقداس في الكنيسة ، وفجأةً ينطلق صوت مكبرات الصوت من المسجد الملاصق للكنيسة !!!، وغيرها وغيرها
صدقني تفننوا في إختراع المضايقات ، ثم يقولون لنا وبراءة الأطفال في عيونهم ... بأن دينهم دين محبة وسلام
تحياتي


30 - مشكور على إشراكنا في رحلتك
سناء نعيم ( 2011 / 11 / 7 - 05:18 )
مقال شيق (رغم طوله)حيث أشركتنا معك في رحلتك الممتعة عبر الزمان والمكان لنشتم عبق الماضي وشذى الحاضر ونلمس سلوكات لاحضارية كعدم نزاهة البائع التركي او عصبية بعض الفلسطينين او رعونة بعض السواق...كما إكتشفنا معك الوجه الحضاري المغري لإسطنبول وبخاصة نظافتها ..والتي تختلف عن كثير من مدننا العربية ووصفك للجانب العربي من بيت لحم حيث اكوام النفايات والفوضى ..هي السمة التي تميز اغلب المدن العربية.اما عن وثنية الاديان كلها فهي حقيقة يدركها كل من تامل في طقوسها البالية التي مازال المؤمنون يتمسكون بها.
لم اتمالك نفسي من الضحك وانا أقرا الحوار الإفتراضي بين صحفية الس ان ان والمتدين اليهودي ذي 90 عاما وذكرني بغباء المسلمين الذين يدعون ربهم بكرة وأصيلا ولم يستجب لدعواهم رغم انه يقول-إذا سألك عبادي عني فإني قريب اجيب دعوة الداعي إذا دعاني-.هكذا هو الإيمان أبله.
ولا يفوتني التنويه بالباخرة العملاقة وما تحويه من مرافق ووسائل راحة وترفيه تضيف للرحلة متعة اخرىللسائح .
تصويب:العرب ساعدوا الإنجليز والحلفاء ضد الاتراك في الحرب العالمية1وليس2 كما جاء في المقال.
مع التحية والشكر على إشراك قرائك في رحلتك.


31 - الحكيم البابلي الكريم
عبد الرضا حمد جاسم ( 2011 / 11 / 7 - 06:48 )
تحيه ومحبه
عرفتك مرهفا منذ شجرة عيد الميلاد دمعه وابتسامه
سرد مشوق وفيه احساس مرهف واتقان مخرج يختار الصوره ويلتقط المعنى ويقيمه
رافقناك بها من رحله جميله في كلها منغصاتها ومسعداتها واضافاتها لكم كشخص ولنا
شكرا


32 - صديقي وعزيزي الحكيم البابلي
قيس ساكو ( 2011 / 11 / 7 - 07:02 )
كما يقولون شاهد شاهد من اهلها
حيث وفيت وكفيت في نقل وقائع السفرة التاريخية الجميلة وكانه انا الذي كتبتها اضافة الى ابداعك القصصي واخراجها بالطريقة الجميلة التي تشد الجميع لقرأتها كلها
اشارك الاحبة جميعأ في ردودهم الطيبة واضيف بان ما زاد من روعة هذه السفرة هو طبيعة وطيبة الناس في المجموعة عزيزي البابلي وهذا كان الاساس ولحد اليوم اصدقاءنا واعزائنا الذين شاركوا في السفرة او القريبين منهم يتحدثون عنها بالايجاب وكان لها صداها وقيمتها
وان دل على شيء يدل بان فلوسنا ما راحت بلاش فقط للمزاح
اضف الى مشاهداتنا في اسرائيل ولقائنا ببعض اليهود الذين اصلهم من العراق ومدى اعتزازهم بانتمائهم التاريخي الى ارض العراق الطيبة وتشعر بالدفى عندما ياتون ويتوددون ,, اليك عندما سمعوا هناك مجموعة عراقية قادمة من امريكا اذا تتذكر محل الفلافل والعنبة ام الشيرة وكيف هذا الانسان قاما بخدمتنا وخابر بعض المجاميع اليهودية العراقية القريبة من المنطقة لكي ياتوا الى محله ويتعلرفوا علينا وفعلآ جاءت بعض النساء الى المكان واخذوا بعض الصور التذكارية مع عوائلنا ويقولون بان جدهم كان من العراق وجاء الى اسرائيل شكر


33 - عندما يسكر الرب وينسى عباده ، تُصلح كمسرحية
الحكيم البابلي ( 2011 / 11 / 7 - 08:01 )
سيدتي العزيزة سناء نعيم
بحضورك يزداد تألق حديقتنا البابلية ، الف شكر على المشاركة القيمة
وشكر لآخر لتذكيرنا بالآية المهمة جداً ( إذا سألك عبادي عني فإني قريب أُجيب دعوة الداعي إذا دعاني ) . آيات كهذه يقول فيها الكاتب وعالم الفيزياء أسحق سمينوف : ( الكتب المقدسة تشكل أهم دافع للإلحاد إذا قُرئت بشكل دقيق ) . وصدقيني هذا ما فعله الكثير جداً من البشر
ورغم أن ذاكرتي داينصورية ومدهشة ، مع ذلك غابت هذه الآية عني لفترة طويلة من الزمن، وعنها ممكن تأليف موضوع مُشوق جداً
نفس معنى الآية يُكرره قطيع المؤمنين من كل الأديان مئة مرة في اليوم في قولهم مثلاً : ( الله حولنا في كل مكان ، ولن ينسانا ، وسيستجيب لنا مهما طال الزمن !!) ويطول الزمن .. وبين تجاعيدهِ تحدث مآسي من كل نوع ، والإله نائم أو سكران أو يتفرج متلذذاً .. فقد عُرف بساديته ولا أُباليته !!، ويبقى الجاهل يدعو ربه لرحمته متصوراً عبر سذاجته بأن الله زعلان بسسبب كثرة معاصي العبد المحمل بالخطايا والذنوب
هذا ما حاولتُ شرحه للزميل نادر قريط حول نظرتي الدونية للجاهل الذي يرفض العلوم المتوفرة ويُصرعلى تأليه ربه الهلامي وإعطائه كل المجد
تحياتي


34 - التقييم النزيه ضرورة علينا ممارستها دائماً
الحكيم البابلي ( 2011 / 11 / 7 - 08:29 )
الزميل عبد الرضا حمد جاسم
شكراً أخي على زيارتك لحديقتنا البابلية ، وإن كنتَ تدري أو انت لا تدري فإنك أحد أولادها بالوراثة التأريخية
كنتُ قد قرأتُ مقالك الذي كان مخصص لتقييم مقالي ( شجرة عيد الميلاد بين دمعة وإبتسامة ، والحق أعتذر بسبب عدم مشاركتي يومها في التعليق عليه أو حتى القيام بشكرك / لكني أشكرك اليوم وأُثمن عملك وما قدمته من جهد
أعرف من خلال الكثير من تقييماتك هنا وهناك بأنك تحمل ذائقة فكرية وفنية رائعة ، وهي حتماً لم تأتي إعتباطاً أو كهبة من السماء ، بل كانت حصيلة تعب وجهود شخصية كلفت صاحبها الكثير الكثير ، فلا شيئ ثمين يأتي مجاناً وخاصة عندما يتعلق الأمر بالفن والأدب والحروف

في هذا المنبر الحر نحنُ جميعاً بحاجة لتقييم نزيه بعيد عن التحزبات وعن الإختلافات الفكرية بيننا جميعاً ، بحاجة لتقييم نابع من نفس مُرهفة وخلفيات نظيفة لا يلهث أصحابها خلف المصالح الدنيوية الصغيرة ، ولا تعمي إختياراتهم الإنتقائية والتحيز إلا للأحسن
شكراً لك أخي مرة أخرى ، ويُسعدني جداً ان نكون عند حسن ظن بعضنا البعض ، فالنية الحسنة قد تخلق بعض المعجزات الأرضية الصغيرة
تحياتي


35 - تعليق
ناهد سلام ( 2011 / 11 / 7 - 08:30 )
الكاتب القدير ، اهم ما لفتني في مقالك هو تركيزك على الجانب السلبي في الرحلة وكأنه لم يكن اي اجواء للفرح والسعادة او حتى ملاحظة التمايز بين الحضارات والثقافات الا تظن معي انك ودون قصد قد وجهت وقدت تفكير ورأي القارئ باتجاه محدد دون سواه يعني حتى مواقف بينكم كسواح لم تذكر!
اعتقد وبعيدا عن الاديان ان كلا من تركيا وفلسطين هي مدينة تحمل معالم اثريه تستحق ان يُنظر لها باعجاب بعيدا عن ربط كل الحجارة بالاديان ورجمها ايضا بحجارة رفض الدين .

