الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حقيقة انتمائي

محمد لفته محل

2011 / 11 / 6
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


السر الذي طال وكذبتي التي كدت أصدقها، هي إعلاني أنني (شيوعي)، فالناس لا تفهم الشيوعية إلا بكونها ضد الدين وأي رأي جديد أو نقد للدين ومن أي موقع أيديولوجي أو فكري، يفسر تلقائيا عند عامة الناس على انه شيوعي! بل حتى العلماني يفسره البعض كشيوعي! والحقيقة أني كنت أعلن للناس انتمائي كشيوعي لأنهم لم يستطيعوا أن يفهمُ إني (مستقل) لأن هذه الكلمة هي التي تعبر بدقة عن موقفي من الدين والأيديولوجيات، وأي متابع ماركسي مثقف لمقالاتي يستطيع بكل بساطة أن يعرف أني لست شيوعيا، وأن منهجي المفضل حاليا هو (الفرويدية) وأنا لا انفي إني انتميت للحزب الشيوعي سنة 2007 لمدة أربعة أشهر ليس إيمانا أو اقتناعا بالمنهج الماركسي رغم احترامي الكبير وتأثري ببعض فرضيات المادية التاريخية من دون أن ادعي إني افهم الماركسية فهما كاملا (خصوصا الاقتصاد السياسي) سوى فلسفتها الجدلية والتاريخية، لكني لأجرب الحياة الحزبية ليس إلا ولأختلط بالمثقفين، لان الحزب كما يشيع عنه حتى أعدائه وعامة الناس بأنهم مثقفين كثيرون القراءة، لقد كنت في الحزب الشيوعي من دون أن أكون شيوعيا مطلقا، لكني لم ارتح في الحياة الحزبية كما توقعت سلفا لأسباب تتعلق بشخصي، فانا شخص غير اجتماعي أميل للوحدة والانطواء والتأمل أكثر من الاختلاط والمجاملة مع الناس، وأميل للاستقلال والحرية في تفكيري وتصرفاتي، وهذا ما لا يجوز في الحياة الحزبية، ولرفضي أي سلطة عليا توجهني، ولأني عندي تحفظات ونقد للفكر الماركسي خصوصا فروضه الفلسفية واعني المادية الجدلية، فالجدل ليس قانون علمي كما يشيع أتباعه، إنما هو منهج فلسفي مأخذي عليه انه يخلط ما بين الواقع والمجرد كأنها شيء واحد، فيتوحد التناقض منطقيا وليس واقعيا؟ ثم أنها فشلت في الواقع في تحديد حاجات الإنسان ومطالبه وتفكيره لخلق مجتمع نملي مثالي؟ وبقيت طبيعة الإنسان التي رفضوا وجودها، أقوى من كل التغيرات وإنها مهما تغيرت بعوامل خارجية تبقى في حالة كمون وسبات تستعيد طبيعتها متى ما توفرت الظروف. إني أعلن إن انتمائي السياسي للعلمانية والتكنوقراط وارفض الديمقراطية.
حين يعلم الناس أن استقلالي الفكري يشمل الانتماء الديني كذلك، يتفاجئون ويقولوا لي دائما (إذن أنت لا تحلل ولا تحرّم؟ ولو كنا مكانك بلا دين، لفعلنا ما تشتهي أنفسنا من حرام)! وهذا أخطر ما في الالتزام الديني الذي يعتمد المكافئة والعقاب الشخصي في الالتزام الأخلاقي وليس الإقناع أو الحب؟ ما يجعل الإنسان أدنى من الحيوان الذي برغم تدني ذكائه بالنسبة للإنسان لكنه يلتزم بقانون القطيع بدون دين! وحتى الإنسان البدائي كان له أخلاق وقوانين يلتزم بها، فكيف بالإنسان المتحضر؟ وكنت أرد عليهم بأن الأخلاق على أساس إنساني هي البديل عندي عن الحلال والحرام الديني، فانا حين التزم بالأخلاق والخير لا أرجوا أي مكافئة مادية أو أسطورية، سوى حبي للإنسانية من أجل عالم يسوده النظام والعدالة والحب والخير، وأنا حين أفعل الشر سيرد علي الآخرون بالمثل، وحين أفعل الخير سيرد البعض بالمثل أيضا.
وهكذا استمر بإعلاني إني (شيوعي) زورا فهل تغفرو لي كذبتي؟ لأني أخاف الناس تقول عني ملحد رغم حقيقة الحادي، لكني لست مكرسا أفكاري لنقد الدين وإنما لنقد الفساد الفكري بكل إشكاله، لهذا أنا (مستقل) عن أي دين وأيديولوجيا، ولأن مجتمعنا ذو فلسفة دائرية قدرية مقدسة، حيث الحاضر والمستقبل مكتوب ومقدر في الماضي، وهذا الماضي ذاته مستقبل! وهكذا يدور حول نفسه، يتصور الحاضر بعقلية السلف الديني والأسطوري والقبلي نظريا،(الامثال والحكم والقصص والوصايا) ويتعامل ويعمل بالحاضر بعقلية الضرورة والمصالح عمليا، لهذا هو يدور بين التصور الماضوي والواقع الحاضر. يعتقد أن فلسفته سماوية فطرية عالمية خالدة! لهذا ينظر إلى التجديد والإبداع والحوار كبدعة وكفر وفتنه وخيانة، وهذا التعصب دليل على ضعفه. ورغم أن المجتمع يقر بتخلفه أو ضعفه، لكنه يفسر هذا الضعف ليس بسبب فلسفته الدائرية بل بالانحراف عن الالتزام بهذه الفلسفة أو عدم فهمها حقيقيا!.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيديو يتسبب بإقالة سفير بريطانيا لدى #المكسيك #سوشال_سكاي


.. فيديو متداول لطرد السفير الإسرائيلي من قبل الطلاب في جامعة #




.. نشرة إيجاز - مقترح إسرائيلي أعلنه بايدن لوقف الحرب في غزة


.. سلاح -إنفيديا- للسيطرة على سوق الذكاء الاصطناعي




.. -العربية- توثق استخدام منزل بـ-أم درمان- لتنفيذ إعدامات خلال