الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأقباط والحماية الدولية

نشأت المصري

2011 / 11 / 9
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


الأقباط والحماية الدولية

شعوب كثيرة في المنطقة العربية تعاملت مع الحماية الدولية, فقد طالبت الكويت بالحماية الدولية في حربها مع العراق أيام حكم الطاغية صدام حسين, كما أن الشعب العرقي طالب بالحماية الدولية ضد حكم الطاغية صدام أيضاً سواء هذا الطلب معلن أو مستتر, وفي كلتا الحالتين استجابت الدول العظمى وأحدثوا التغيير المطلوب في هذه المنطقة.

كما طالب شعب السودان بالحماية الدولية والأمم المتحدة حتى آلت النتيجة بتقسيم السودان حقناً لدماء المدنيين.

وفي الآونة الأخيرة طالب ملك البحرين حماية من شعبه الثائرين وكانت هذه الحماية من السعودية بالتحديد.

وطالبت الشعوب الثائرة في تونس وليبيا ومصر بالحماية الدولية سواء بالتأييد أو التدخل وكان لقوات النيتو الفضل الأول في سقوط الطاغية القذافي وأبنائه وأقاربه.

وها هو الشعب السوري يطلب الحماية الدولية والأمم المتحدة وجامعة الدول العربية بالتدخل ضد حكم الطاغية بشار الأسد.

وهناك حقيقة لابد أن لا نتجاهلها وهي الهدف الأساسي من إنشاء المنظمات العالمية كالأمم والمتحدة وجامعة الدول العربية والمنظمات العالمية لحقوق الإنسان:
وهو مساندة الشعوب بعضها لبعض ضد الكوارث الطبيعية والحروب والمجاعات والتمييز العنصري, أي أن هذه المنظمات ترعى مبدأ حقوق الإنسان في كل بقاع الأرض, وضد أي طاغية يقصي شعبه ويميز بين فئاته.

لقد خصصت بعض من الأمثلة للشعوب العربية والإسلامية, لأن هذه الشعوب هي التي تحرم المسيحيين في الشرق الأوسط والأقباط في مصر حق مطالبتهم بالحماية الدولية.

فعندما ينادي بعض الناشطون السياسيين في مصر بالحماية الدولية للأقباط في ظل الاضطهاد الواقع عليهم على مر العصور من حكم عبد الناصر حتى الآن, فيخرج علينا الكثيرين بقولهم لابد أن ننهي مشاكلنا في الداخل,, وها نحن ننتظر كل هذه السنيين حتى يتحقق ما يقال والنتيجة بالسلب, فهناك زيادة في ممارسات التعنت والتمييز العنصري ضد الأقباط.

والكثير من رواد برامج التوك شو في القنوات المحلية والفضائية يصفون وضع الأقباط في مصر بقولهم:
الأقباط لا يعانون من الاضطهاد ولكنهم يعانون من التمييز فقط.

ومن هنا أريد أي أحد من هؤلاء أن يوضح لي الفرق بين الاضطهاد والتمييز,, كلمة التمييز هي إحدى مرادفات الاضطهاد, حيث أن هدف الاثنين واحد وهو إقصاء فئة معينة من الشعب, ومعاملتها كأن ليس لها أدنى الحقوق الإنسانية.

وسؤالي هنا هل الحماية الدولية في منطقة الشرق الأوسط حكر على الشعوب المسلمة فقط ؟؟ أم أن ضمن الحقوق الضائعة للمسيحيين في الشرق الأوسط والأقباط في مصر أن ليس لهم الحق في المطالبة بالحماية الدولية.

دماء الأبرياء من بداية الحرب الإسلامية على الأقباط بقيادة الإسلام السياسي في مصر, من الزاوية الحمراء والكشح ونجع حمادي وكنيسة القديسين بالإسكندرية وآخر المطاف الإبادة الجماعية في مسبيرو ألا تستحق كل هذه الدماء الحماية الدولية, وبالأخص أن الشعوب المسيحية شعوب مسالمة لا تحمل السلاح في وجه أي إنسان, أم أن دماء الأقباط مستباحة في الدول الإسلامية, وليس لها دية!!!.