لست في صدد ان افند واناقشك في اجزاء كثيرة تتعلق بزيارتك لفلسطين المحتلة ولكن صدقني لقد بالغت جدا من خلال عدة سويعات قضيتها هنا وهناك في تصوير المسلمين وحوش يخشاهم المسيحي ويهاجر ويهابهم السائح وقد اغفلت دور السياسة بشكل فاجأني انك لم تلحظ اثرها البالغ على الوجوه ونوعيه الحياة

وعموما ادعو ايا من القراء لرحلة اخرى لتتمشى من على سور القدس ونمشي بين ازقة البلدة القديمة من القدس مرورا من باب العامود الضخم وفي اسواق القطانين واللحامين وخان الزيت وخروجا من باب الساهرة ومرورا على بقية ابواب هذه المدينة ونتذوق بعضا من المأكولات الشعبية.
سلام


36 - مازوخية
عبد القادر أنيس ( 2011 / 11 / 7 - 08:37 )
شكرا لك يا حكيم، أرى أن ردك كاف، والإيمان هو في حد ذاته أبله كما قالت صديقتنا سناء، وخاصة تذكيرها إيانا بالحديث المحمدي ((إذا سألك عبادي عني فإني قريب اجيب دعوة الداعي إذا دعاني)) المحزن والمضحك والمقرف أن ملايير البشر يسألون الله بكرة وعشية ولم يستجب لهم وهم في أسوأ حال، فإذا لاحظنا لهم ذلك ردوا علينا بإجابات أغبى منها كلها تبرير ومازوخية من قبيل: إن الله يمهل ولا يهمل ومن قبيل إن الله يختبر صبرنا وقوة إيماننا مثلما فعل مع النبي أيوب. المضحك في الأمر أيضا أنهم يؤمنون فعلا أن ما يحل بهم هو ضمن أقدار الله وميشآته، ثم نراهم وبطريقة بهلوانية يدعون لأنفسهم مسؤولية عما حدث ويجرمون أنفسهم وينسبون ما يحدث لهم بأنه منهم ومن نفوسهم الأمارة بالسوء، ويقرأون عليك الآية: ما أصابكم من مصيبة فمن أنفسكم والآية : لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم. ثم نراهم في مناسبة أخرى يكون المقام مختلف: يتحولون إلى قدريين لا حول لهم ولا قوة أمام إرادة الله فيقرأون عليك: قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا.
فعلا الموضوع في حاجة إلى توسع قد أكتب فيه ونواصل إثراءه، لعله يساهم في تنوير بعض العقول المظلمة.
تحياتي


37 - كم أفرحتني بتعليقك ايها الصديق
الحكيم البابلي ( 2011 / 11 / 7 - 08:47 )
من الطارق الداعي !!؟
أقيسٌ أرى ؟
قيس إبن عمي عندنا ... يا مرحباً يا مرحبا
أهلاُ وسهلاً بأحد البابليين في الحديقة البابلية ، وها أنت ترى أنه من شدة ترحيبي بك فقد قمتُ بدور ليلى !! لا بل وأحسنتُ الدور
أخي الأصغر عمراً ، وصديقي القديم الوفي قيس ، سعيد جداً بأن يكون أحد أعضاء المجموعة الكلدانية التي رافقناها في سفرة العمر متواجداً معي هنا في ساحة فكر موقع الحوار المتمدن ، وصدقني أتذكر وجوهكم الطيبة وأخلاقكم الفريدة في كل لحظة جميلة قضيناها معاً في رحلتنا السندبادية تلك
نعم اتذكر ذلك اليهودي العراقي صاحب مطعم الفلافل والذي فرح بنا وعرفنا بنفسه حين سمعنا نتكلم اللهجة العربية العراقية ، ومع أنه كان من مواليد إسرائيل ، لكن والديه أصروا على تعليمه لهجتنا العراقية الحبيبة ، هذا هو الوفاء الذي يحمله بعض الطيبين لأوطانهم ، بينما آخرون ينهشون جسد الوطن المثخن الجراح ، ويطردون أبنائه الأصلاء
ذكريات الرحلة كثيرة جداً ، وقد قمتُ بشطب الكثير منها بسبب طول المقال ، ولكن كما قلتَ أنتَ وكما قلتُ أنا في بداية مقالي ، تبقى الصحبة الطيبة أجمل ما كان في رحلتنا تلك ، ولا شيئ أجمل وأثمن من المحبة
محبتي


38 - شكرآ يا حكيم
سلوم السعدي ( 2011 / 11 / 7 - 09:23 )
تحيه استاذنا الحكيم البابلي
مقاله غايه في الروعه ولا اكتمك سرآ كنت معك طوال الرحله ولا اكتمك بأني افقت من حلمي وليتني لم افق!!!!!ا
تأكيد ما قلت عن اختلاف التعامل بين اليهود والمسلمين هو ماتطرقة له الصحفيه ارشاد منجي في كتابها(مسلمون واحرار)ا
تحيه مره اخرى لمجهودك المتميز بالسرد السلس والممتع
تحيه وسلام للجميع


39 - تعليق2
نادر قريط ( 2011 / 11 / 7 - 10:36 )
الأخ البابلي
عدم زيارتي للأرض (المقدسة) يعود لسبب نفسي ..إذ أجد صعوبة في زيارة أرضي المحتلة بقوة الخرافة والعوزي الإسرائيلي.

وتعقيبا على ردك، فقد نقلت دراستيين عن الألماني بوفورت يؤكد فيهما أثر جوستنيان
على المسيحية وفرضه (المرقصية) المتأثرة بموروث التثليث المصري
وفي نفس السياق أود إضافة هذه النقاط:
أركيولوجيا لا إثبات حقيقي يؤكد وجود هيكل سليمان، فالموجود هو بقايا لمعبد هيرودوس الذي أقيم عليه المسجد الأقصى وهذا ينطبق على حائط المبكى فهو جزء من الخيال والقصص الديني ، فالمعروف والمؤكد أن الطقوس اليهودية بدأت عند الحائط في نهاية القرن 15م ثم حاول آل روتشيلد شراء الحائط من الدولة العثمانية نهاية القرن 19، ثم أقرته عصبة الأمم كأحد المعالم اليهودية وبشكل إعتباطي وبدون تأكيد علمي
أما المسلمون فيربطونه بقصة البراق ورحلة الإسراء والمعراج (إثبات الواقعة يصعب على أمثالي)
ثانيا: تحويل أيقونة العمارة المسيحية (آيا صوفيا) إلى مسجد ليس عملا فريد زمانه وخاص بالعنوة والعنف الإسلامي، فهناك مئات المساجد التي حولت إلى كنائس كمسجد قرطبة (الموسكيتا)ومسجد أشبيلية، درة العمارة في العصور القديمة


40 - وصف وعرض صادق
سيمون خوري ( 2011 / 11 / 7 - 11:45 )
اخي الحكيم المحترم اخيراً شاركناك رحلتك .عرض جميل ووصف صادق . شاهدت من خلال عرضك كافة المناطق التي تجولت فيها سواء في القسطنطينة أو في فلسطين . مع التقدير


