الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الله .. لحسن الحظ ... لم يعرف اليابان

أحمد عفيفى

2011 / 11 / 15
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


اليابان دولة محظوظة، لأن الله ممثلا فى محمده وأتباعه، لم يعرفوا ولم يسمعوا عن اليابان، وبذلك الجهل الإلهي المحمدى، نجت اليابان من حكم لاهوتى ناسوتى عقيم، كان سيودى بها بطبيعة الحال إلى قرون من جحيم التخلف ومستنقع الفقر والاتكال على الآخر، كبقية الدول المسلمة، حتى تلك التى يوجد بها بترول، يخرج دون إرادتها من أرضها، ليدخل مباشرة إلى بطون أمراءها.
اليابان بلد متحضر، وأهله راقون وجادون ومنظمون، وليسوا بحاجة لله ومحمده ليفعلوا ذلك، هم يفعلوه بدافع من تاريخهم وإرثهم وأخلاقهم، فالدين لا يورث إلا تاريخ من الجهل والتعصب والتخلف، وهو فيروس لم تصب به اليابان لحسن حظها، أو ربما لجهل الله ومحمده بوجودها على طرف الكوكب، وهم لم يذكروا فى نصهم سوى ما سمعوه وما تواترت أخباره إليهم، من فرس وروم، كانوا يجاورنهم، أو تجاورهم فتوحاته وجيوشه.
اليابانى لا يتقبل فكرة الغيب المطلق والتسليم المطلق، ولا يقبل فكرة أن يقايض حياته بحياة أخرى لاحقة، فلا أحد رأى تلك الحياة الأخرى اللاحقة، ولا أحد ذهب وعاد وأخبر عنها، وحتى لو تأكد من الآخرة أو الحياة الأخرى، فهو لا يرغب بمقايضة حياته بحياة أخرى، فإما أن يهبه الإله الحياة ويتركها له، أو لم ليكن ليعطيها له على الإطلاق.
والياباني إنساناً يأخذ أمور الدين ببساطة؛ إذ يزور معبد الشنتو ، " والشنتو كلمة تعنى الطريق إلى الآلهة " وهى تهتم بالحياة أكثر من الموت؛ ولذلك تتعدد الاحتفإلات التي يزور فيها اليابانيون معابدهم بحيث تتدعم الصلة بين الفرد والكامي ، ( والكامى هى قوى عظمى متعددة وليست إلهًا واحدًا )، الكامي ( 神 )، هي كل الأشياء والموجودات التي لا تنتمي إلى مجال التأثير المباشر للإنسان، و كل ما هو غريب عجيب وغامض، ولا توجد للكامي أشكال محددة، كما أنها يمكن أن تتمثل في كل قوى الطبيعة ( صخرة شجرة أو حيوان) ومن معتقدات اليابانى أيضا اعتباره أن الحياة والموت تطور للطبيعة ، وليس هناك تصادم بين الخير والشر والإيمان بوجود "كامي"
وعلى عكس الديانات التوحيدية الأخرى، لا يوجد في الشنتوية تعريف للمطلق، لا يمكن لأحد أن يدعي الصواب المطلق ولا الخطأ المطلق ، فالناس في طبيعتهم غير معصومين من الخطأ، وتعتبر الشنتوية من هذه الناحية ديانة متفائلة ، حيث تفترض أن الإنسان كائن طيب في الأساس، وأن الشر يقع نتيجة تدخل الأرواح الشريرة ، وتنحصر أغلب العبادات الشنتوية في إبعاد هذه الأرواح الشريرة عن طريق تنقية النفس والصلوات وتقديم القرابين للـ"كامي".
وليس لعقيدة التوحيد مكان في الشنتوية ، فبسبب تعدد المظاهر التي يمكن أن تتجلى فيها القوى الإلهية، ربط اليابانيون بين كل ظاهرة وآلهة معينة، وأعداد الكامي لا يمكن حصرها، ويمكن لأي شخص أن يتصل بآلهته الخاصة ، ولا يوجد في الشنتوية حياة بعد الموت، وجسد الشخص الميت يعتبر شيئا مدنسا، فتنطلق روح الميت، بعد أن تتحرر من جسدها المادي فتندمج مع قوى الطبيعة.

