الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رد على كتاب - حوار مع صديقي الملحد - لمصطفى محمود

صلاح يوسف

2011 / 11 / 7
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


في الحقيقية أن صديقاً من قرائي الأعزاء قد قام بلفت نظري إلى هذا الكتاب الذي اطلعت عليه قبل أكثر من عشرين عاماً، وفقدت بالتالي عناصر الرغبة والتشويق في إعادة قراءته مرة ثانية. لكني ومن خلال نظرتي الأولى السريعة للكتاب اكتشفت أن معظم ردود اللاهوتيين المسلمين تعتمد في معظمها على ما أورده المؤلف في كتابه، فإلى أي مدى يعتبر الكتاب رداً على الإلحاد ؟! وهل يقوم المؤلف بالرد الحقيقي على التساؤلات التي يقوم هو بطرحها على لسان الملحدين ؟؟! سنرى ذلك في هذا المقال.

يقول مصطفى محمود في مقدمته لآخر طبعة للكتاب (وحينما ظهر أمر "الجينوم البشري" ذلك الكتيب الصغير من خمسة ملايين صفحة في خلايا كل منا والمدون في حيز خلوي
ميكروسكوبي في ثلاثة مليارات من الحروف الكيميائية عن قدر كل منا ومواطن قوته ومواطن ضعفه وصحته وأمراضه ..أفاق العالم كله كأنما بصدمة كهربائية .. كيف ؟ .. ومتى ؟ .. وبأي قلم غير مرئي كتب هذا "السفر " الدقيق عن مستقبل لم يأت بعد .. ومن الذي كتب كل تلك المعلومات .. وبأي وسيلة .. ومن الذي يستطيع أن يدون مثل تلك المدونات ؟! ) انتهى
لن أناقش مفهوم الجينوم وعلاقته بالمستقبل كما ادعى المؤلف، ولكن دعونا نتوقف قليلاً عند تساؤلاته ( من الذي كتب كل تلك المعلومات .. وبأي وسيلة .. ومن الذي يستطيع أن يدون مثل تلك المدونات ؟ ) حيث يتضح أن المؤلف قد افترض بسؤاله ( من ) وجود الله لمجرد أن اكتشافاً بيولوجياً مذهلاً قد ظهر مقارنة بما كانا نعرفه عن الصفات الوراثية وكيفية انتقالها، وهو ديدن اللاهوتيين الذين يتأملون في الطبيعة فلا يرون إلا وجود وهم الإله الذكي المبدع في كل الموجودات، فلو كان الإله ذكياً ومبدعاً على حد زعهمهم، فلماذا توجد للدجاج أجنحة لا تستخدم للطيران مثلاً ؟؟! ولماذا خلق الله ضروس العقل لدى بعض الناس وهي ضروس زائدة تنبت بجذور مشوهة وتسبب الكثير من الألم والالتهابات التي لا تنتهي إلا بخلعها ؟؟! ولو كان ذكياً ومبدعاً هذا الخالق، فلماذا ياأتي بالتسونامي على البلدان الشرق آسيوية لكي يقتل ملايين الأطفال والأبرياء بلا ذنب ؟؟! ولو كان ذكياً ومبدعاً فكيف حدث هجوم النيازك على اليابسة في الكرة الأرضية قبل نحو 67 مليون سنة لكي تنتهي حياة الديناصورات بالكامل ؟! هل خلق الله الديناصورات ثم قرر في لحظة أن يتخلص منها لكي يصنع حياة جديدة ؟؟! هذا الإله إذن طفولي ومزاجي ولا يعرف ماذا يريد بالضبط !
إن الذهول والإصابة بشعور الفاجعة عند اطلاعنا على تطور علمي هو دليل تخلف، فالعقل المتخلف لا يرى في عجائب العلم إلا دليلاً على صدق إيمانه، ونتساءل هنا، ألم تكن مشاعر الإنسان مشابهة لمشاعر مصطفى محمود عند اكتشاف البشر لأول مرة أن الحرارة تؤدي إلى تبخير السوائل ؟! ماذا كانت ردود أفعال الناس في القرن التاسع عشر على اختراع الهاتف ؟! كيف شعرت أجيالنا نحن حيال اختراع الإنترنت والفيس بوك وغوغل ؟؟! ألم تكن كلها مشاعر يختلط فيها الإعجاب بالذهول ؟؟! لو تألمنا بعمق وهدوء بصحبة قدح من القهوة كيف يتمكن الإنسان بعقله من الانتقال من عبادة القمر إلى وطئه بالأقدام لما أصبنا بكل هذا الذهول عند اكتشاف المورثات الجينية.

شاهدوا اختراع الحاسة السادسة !!!
http://www.youtube.com/watch?v=o43Yyi7lv4E

شاهدوا الطابعة الألمانية ثلاثية الأبعاد !!
http://www.youtube.com/watch?v=8aghzpO_UZE


ثم يكمل المؤلف في مقدمته التساؤلات التالية:
( وعادت الأسئلة القديمة عن حرية الإنسان .. وهل هو مسير أم مخير ..
وإذا كان الله قد قدر علينا أفعالنا فلماذا يحاسبنا ؟!
ولماذا خلق الله الشر ..
وما ذنب الذي لم يصله قرآن..
وما موقف الدين من التطور.. ولماذا نقول باستحالة أن يكون القرآن مؤلفاً ) انتهى.
ثم يدعي بكل ثقة أن طبعته الجديدة للكتاب سوف تشارك في حل هذه الألغاز " انطلاقاً من العلم الثابت والإشارات القرآنية واليقين الإلهي الذي لا يتزلزل " !! فهل حقاً أن مجرد طرحه المؤلف لهذه التساؤلات يعني أنه قد أجاب عليها بالفعل ؟! هذا ما سوف نراه في قادم السطور.