41 - الحكيم البابلى المحترم
علي عجيل منهل ( 2011 / 11 / 7 - 14:52 )
تحياتى لك ورغم ان- الاساذ ابراهامى -- سماك الحكيم الكلدانى- وهو غير محق لان البابلى اوسع واشمل واعمق --من ناحية الثقافة والتاريخ واللغة ولكن -اين هو الاستاذ يعقوب ولماذا لم يعلق لحد الان على موضوعا مهما وحيويا ومثيرا ويدفع -الانسان الى قراءته رعم طوله تحياتى لك واعطيتنا صورة مهمة عن الامور السائدة فى البلدان التى زرتها -


42 - Live and see
Raad mosses ( 2011 / 11 / 7 - 17:00 )
Dear Albabely,
thank you for your another masterpiece. I was there seven months ago I saw what you saw and I heard what you heard. What happened with me I left the group of tourism because I did not like the way he spoke and explained about themselves and about the Palestinians and I went after the first day privately to visit the other places.
I noticed there is a great opportunity for both of them to live in peace and harmony and in a good life living and they can do it.
What I saw on the ground from the Israel side is not that much comparing to the billions of dollars they have taken from USA and Europe since 1948.Samething you can say on the Palestinian side.
What I wrote in my notebook after I finished my visit is the following:
there is a well-organized groups of thieves and liars from both sides fight peace and thats why from now on I will not believe them anymore.Regards Raad


43 - الاخ الرائع الحكيم البابلي
مالك الرشيد ( 2011 / 11 / 7 - 17:27 )
رائع انت اولا لحكمتك المنوّرة المتنوّرة وثانيا لوفاءك لبلدك أنا من الحلّة مركز بابل ولابدّ لك ذكريات جميلة فيها -- قرأت واستمتعت برحلتك السندباديّة وننتظر منك جولات أخرى قادمة --


44 - لا ألومك يا ناهد، الشريف يغار على شعبه ووطنه
الحكيم البابلي ( 2011 / 11 / 7 - 18:40 )
الأنسة العزيزة ناهد
نورت الحديقة البابلية ، لم نسمع منك منذ مدة ،عساك بخير
تعاتبيني كوني لم اكتب عن بعض الأمور التي ترنيها مهمة ، وكنتُ قد كررتُ بأن المقال طويل مما إضطرني لحجب فقرات مهمة وأبقيت ما تصورته الأهم
ما كتبتهُ كان الحقيقة حسب مفاهيمي وأخلاقي وثقافتي ، وليس بالإمكان كتابة حقيقة حسب مفاهيمك أنت أو مفاهيم أي شخص آخر
ثم أنا لم أصور المسلمين كوحوش كما تقولين ، بل صورتهم كما هم بالضبط ، يعني تكفي لافتة العار في الناصرة والتي كُتبت بالعربية والإنكليزية لتقول لنا نوعية الشعب الفلسطيني مع إحترامي لكل الطيبين أمثالك وأمثال الزميل خالد أبو شرخ لأني لا أُريد ان يُفسر كلامي على أنه تعميم ، حاشا
لا أحمل أي عداء للفلسطينيين أو لغيرهم ، ولم أكن أكثر من سائح ، ولكن سائح بإمكانه نقل الحقيقة ، وليس كبقية السواح الذين يُعتدى عليهم في بلد سياحي ويسكتون ، لأنهم لا يملكون الوسيلة التي أملكها
كان في مجموعتنا 30 شخصاً + 2000 مُسافر على باخرتنا تذمر أغلبهم من سوء معاملة الفلسطينيين لهم ، هل كانوا يكذبون .. ولأي غرض ؟
قلتُ في بداية المقال : لا مجاملة على حساب الحقيقة


45 - أديان لم تُصَدِر لنا غير ألإرهاب والحقد
الحكيم البابلي ( 2011 / 11 / 7 - 19:17 )
العزيز عبد القادر أنيس
شمكراً على تعليقك # 37 ، والذي رأيتُ فيه نواة مصغرة لمشروع مقال مهم ، نعم .. هو موضوع يستحق الإهتمام والبحث والكتابة ، ويا حبذا لو حققته لنا بإسلوبك المعرفي تحياتي
===========
السيد الفاضل سلوم السعدي
تحية ومحبة ، وشكراً على مرورك ومشاركتنا قدح شاي مُهيل في حديقتنا البابلية
الحق لا أعرف ما كتبتهُ الصحفية إرشاد منجي في كتابها ( مسلمون وأحرار ) ، ويا حبذا لو كتبتَ لنا مختصر مفيد عن محتوى الكتاب ، لكني أقول لك ليس هناك كبير فرق بين شخصية الإسرائيلي وشخصية الفلسطيني ، ومن المهم معرفة أن كلا الشخصيتين تحملان جذور أديان تؤمن بالعنف وتُحرض الناس على الإرهاب
الإسرائيلي يحاول جاهداً الظهور أمام العالم بعمرانه وإختراعاته والتكنلوجيا التي بين يديه والتي هي سر قوته وشراسته ، وما درى بأن الحضارة الحقيقية لا تعني كل ذلك ، بقدر ما تعني اولاً وثانياً وثالثاً إحترام حقوق الآخرين ، وصدقني الإسرائيليين لا يحترمون حتى أميركا التي هي مصدر نعمتهم وبقائهم ، هم فقط يستعملونها ويركبونها كما الدابة ، وهم لا يحبون الأميركان ولا اي شعب آخر على الأرض سوى شعبهم ... المختار
تحياتي


46 - يُحللون ويُحرمون على هواهم وهوى ربهم
الحكيم البابلي ( 2011 / 11 / 7 - 19:57 )
الصديق نادر قريط
لا الومك على مشاعرك بالنسبة لوطنكم وأرضكم الفلسطينية المحتلة ، هو شعور حق
وهذا ما أحاول أن اقوله أحياناً لبعض أخوتنا من العرب والمسلمين حول مشاعرنا في مآساتنا ومعاناتنا نحن أبناء العراق والشام ومصر وشمال أفريقيا ، بسبب الغزو والإحتلال والإستعمار العربي الإسلامي لأوطاننا ، حيث لم يكتفي الغازي بكل التدمير لحضاراتنا وأرضنا وتأريخنا ، بل راح في السنوات الأخيرة يمعن في طردنا وتهجيرنا من ارض اجدادنا بشكل أو بآخر
تصور في السنوات الأخيرة راحوا ينبشون ويهدمون ويلغون ويحتلون الكثير من مقابر اليهود والمسيحيين في العراق !!، حتى الأموات لم يسلموا من شرورهم
والمصيبة في أمر العرب المسلمين هو أنهم لا زالوا يبكون ويتباكون على الأندلس !!، مع أن فترة إستعمارهم لها لم تكن لأكثر من ثمانية قرون ( 711 م _ 1469 م ) اي 758سنة ، وحين تم إجلاؤهم عنها نهائياً سنة 1610 م لم يكن عددهم يتجاوز نصف مليون نسمة
مشكلة البشر انهم لا يرون عيوبهم ولا يحسون بحقوق الآخرين ، والذي زاد في تعقيد هذه النقطة ، هي الأديان التي قالت للمؤمنين بها بأنهم الفئة المفضلة عند الرب ، ولهم الحق حتى في عمل الشر
تحياتي


47 - الزملاء سيمون خوري وعلي عجيل منهل
الحكيم البابلي ( 2011 / 11 / 7 - 20:51 )
صديق الكل العزيز سيمون خوري
شكراً على مرورك الخاطف عبر حديقتنا البابلية ، الشاي كان على المنقلة ، وكنتُ أتمنى بقاؤكم لدقائق أخرى ، شكراً على الزيارة وتسجيل الحضور تحياتي
#######
الزميل علي عجيل منهل
أهلاً بك في الحديقة البابلية ، وشكراً على المؤازرة
تسميتي بالحكيم الكلداني أو البابلي واحدة ، فالكلدان قاموا في بابل وفي أواخر عصورها ، وأشهر ملوكهم نبوخذ نصر ، وبالضبط كما كان البابليين والآشوريين أصلاً قوم واحد تفرعوا من الأكديين ، فكانت عاصمة الاشوريين نينوى ( الموصل ) في الشمال ، وعاصمة البابليين بابل ( الحلة ) في الوسط وليس بعيداً عن بغداد
وكما وعدتك اخي علي ، فمقالي القادم سيكون عن بابل وكل ما يتعلق بها ، وليس من باب الدعاية لنفسي لو قلتُ بانه سيكون موضوعاً دسماً ومشوقاً لتأريخ حافل بالحوادث لأقوام ما بين النهرين