وتتلازم العقيدة الشنتوية مع موقف أخلاقي حازم تجاه تقديس الطقوس، والطهارة الطقسية التى تتكون بتمكن الإنسان من إقامة علاقة مع الـ «كامي».
والشنتو عقيدة بسيطة ولا تطالب أتباعها بطقوس خاصة ومعقدة ، ويمكنها أن تتعايش مع المعتقدات الأخرى ، ويتمسك اليابانيون بهذه الطقوس ويعتبرونها جزءًا من كيانهم القومي.
والمرأة اليابانية تحترم الرجل، وربما تقدس الزوجات أزواجهن، وعلى الطرف الآخر يحترم الرجل المرأة، فلا يعتبرها شيطان أو عورة، ولا يخفيها تحت طبقات من الأقمشة الداكنة، فلن تسحر الرجال بصوتها، ولن تحولهم لتماثيل حجرية بعيونها، كما تفعل ساحرات البحر والميدوزا فى أساطير الألياذة اليونانية، وأساطير محمد الإسلامية.
المرأة فى اليابان، كائن بيولوجى كامل، ليس بعقلها نقص، ولا بصوتها عورة، ولا بجسدها شيطان، تتعلم وتعمل، وتشارك الرجل فى حياته وعمله وبيته، وتقوم بواجبات بيتها وتربية صغارها على أفضل ما يكون، المرأة فى الإسلام أَمَة وناقصة عقل وصوتها عورة وجسدها غواية، ومجرد فرج للنكاح، وحضّانة للأطفال وسرية للرجل المسلم المقدس.
والدين لا يضمن أن يكون الإنسان جيدا، فمسلمون ومسيحيون كثيرون سيئون، ولا يردعهم الدين أو يروضهم، بل ربما جعلهم أكثر عصبية وعنصرية، الدين يفرق بين الناس ويعطى لهم العذر لكى يكرهوا بعضهم البعض أو ليسيئوا لبعضهم البعض أو ليكفروا بعضهم البعض والأسوأ أن يحاربوا بعضهم البعض، الكل يعتقد أنه هو فقط من يؤمن بالرب، هو فقط من يعبد الرب، هو فقط من يتقرب من الرب، هو فقط من يحتكر الرب، هم فقط من يحترمون الرب، ويحتقرون بعضهم البعض ، ويعاملون الآخر وكأنه عدو.
واليابانيون بدون دين، أصدق مثال على أن البشر بإمكانهم الحياة بغير دين سماوى ورسالات وأنبياء، وأصدق مثال على أن الله وأنبيائه، جهلة ودجالون، وفى أفضل حالاتهم مخطئون، فدينهم ورسالاتهم، لم تحقق أصل ما هو مطلوب منها، وهو الخير والحق والسلام.
الله، فى كتابه الذى لا يغادر كبيرة ولا صغيرة، لم يأت على ذكر اليابان أو الأمريكتين من قريب أو من بعيد، وجهلا وخيرا فعل، فلو كان فعل لأصبحت دولا متخلفة كباقى دول الله المسلمة، ورزح العالم كله تحت راية الله والجهل والفقر، ولم يظهر من تلك الدول علماء ومخترعون للطب والدواء وغيرها، وظل العالم ينوء بجهل علماء الدين ودراويشه وفقهاءه، ومجاذيب الأنبياء ورسل السماء، والدعاء وانتظار مدد السماء، الذى دوما لا يأنى.
ولو كان يجب أن يكون هناك أنبياء، لوجب أن يكون لويس باستير وإلكسندر فليمنج وإسحق نيوتن ومارى كورى، فأولئك أنبياء لخير البشر الفعلى، دون تمييز بين عقائدهم، فهم لم يخترعوا الأدوية والأمصال والبنج والبنسلين والعلوم والقوانين، ليختصوا بها أمتهم فقط، وإنما أخترعوا ودأبوا على إكتشافها لخير وصحة وتطور البشر، وليس لحجز قصورهم فى جنة الرب، أو للدجل والكهانة والسيطرة على عقول العامة والبسطاء.
الله فى أبسط صورة دجال وأفاق وجاهل، وأى عامل يابانى أو ألمانى أو أمريكى، يخرج صباحا لعمله، لصناعة دواء أو تدريس علم ينفع الناس، أفضل منه ومن علمه الذى أصاب العالم بالحقد والحرب والتعصب والجهل، وأفضل من جهله الذى أتاح للعالم البعيد والعالم الجديد فرصة عظيمة لتبنى مشروع الإنسان المقدس وليس الإنسان المتدين، الإنسان السوى وليس الإنسان المتعصب، والبحث عن علم يملأ عقله وصحة تملأ جسده وخير يملأ حياته، بدلا من الخرافة والتعصب والجهل.
المجد للإنسان.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - يابانيات سبايا
بندر الفارس ( 2011 / 11 / 15 - 14:38 )
الله ورسوله والمؤمنين لو عرفوا اليابان ما توانوا لاخذ نسائهم سبايا واموالهم غنيكة وتحطيم مقدساتهم كما حطم محمد مقدسات الاخرين بحجة التوحيد.اظن ان الصحابة لن يعجبهم الجمال الياباني بل يعجبهم بنات الاصفر والروم .على قول محمد : اغزو تبوك تغنموا بنات الاصفر والروم!!!
اليابان احلى بلا اسلام.وكل ارض اجمل بلا وجود اسلام.


