الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البخور وبيادق الشطرنج – مجرد كلام فارغ

نبيل هلال هلال

2011 / 11 / 10
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



على المرء أن يتنبه إلى أنه ما من مؤثر انفعالي يُراد به استجاشة عواطف جموع السامعين في عالمَي السياسة والدين , إلا والقصد الحقيقي من ورائه هو إضعاف فعالية العقل والتمييز .فالجنود يساقون إلى الموت في ميدان القتال بعد استجاشة عواطفهم بالبطولة والمجد والرجولة ثم يُذبحون على قرع الطبول , كذلك يُستمالون إلى ذبح النساء ونحر الأطفال بدافع الدفاع عن الشرف والأوطان . وانظر إلى جميع المعابد وبيوت العبادة التي يزينها الكهنة بالذهب والفضة , وهي مبان ضخمة وفخمة يرفل فيها الكهنة بملابس فاخرة ومميزة ويعزفون فيها الموسيقى ويرتلون الأناشيد والتراتيل الصوفية ويطلقون البخور ,وكل ذلك لاستثارة عواطف رواد المعبد وجموع المؤمنين ,وهي عواطف مولِّدة لأحاسيس الرهبة التي تضعف من تأثير العقل والانتقاد . وهنا بالتحديد اعلم أنه يراد( للمؤمنين) أن يكونوا عبيدا لعواطفهم , لا أسيادا بعقولهم ,فيفوتهم - وهم مساقون بهذه الانفعالات - اكتشاف أن ما يتلوه عليم الكاهن محض هراء يراد به استمرار سوْقهم كعبيد أو مغفلين دائمي العجز , وجل مساعيه هي في الواقع لتبرير انسحاقهم في الدنيا بالفقر والقهر والظلم .وأنهم عندما حملوا السلاح وأنشدوا أهازيج المجد والفخار لوطنهم , لم يعلموا أنه وطن لم يكونوا فيه أكثر من مجرد بيادق على رقعة شطرنج , وسيتم لاحقا حفظهم في علبتهم الكرتونية بعد انتهاء (الدور) إلى أن يأتي لاعب آخر.نبيل هلال هلال








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - احترمك كالعادة ...ولكن اسمح لى اختلف معك
شاهر الشرقاوى ( 2011 / 11 / 10 - 18:57 )
تحياتى استاذ نبيل
قد يكون كلامك هذا صحيح فى حال تم تعبئة الجنود للقتال ظلما وعدوانا
لكن ماذا يكون الحال فى حال الدفاع عن الوطن...اومن اجل نصرة مظلوم او تحرير محتل؟
هل نترك البلاد بلاجنودولاسلاح ولا عتاد حتى لا يكونوا مثل البيادق وقادتهم لاعبى شطرنج؟؟؟
ويضيع الوطن
ثم يجب علينا قبل كل شئ ان نثق بالله ..وبانه هناك حياة ثانية بالفعل...وهناك شهداء فى سبيل الحق
والا اصبحت الحياة بلا معنى
ولهووعبث
ويكون
على الدنيا السلام
على الدنيا السلام


2 - تحية إلى الأستاذ شاهر
نبيل هلال هلال ( 2011 / 11 / 10 - 20:56 )
مرحبا بك أخي الكريم شاهر الشرقاوي قارئا ومنتقدا ,وليس ثمة خلاف في واقع الأمر ,فمن مات دفاعا عن ماله وأرضه وعرضه فهو شهيد ,وإن لم يفعل فهو آثم .ذلك أمر آخر ,وما أعنيه هي حروب الباطل التي يشنها كبار الكبار ممن لهم مصالح عليا لا يفطن إلى غاياتها البعيدة من يُزج بهم إلى أتون الحرب ,فلا تظنن مثلا أن حروب أمريكا في الكويت والعراق وأفغانستان كانت بغرض إنساني وهو تحرير الكويت ودمقرطة العراق وغير ذلك من أهداف تبدو في ظاهرها إنسانية ولكن الحقيقة يمكن فهمها في ضوء المصالح والبترول واستهلاك مخزون السلاح الأمريكى للحفاظ على عجلة إنتاجه وتمويل بحوث تطويره ,والجندي الأمريكي المخدوع يظن أنه يموت في مثل هذه الحروب ميتة فارس القرون الوسطى .ذلك ما كنت أقصده ,وإن لم يكن هذا المعنى واضحا في المقال فذلك ذنبي وحدي ,وشكرا لك استاذ شاهر على تعليقك.


3 - هكذا فهمت
شاهر الشرقاوى ( 2011 / 11 / 11 - 01:24 )
اشكرك استاذى الفاضل على ردك وتعقيبك
بالنسبة لى شخصيا كنت متأكدجدا انك تقصد المعنى الذى ذكرته فى تعليقك
لكنى تعمدت ان اعلق وانقد المقال حتى لا يتصور من لا يعرفك انك تقصد جميع حالات التعبئة دون تمييز
تعليقك كان ضرورة حتى لا يختلط الامر على من لا يعرفك اويفهم مقصدك
وتقبل عظيم احترامى وتقديرى لشخصك الكريم
والسلام عليكم

اخر الافلام

.. ندوة توعية للمزارعين ضمن مبادرة إزرع للهيئه القبطية الإنجيلي


.. د. حامد عبد الصمد: المؤسسات الدينية تخاف من الأسئلة والهرطقا




.. يهود متشددون يهاجمون سيارة وزير إسرائيلي خلال مظاهرة ضد التج


.. مختلف عليه - الإلحاد في الأديان




.. الكشف عن قنابل داعش في المسجد النوري بالموصل