اخونا الكبير يعكوب ابراهامي - وبرأيي المتواضع - رجل حق ، وسيعلق هنا او في أي مكان آخر حين يكون في جعبته ما يقوله دفاعاً عن الحق ، وهو غالباً لا يُدافع عن الباطل قدر إمكانه ، وفي هذه الحالة - ولكونه من إسرائيل - فالسكوت على مقالي قد يكون من ذهب بالنسبة له
تحياتي


48 - تعلبق48- رجل حق -اخونا الكبير يعكوب ابراهامي
علي عجيل منهل ( 2011 / 11 / 7 - 21:33 )
لأنني . . . -معاقب--- خبر حكيمنا البابلي بذلك -- من الاستاذ ابراهامى الى الحكيم البابلى تحياتى لهما --.
أسعدني أن حيفا قد انتصرت على بيت لحم أو ربما هكذا يبدو لي.
أعجبني رد خالد أبو شرخ: هكذا يخدع المثقف العربي نفسه ولا يرى الواقع كما هو.
قل للحكيم أنه إذا كان يعتقد أنه بهذه الزيارة : لحيفا في السبت (هل هو متأكد أن كل الأماكن كانت مغلوقة؟ أم أن المرض الذي أصابه قد حال بينه وبين رؤية حيفا الحقيقية؟) ولكنائس القدس ولحانوت كتب غريبة في الناصرة، إذا كان يعتقد أن هذه الزيارة الخاطفة تمكنه من معرفة اسرائيل فهو على خطأ. أما الدليل فأنا أعرف أمثاله جيدا.
قل للحكيم ان كل ما كان يجب أن يفعله هو أن يبحث عن رقم التلفون ليعقوب ابراهامي في حيفا.


49 - أخي العزيز الحكيم البابلي
نارت اسماعيل ( 2011 / 11 / 7 - 21:43 )
مقال شيق يذكرك برحلة الرحالة المغربي ابن بطوطة
أشياء كثيرة يمكن أن نتوقف عندها في هذه الرحلة ولكنني أحببت أن أتوقف عند ملاحظة ذكرتها بأن هناك كثيرآ من الأتراك من أصل عربي ولكنهم يتنكرون لجذورهم العربية والتي ذكّرتني برحلة قديمة لي إلى تركيا وأثناءها التقيت في مدينة الريحانية بلواء اسكندرون بشخص تركي كبير بالسن من أصل سوري ويتكلم العربية وأثناء الدردشة بيننا سألته إذا كانت جماعته تتمنى العودة للحكم السوري، أذكر أن وجهه امتقع من الغضب وقال لي هل تريدنا أن نعود إلى بلد يحكمه أمثال الحمار حافظ الأسد؟ وتابع: أنا هنا أستطيع النزول إلى الشارع وأشتم توركوت أوزال ولا أحد يحاسبني
السؤال هو: أيهما نختار؟ بلدآ تعيش فيه كريمآ، أم وطنآ تعيش فيه ذليلآ؟
أنا اخترت الأول ولكني أحمل وطني معي أينما ذهبت
تحياتي للجميع


50 - نهاية بالون الأديان هو الإنفجار في وجه أصحابه
الحكيم البابلي ( 2011 / 11 / 7 - 22:03 )
العزيز رعد موسيس
مرحباً بك في حديقة قومك وأهلك ، الحديقة البابلية
شكراً على شهادتك التي تتطابق مع مشاهداتي وملاحظاتي هناك ، ولكن لم تذكر لنا هل كان دليلكم إسرائيلي أم فلسطيني ؟
تصور أن دليلنا الإسرائيلي في واحدة من جعجعاته وتلفيقاته قبل وصولنا للأرض المقدسة ، راح يحذرنا من كثرة الطرارين ( النشالة والحرامية ) في المدن العربية التي سنزورها !!، وطبعاً كان يقصد الفلسطينيين !، لكننا لم نلاحظ أبداً وجود مثل هذه الإدعاءات والنماذج أينما حللنا ، رغم أنه ليس هناك شعب أو مدينة في العالم يخلوان من وجود النشالة ، ولكن بنسب متفاوتة والمعروف لكل الناس بان إيطاليا تمثل طليعة الدول التي تحوي محترفين يسرقون -الكحل من العين- كما يقول المثل
من ناحية أخرى اؤيد رأيك من أن هناك حتماً مجال للتعايش السلمي بين الإسرائيليين والفلسطينيين ، وبرايي الشخصي جداً لا تُمثل الأرض السبب # 1 للنزاع ، بل الأديان المشوهة البشرية العقيمة التي يدعون بأن إلهها قال للطرف الأول بأنهم شعب الله المختار ، وللطرف الثاني بأنهم خير أمة أخرجت للناس
يعني أن الرب نفخهم حتى أصبحوا بالوناً ينفجر بوجه كل من يتحسسه من البشر
تحياتي


51 - يقول المصريين : الله يجازي اللي كان السبب
الحكيم البابلي ( 2011 / 11 / 7 - 22:53 )
الأخ الفاضل مالك الرشيد
شكراً لدعمك للمقال ، ولزيارتك الأولى للحديقة البابلية التي أنت أحد المنتمين لها بالوراثة كونك من أهالي الحلة الكرام في محافظة بابل
نعم أخي الكريم ، لي ذكريات جميلة جداً جداً في الحلة بابل ومنذ أيام طفولتي وصباي وخاصة في الستينيات ، رغم إنني ولدتُ وعشتُ في بغداد طوال ال 28 سنة من حياتي في الوطن العراقي
في الحلة كان لأهلي أصدقاء طيبين من المسيحيين الكلدان عاشوا هناك ردحاً من الزمن ، وهم السيد الراحل المحامي سليم الحكيم ( أبو نظال ) وزوجته الراحلة السيدة مريم وأبنائهم الأربعة ( وكلهم شعرهم أحمر طماطة عدى الولد البكر نظال ) ، وكلهم مغتربين اليوم في عدة دول مختلفة
كنا نزورهم ويزورونا مرة كل شهرين على الأقل ، ولطيبتهم وقربهم منا ومحبتهم لنا كنتُ دائماً أحسب انهم اولاد عم أو خال ايام طفولتي
في تلك الأيام كانت الحلة جميلة جداً ، وتركنا على ارضها وبين بساتينها ذكريات ومحبة أتنهد لها كلما مرت في خاطري
الحلاويين مشهورين بالكرم والطيبة وروحهم المرحة المحبة للنكتة وشخصيتهم العفوية المسالمة ، هل لا زالوا كذلك ؟
تحياتي لك يا مالك ولأرض أجدادنا العظماء


52 - الظاهرة لبست شاذة
ايار العراقي ( 2011 / 11 / 7 - 23:12 )
السيد البلبلي تحية طيبة وبعد
مقالك من اجمل ماقرات في الحوار حيث نقلتني الى اجواء دميلة ومواقع مهمة بحيث كنت اشعر وكاني هناك بالفعل
مسالة تحويل الكنيسة الى جامع او العكس او لنقل تحوين اي مرفق ديني لشعب معين الى مرفق ديني لاصحاب دين اخر مسالة شائعة وقام الجميع بها
الامر برائيي المتواضع هو كون هذه المرافق في مركز المدن القديمو واحيانا تقام المدن اساسا بناء على وجود هذه الاماكن كالنجف مثلا وبالتالي سيطرة اناس من عقيدة مختلفة يحتم بالضرورة تحوير او ازالة هذه المقامات وتغيير تافعاليات اللتي تجري بها اي ان العملية في السياق التاريخي تعتبر معقولة ولبست ممارسة شاذة
مسالة ثانية ارجو ان تتقبلها انك اسرفت في اطلاق بعض الاحكام القطعية في حين ان سفرتك كانت سياحية او لنقل مرور الكرام مع بالغ احترامي اعتقد ان جنابكم قد كتبت بموقف مسبق
على اية حال اشكرك على جهدك المميز في ايصال هذه الافكار المتنورة الينا بهذا السرد القصصي الاخاذ
تقبل محبتي