يقول المؤلف تحت عنوان " لم يلد ولم يولد " نقلاً عن صديقه الملحد (أنتم تقولون : إن الله موجود .. وعمدة براهينكم هو قانون "السببية" الذي ينص على أن لكل صنعة صانعاً.. ولكل خلق خالقاً .. ولكل وجود موجدا .. النسيج يدل على النساج .. والرسم يدل على الرسام .. والنقش يدل على النقّاش ..والكون ذا المنطق أبلغ دليل على الإله القدير الذي خلقه ..
صدقنا وآمنا بهذا الخالق .. ألا يحق لنا بنفس المنطق أن نسأل .. ومن خلق الخالق .. من خلق الله الذي تحدثوننا عنه .. ألا تقودنا نفس استدلالاتكم إلى هذا .. وتبعاً لنفس قانون السببية .. ما رأيكم في هذا المطب دام فضلكم ؟ ) انتهى
ويجرب المؤلف حظه في الرد على سؤال ( من خلق الخالق ) بقوله (ونحن نقول له : سؤالك فاسد .. ولا مطب ولا حاجة فأنت تسلّم بأن الله خالق ثم تقول من خلقه ؟! فتجعل منه خالقاً ومخلوقا في نفس الجملة وهذا تناقض..
والوجه الآخر لفساد السؤال أنك تتصور خضوع الخالق لقوانين مخلوقاته .. فالسببية قانوننا نحن أبناء الزمان والمكان .
والله الذي خلق الزمان والمكان هو بالضرورة فوق الزمان والمكان ولا يصح لنا أن نتصوره مقيداً بالزمان والمكان .. ولا بقوانين الزمان والمكان . ) انتهى
ذكاء المؤلف لم يسعفه لمشاهدة ما كتب بعمق كاف، فطالما أن الله خارج الزمان والمكان فكيف لنا أن نعلم بوجوده ؟! إن ما هو خارج الزمان والمكان هو العدم ذاته !
وثمة ملاحظة أخرى، تلك التي دسها المؤلف في تساؤلات الملحد والتي جاء فيها أن " لكل وجود موجداً " وهي أن المادة أزلية ولا موجد لها، فهي لا تفنى ولا تستحدث ولا تخلق من عدم كما يريد اللاهوتيون الإبراهيميون، فهم يعتقدون أن المادة لم تكن، ثم كانت بأمر من الله " كن فيكون " وهذا مستحيل فالمادة لا تخلق من العدم مرة أخرى !
ونتساءل، هل تمكن مصطفى محمود من الإجابة على السؤال " من خلق الخالق " عندما يقول ( أن الله هو الذي خلق لقانون السببية وبالتالي لا يصح أن يخضع هو نفسه لهذا القانون ) ؟؟! ألم يخلق الله الغضب والفرح والانتقام والجبروت وشتى الانفعالات ثم خضع لها وأصبح يغضب ويفرح وينتقم ويبطش بل إن حكام المسلمين يقلدونه في غضبهم وبطشهم وانتقامهم من معارضيهم ؟؟!

ثم يكمل شيخنا الجليل الذي ارتدى جبة العلم زوراً فيقول (أما ابن عربي فكان رده على هذا السؤال "سؤال منخلق الخالق".. بأنه سؤال لا يرد إلا على عقل فاسد.. فالله هو الذي
يبرهن على الوجود ولا يصح أن نتخذ من الوجود برهاناً على الله.. تماماً كما نقول إن النور يبرهن على النهار .. ونعكس
الآية لو قلنا إن النهار يبرهن على النور ) انتهى
إذن المؤلف لا يعتقد أن الوجود المادي للكون هو دليل على وجود الله، بل إن وجود الله هو الدليل على وجود الكون. وتأكيداً على هذا الهراء نجده يستطرد في فقرة تالية بقوله ( فالله هو الدليل الذي لا يحتاج إلى دليل .. لأنه الله الحق الواضح بذاته .. وهو الحجة على كل شيء .. الله ظاهر في النظام والدقة والجمال والإحكام .. في ورقة الشجر .. في ريشة الطاووس .. في جناح الفراش .. في عطر الورد .. في صدح البلبل .. في ترابط النجوم والكواكب.. في هذا القصيد السيمفوني الذي اسمه الكون ) انتهى
فهل اتضح مدى تخبط وارتباك المؤلف عندما يدعي أن وجود الله الغيبي لا يحتاج إلى دليل ؟ وكيف نسلم بأن هذا الغيب واضح بذاته ؟؟؟! ثم عندما يكمل قائلاً ( الله الظاهر في النظام والدقة والجمال والإحكام ) ألم يعتمد هنا على الوجود المادي للبرهنة على وجود الله والتي اعتبرها قبل فقرة واحدة منطقاً فاسداً مزوراً ما قاله على لسان ابن عربي الذي تم تكفيره ضمن تكفير جوقة المتصوفة ؟؟! ثم أخيراً يجيب المفكر النجيب على سؤال " من خلق الخالق " بالآية القرآنية " لم يلد ولم يولد " ولا نعلم كيف يمكن أن يكون هذا الكلام رداً على ملحد يؤمن بأن محمداً هو مؤلف القرآن الذي لم يهبط من السماء.

كنت سأكتفي بما سبق لأن منطق المؤلف واهي ويعج بالتناقضات والافتراضات المجانية غير العلمية، ولكني قررت بدافع الفضول الاستمرار قليلاً في الكتاب، فماذا وجدت ؟!
في مناقشته لموضوع الربوبية ينقل المؤلف بعض التساؤلات على لسان صديقه الملحد فيقول (ويسخر صاحبنا من معنى الربوبية كما نفهمه .. ويقول أليس عجيباً ذلك الرب الذي يتدخل في كل صغيرة وكبيرة ، فيأخذ بناصية الدابة ، ويوحي إلى النحل أن تتخذ من الجبال بيوتاً ، وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ، وما تخرج من ثمرات من أكمامها إلاّ أحصاها عدداً ، وما تحمل من أنثى ولا تضع إلا بعلمه .. وإذا عثرت قدم في حفرة فهو الذي أعثرها.. وإذا سقطت ذبابة في طعام فهو الذي أسقطها .. وإذا تعطلت الحرارة في تليفون فهو الذي عطلها .. وإذا امتنع المطر فهو الذي منعه ، وإذا هطل فهو الذي أهطله .. ألا تشغلون إلهكم بالكثير التافه من الأمور بهذا الفهم ). ثم يكمل قائلاً لردوده السفسطائية الواهية فيقول (ولا أفهم أيكون الرب في نظر السائل أجدر بالربوبية لو أنه أعفى نفسه من هذه المسئوليات وأخذ إجازة وأدار ظهره للكون الذي خلقه وتركه يأكل بعضه بعضاً !
هل الرب الجدير في نظره هو رب عاطل مغمى عليه لا يسمع ولا يرى ولا يستجيب ولا يعتني بمخلوقاته ؟ .. ثم من أين للسائل بالعلم بأن موضوعاً ما تافه لا يستحق تدخل الإله، وموضوعاً آخر مهماً وخطير الشأن ؟
إن الذبابة التي تبدو تافهة في نظر السائل لا يهم في نظره أن تسقط في الطعام أو لا تسقط، هذه الذبابة يمكن أن تغير التاريخ بسقوطها التافه ذلك .. فإنها يمكن أن تنقل الكوليرا إلى جيش وتكسب معركة لطرف آخر، تتغير بعدها موازين التاريخ كله. ألم تقتل الإسكندر الأكبر بعوضة ؟ ) انتهى.
لاحظ عزيزي / تي القاريء / ة المنطق الشديد التناقض الذي يقع فيه المتدينون عندما يناقشون الغاية من وجود الله، ثم انقلابهم على أعقابهم عندما يتعلق الأمر بالأفعال الشريرة للإنسان في مسائل القضاء والقدر. الله الآن هو المسؤول عن سقوط الذبابة في الطعام ولا نعلم لماذا يفترض المسلم دوماً سقوط ذباب في الطعام. هل لشدة القذارة مثلاً ؟ وما الذي يجبر الجندي على أكل طعام سقطت به ذبابه ؟! ثم ألا يعلم المؤلف أن وباء الكوليرا قد انتهى من التاريخ تماماً مثل عقله العتيق بفضل التطعيم وإبداع العقل البشري ؟! لماذا يعتبر يحجد المؤمنون فضل العلم وفضل العقل البشري عليهم وعلى حياتهم ؟؟! أما عن تسبب بعوضة في موت الإسكندر فلن نعلق عليه كثيراً، ذلك أن شخصية الإسكندر قد تعددت وتناقضت في روايات تاريخية كثيرة، أما أمر أن ذلك " الإسكندر " بالذات قد مات ببعوضة فهو يحتاج إلى دليل مادي أو تاريخي لم يورده المؤلف قطعاً !

