الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النقطة السوداء

عبد الإله فرح

2011 / 11 / 8
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


نعيش في زمن المعتقدات بين المقدس والمدنس، زمن أصبح المدنس فيه هو كل شيء، معتقدات لم تسلم من عبادة الأوثان والحيوانات بل امتدت إلى عبادة الشيطان. هذا المعتقد الذي كان مخفي لقرون طويلة منذ الحضارات القديمة، أصبح الآن في زمن العولمة قد عرف انتشارا واسعا في أغلب دول العالم، حتى المجتمعات العربية المسلمة عامة والمجتمع المغربي بالخصوص، حيث أصبحنا نشاهد في السنوات الأخيرة حضورا قويا للنقطة السوداء بالمجتمع كما أسميها، من هنا نطرح تساؤل أين هو دور المجتمع والدين والدولة في الحد والقضاء على هذه النقطة السوداء؟ في الحقيقة لا أملك جوابا على سؤالي !.
أما بالنسبة لمن يقول أن عبادة الشيطان هو أمر من صنع الخيال فقط وبأنه أمر وهمي، فإنه واهم بحقيقة مجتمعه، فالحقيقة أنها ظاهرة موجودة بقوة، حينما نستثمر العين الثالثة بدل العين البيولوجية، والتي تسمح لنا بملاحظة أصغر وأدق التفاصيل: لباس أسود، وشم، قلادة، موسيقى صاخبة، تعاطي للمخدرات، شذوذ جنسي، قطط وكلاب مذبوحة... الخ. كل هذه الأمور هي من مكونات الأساسية للنقطة السوداء، وهو ما يدل على أن المجتمع المغربي يعرف ظاهرة "عبادة الشيطان".

فمن هو هذا الشيطان؟

على مر العصور، عرف الشيطان بأنه آلهة الشر عند الحضارة المصرية وكان يطلقون عليه اسم "ست"، ومنذ القرون الحديثة إلى هنا والآن، بعرف بأنه شخص قبيح أحمر اللون، له لحية وقرنين، ويتميز بذيله الطويل، والملاحظ أنه هناك تشابه بين كلمة "ست" والكلمة الإنجليزية ستان "Satan"، وتعني بالعدو أو الخارج عن التواب.
وفي الإسلام نجد قوله تعالى:"وإذا قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه" وإبليس هو كبير الجن، وقد عصى عن أمر ربه فطرده الله من رحمته إلى يوم القيامة، ومن أجل الانتقام توعد الشيطان لربه بإغراء عباده وإبعادهم عن الصراط المستقيم، وهو ما نجح فيه إلى حد الآن، وقد قال رسول الله: "عرش إبليس في البحر يبعث سراياه كل يوم يفتنون الناس فأعظمهم عنده منزلة أعظمهم فتنةٌ للناس"، ويعد العدو الأكبر والأول للإنسان لقوله تعالى:" إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا إنما يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير".

من هم إذا حزب الشيطان؟

يطلق على "حزب الشيطان" من قام بإتباع الشيطان في كل شيء، ويطلقون على أنفسهم بالشياطين الصغار، حيث يقومون بنشر الفساد والرذيلة أينما كانوا، هدفهم هو الاستمتاع بالشهوات والملذات، وتعاطيهم للمخدرات مع استماعهم لموسيقى صاخبة مثل "الروك" بهدف النشوة.
أما الله عندهم هو الشيطان ذاته، يقومون بتقديم قرابين أحيانا قد تكون بشرية من أجل رضا الشيطان عنهم، إنهم يعيشون من أجل الدنيا فقط، لا يؤمنون بيوم البعث ولا بالجنة والنار، غاياتهم تبرر الوسيلة.
دائما نجدهم يحرصون بكل قوة على استمالة الشباب لأن هذه الفئة حساسة ومهملة من طرف الدولة والمجتمع، فيجدون من هم ضعيفي الإرادة من الشباب قوة لهم، بل المتنفس الوحيد في التعبير عن أنفسهم إن صح التعبير.
لا ننسى أيضا أن من الوسائل التي يعتمدونها في نشر هذا المعتقد يرجع بالأساس إلى وسائل الإعلام المتمثل في القنوات الفضائية والأنترنيت الذي مكن بسهولة من الإطلاع والانخراط في المواقع المشبوهة، بسبب انعدام من حيث وإن قلنا ضعف الرقابة من طرف الأسرة.

من هو مؤسس النقطة السوداء؟

تجتمع الصحف العالمية على أن "أنطوني لافي" هو المؤسس وأول من تزعم قاصدا عبادة الشيطان، وهو أمريكي الجنسية من أصل يهودي ، قام سنة 1996 بتأسيس منظمة تدعى "أونا" في سان فرانسيسكو، وهي أخطر المنظمات التي شهدها التاريخ على مر العصور، لما تروجه من أفكار هدامة، ويرى "أنطوني لافي" في كتابه "الشيطان يريدك" بأن الحياة هي ملذات وشهوات، وأن الإنسان خلق من أجل أن يلبي حاجاته الغريزية، ويدعوا من خلال كتابه إلى اغتنام الفرصة من أجل تحقيق اللذة لأن عمر الإنسان قصير، بمعنى آخر أن الإنسان هو بين تحقيق اللذة المرجوة أو الموت.
وفي كتابهم المقدس أيضا والمعنون ب"الشيطان الأسود" يتبين لنا أنهم يدعون إلى سفك الدماء، والإباحة إلى إقامة علاقة جنسية مع كل الجنسين وفي الجماعات أحيانا "Sex party"، فكلما كانت الرذيلة أكبر كان أفضل عندهم وعند الشيطان بالأساس، ثم التمتع بشرب الكحول وتعاطي المخدرات، واعتبار أن الشيطان هو كائن مادي بالدرجة الأولى، وأن الخروج عن الجماعة يعتبر كفرا وغيرها من الأمور التي تدعوا إلى الجنون.

ما هي شروط الانضمام؟

لا يمكن لأي شخص أن يصبح من عبدة الشياطين بسهولة، فهناك طقوس صارمة يحتم على من يريد أن يدخل إلى النقطة السوداء، أن يتقيد بها ويطبقها، حيث يفترض من العضو الملتحق بأن لا يخل بها، وإلا سيكون عقابه القتل في طقوسهم، ومن شروط الانضمام والتي يمكن إجمالها فيما يلي:

1. البول على الكتب المقدسة (التوراة، الإنجيل، القرآن) بحسب معتقده الذي يتبعه.
2. إقامة علاقة جنسية من بني جنسه أو من أقربائه حسب متغير الجنس (الذكر مع الذكر، الأنثى مع الأنثى).
3. أكل القطط والكلاب.
4. شرب دماء الأطفال الرضع.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيطاليا: تعاون استراتيجي إقليمي مع تونس وليبيا والجزائر في م


.. رئاسيات موريتانيا: لماذا رشّح حزب تواصل رئيسه؟




.. تونس: وقفة تضامن مع الصحفيين شذى الحاج مبارك ومحمد بوغلاب


.. تونس: علامَ يحتجَ المحامون؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. بعد لقاء محمد بن سلمان وبلينكن.. مسؤول أمريكي: نقترب من التو