53 - جميل
حارس الفنار ( 2011 / 11 / 8 - 00:04 )
قراءت المقال كله و انتهى الامر بي مردداً لجملة الفنان نهاد قلعي - و الله شي حلو -
اكثر ما امتعني بالمقال هو تعدد مواضيعه و الخيوط التي ابقتها كلها متشابكه لتغذي القارئ بمتعه حقيقه خاليه من التكرار و الملل.
احسست كاءني امشي معك بشوارع المدن القديمه افتتن بجمال التركيات و اضحك على المتعصبين للجهل و الفنون التي يتبعونها لتاءكيد جهلهم.
احسنت و زدتنا علماً و متعه.


54 - الأخ الكبير يعكوب ابراهامي
الحكيم البابلي ( 2011 / 11 / 8 - 00:29 )
أولاً كل الشكر للزميل علي عجيل منهل لإيصاله لنا رسالة زميلنا العزيز يعكوب ابراهامي الذي يقول بأنه معاقب لمدة 3 أيام من التعليق في موقع الحوار !! تكررت هذه الحالة ولا ندري هل أن ابراهامي بهذه ( الوكاحة ) أم أن معلم الصف ( شاد عداوة وياه )!؟ الكل يعرف رأيي في قضية العقوبات هذه
نعم أخي يعقوب .. كل حيفا كانت مغلقة يوم وصولنا السبت ، ومعي 30 نفر شهود من المؤمنين الذين لا يكذبون لنصرتي ظالماً او مظلوماً
ثم انا لم اذكر المدن الإسرائيلية وتحضرها وتمدنها ونظافتها بسوء ، بل تطرقتُ لشخصية اليهودي بصورة عامة ومن خلال الدليل السياحي الذي تعترف معي بأنه نموذج لما هيأته إسرائيل من أصناف روباتية مُسيرة بالرموت كونترول
وللأسف يا ابراهامي لم أكن أعرف بأنك تعيش في حيفا ، ولو كنت اعلم فصدقني كنت ساطرق باب بيتك وأتمتع بضيافتك العراقية وحلاوة فكرك المتوقد وكان ذلك سيغنيني عن زيارة الكنائس والحجر ، وليس بإمكاني القول ( في المرة القادمة ) لأن يومين كانت جداً مشبعة وأصابتني بتخمة الأديان والأحقاد
جميلٌ جداً ان يعيش الإنسان متحرراً من قيود الرب ، هي الحرية والإنعتاق
تحياتي


55 - الإنسان حر حتى في تصنيفه لنفسه
الحكيم البابلي ( 2011 / 11 / 8 - 02:03 )
الصديق العزيز نارت اسماعيل
يا هلة وألف مرحبة خيو .. نورت الحديقة البابلية بِطَلِتَك
تسألني : ( أيهما تختار .. بلداً تعيش فيه كريماً ، أم وطناً تعيش فيه ذليلاً ؟ . أنا اخترتُ الأول ولكني أحمل وطني معي أينما ذهبتُ ) إنتهى
لم نختلف يا نارت ، فأنا إخترتُ الحل الأول قبلك ب 37 عاماً ، ومثلك تماماً أحمل وطني العراقي أينما ذهبتُ
يقول الشاعر فوزي معلوف
قسماً بأهلي لم اُفارِقْ عن رضىً ===== أهلي ، وهُمْ فخري ورُكن عمادي
لكنْ أنِفتُ بأن أعيشَ بموطني ===== عبداً وكنتُ به من الأسيادِ
والحق يا نارت ... لم نكن أسياداً لأننا لسنا في عصور الإنحطاط والسيد والعبد ، لكننا كُنا أسياد أنفسنا كأضعف الإيمان
على كل حال ما قلتهُ في المقال هو أن هؤلاء الأخوة في تركيا لم ينكروا أصولهم المدينية مثل القامشلي والأسكندرونة ، لكنهم أنكروا أصولهم القومية وإدعوا بأنهم أتراك ، ومعذورين لسببين ، الأول قلة معرفتهم أو ربما حقهم في تصنيف أنفسهم ، والثاني كما يقول الأخوة المصريين : أكل عيش
رأيي الشخصي في الموضوع أنه حتى هذه الأمور هي حرية شخصية ، فلو شعرتَ بأنك فرنسي أو صيني أو عربي أو بُرتكيشي فأنت كذلك
تحياتي


56 - الشاذ وغير الطبيعي أن نقبل بإسلوب الغصب
الحكيم البابلي ( 2011 / 11 / 8 - 02:47 )
الصديق أيار العراقي
أهلاً وسهلاً بك في الحديقة العراقية بعد طول غياب ، وشكراً لإعجابك بالمقال
إحتلال أي بناء ديني في العالم وجعله (عنوةً) وتحويله لعبادة دين آخر ليست أمراً شائعاً كما تتصور أخي ، والظاهر إنك تعودت الممارسات الإسلامية بحيث أصبحت في نظرك من العاديات والبديهيات الحياتية
هناك قوائم طويلة بكل دور العبادة المختلفة تم تحويلها لمساجد عبر تأريخ الدولة الإسلامية ، ومنها على سبيل المثال لا الحصر الجامع الأموي في دمشق وجامع الأزهر في القاهرة
أما قولك (أن العملية هذه في السياق التأريخي تعتبر معقولة وليست ممارسة شاذة) فهو منطق غير صحيح أبداً إلا من وجهة نظر إسلامية لأنها تنفيذ للنصوص والشرائع الإسلامية الجائرة ، وهو أمر شاذ بنسبة 100% في العالم المتحضر وحسب قانون ولوائح حقوق الإنسان

أما قولك لي :( أسرفتَ في إطلاق بعض الأحكام القطعية في حين أن سفرتك كانت مرور الكرام ، وأعتقد أن جنابكم قد كتبتَ بموقف مسبق ) إنتهى
وكيف ستثبت كلامك هذا أخي أيار وأنت لم تُرفق أي مثال على ما تقول وتعتقد !؟
وكيف عرفتَ بأن رأيي هو حصيلة مواقف مسبقة !؟ إثبت كلامك من خلال حجج ونقاش كي أرد عليك
تحياتي


57 - رحلة مشوقة
فوزي دلي ( 2011 / 11 / 8 - 03:27 )

الأخ والصديق العزيز والفنان المرهف الحكيم البابلي طلعت

أول مرة أدخل الى حديقتكم الزاهية التي هي أجمل الحدائق , فيها كل أنواع الورود العطرة وأجملها .
من خلال هذا السرد الرائع المفصل الواقعي والجميل والممتع , أشعر أني سافرت معك مرتان , الأولى حقيقية حيث كنا معا لمدة 16 يوما من أجمل أيام عمري , والثانية من خلال التوثيق الرائع لدقائق هذه السفرة .
قرأت التقرير المشوق عن سفرتنا السياحية بأشتياق وأضم صوتي الى صوت ( ناهد سلام ) حيث كنت أتمنى أن يتضمن تقريرك ( الحزبي ههههه ) أمسيات ألف ليلة وليلة مع الكأس والغناء والرقص الفلكوري التراثي وروعة وجمال الطبيعة بوديانها وجبالها ومياهها والطبيعة الخلابة وغير ذلك من الأمور , على كل حال تهنئة من القلب للكلمات الرائعة وسنتابع ردودك الرائعة وحتما ستشمل البعض منها جوانب أخرى من مشاهداتك وقبلة مني لصديقي العزيز طلعت الجميل .