لماذا خلق الله الشر ؟!

يقول مصطفى محمود نقلاً على لسان الملحد الافتراضي (كيف تزعمون أن إلهكم كامل ورحمن ورحيم وكريم ورءوف وهو قد خلق كل هذه الشرور في العالم .. المرض والشيخوخة والموت والزلزال والبركان والميكروب والسم والحر والزمهرير وآلام السرطان التي لا تعفى الطفل الوليد ولا الشيخ الطاعن.
إذا كان الله محبة وجمالا وخيرا فكيف يخلق الكراهية والقبح والشر .
والمشكلة التي أثارها صاحبي من المشاكل الأساسية في الفلسفة وقد انقسمت حولها مدارس الفكر واختلفت حولها الآراء.
ونحن نقول أن الله كله رحمة وكله خير وأنه لم يأمر بالشر ولكنه سمح به لحكمة ) انتهى
لم يقل لنا المؤلف لا في الفقرات التالية ولا في باقي الكتاب ما الحكمة التي تقتضيها إصابة طفل بالسرطان بلا ذنب ؟! هل قرر الله أن يخلقه ثم أن يقتله بالسرطان قبل أن يكبر ؟؟! لماذا خلقه من الأصل إذن ؟؟!
لقد لاحظت أن المؤلف عندما يطرح تساؤلات إلحادية فإنه يبدو جاداً ومتحمساً للإجابة عليها، ولكنني كنت أصاب بالإحباط نظراً لأسلوب المراوغة والالتفاف والاعتماد على مقدس القرآن الذي لا يعتبره الملحد دليلا على أي شيء سوى على نشره لمعتقدات الكراهية والبغضاء وجرائم القتل والاغتصاب.

إذا كان الله قدر أفعالي فلماذا يحاسبني ؟!

سؤال وجيد فعلاً، ولكن المؤمن مصطفى محمود يجيب على طريقته التفافية بقوله ( فأفعالك معلومة عند الله في كتابه ، ولكنها ليست مقدورة عليك بالإكراه .. إنها مقدرة في علمه فقط .. كما تقدر أنت بعلمك أن ابنك سوف يزني .. ثم يحدث أن يزني بالفعل .. فهل أكرهته .. أو كان هذا تقديراً في العلم وقد أصاب علمك ) انتهى
إن عقل المؤمن لا يكاد يستقر على فكرة حتى يؤمن بعكسها عند اللزوم ثم يعود فيتخلى عنها إذا ما انتفت حاجته إليها. إنه عقل تلفيقي ساذج بكل معنى الكلمة. لماذا تجاهل المؤلف لوحه المحفوظ الذي دون فيه القلم كل ما سيكون إلى يوم الدين ؟؟! وإذا اعتبرنا أن العلم المدون في اللوح المحفوظ هو علم فقط بينما يظل الإنسان حراً في اختيار أفعاله، فهل يمكن للإنسان أن يختار فعلاً يخالف ما مكتوب في اللوح المقدر والمحفوظ ؟! بالطبع لا يمكن وهنا يكمن فساد المنطق وضعف الحجة، فالقول بعلم الإله كشيء منفصل عن حرية الاختيار هو التفاف لم يضيف إلى حقيقة تناقض المفهوم الديني للقضاء والقدر واللوح المحفوظ، ذلك أن فكرة اللوح المحفوظ وكيف أن الله قد قدر جميع ما سيكون إلى يوم الدين، هي ذاتها الفكرة التي ولدت ظهور الفرقة القدرية بين فرق الإسلام الكثيرة، ومن هؤلاء انطلق التفكير بتحريم زراعة الأعضاء وأطفال الأنابيب، فطالما أن الإنسان يعاني من فشل في كليتيه فهذا الفشل مقدر من الله سبحانه وعلينا أن نؤمن بقضاء الله وقدره ( خيره وشره !!! ) ثم يأتي صديقنا المؤمن لكي يدعي أن الله لم يخلق الشر ! ما هذه التناقضات التي يعج بها منطق المؤمنين ؟؟! كذلك فإن من يصاب بالعقم ولا ينجب فهو من أقدار الله ( يجعل من يشاء عقيما – قرآن )، وإذن اعتبر القدريون أن زراعة الأطفال في أنابيب لتجنب مشكلات الرحم تحدياً لقضاء الله وقدره وعليه تم تحريمها ولم يتداركوا هذا الأمر إلا بعد أن صار طفل الأنابيب أمراً واقعاً يستحيل إقناع الناس بالتخلي عنه، تماماً مثلما فشلوا في معركة تحريم زراعة الأعضاء، لكن بعد أن أعاقوا وعرقلوا التقدم في بلاد المسلمين !