2 - راقت لي
فرح نادر ( 2011 / 11 / 15 - 15:00 )
مرحبا

راقت ديانة الشنتو
والإيمان بوجود كامي
رغم أن البقاء بلا دين
هو أفضل من الديانات كلها

وراق لي أسلوب عرضك للمقالة
كما أنك أضفت معلومة جديدة لي

شكرً لك


3 - بندر الفرس
أحمد عفيفى ( 2011 / 11 / 15 - 15:39 )
لو كان محمد سمع عن اليابان
كما سمع عن الروم
لقال لهم: اغزو اليابان
تغنموا بنات الشعب الاصفر :)
وكل مكان اجمل
بلا انبياء وخرافات


4 - فرح نادر
أحمد عفيفى ( 2011 / 11 / 15 - 15:44 )
مرحبا

لو لم تخطىء فراستى
فأنت فرح نادر
الكاتبة بالحوار :)

الشنتو والكامى
لا دين تقريبا
هما اتصال بشرى انسانى لطيف
افضل من الديانات الغيبية

وشكرا لإطراءك ومرورك


5 - تصحيح
فرح نادر ( 2011 / 11 / 15 - 15:57 )

هلا

وهل هناك سواي بهذا الاسم؟
وهل قرأت من هذياني شيئًا؟

وبمناسبة مروري
أود أن أصحح خطأين املائيين

1- راقت لي
2- شكرًا لك

في ديانتي البيورية
لا أحب أن أرتكب الأخطاء
هههه

أشكر ردك على تعليقي


6 - هلا فيكى :)
أحمد عفيفى ( 2011 / 11 / 15 - 16:06 )
ربما يكون هناك فرح
ولكن ليس نادر :)

:بل قولى
أصابنى من هذيانك الكثير :)

وأخطاء النادرون
أو النادرات
نادرة :)

فى ديانتى الإنسانية
لا عاصم من الأخطاء

وأنا أشكر ردك ومرورك
على مقالى المتواضع


7 - لحسن حظهم فعلا
نور الحرية ( 2011 / 11 / 15 - 16:51 )
خلاصة رائعة وهي ان الاديان لم تحقق ما تزعمه من خير وحق وسلام وهذا اكبر دليل على زيفها بينما ديانات لم تربط نفسها لا باله و لا زعمت ان لديها انبياء انتجت اخلاقا وحضارات مشهود لها بالرقي والتقدم


8 - نور على نور
أحمد عفيفى ( 2011 / 11 / 15 - 16:55 )
شكرا لتعليقك
المحمل بشذى طيب :)


9 - الم يرسل لهم رسول
الحكيم فراس ( 2011 / 11 / 15 - 18:22 )
كل التحية والتقدير للكاتب الجرئ احمد عفيفي تعجيني جدا مقالاتك من حيث قوتها وترابطها وشموليتها وعندي لك سؤال يقول القرأن انه ما من امة والا وارسل لها رسول وقد سألنا الاخوة الاسلامين عن الرسول الذي ارسل لليابان فلن يجيبونا حتى الان فما رأيك