وفي المجال السياسي إنفراد فئة معينة من المجتمع حتى لو كانت الأغلبية بفرض الشريعة الإسلامية على كل فئات الشعب بكافة أطيافه, سواء المؤمنون بهذه الشريعة والغير مؤمنون بها كدستور وقانون للبلاد أليس في هذا إقصاء لحق باقي فئات الشعب؟؟ ويحتاج إلى حماية دولية من خلال القانون الدولي.

ومع كل هذا أنا لست من أنصار الطلب بالحماية الدولية وكثيرون من المسيحيين يحزون حزوي للأسباب الآتية:ـ
• نحن نحب مصر والحماية الدولية تدخل أجنبي في مصر ويتسبب في تصدع وحدة الشعب المصري.
• نحن نؤمن بوجود حامي الحمى وهو الله وهو وحده القادر على حمايتنا عملاً لقول الإنجيل ملعون من يتكل على زراع بشر.
• نحن نثق كل الثقة أن لنا أخوة مسلمين معتدلين لهم ثقافة رفيعة ومن أجل هؤلاء, وكرامة لما يطالبون به في مصر نحن نريد الحل منهم في تطبيق حقوق الإنسان في مصر.

ولكن في ظل إنفراد القوى الإسلامية للإسلام السياسي في مصر بإدارة مجريات الأمور في الانتخابات القادمة لمجلس الشعب والشورى ووضع دستور دائم للبلاد:ـ

نطالب المجتمع الدولي بفرض نوع من أنواع الرقابة الدولية على العمل السياسي والانتخابات, حتى تعبر مصر من هوة السقوط في دولة دينية أو عسكرية, وهذا المطلب الأخير لابد أن يكون شريطة لمشاركة الأقباط في العمل السياسي في مصر كناخبين أو مرشحين, وأعتقد أن هذا المطلب سوف يحقق لإدارة الانتخابات الأمن والحماية من البلطجة السياسية.
نشأت المصري








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - يجب ان يكون الوطن دائرة واحدة في الانتخابات
علي سهيل ( 2011 / 11 / 9 - 14:42 )
تحياتي واحترامي
لضمان مشاركة جميع فئات وطوائف الشعب والاحزاب السياسية يجب ان يكون الوطن كله دائرة انتخابية واحدة اي اطالب بالانتخابات النسبية وكل حسب نسبته في الانتخابات فمثلا عدد مقاعد مجلس الشعب 500 عضو وحصل حزب من الاحزاب على ما نسبته 5% فيحصل هذا الحزب على 10 مقاعد وهكذا، فنضمن عدم التفرد في السلطة وامكانية تغيير التحالفات واسقاط اي حكومة، وايضا نضمن مشاركة جميع الفئات والطوائف الدينية والاقليات العرقية في مجلس الشعب. فتكون المشاركة السياسية مفتوحه على مصراعيها للجميع، الاحزاب الدينية والعلمانية واليبرالية واليسارية.
الشعب يكون مصدر السلطات ويخول وينزع الثقة من هذه الاحزاب ويقيم ادائها وايضا يكون الحراك والتحالفات في مجلس الشعب بين الاحزاب المعارضة والمؤيدة من خلال تغير التحالفات يتم سحب الثقة من الحكوة وتتشكل حكومة جديد.
فتكون السلطة ليست حكرا على أحد ولا يمكن لأي حزب الادعاء بأن سلطته من الله لان الجميع خاضع لسلطة الشعب لهذه العملية الانتخابية.