58 - دَلَ على عاِقلٍ أختيارُهُ - حكمة عربية
الحكيم البابلي ( 2011 / 11 / 8 - 03:52 )
الصديق حارس المرفأ
هلا بيك هلا وبجيتك هلا ، ومرحباً بك في الحديقة البابلية
سعيد لأن المقال أعجبك .. كوني أعرف دقتك في الحكم على الأفكار وقابليتك في قراءة ما خلف الحروف
المحصلة النهائية لتجربتي من الرحلة هو إنني شاهدتُ عن قرب كيف تختار الشعوب والأفراد طريقها في هذه الحياة الجميلة الرائعة و ( الوحيدة ) رغم كل عروض الأديان في جنة الخلد وملكوت السماوات ، الحياة هي الطريقة التي ننظر من خلالها لكل شيئ ، وهي زرقاء إن شئنا وخضراء أو بيضاء أو سوداء إن شئنا أيضاً ، وما علينا إلا التمعن في النماذج ومن ثم الإختيار ، وصدقني لا زال هناك متسع من الوقت ، ويوم سعادة واحد قد يعوض نكد سنين طويلة
رأيتُ من قيد نفسه بسلاسل الوهم ، ومن حقق السلام بالتعايش مع بقية الناس ، ومن جعل من نفسه خادماً وعبداً لإله وهمي كغول تأبط شراً ، ومن اصبح قاتلاً بإسم الرب وللدفاع عنه ومن راح يتاجر بعرق ودم الآخرين ، ومن تحول لماكنة يُديرها ملوك آيدلوجيات المصالح ، ومن أصبح كاهناً يخدم الجدران والحجر ، ومن يعيش الفرح الحقيقي بكل بساطته وهو سعيد مع بقية البشر رغم كل إختلافاتهم
وعلينا أن نختار ، والمرء حيث يضع نفسه
تحياتي


59 - تريد مني التفاح ، ومنين أجيب التفاح يا فوزي؟
الحكيم البابلي ( 2011 / 11 / 8 - 04:39 )
الصديق الودود فوزي دلي
الف أهلاً وسهلاً بأول زيارة لك لحديقتنا البابلية التي تعرفها وتعرفك من خلال التأريخ المشترك
أنت الثاني من (المجموعة الكلدانية) بعد الأخ قيس ساكو من المعلقين على موضوع الرحلة التي ستبقى في أذهاننا مدى الحياة
كنتُ قد فكرتُ بعمل مثل هذه السفرات كل شهر ، لكني وجدت أن العائق الوحيد هو الفلوس ، لِذا أحجمتُ هههههههههه ، يلعن دين هؤلاء الملياديرات الذين إحتكروا الونسة لأنفسهم

لا بأس أن يكون صوتك مع الزميلة الرائعة ناهد سلام ، ناهد علمانية متنورة من القدس المحتلة وزميلة يعتز بها الكل ، ولا الومها في الدفاع عن مدينتها القدس وشعبها الفلسطيني
كذلك أنت وناهد على حق في طلبكم مني تبيان أشياء كثيرة تتخلل أي سفرة ، ولكن .. المقال طويل يا فوزي وناهد ، وأنا ركزتُ على ما هو فكري من نقد ديني وإجتماعي وسياسي ، وهو ما يطلبه أغلب قراء هذا الموقع ، ولم أشأ أن أفرض عليهم ما عشناه خلال الرحلة من خصوصيات الفرح والونسة والرقص والدبكات والهوسات والخمرة والأغاني وطبلة ( دنبك ) العزيز شوقي قونجا
إسرائيل وفلسطين بلاد رائعة بكل ما فيها من طبيعة خلابة ، ولكن ما يُفسدها هو الإنسان
تحياتي


60 - al hakeem-s trip
saadmosses ( 2011 / 11 / 8 - 05:27 )
family sit around him waiting for the story-s end and always we want the end to be happy and interesting like your article and nobody till today knows the end for this fight between palestinians and israel so we still waiting maybe one day our world will wake up and live in peace and enjoy the life that what they have in their hands and nobody knows after that just promiss from people like us about hell or paradise thanks again very interesting and you mentioned the percentag of (64% ???? ? 32% ?????? ? 2% ??????? !!. and you didnot say why this percentag like that and try to give us this percentag back home or back in middle east and you can tell where is the problem thanks again very interesting and i have alots to talk but,,,,,,,?????!!!!!!!!! and you mentioned the name in your article paul but the truth peter thanks dear the humanity love you


61 - شكرآ يا حكيم
سلوم السعدي ( 2011 / 11 / 8 - 07:32 )
تحيه وسلام
شكرآ على قدح الشاي المهيل
ان الحديقه البابليه حقآ غاية في الجمال والروعه واجمل ما فيها زائريك الكرام (حلوين)ا
واقولك ان الكثير من (الحلوين) لم يستطيعوا زيارتك لاسباب كثيره
اولها استعجال حوارنا المتمدن بأزالة المقاله وبهذه السرعه!!!!
ان الكاتبه ارشاد منجي تصف في كتابها سيره ذاتيه وبعض من اسفارها ومن ضمنها زيارتها الى فلسطين الارض المحتله والى اسرائيل وتصف الزيارتين حيث كانت متطابقه مع ما تطرقت به انت وللمزيد من الاطلاع
www.muslim-refusenik.com
تحيه للجميع


62 - الاخ البابلي
مالك الرشيد ( 2011 / 11 / 8 - 08:18 )
العراق قد اختاف كثيرا عمّا تركته قبل 37 عاما والجنائن المعلّقة البابليّة أصبحت اّثارها اّثار وحديقتك البابليّة التي تركتها خضراء نضرة أصبحت خضرتها داكنة و وألوان أزهارها وورودها قد أصبحت معتمه وعطورها الزكيّة سابقا- منفرة لاتطاق بسبب قلّة مياه الفرات الذي أصبح الاشقّاء في سوريا وتركيا يتحكّمون به و لأن الحكّام الجدد أصحاب اللحى حاملي السبح لايطيقون جمال الطبيعة وسماع الموسيقى وبابل الاّثار قبل اخلائها مؤخّرا- كانت قاعدة امريكية لطائرات الهليكوبتر وقصر صدام الذّي أنشىء على جبل صناعي والذّي يصلح منتجع سياحي جميل ولكّن تم تخريب أثاثه ومقتنياته لعلاقته بالحكم السابق وبسبب الجهل والفلتال الاهلي --بابل الاثريّة وبعد أن كانت محجّة للسوّاح والزائرين من أصقاع الدنيا بينما الاّن عدد السوّاع يعدّون باصابع اليد الواحدة وبابل التي كانت تستقبل الزائرين بفرح وبهجة في مهرجانها الفنّي الدولي الذّي كان يضاهي مهرجانات قرطاج وجرش وبعلبك أصبحت كئيبة جداّ بمهرجانها الاخير حيث منعت الفرق الموسيقية والغنائية


63 - رد ثاني
ايار العراقي ( 2011 / 11 / 8 - 10:56 )
سيدي الحكيم البابلي اراك تضطرني للتعليق ثانية دفاعا عن رائيي في مقالك الجميل والمهم
سيدي الفاضل تحويل كنيسة ايا صوفيا او الجامع الاموي اللذي هو بالاصل كنيسة يوحنا المعمدان كما اخمن تعتبر لاشئ في السياق التاريخي عندما تسرد الوقائع التاريخية منذ ايام السومريين الى يومنا هذا وهي امر طبيعي وليس بالشاذ ولاعلاقة للثقافة الاسلامية او المسيحية بالموضوع اصرارك على الجانب الاسلامي هو مادعاني للقول انك تكتب بنية مسبقة وتطلق احكام جائرة على مكان لم تزره اكثر من اسبوع
مارايك لو لني خيرتك بين تدمير المعلم او تحويله الى مكان عبادة دين او طائفة اخرى؟ايهما سيكون اجدى واقرب للموضوعية واكثر فائدة تخيل لو ان العثمانيون ازالوا هذا المعلم من الوجود هل كنت ستمتع عينك به
انا اقول واعيد القول ولن اكل ولن امل رجاء عند النظر في اية قضية تخص التراث ارجو اخذ الظرف المحيط بالحدث في الاعتبار لان الاحكام في غير هذه الحالة ستكون كارثية
رغم هلاختلاف في هذه الجزئية ياسيدي فانا مازلت عند رائيي بان هذا المقال بالذات هو من اجمل ماقرات
ختاما ارجو الاتاخذ كلامي على محمل اني ابرر لجرائم الاسلام او اشرعنها