إن المسلمات الدينية كثيراً ما أعاقت تقدم المسلمين، ويكفي أن نذكر باعتبار علماء الفلك المسلمون أن الأرض هي مركز الكون وأنها مسطحة كما ينص القرآن في كثير من آياته الأمر الذي دفع الشيخ بن باز إلى تكفير حتى من يقول بكروية الأرض ! نعلم جميعاً أن علوم الطب الحديثة لم تكن لترى النور ولا التقدم دون ممارسة علم التشريح على نطاق واسع، بينما التشريح محرم شرعاً في الإسلام لأن ( إكرام الميت دفنه !! ) وكانت هذه المسلمة الفاسدة هي التي منعت ابن النفيس من الاستمرار في ممارسة علم التشريح حيث تعرض للتفكير والتفسيق مثلما حدث مع جميع المبدعين في العالم الإسلامي.

أما القول بأن الإسلام لم يحرم التفكير ولا الإبداع فهو قول يجافي التاريخ، وما الفترة العباسية الأولى ( الرشيد والمأمون ) إلا فترة استثنائية في تاريخ العرب والمسلمين بدليل أن العلوم التي تم تطويرها لم تستوطن في بلادهم وأن فترة المتوكل بالله العباسي قد كانت فترة صعود للتيار السلفي الأصولي الذي قام بتكفير الفلاسفة في ديوان الزنادقة وتم التخلص من مؤلفات المعتزلة واجتهاداتهم العقلية للتقليل من هيمنة النص والموروث على حرية التفكير، بينما الغرب الذي نقل وطور تلك العلوم كان جديراً بها لأن الحضارة الغربية هي حضارة العقل بامتياز وليس فيها قداسة للنصوص والمسلمات الدينية كما هو الحال في بلاد المسلمين.

وعودٌ على بدء، فإن كتاب المؤمن مصطفى محمود لم يحتوي ردوداً حقيقية أو ذات مغزى على التساؤلات الإلحادية، وسوف تبقى تلك التساؤلات معلقة إلى أن يتم الاعتراف بأن الإيمان لا يحل المشاكل الإنسانية ذات العلاقة بالكون والطبيعة والحياة، بل يعمل الإيمان كمفعول المخدر الذي يقي صاحبه شرور عدوى التفكير والجهود الجبارة التي يحتاجها هذا التفكير، ولهذا نجد أن العقول التي نشأت وترعرعت على التسليم والانقياد والكسل والتبعية غير قادرة على امتلاك ناصية التفكير الحر والإبداعي الخلاق الذي ينحي المقدسات والغيبيات والخرافات من طريق التقدم وصنع الحضارة ومشاركة جوقة الأمم كافة صنوف الإبداع والابتكار.

شكرا للمتابعة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - اضافة
سيد سعيد المنشاوى ( 2011 / 11 / 7 - 11:12 )

اشكرك يا استاذ صلاح على هذه المقال الرائع ولى اضافة على جملة مصطفى محمود التى ذكرتها::

(وحينما ظهر أمر -الجينوم البشري- ذلك الكتيب الصغير من خمسة ملايين صفحة في خلايا كل منا والمدون في حيز خلوي ميكروسكوبي في ثلاثة مليارات من الحروف الكيميائية عن قدر كل منا ومواطن قوته ومواطن ضعفه وصحته وأمراضه ..أفاق العالم كله كأنما بصدمة كهربائية .. كيف ؟ .. ومتى ؟ .. وبأي قلم غير مرئي كتب هذا -السفر - الدقيق عن مستقبل لم يأت بعد .. ومن الذي كتب كل تلك المعلومات .. وبأي وسيلة .. ومن الذي يستطيع أن يدون مثل تلك المدونات ؟! ) انتهى

لا يتعجب الدارسون ولم يفيقوا من اى صدمة فقد تم التعرف على الجينوم لكثير من الكائنات الاخرى قبل جينوم الانسان وكل ذلك يتم فهمه فى سياق التطور ولا يتسالون باى قلم كتب بل يتسالون عن مواضع الخلل والهدف كله من ذلك التعرف على مواضع الخلل لمحاولة علاج الامراض فالدافع الاساسى هو طبى بحت للتعرف على مشاكل هذ ا الجينوم وعيوبه فهذه الاسئلة لم اسمعها الا من مصطفى محمود


2 - يجب علينا الإنتظار لتطور العقل المسلم
حميد كركوكي ( 2011 / 11 / 7 - 11:52 )
وخاصة العقل العربي والعبري لتقبّل العلوم وتطور أصل الأنواع الدارويني! بعقيدتي المدة التخمينية اللازمة لهذه العملية بين 300 الى 500 سنة أخرى ولذلك الحين كل ما نقولها لهؤلاء الفحول السامية الحجازية السينائية الصحراوية المبرغثة والمكسوّة بالقمل الفكري من حائط المبكى في أورشليم و إلى حيطان الكعبة في المكّة! ماهي إلا فقدان الطاقة و هدرالوقت لتنوير هؤلاء المتحّجرون عقليا ! وإلى ذلك الحين أتمنى للباحثين في الحقيقة كلّ الصبر والسلوى.. وشكرا،،،


3 - نقطة ثابتة فى الكون
صلاح الساير ( 2011 / 11 / 7 - 18:09 )
الاستاذ صلاح يوسف المحترم
اذا اجاب السيد مصطفى محمود على سؤال بسيط وهو كما يلي..هل توجد نقطة ثابتة فى الكون ؟ لكى
نستدل على وجود خالق ...فاذا اجاب انة توجد نقطة محددة ولا تتحرك وذات ابعاد محسوسة وتبعد كذا
عن الارض...الخ من المدلولات الضامنة لذلك القول عند هذا نقول ان السيد مصطفى حقق الشى الذى
يؤمن بةواذا قال بعدم وجود نقطة غير متحركة وعند هذا يكون الخالق متحرك والحركة صفة المادة وهل
الخالق مادة؟؟؟
شكرا مع فائق التقدير


4 - حميد كركوكلي
طالب طالب ( 2011 / 11 / 7 - 19:28 )
اخي حميد مثل ماتفضلت يحتاجون ربما هذه المدة او اقل ممكن جعلها اذا توافرت الجهود المتنورة في كشف خرافات الاديان بكل الوسائل الممكنة وادخالها الى كل بيت وكل كومبيوتر ولابتوب وكل فيس وايميل وكل قناة فضائية ومدرسة خرافية دينية فاذا استمر المتنورين اختصرنا المدة من 500 سنة الى 50 سنة --تحياتي


5 - شكرا لك
عدلي جندي ( 2011 / 11 / 7 - 21:56 )
يا دكتور لا تحاول فأنت تسير وتصير عكس الإتجاه الإسلام طريق بلا عودة -ون واي- ومن يسير عكسه يصير ضده وبالطبع من يستخدم عقله فقد يفقد إيمانه ..... و يؤكد لنا سبحانه لا تجادلوا في أمور لئلا ........!!!!؟؟؟