2 - من يسمع
نشأت المصري ( 2011 / 11 / 9 - 15:25 )
الأخ على
تحية احترام وتقدير
فعلاً رأيك صائب 100% ولكن من يسمع ومن يعي الصراع الطائفي على أهبته ولابد من عملية إنقاذ سريعة للأوضاع في مصر
وأعتقد أن النسبة المقترحة سوف تنفذ ولكن على مستوى الداذرة الانتخابية في المحافظات,,, ولكن ليست المشكلة في القوائم الحزبية ولكن المشكلة في الفردي والقبلية والعنصرية الدينية


3 - ازدواجية المعايير
فاروق عطية ( 2011 / 11 / 9 - 17:52 )
مشكلة الدول العربية والإسلامية هى ازدواجية المعايير فهم يصرخون مطالبين الحماية الدولية للأقليات المسلمة فى أى دولة مثلا صربيا وكسوفو والبوسنا ومقطعة الصين التى بها مسلمين, وهم فى نفس الوقت يذيقون الأقليات لديهم مر الاضطهاد والتمييز ويغضبون عند طلب الحماية الدولية ولذلك لا يحترمهم العالم لأن المبادئ لا تتجزأ. والحماية الدولية ليس معناها التدخل العسكرى بل هى مجرد مطالبة العالم الدولة بتطبيق نصوص وثيقة حقوق الإنسان التى وقعت عليها برضاها وإذا لم تحترمها يوقع عليها العقاب المتدرج


4 - لم ولن نطلب الحماية الدولية
علي سهيل ( 2011 / 11 / 9 - 18:51 )
تحياتي واحترامي
نحن المسيحيون اقباطا وعربا واشوريون وكلدانيون انتمائنا واخلاصنا لاوطاننا وقد عانينا ودفعنا الثمن غاليا دفاعا عن حرية اوطاننا وناضلنا ضد جميع انواع الاستعمار الافرنجي والبريطاني والفرنسي والامريكي والاسرئيلي وقدمنا قوافل الشهداء التي تمتد قبورهم على طول وعرض الوطن، فنحن نحافظ على وحدة وحرية واستقلال الوطن ولن نكون سببا للتدخل الخارجي بل سنكون مثلا يهتدى به كمعيار للإنتماء والاخلاص والعطاء ورقي ورفعة الوطن.
لن نقلد أحد بمطالبته بالدعم الخارجي اذا كان مباشر مثل مثل الليبيا والكويت أو لوجستي مثل مصر وتونس واليمن ومباشر ولوجستي مثل سوريا الذي يتضح جليا بأن القائد السوري مشيل كيلو الذي يتخذ موقفا وطنيا يرفض رفضا قاطعا التدخل الاجنبي في شؤون سوريا الداخلية، ويختلف مع المعارضة في الخارج والتي اغلبيتها اسلامية بطلب المساندة والدعم المباشر من الاجنبي الغربي.
والمواقف الوطنية المسيحية كثيرة في العطاء والشفافية والحفاظ على وحدة واستقلال الاوطان وايضا ابرزت الكثير من الشخصيات الشعبية الوطنية التي حصلت على دعم جميع فئات وطوائف الشعب، فعنواننا الوحيد التضحية والانتماء والاخلاص للوطن


5 - لا ولن
نشأت المصري ( 2011 / 11 / 9 - 19:51 )
نعم أؤيد عدم التدخل الأجنبي
لا ولن نؤيد مطلب الحماية الدولية لأننا نحب مصر أكثر من أي فئة في مصر

اخر الافلام

.. عمليات نوعية للمقاومة الإسلامية في لبنان ضد مواقع الاحتلال ر


.. مؤسسة حياة كريمة تشارك الكنائس القبطية بمحافظة الغربية الاحت




.. العائلات المسيحية الأرثوذكسية في غزة تحيي عيد الفصح وسط أجوا


.. مسيحيو مصر يحتفلون بعيد القيامة في أجواء عائلية ودينية




.. نبض فرنسا: مسلمون يغادرون البلاد، ظاهرة عابرة أو واقع جديد؟