64 - الاخ البابلي / تكملة
مالك الرشيد ( 2011 / 11 / 8 - 11:41 )
عزيزي لاأقصد افساد متعة رحلتك وانما لنقل اّخر اللقطات والصور لوطنك الاصلي العراق وانا في مدينة الحلّة التي لاتختلف كثيرا عن غيرها فالكل في الهوا سوا فالاسواق داخل المدينة مسيّجة بالكتل الكونكريتيّة التي تشبه الجدار العازل الاسرائيلي ولكن بالحقيقة أقل ارتفاعا الغرض منها حماية الاهالي من الهجمات والتفجيرات ولكن لاتذهب بعيدا بفكرك وتتصوّر ان المهاجمين المحتملين جنود من جيش دولة أخرى وانما هم مسلمون ايضا ولكنّهم من الطامعين بالحور العين وانهار الخمور و لمشاركة نبيّهم الطعام والغلمان المخلّدون---أمس ثاني أيام العيد عند السنّة وأول أيام العيد لدى الغالبيّة الشيعية هنا استصحبنا الاطفال عند احد مدن الالعاب ولم نتفاجىء بالمدرّعات العسكرية والاسلاك الشاتكة في كل الابواب والاسيجة والتفتيش والفحص الالكتروني وبالكلاب البوليسيّة للسيارات الخاصّة ثم بعد النزول يجري التفتيش على الاشخاص وحقائبهم والنساء تفتيشهنّ من قبل نساء خبيرات حتّى الملابس الداخليّة تفتّش بدقّة بل يجري احيانا تفتيش ماتحت الملابس اذا كانت عليها العادة الشهرية بسبب الشك بالحفّاظات فلعلّها متفجّر


65 - الصديق سعد موسيس تعليق # 61
الحكيم البابلي ( 2011 / 11 / 8 - 13:07 )
عزيزي الأخ سعد
شكراً على دعمك ، وأهلاً وسهلاً في الحديقة البابلية
السؤال المطروح : لماذا نسبة المسيحيين قليلة في مدينة القدس وعموم فلسطين ؟
يقول الأخ والزميل الكاتب الفلسطيني خالد أبو شرخ في إحدى تعليقاته على هذا المقال (وبتصرف) بأن الأسباب الرئيسية لهجرة المسيحيين من فلسطين ليست بسبب الضغوط والقمع غير المباشر والتفرقة وغمط الحقوق من قبل الأسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء !!، وإنما هي لأسباب إقتصادية !!، وإن حتى المسلمين الفلسطينيين يُهاجرون إلى دول الشتات كل يوم
طيب ... على عينك نور كما يقول عادل إمام ، ولكن المسلم المهاجر لم يكن قد وقع تحت ضغوط القمع والتفرقة الدينية ، وهو مهاجر طوعاً وطلباً للرزق والأمان ، وليس مُهَجَراً مقوزغاً كما هو المسيحي ، والسؤال الأهم : ماذا عن هجرة مسيحيي العراق وكل الشام ومصر وشمال أفريقيا ؟ هل هؤلاء يُهاجرون طلباً للرزق أو للونسة أيضاً ؟
الحقيقة التي يستحي من المجاهرة بها أخوتنا المسلمين هي أن مبادئ ونصوص وشرائع دينهم تُحرض حتى الأرنب المسلم وتشجعه على الإعتداء وغمط حقوق من هو غير مسلم ، ولكن -من يده في النار ليس كمَّن يده في الماء- للأسف
تحياتي


66 - لماذا العجلة في رفع المقالات وبهذه السرعة ؟
الحكيم البابلي ( 2011 / 11 / 8 - 13:38 )
الأخ الكريم سلوم السعدي ، تعليق # 62
شكراً سيدي على التواصل معي مرة أخرى
وشكراً على رابط السيدة إرشاد منجي الذي سأطلع عليه لاحقاً
ملاحظتك عن سرعة الموقع في رفع أو إنهاء مدة نشر المقالات - وخاصة الناجحة والجيدة - ليس بالأمر الجديد للأسف ، ويعز عليَ القول بأنها واحدة من السلبيات القليلة لهذا الموقع الناجح .. لكنها من السلبيات الكبيرة جداً
الموقع الأن ينشر 75 مقالاً في اليوم الواحد ، وطبعاً هذا رقم كبير بالنسبة لثلاثة أعمدة إثنين منها ل ( خيارات وأدوات ) والثالث ل (مروج التمدن) وهي المواضيع الأدبية
والمشكلة أن المقال الهزيل يُنشر ويُعطى نفس الأهمية ونفس ساعات النشر بالضبط كما المقال الجيد ، وكما ترى .. المقالات المفضلة في أعلى صفحة النشر مُخصصة للكتاب اليساريين ولبعض النساء - تشجيعاً - حتى ولو كتبوا شخابيط ، ولأصدقاء الموقع المدللين مهما كانت نوعية مقالاتهم ( حي الله ) !!، ولكن هذا لا يمنع وجود كتاب وكاتبات من الوزن الثقيل في تلك الصفحة ، وبعضهم يمثل الزبدة
والأخوة المنسقين لم ولن يستمعوا لأي نقد أو إقتراح أو فكرة أو تصويب من قبل قرائهم أو كتابهم ، وهذا هو الغرور والفردية
تحياتي


67 - هذا السرد عن إحتضار العراق يشبه إحتضار المسيح
الحكيم البابلي ( 2011 / 11 / 8 - 14:04 )
الأخ الكريم مالك الرشيد
الف شكر لتواصلك معي مرة أخرى في تعليقيكَ # 63 + 65
أخبار الحلة بابل في تعليقيكَ كانت قاتمة ومُحبطة جداً ، وأتمنى أن لا تكون نهاية عراقنا قريبة !، هذه النهاية التي حاولنا بكل الطرق الممكنة إبعاد شبحها عن أذهاننا
قد لا تصدق كثرة الأنهار والبحيرات والبحار والمياه المحيطة بتركيا ، ومع هذا تقوم - كما قامت إيران الحاقدة - بقطع المياه عن العراق الذي عُرف برافديهِ منذ الأزل ، وتشارك سوريا في إتمام الجريمة العالمية هذه ، وكل صقور وعقبان العالم تنتظر أن تسقط الضحية ليأخذ كل حصته على عجل ، ملعونٌ أنت مدى الدهر يا صدام ، فلا أحد أوصلنا لهذا الدرك غيرك

ولا أكاد أُصدق بأن بعض عراقيي الجنسية يُساعدون الغرباء في التكالب اللئيم على جسد العراق الجريح ، كما تكالب اليهود والرومان على جسد المسيح ، وكما تكالب جهلة المسلمين على جسد الحلاج ففصلوا رأسه عن جسده وصلبوا الجثة على خشبة الجسر قرب دجلة الخير

السطر الأخير من تعليقك # 65 مؤلم جداً ، وينقل لنا صورة مجسمة لبشاعة ما يحدث في العراق ، وهي صورة لم تشهدها حتى حرب الفيتنام الأميركية القذرة
يسقط الله والمجد للإنسان
تحياتي