6 - إنها بداية النهاية
عبد القادر أنيس ( 2011 / 11 / 7 - 23:05 )
قرأت مقالك أخي صلاح وبعد الانتهاء منه تساءلت: لماذا بذل مصطفى محمود كل هذا الجهد لدحض أفكار الملحد حول وجود الله؟ ما الفائدة من كل هذا؟ نحن نعرف أنه إذا كان الله موجودا فليس إلحاد الملحد بقادر على نفيه من الوجود، أما إذا لم يكن موجودا فلا يكفي إيمان البشر والحجر والشجر به ليوجد. وهو يعرف ذلك. إذن لِمَ يدافع عن وجود الله؟
المشكلة في نظري إذن تتجاوز مسألة وجود الله، لأن أمثال الكاتب هم مرتزقة في خدمة أوضاع اجتماعية وسياسية رجعية في حاجة إلى الله لتبرير حكمها. فإذا ثار الناس ضد الظلم قالوا: هذا قدر الله ودينه ونظامه الذي ارتضاه لعباده والتمرد عليه تمرد على نظام الله. وبما أن الحجج الدينية التقليدية لم تعد كافية أمام زحف العلم لجئوا إلى ركوب قطار العلم وتشويهه للدفاع عن إلههم/نظامهم مثلما يركبون الآن قطار الديمقراطية لتحريفه عن مساره. هم في ورطة الآن لأنه لم يعد بإمكانهم إسكات المفكرين والأذكياء بالقوة ولا احتكار مؤسسات تكوين العقول بعد أن صار بإمكان الجميع التواصل وتبادل المعارف والخبرات بعد أن سقطت الحواجز والحدود الجغرافية. إنها بداية النهاية. فلتتضافر كل الجهود لهزيمتهم. شكرا


7 - ردود 1
صلاح يوسف ( 2011 / 11 / 8 - 03:23 )
السيد سيد المنشاوي / شكرا للإضافة الجميلة وشكرا للمرور. ما زال العقل المؤمن يحملق مذهولا فيما ينهال علينا من ابتكارات واختراعات ولا يملك إلا أن يقول - ربنا الله والحمد لله - فهو عقل فقدنا الأمل في إصلاحه ولكننا نراهن على الأجيال الجديدة. تحياتي.

السيد حميد كركوكي / نعم يجب الانتظار ولكن مع ضرورة الاستمرار بنشر ثقافة التنوير وعلينا ألا نيأس من التغيير لأنه قادم رغما عن أنوفهم. شكرا لاهتمامك وتقبل مودتي.

السيد صلاح الساير / مصطفى محمود كان يلقي بالتساؤلات ثم يجيب أرز على ملوخية ولا ينتظر من يعقب أو يرد على كلامه. عموما ما تقوله صحيح. ولكنهم يقولون أن الله خراج المكان والزمان وبالتالي غير موجود فعلا. شكرا للمساهمة الرائعة وتقبل مودتي.


8 - ردود 2
صلاح يوسف ( 2011 / 11 / 8 - 03:27 )
السيد طالب طالب / أتفق مع بأن عصر السرعة وتدفق المعلومات سوف يختزل المدة حتى إلى ما دون ال 50 سنة، لكنها معركة شاقة وعلى الجميع التكاتف وبذل الجهود. شكرا للملاحظة وتقبل مودتي.

السيد عدلي الجندي / شكرا للمرور أستاذ عدلي. أختلف معك فلا يأس مع الحياة. نعم علينا الاعتراف بهول الكارثة والفاجعة لكن ثمة ما يدعو للتفاؤل، فقبل عامين كنا على الفيس بوك 30 ملحدا وملحدة أما الآن فيوجد آلاف والعدد يزيد يوميا. تحياتي ومودتي.


9 - الأستاذ عبد القادر أنيس
صلاح يوسف ( 2011 / 11 / 8 - 03:35 )
نعم هي بداية النهاية وعلى جميع الجهود أن تتضافر لكي تدك حصون هذا الفكر الغيبي الظلامي الذي مسخ عقول الناس وحولهم إلى مجرد آلات للركوع والسجود. أتفق معك فيما قلت من أن المسألة تتعدى وجود الله لدى النخبة المستفيدة من هذا المشروع ومصطفى محمود بالذات قد أثرى من كتاباته وبرامجه التي كان يبثها تلفزيون القاهرة الرسمي في برنامج العلم والإيمان، ولهذا يعتبر مصطفى محمود أشد خطرا من الدعاة التقليديين لأنه كان يحتج بالعلم أو يبدو كذلك في نظر الكثيرين، ولو كتبت - حوار مع صديقي الملحد - في غوغل فسوف تذهل لمقدار انتشار الكتاب بين العامة وهو ما دعاني لكتابة هذه الملاحظات. شكرا للمرور والتعليق وتقبل مودتي.


10 - عزيزي الأستاذ صلاح يوسف
نبيل كوردي من العراق ( 2011 / 11 / 8 - 04:08 )
لقد وصلتُ الى قناعه بعد 1400 عام ويزيد، وهنا أحدد الأسوأ في ظهور الخرافات والاديان التي أبتدأت بموسى وانتهت بمحمد في عصورٍ عمت فيها الجهاله بمخالبها كل القطاعات الشعبيه في كل بقعه من بقاع الأرض التي لوثتها ودمرة تقدمها الأديان أبتداءً بالحاكم وأنتهاءً بمن يسمون بالرعيه وهؤلاء كان لهم الحظ الاكبر في الأنسياق وراء الخُرافه التي بلورتها الأديان في أدغمغتهم حتى سيطرت وفرضت نفسها عليهم بفعل هامل الأقوى والأغنى في مجتمعات ذلك الزمان لأسباب معروفه منها الجهل المطبق بكل الأمور الحياتيه باستثناء جوع الغذاء وجوع الجننس، أقولُ وصلتُ الى قناعه أن المخدرين دينياً كالسيد الذي تتحدث عنهُ وكتابهُ المضحك ومعهُ رهط الملالي والمعممين لا يمكن أن يكتشفوا شيئاً ليقدموهُ للبشريه سوى النواح والضجيج الفارغ ووضع علامات الأستفهام الغبيه أمام كل اكتشاف علمي وكأنهم يعرفونهُ من قبل أله وهمهم أو وهم ألههم مع أن الثواني والدقائق والساعات والأيام والشهور والسنين والقرون تمر دون أن تثبت شيئا مما يدعون سوى عكس أيمانهم الفارغ في عقولهم التي أعتقد أنها بلا تلافيف. أنا عزيزي لا أرى لزاماً علينا الغوص في مستنقع وحل أفكارهم