10 - الحكيم فراس
أحمد عفيفى ( 2011 / 11 / 15 - 21:28 )
المسلمون لا يسئلوا عن أشياء أن تبد لهم تسوءهم
ولا يجيبو عن أشياء أن تسأل لهم تسوءهم أيضا
ذلك ما عاهدهم عليه الله ورسوله
وهم للعهد وللنقل ولعدم السؤال والإجابة
حافظون أيضا
أو ربما هم معذورون
فلا أجابات كانت
ولا أجابات ستكون

كل التحية والتقدير
لمرورك وإعجابك


11 - الدين أخرالأنسانيه
سومري في الغربة ( 2011 / 11 / 16 - 03:31 )
كل الأديان ساعدت على تأخر الأنسانيه, وخاصةألمأخره منها. واعني بها التوحيديه)(اليهوديه المسيحيه والأسلام)
الأمم التي تخلصت من الدين , أو تلك التي دينهاسهل مثل جنوب شرق اسيا , الهند ,استطاعت ان تتطور . الا البدو واديانهم ,لا يمكن ان يتقدموا الا ان نتخلص من هذا الأرث العفن
تحية لك استاذنا احمد عفيفي


12 - يعنى مفيش مسلم يابانى
لادينى مصرى ( 2011 / 11 / 16 - 04:04 )
صعب خالص، مفيش يابانى يعمل فى السعودية و اقتنع بعظمة و رحمة الاسلام و أسلم . او مفيش مدرب او لاعب كرة قدم يابانى أسلم . يعنى ده مكتوب على الفلبينين و مدربى فرق كرة
قدم السعودية من أوروبا الاهتداء للاسلام.
محمد قاطع الطريق و توابعه من الغزاة لم يجيدوا ركوب البحر لذلك لم يصلوا للجزر مثل اليابان و نيوزلاندا.
تخيل محمد شاف شقراء من شمال أوروبا ، كان محمد أقسم بشقراء و الابيض الشمالى فى قرأنه و كان قال حور العين من شمال أوروبا


13 - ما اعظمك يا اسلام البطولة
احمد محمد ( 2011 / 11 / 17 - 13:23 )
ما اعظمك يا اسلام البطولة نعم ان هذا الهجوم على خير الاديان وعلى سيد البشر لهو دليل على انكم تدركون مدى عظمة هذا الدين .. لقد قامت اعظم حضارات الارض فى ظل دولة الاسلام .. وقد كانت فى بلاد العرب والفرس وتركيا وشمال افريقيا والاندلس وبلاد ما وراء النهر حتى الصين اعظم حضارات البشرية وكانت الدولة الاسلامية قمة فى التقدم الحضارى بينما كانت اوربا تعيش فى الجهل والتخلف ... وما تقدمت اوربا وما وصلت اليه من حضارة الان الا عندما ترجموا كتب علماء المسلمين ... المسلمون اول من عرف الطب والهندسة والكيمياء والفيزياء والفلك بينما كان الغرب يحرم علاج المرضى ... وما حال المسلمين الان الا بسبب تخليهم عن دينهم .. ولكن فجر الاسلام قادم من جديد ودولة الاسلام قادمة قريبا وستقدم للانسانية دولة حضارية عصرية لا مثيل لها كما حدث من قبل فى العصور الوسطى ... الان تونس ومصر و ليبيا وغدا البقية ...خيبر خيبر يا يهود جيش محمد سوف يعود .


14 - سومرى
أحمد عفيفى ( 2011 / 11 / 17 - 22:56 )
تحياتى لك با صديقى
سومرى ..
فى المرة القادمة
اكتفى بكلمة الارث
بدون توصيفها
هم ليسوا اسوة لنا يا صديقى

ارجو ان تكون بخير فى غربتك يا صديقى :)


15 - لا دينى
أحمد عفيفى ( 2011 / 11 / 17 - 22:59 )
حتى القسم بما راه
لا يعنى شيئا
فما فائدة النجم اذا هوى

والشقراوات اجمل من اليابانيات :)


16 - احمد محمد
أحمد عفيفى ( 2011 / 11 / 17 - 23:01 )
بدون خيبر ولا يهود
اتمنى ان يحدث ذلك

وشكرا لتعليقك الموضوعى
الخالى من السب واللعن