68 - من الذي يُطلق الأحكام (الجائرة) أنا أم أنت ؟
الحكيم البابلي ( 2011 / 11 / 8 - 14:41 )
الأخ أيار العراقي
شكراً على تواصلك معي في تعليق # 64
تقول لي : ( إصرارك على الجانب الإسلامي هو ما دعاني للقول أنك تكتب بنية مسبقة وتطلق أحكام جائرة على مكان لم تزره أكثر من اسبوع ) إنتهى
كيف تقول ( إصرارك على الجانب الإسلامي ) بينما أنا نقدتُ المسيحية في مقالي أكثر بكثير مما نقدتُ اليهودية والإسلام !؟ أنا كاتب لا منتمي لأي دين رغم أصولي المسيحية الوراثية ، لكني أدافع أحياناً عن المسيحيين الشرقيين لأنهم مُضطهدين
ثانياً : تقول ( انك تكتب بنية مسبقة وتطلق أحكاماً جائرة على مكان لم تزره أكثر من اسبوع ) وجوابي : أنا نقدتُ الدليل الإسرائيلي والمكتبة العربية والتاجر الفلسطيني الذي شتمنا واللافتة العدائية التي تحمل آية قرآنية ، ووثنية المؤمن المسيحي وتجارة الرهبان في مغارة الحليب وعدم نظافة المدن العربية وفضاضة الرهبان المسيحيين .. الخ ، والأن قل لي : هل تحتاج هذه الأمور لأشهر من الدراسة وكأنني أقدم أطروحة دكتوراه أو بحث علمي ؟ أوليست كل هذه الأمور ممكن ملاحظتها من أول نظرة ولا تحتاج لعبقري لرصدها ؟
هل إقتنعت .. أم لا زلتُ تصر على رأيك مستعملاً كلمة ( جائرة ) سهواً أو عمداً ؟
تحياتي


69 - أين كان المقال
فؤاده قاسم ( 2011 / 11 / 8 - 14:43 )
عذرا عزيزي لم انتبه للمقال الا اليوم من خلال باب التعليقات , فأين كان .؟ ربما بالعمود الاول وهذا العمود ولسبب خفي لا يظهر عندي
عموما كانت رحله جميله ووصف حي جعلتنا نتمتع معك والغيظ يأكلنا في العراق الكئيب والخانق
ولكنك وصلت قريب عن العراق فلماذا لم تزره وتزور بيتكم القديم في المأمون


70 - missing
saadmosses ( 2011 / 11 / 8 - 15:21 )
sorry dear al hakeem i missed the top part from my writing by copy and paste sorry for that in number 61


71 - الشاطر لا يُلدغُ من جحر الوطن مرتين
الحكيم البابلي ( 2011 / 11 / 8 - 16:22 )
السيدة العزيزة فؤادة قاسم
نورتِ الحديقة البابلية ، وكما يقول الأخوة المصريين : دا إحنا زارنا النبي ، طبعاً ليس نبي الإسلام أو أي نبي آخر ، فأنا عندي حساسية من الأنبياء والأولياء والكلاوجية
لا أعرف كيف تتعاملين مع كمبيوترك والعمود الأيمن ل ( ( خيارات وأدوات ) على صفحة نشر المقالات لا يظهر عندك ؟ ، وهذا معناه أنه ستفوتك مقالات جيدة كثيرة
المرة القادمة سأرسل لكِ رابط المقال على عنوانك الألكتروني الشخصي ، مو مشكلة
أما عن قولك بان العراق كان قريباً مني أثناء زيارتي لأسطنبول وكان بإمكاني زيارته وزيارة بغداد وبيتنا القديم في مدينة المأمون !!!، فهذا لن يحدث حتى آخر يوم من حياتي ، لأني وبكل بساطة لا أثق بالعراقيين ، وخاصة هؤلاء الغجر المتسلطين على مقادير الأمور ، وأعتقد أن كل من يذهب لزيارة العراق فهو يحمل كفنه معه ، وممكن يعود سلامات وممكن لا يعود وممكن أن يضيع أيضاً كما ضاع الملايين سابقاً ولاحقاً
وكما قال الصديق الكاتب نارت إسماعيل ، فنحنُ نحمل الوطن معنا أينما ذهبنا ، وأنا أقول : نحمل الوطن ولكن لن ندع الوطن يحملنا
تحياتي فؤادة وشكراً على التواصل


72 - الصديق سعد موسيس
الحكيم البابلي ( 2011 / 11 / 8 - 16:26 )
الأخ العزيز سعد موسيس
شكراً لرسالتك التنبيهية
لا عليك ولا تقلق ، فقد إلتقطتُ المعنى الكامل للرسالة ، وعليه أجبتُ
تحياتي لك والعائلة الكريمة ، شكراً على التواصل


73 - تحياتي
Saad Almoharb ( 2011 / 11 / 10 - 05:29 )
تحياتي لك يا صديقي البابلي..


74 - الصديق سعد المحارب ... إنت فين خيي ؟
الحكيم البابلي ( 2011 / 11 / 10 - 07:13 )
أخي العزيز سعد المحارب
تحية وأهلاً والف سهلاً بك في الحديقة البابلية
لم أسمع منك منذ مدة طويلة ، وأشكر إصرارك على إرسال التحية كما كنت تفعل
لا ادري سبب إنقطاعك عن التعليق على مقالات موقع الحوار المتمدن ، لكني احثك على معاودة الكرة ، لأن الموقع وكُتابِه بحاجة لدعم كل متنور يحمل المعرفة والأفكار الحرة التي حتماً ستساهم ولو بإضافة حجر صغير في كيان وصرح العالم الجديد الذي نطمح فيه جميعاً وهو أضعف الإيمان
على أمل أن أرى إسمك يرفرف في عالم التعليقات مرة أخرى ، وهو رجاء أخوي أطلب منك تحقيقه لنا جميعاً ، فعدد الأحرار قليل كما تعرف ، وكل قلم لهم محسوب ، وفي غيابه يترك فراغاً في عالم الفكر ونصرة الحق ، ولا تنسى بأن المثقف موقف أخي العزيز
محبتي و تحياتي


75 - الاخ ريمون شكوري
طالب طالب ( 2011 / 11 / 11 - 17:33 )
اولا اثني على الحكيم البابلي لهذه الرحلة الجميلة وماتحوي من روائع -وبالصدفة وانا اقرء تعليقات القراء شدني اسم(ريمون شكوري)وهذا اسم مدرسنا دكتور ريمون شكوري في الرياضيات في كلية العلوم اواسط الستينيات فهل يوجد علاقة بين الاخ والدكتور او تشابه اسماء فقط وان كانت علاقة فما معلوماته عن هذا الدكتور الرائع-استاذنا القدير-تحياتي لكم


76 - طالب طالب ، الطالب الذي وجد أستاذه ، مبروك
الحكيم البابلي ( 2011 / 11 / 13 - 08:44 )
الأخ طالب طالب المحترم
المعذرة لتأخر ردي على تعليقك وسؤالك عن الأخ العزيز د. ريمون شكوري
نعم أخي ، هو نفس الرائع الذي كان يُدَرِس مادة الرياضيات في كلية العلوم في بغداد
وللإتصال الشخصي فهذا هو الإيميل الخاص به
[email protected]
وشكراً على الرسالة ، وإلى لقاء قادم
تحياتي






77 - شكرا جزيلا ياحكيم
طالب طالب ( 2011 / 11 / 13 - 17:09 )
الف شكر وتقدير ساراسله قريبا لك كل الحب والمودة والتحيات

اخر الافلام

.. تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!


.. طلاب يهود في جامعة كولومبيا ينفون تعرضهم لمضايقات من المحتجي




.. طلاب يهود في جامعة كولومبيا ينفون تعرضهم لمضايقات من المحتجي


.. كاتدرائية واشنطن تكرم عمال الإغاثة السبعة القتلى من منظمة ال




.. محللون إسرائيليون: العصر الذهبي ليهود الولايات المتحدة الأمر