11 - هم هكذا دائما
سناء نعيم ( 2011 / 11 / 8 - 05:37 )
تحياتي أخ صلاح،
مصطفى محمود وزغلول النجار أشد خطرا من الدعاة التقليديين كما جاء في ردك أعلاه لذلك وجب تفنيد تراهاتهم بالحجج والبراهين رغم علمي ان هذا الموقع لا يدخله إلا فئة قليلة جدا جدا من العرب مقابل ألاف المساجد التي يرتادها ملايين الناس ومئات الفضائيات والإذاعات وغيرها التي تبث الخزعبلات وتلقى رضى وقبولا لامتناهيين من المسلم إلى ان صار صيام يوم عرفة شبه فريضة يتهافت المسلمون على صيامه بما في ذلك الاطفال.
شكرا ومزيدا من الإبداع ولا تلتفت لبعض المشاكسين المغتاضين من هذا الموقع اليتيم فيعملون على شتم كتاب الموقع بكل قبيح


12 - لتعرف كيف تأخر الشرق ، إقرأ هذا المقال
الحكيم البابلي ( 2011 / 11 / 8 - 06:05 )
الصديق العزيز د. صلاح يوسف
واحد من أذكى مقالاتك الباحثة الرصينة والكاشفة لمعايب وثغرات ولا معقولية الأديان التي اُطلِق عليها شخصياً تسمية : الأديان الترهيبية
أن عدة آلاف من السنين في عمر المنظومة الدينية الكهنوتية ساعدتها على العمل بتواصل لسد أغلب الثغرات التي تصورت إنها تشكل عورة لهذا الدين أو ذاك ، لكنهم كانوا كما قال الشاعر
ثوب الرياءِ يشف عما تحته ===== فإذا إلتحفتَ به فإنك عاري
ولهذا بقيت عورات أديانهم تفضحهم مهما حاولوا ترقيعها وسترها ، ومن ضمن ما حاولوا تغطيته من عيوب هو موضوع الأسئلة المشككة التي يطرحها عليهم أي فكر يحمل ذرة ذكاء ، ولهذا حاولوا دائماً تقديم أجوبة جاهزة لكل الأسئلة التي إعترضتهم خلال سنين وجود الأديان على الأرض ، وهذا ما نسميه : لكل سؤال جواب جاهز ، ولكن ..... بغض النظر عن معقولية الجواب
وكما يقول المقال ، الدين الإسلامي بالذات منع أغلب المفكرين والعلماء والمبدعين والبحاثة والفلاسفة والمتنورين العرب من ممارسة عبقريتهم وحقوقهم في مجال أعمالهم وإبداعاتهم ، وكانت هذه للأسف واحدة من أهم أسباب تراجع وتأخر الشرق في زمنٍ كانت فيه أوربا غارقة في ظلام جهلها
تحياتي


13 - الحجاج المصطنع
لبطرس ( 2011 / 11 / 8 - 13:19 )
مصطفى محمود يقول الملحد ما يستطيع هو أن يجيب عنه بعقيدته. ماذا لو أنه ناقش بالفعل ملحدا؟ آنذاك سيكون من الصعب عليه أن يصمد في منطقه وحجاجه. إنني أجد من غير المنطقي أن أكتب كتابا بعنوان - حوار مع صديقي المؤمن ؟ سيكون علي أن أقيم مناجاة مع نفسي وأنتصر على المؤمن من خلال نفسي: أليس هذا قمة الغباء والضعف والجبن ؟ فليؤمن هؤلاء بعدم استعمال السلاح في حوار ومناظرة على الهواء وإذاك فليثبتوا قدرتهم الحجاجية. سأل أحد المتكلمين الإمام مالك عن الاستواء، فأجابه الإمام: الاستواء معلوم والكيف مجهول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة وما أراك إلا فاسقا زنديقا أخرجوه عني. هذا النموذج الثابت في الحجاج لدى أصحاب الماورائيات.


14 - السيد نبيل كوردي من العراق
صلاح يوسف ( 2011 / 11 / 8 - 15:30 )
أكاد ألا أختلف معك حول ما قلته حول الأديان وبالذات الإبراهيمية. وهم الأديان تسبب في خلخلة بناء العقل العلمي لدىة الناشئة وتم تكوين أجيال تعرف استهلاك منجزات العلم والحضارة ولكنها بعيدة عن المنطق العلمي والشك الديكارتي المنظم.
لكني سأختلف معك حول ضرورة الخوض في أفكارهم لكي نهز معتقداتهم البالية ولا تتصور مقدار ما أصابني من ذهول وأنا أجد في محرك بحث غوغل عشرات الروابط بعنوان ( حوار مع صديقي الملحد ) فهم يعتمدونه كأساس للحوار مع الملحدين واللادينيين. آمل أن تدخل هذه المقالة محرك البحث لكي يطلع الناس على الرأي الآخر إذ لا يجوز ترك محرك البحث ساحة فارغة لنشر الترهات والأكاذيب.
شكرا للمساهمة الجميلة وتقبل مودتي


15 - الأخت الفاضلة سناء نعيم
صلاح يوسف ( 2011 / 11 / 8 - 15:36 )
حقاً مشاركتك في محلها، فقد أذهلني قيام الأطفال بالصيام في يوم عرفة وهذه في اعتقادي بداية النهاية كما قال عبد القادر. هم يشعرون بالرعب من الإنترنت وموقع الحوار والفيس بوك واليوتيوب وأدوات التواصل الاجتماعي الكثيرة، لأنها سوف تتيح للأذكياء التعبير بحرية عما يجول بخاطرهم ولن تشفع لهم الشتائم ولا الضجة الفارغة. خوفهم هذا جعلهم يركزون جهودهم لغسل دماغ الأطفال قبل أن يمتلكوا عقولاً تمكنهم من التفكير والاستفادة مما يتم طرحه في الفضاء الإلكتروني، فكما أن الشباب يدخلون المساجد بالآلاف فالنت تدخل كل بيت أيضا، وعلينا ألا نيأس.
شكرا للمرور والتعليق ودمت داعمة


