الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لمَّا العيدُ فات

أحمد أوحني

2011 / 11 / 8
المجتمع المدني


حركية من نوع ونكهة خاصَّين سبقت كالعادة عيد الأضحى بأيام قليلة ، الشوارع والأزقة غاصَّة بالباعة ومن يبتضعون . أحياناً يصل الأمر إلى التبذير والشرَه في كلّ شيء ، في التبضع والأكل والشرب . شؤون الناس متباينة حسب تدرّجهم المجتمعي . كلٌّ ينظر إلى المناسبة بعين مختلفة ، العبادة والامتثال للسنة الإبراهيمية ينبغى أن تُقدم قبل كل شيء . وقد لا تتعدى الحصول على الملابس الجديدة والأكل والشرب عند البعض ، أما البعض الآخر فينتشون بالأسفار والقيام بزيارات العائلة والأهل والاستمتاع بوصفات الأكل المتنوعة والشهية التي لا يغيب عنها اللحم طبعاً .

تمَّ توجيه هذا السؤال إلى أشخاص من مختلف الأعمار ومن الجنسين : " ما هي انتظاراتك من هذا العيد ؟" فجاءتِ الأجوبة متنوعة تنوعَ أصحابها ، ومنها :

-" أتمنى أن تكون مناسبة لالْتئام أبنائي وبناتي ولوْ ليوم أو يومين ، أحبّ أن أرى هذا المظهر لأنه يذكّرني بطفولتي الأولى ".
-" هي مناسبة لأشتري ملابس جديدة ".
-" كنا محرومين طوال السنة من أكل اللحم ، وأحسبها فرصة لا تُعوَّض لشخص مثلي ".
-" C’est spécial pour moi cette année "
-" Ce sera une occasion pour voir ma copine que je n’ai pas vue depuis longtemps "
-" أنا فرحة لرؤية أفراد أسرتي مجتمعين من جديد ، وهو حلم نادراً ما يتحقق ".
-" أحِـن لرؤية والديَّ ، حيث لم يحصل هذا منذ زمن ، والعيد فرصة لتحقيق هذه الأمنية ".
-" لا شيء ، يومٌ لا يختلف عن سائر الأيام الأخرى ، ينقصني شيءٌ آخـر أحتفظ به لنفسي ".
-" يعجبني جوّ العيد وأتمنى أن تصير أيام السنة كلها عيداً مستمراً ".

ولو سألنا العيد هذا السؤال : " يا عيدُ ، تركتنا السنة الماضية ، وها أنت عُدت إلينا ، فكيف وجدتنا ؟ أأنت راضٍ عن حالنا أم ترى أنه لا يعجبك أمرنا ؟ ". دون شك سيكون جوابه :

-" أين أنتم من العبادة التي أمركم الله بها ، ووصَّاكم بها الرسول محمَّد صلى الله عليه وسلم ؟".
-" لاحظت بينكم عُباد الأعياد ".
-" أين أنتم من الكتاب والسنة والتكافل والتعاون والزكاة والصدقة ؟".
-" وجدت فيكم من حُرم الأضحيةَ ، ومن استدان لإيجادها دون حتى علم ذويه ".
-" إن فيكم فقراء وعجزة لم يتمكنوا من توفير الأضحية لقلة ذات اليد التي تعرفونها وتنكرونها . في بلاد النصارى لا يُعاملون هكذا ، وإنما يُعتنى بهم في أعيادهم وسائر أيامهم ".
-" أما أراملكم ، فقد حال العوز والعيلة بينهم وبين هذا المظهر الذي أنتم فيه مرحون وفرحون وناظرون ".
-" وجدت بينكم أطفالاً لم يذوقوا طعم العيد وفرحته ، ولم تتهيأ لهم ظروف الاحتفال به ، فذرفوا الدمع ، في الوقت الذي بُذخ أقرانهم في أُسر أخرى ".
- " أغلبكم قومٌ مناسبتيون وماديون ومظهريون ، تبدون عكس ما تخفون ".
-" أنتم ... وأنتم ... وأنتم ... وأنتم ... وأنتم ... ".
-" اخجلوا وغضوا أبصاركم وطأطئوا رؤوسكم ولا ترفعوها إلا برفع مستوى الإيمان في ذواتكم وقلوبكم ، ودرجة الإنسانية في معاملاتكم الحياتية ".

أنا لست راضٍ عنكم ، غيّروا ما بأنفسكم ليغيّر الله ما بِكم ، وإلى الحوْل القادم إن شاء الله ، وكلّ عامٍ وأنتم بِأضحى .

• العيلة : الفقر والحاجة .
أحمـد أوحنـي – مراسل وكاتب صحفي - أفــورار - المغرب








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تونس في عهد سعيّد.. من منارة -حرية التعبير- إلى -ساحة استبدا


.. تونس: المرسوم 54.. تهديد لحرية التعبير ومعاقبة الصحافيين بطر




.. الجزائر وليبيا تطالبان المحكمة الجنائية الدولية باعتقال قادة


.. إعلام محلي: اعتقال مسلح أطلق النار على رئيس وزراء سلوفاكيا




.. تحقيق لـ-إندبندنت- البريطانية: بايدن متورط في المجاعة في غزة