16 - إلى العزيز دوما حكيم البابلي
صلاح يوسف ( 2011 / 11 / 8 - 15:42 )
الغريب يا صديقي هو المنطق الساذج والمتهافت للكتاب، فلا وجود لملحد بل المؤلف يحاور نفسه فقط ويقوم بترقيع الإجابات رغم التناقضات الكثيرة. نعم هي أديان ترهيبية لأنها تعتدي على براءة الأطفال وحقهم في التفكير الحر والمستقل. علينا ألا نسلم للواقع المر بل علينا دوما المطالبة بإلغاء تعليم الدين في المدارس الحكومية والاستعاضة عنه بمواد في الأخلاق والقانون وضرورة احترام الحريات الفردية والعامة، فلا تتطور ولا تقدم ولا نهوض بلا حريات.
شكرا لحضورك المتألق


17 - السيد بطرس
صلاح يوسف ( 2011 / 11 / 8 - 15:47 )
هي بالفعل محاجة غبية لا تستند إلى أي حوار، فلا وجود للملحد لكي يفند أو يرد أو يعقب على أجوبة المؤلف الذي اتخذ من الحوار منصة واهية يختفي خلفها لكي يقوم بدلق معتقداته وتناقضاته الغريبة والساذجة. تصور أن الإسلاميين يشيع بينهم مثل الآن وهو أنك إذا أردت أن تحاور ملحداً وتلجمه وتسحقه فعليك بكتاب مصطفى محمود !!
لهذا يا صديقي لابد من الرد والتفنيد لأن تلك الردود ستدخل محرك البحث أيضا وسيكون الرأي الآخر متاحا أمام الناس رغما عن أنوفهم.
شكرا للتعليق الجميل


18 - أستاذي العزيز صلاح يوسف
نبيل كوردي من العراق ( 2011 / 11 / 8 - 16:33 )
شكراً لردك الكريم الذي جعلني أتفق مع رأيك في تفنيدهم رغم أن عقيدتهم لو فكروا بعقلانيه، تفند نفسها بنفسها في كل شئ. شكراً جزيلاً مرةً أخرى والى المزيد


19 - الأستاذ صلاح يوسف
لبطرس ( 2011 / 11 / 8 - 22:36 )
إتفق معك في فكرة مواجهة هذا الفكر عبر الكتابة وذلك لقدرتها على الانتشار بشكل أوسع. وأقترح أن تكون المقالات دقيقة في معالجة أطروحات اللاهوت انطلاقا من فكر نقدي لا يؤمن بالبداهات والدوغمائيات التي أثقلت كاهل المواطن العربي بخطاب الموت. لو اتفق مجموعة من الباحثين على إثارة القضايا الكبرى لهذه العقائد ومفارقاتها لكان ذلك عملا أوليا في طريق ضمان سلامة التفكير لدينا أمام هذه الموجة الممولة حيث الهدف هو تثبيتنا في التخلف الفكري. من جهتي سيكون لي شرف الانتماء إلى هذه المجموعة التأسيسية. تحياتي الحارة


20 - وهم الالحاد
ابو محمد ( 2011 / 12 / 22 - 20:29 )
اسئلة ساذجة ...جناح الدجاجة وسن العقل ..مسألة وجود الخالق امر مسلم به ولا احتاج ان ارد عليه فقط عليك بكتاب بول ديفز الحائز على جائزة نوبل في الفيزياء the mind of god الكونية ...
اعتناق الملحد الشهير انتوني فلو لمبدأ التصميم الذكي ...يجعل الملحدين العرب في حرج ..! ان الاعتراف بالعدم اعتراف بالخالق ...لأن العلم قال ان للكون بداية فمن بدأه ؟
ومايتعلق بالغرب فقد كان رد فعل على هيمنة الكنيسة والحكم الثيقراطي ثار العلماء لان الدين كان مصدر للتخلف حرق وقتل العلماء الطبيعيين مثل بونو وغاليلو ...لولا الاسلام لكان ابن سينا وابن النفيس عبيد ورعاة غنم في ارض كسرى او ديار قيصر لاتدلس ... واطرح الحقائق كما هي ..فالشمس لاتخفيها الغيوم


21 - تحية وتقدير
ايناس سمير ( 2012 / 1 / 25 - 22:46 )
استاذ صلاح تحية اعزاز وتقدير لكتاباتك الرائعة والثرية سلمت وسلم قلمك


22 - قد تكونين سيدتي أتيةٌ بما لم تستطعه الأوائلُ
الحكيم البابلي ( 2012 / 1 / 26 - 00:14 )
السيدة إيناس سمير
بالنيابة عن الصديق والزميل والكاتب الرائع صلاح يوسف أقول لك : شكراً
ولكن ... الظاهر أن زميلنا العزيز صلاح يوسف قد أحال نفسه على التقاعد ككاتب رغم أنه لم يتجاوز الخمسين !! ، ربما تعب لطول المشوار ، وربما خلص ( الكاز ) في خزان وقودهِ ، وربما لم يعد قادراً على المواجهة ، وربما وربما وربما ؟
لِذا أراك تنفخين في قربة مثقوبة ، لأن صديقي صلاح يقول - وهذا عن لسانه - بأنه أصبح يطلب السهولة في الفيسبوك !!، ولم تعد تُغريهِ صولات أحرار الفكر في الحوار المتمدن !، ربما الرجل أصبح من الختيارية الذين يكتبون سطراً هنا وآخر هناك ثم يتثائبون وينامون ! ، لأنهم خلصانين ( إكسبايرد ) !! يا سبحان العقل
حاولتُ جهدي في إثنائهِ عن قرارهِ ، لكني خسرتُ ، وعسى أن يكون للقراء الأحبة بعض تأثير عليه ، فالظاهر أني فقدتُ تأثيري كصديق يعز عليهِ أن يفقد صنديداً من القلة القليلة من الفرسان التي كانت تصول وتجول في هذا الميدان وهي تركب فرس الكلمة وتمتشق سيف الحروف ، وتُعانق شمس الحق
شكري وتحياتي سيدتي ، وعسى أن تدب الحياة في الجسد الميت بعد أن تُلامسها محاولات وإصرار الجنس اللطيف ، حاولي
باقة ورد لكِ


23 - العزيز حكيم البابلي
صلاح يوسف ( 2012 / 1 / 26 - 18:21 )
أشكر لك الرد نيابة عني على العزيزة إيناس، ولكني أراك متسرعاً في الحكم علي بالتقاعد لمجرد أنني لا أكتب للحوار المتمدن الذي منع نشر مقاله مهمة لي عنوانها ( كوارث العقل المسلم ) وكم استغربت منعها من النشر وتألمت في نفس الوقت، فالكثير من الهراء يتم نشره بدعوى حرية الرأي فلماذا يمنع مقالي بالذات من النشر، وكيف تريدني أن أكتب تحت إرهاب سيف الرقيب في الحوار المتمدن ؟؟؟
شكرا لاهتمامك بشخصي ككاتب وشكرا لصداقتك الغالية وتقبل مودتي.


24 - تساؤل
فجر ( 2012 / 5 / 17 - 23:57 )
هو اولا انا مستغربه لشىء وهو عدم احترامك للعلم الذى استدل به الدكتور فى حين انك تقدسه فى كلامك ... ثانيا لو كل شىء ماشى بوضوح مكنش فى امثال حضرتك يبقوا موجودين لان ربنا بيحب العبد المتامل فى الكون المتسائل دائما عن الحقيقه واكيد كل فتره لازم يبقى فى شىء مجهول فى الدنيا وده لقصور العلم والدليل على كده وجود ايات عن الفضاء والعالم الخارجى من قبل اختراعهم واكتشاف كل يوم ادله جديده من الاعجاز القرانى اذا القران يسبق كل علم .... وبعدين ليه العلم لغاية دلوقتى مقدرش يخلق انسان يخلقه من مواد مش من استنساخ لانه ميملكش نفخة الروح مسالتش نفسك مين المسئول عن وجودك او مماتك وبعدين العلم ميقدرش يغير الكون يقدر يحرك الجبال او يخمد براكين او يجعل الشمس تشرق من الغرب مثلا !!!! كل تساؤلاتك اكيد ليها اجابه بس عقلنا البشرى الواهن لسه لم يتوصل ليها بعد لان الكون كله ماشى بيد الله.. برده ما اثباتك ان ما خارج الزمان والمكان هو العدم هو قصور معرفتك مش اكتر لان زمانك ومكانك غير زمان ومكان الخالق مشكلتك انك شايف اللى حواليك وبس متناسى ان ده اطار ضيق يعنى مثلا ليه مفكرتش فى الاموات بيروحوا فين وليه العلم ميقد


25 - تكملة تساؤلى
فجر ( 2012 / 5 / 18 - 00:13 )
ليه العلم ميقدرش يرجع الموتى.. وبعدين حضرتك متعرفش ان الذبابه حامله للامراض ومش لازم تقع فى الكوب عشان تنضر بها ومرض الكوليرا كان مثل ليس الا والم ترى فى الافلام الاجنبية مثل final ..... وب
وبالنسبه للحديث عن العلم والتطور فانت حتما لم تقرا ايات القران التى ترجمت حرفيا الى واقع ملموس ومازال الكشف مستمر وتاكد ان اى غموض تصل اليه هو بسبب جهلك بكثير من ماديات الكون لست انت فقط بل البشريه كافه لان الله اعلى واعلم وتذكر ان الدكتور الحد لفترة ثم عاد وندم وتحقق من الصواب فقط بالحث والعلم والمعرفه وكتب كتابه رحلتى من destination اشتعال مكان بسبب اتفه الاسباب هذا امر شائع جدا جدا الشك الى اليقين رجاء ان تفعل مثله وتذكر لماذا يعتنق كثير من الاجانب الاسلام لانهم يبحثوا ويقارنوا وتذكر لماذا يحارب الاسلام لانه دين الحق ولانه به ترقى الامم وتذكر وصف القران الدقيق للبيئة بداخل رحم الام .. اشكرك


26 - عجبا
wafa ( 2012 / 6 / 14 - 13:32 )
إني أدرس هذه العلوم التي ذكرتها إنها أقرب ما تكون إلى فكرة انبثقت من تأمل لهذا الكون إن كل ما اخترعه الإنسان من آلات وتقدم تكنولوجي ماديا بحتا هو تقليد لكل موجود في الكون الطائرة ما سرها غير كونها تقليد لمخلوق ؟ الانترنات ماهي غير تجسيد للجهاز العصبي في الإنسان كل هذا الذي أتى به الانسان ومازلنا في طور الاتيان به غير اعمال قليل هذا العقل في اتباع سر هذا الكون
كاتبكم الجليل يعظم هذا الانسان الذي يعجز عقله عن جعل روحه خالده يعجز حتى عن تأكيد كلام عقله بل يجرب ويجرب
إنكم تقولون أن العربي أو المسلم أو المؤمن متخلف ورجعي ولن يتعدى مناخ الصحراوي لكنه على الأقل جعل لوجوده معنى وهدفا كرس عقله لخدمته
إن الإسلام شجع العقل على العطاء والعلماء على البحث إنهم الأقرب عند الله إن كانوا مؤمنون إنكم تعيشون على أهداف تحقيق ذات تشعر بالنقص كلما نظرت لإنسان يفوقها
إن من العرب المسلمين علماء ومخترعون لا يبالون بنقاش عليلي العقول أمثالكم. قرأت الكثير لكم وللإسلام ولديانات الأخرى أردت أن أصدق أنكم تتحدثون بالمنطق ولم أجد غير تساؤولات تجيبون عليها بتساؤولات أعظم صراحة ما أتفه ما تقومون به


27 - عجبا
wafa ( 2012 / 6 / 14 - 13:40 )
لا يتعارض الايمان أبدا مع العلوم أبدا وليس الاسلام مجرد عبادات وليست الذات الإلاهية في حاجة إلى إعترافكم بها يا من لا تعرفون حتى أسرار ثقب الأسود وأعجز مثلث برمود علومكم وحتى إنكم مازلت تتعرفون على دواخلكم حاولوا أن تتفرغوا للدليل القاطع بالتحليل المجهرية للتدركوا أن القرآن قد ذكر كل شيء أنتم بطور اختراعه وقد شجع على الاختراعه أتمنى أن يكتفي الانسان كلاما ويتفرغ للفعل أتمنى أن تكونوا كما تدعون تتحدثون بالمنطق لكنكم تتدعونه


28 - حوار مع أستاذي المؤمن
Mostafa Shawer ( 2016 / 5 / 1 - 12:02 )
أنا نشرت كتاب يرد علي
مصطفي محمود اسمه :-حوار مع أستاذي المؤمن - هنا-;-


https://www.lulu.com/shop/search.ep?keyWords=mostsfa+mahmoud&type=




29 - حوار مع أستاذي المؤمن
Mostafa Shawer ( 2016 / 5 / 1 - 12:48 )
أنا نشرت كتاب يرد علي
مصطفي محمود اسمه :-حوار مع أستاذي المؤمن - هنا-;-


https://www.lulu.com/shop/search.ep?keyWords=mostsfa+mahmoud&type=



اخر الافلام

.. 202-Al-Baqarah


.. 204-Al-Baqarah




.. 206--Al-Baqarah


.. 210-Al-Baqarah




.. 212-Al-Baqarah