الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مجزرة الموصل العبر والدروس، المهام والوظائف

زوهات كوباني

2004 / 12 / 19
القضية الكردية


لاول مرة في تاريخ الشعب الكردستاني تظهر إحدى الحركات المعتمدة على الشعب والجماهير الكادحة، وخلال الربع الاخير من القرن المنصرم استطاعت هذه الحركة ان تحقق الكثير من التطورات والتغييرات على الساحة الكردستانية والشرق اوسطية والعالمية. وان تتحول إلى قوة تفرض نفسها على جميع القوى الموجودة سواء من الاعداء او الاصدقاء كي يعيدوا حساباتهم بجدية كبيرة. واستطاعت أن تدوّن التاريخ الكردستاني من جديد بمنهجية تتناسب مع مصالحهم وشعوب المنطقة، ونتيجة عدم رضوخ حركة الحرية هذه للالاعيب ووصلت الى درجة تشكل فيه خطر محدق على القوى المرتبطة بقوى خارجية، وتحولت حركة الحرية إلى البديل عن الانظمة المهيمنة في العالم والمنطقة من جميع النواحي النظرية والمنهجية والممارسة العملية. وحينما رأت دول المنطقة وأوروبا وأمريكا لهذا الخطر، عملت على اخذ زمام المبادرة والمراقبة من يد حركة الحرية الكردستانية وابقائها بيد القوى الامبريالية والمرتبطة بها في المنطقة. وكذلك عملت على ترويض الدول القومية العربية والتركية والفارسية وعشرات الالاف من الكرد في اوروبا وامريكا لهذا الغرض من اجل تشكيل هوية كردية تتناسب مع معاييرهم ومصالحهم، وبالتالي عملت الدول الشرق الاوسط على تشكيل أجهزتها الاستخباراتية والعملاء والحماة القرى من جديد من الكرد الذين قبلوا بذلك.
ان لدول المنطقة والامبريالية كل على حدى مخططاتها بشأن الكرد ويحاول الجميع تنشئة الكرد بما يتناسب ومصالحهم، والهدف من ذلك هو اذا ما تحقق شيء للكرد، ينبغي أن يكون تحت سيطرتهم كي يسهل التحكم بهم في الامر. ولهذا لا يمكنهم قبول أن تكون التطورات الحاصلة في كردستان خارج مبادرتهم، وحتى إذا ما تأسس كيان كردي فينبغي أن يكون وفق منطقهم ودون أن يمثل إرادة الشعب الكردي، ولذلك يتم العمل على محاصرة كل حركة تعمل من اجل الحرية، أو تهميشها أو تصفية رموزها إذا تطلب الأمر ذلك، وباستخدام كافة الاساليب السياسية والدبلوماسية والعسكرية وحتى التآمرية وبكل الامكانات المتوفرة لديها ولن تتأخر عن تطبيقها إذا كلفها ذلك التخلي عن القيم والمبادىء.
إن هذه الدول مستعدة إذا تطلب الامر بناء تنظيم كردستاني وفق نمطها ولا تقبل حقيقة وإرادة شعب كردستان، لان ذلك سيتناقض ومصالحها وأهدافها، فهي بين الحين والآخر تقوم بإنشاء تنظيمات في كردستان وتدعمها وتجعلها من التنظيمات الرئيسية رغم عدم وجود ثقل لها في الواقع العملي وعدم كسبها الشرعية من قبل الشعب الكردستاني نتيجة عدم وجود ممارسة عملية لها. وتحاول الاستفادة من جميع القوى الخارجة عن مفهوم الشعب والمتناقضة مع اهدافها وتوحيدهم في سبيل استخدامهم من اجل اهدافها ضد الشعب مستخدمة بذلك كافة الأساليب السياسية والدعائية والتنظيمية والعسكرية. أي أنها تحاول إقحام الصراع الداخلي بين الكرد وإذا لم تنجح في ذلك تعمل على تصفيتهم وذلك بالتسلل والعمل على فتح القلعة من الداخل، لان المواجهة المباشرة ستخلق ردود أفعال قوية وستقوي من دعائمها بين الجماهير وبالتالي تترسخ اكثر، لذا تعمل على زرع الفتن والدسائس والمكائد والحيل بين الحركة عن طريق النفوس الضعيفة وهدر الكثير من القيم العائدة لها، والدعاية والحرب النفسية لمعرفتها ما تعاني هذه الحركات من الظروف التي تمربها، وعند عدم نجاحها في تقسيم الحركات تعمل على تصفية قياداتها عن طريق المؤمرات بالتعاون مع القوى العميلة التي لهم اهداف مشتركة.
وهناك نقطة اخرى هي نمط العلاقة بين الدول العظمى ودول المنطقة المحافظة، فرغم وجود تناقضات بينهم تعمل الدول الامبريالية على تجاوز نمط انظمتهم الرجعية المحافظة فهناك نقاط مشتركة بينهم وذلك بالاتفاق على وأد الحركات الشعبية وتصفيتها. أي ان نمط العلاقة الموجودة هو استخدام واستثمار بعضهم البعض فالعلاقات والتناقضات هي متشابكة ضمن بعضها البعض. ومن اجل تحقيق اهدافهم بصدد حركات الحرية يتم العمل على خلق الاوضاع كالعراق مثلا من اجل ابعاد كل الشكوك والشبهات عن انفسهم بحجة الاقتتال الداخلي وتنفيذ عملياتهم وجرائمهم في تصفية الحركات المناوئة لهم تحت يافطة تنظيمات مجهولة الهوية. فعند تحليل وتقييم الربع الاخير من القرن المنصرم في تاريخ كردستان يمكن رؤية هذه المؤامرات بشكل واضح وجلي، من حيث العمل على الاقتتال الداخلي بين الحركات الكردية او العمل على تصفية قادة هذه الحركات سواء في تركيا او العراق او ايرن وفي الاخير الوصول الى كردستان الجنوبية الغربية وذلك بتصفية نخبة من اداري وقادة حزب الاتحاد الديمقراطي في سوريا. وذلك عن طريق الاجهزة والادوات المرتبطة بتلك الانظمة بالتعاون مع القوى العميلة والخونة التي هي بمثابة الخنجر في الظهر عبر التاريخ الكردستاني المديد.
وبالنظر الى تاريخ حركة حرية الكرد في الربع الاخير من القرن العشرين، وما حدث من صراعات مع مختلف القوى الموجودة على الساحة يمكن للانسان أن يستنتج الكثير من الدروس والعبر، فنتيجة تطور هذه الحركة بالاعتماد على ديناميكياتها الداخلية الخاصة بها وعدم اعتمادها على قوى خارجية تذكر كانت بمثابة الرقم الصعب للقوى المهيمنة عالميا ومنطقيا ولم يستطيعوا ان يفكوا رموز معادلتها بسهولة مالم يعتمدوا على عنصر الخيانة والتآمر. وبالتالي لاقوا صعوبات جمة في التحكم بها رغم استخدامهم لكل الاساليب المتوفرة لديهم عبر التاريخ من المكيافيلية والتآمر الى التصفية والانحلال، وفي النتيجة عندما رأوا بأن الحركة تكبر مثل كرة ثلجية تحولوا الى اساليب التصفيات الجسدية لقادة الحركة وكل هذا من اجل تحطيم الروح المعنوية للكوادر وبث الخوف والذعر في صفوفهم وانحيادهم عن اهدافهم الاساسية وانشغالهم بامور اخرى ثانوية لا فائدة منها، ووضع الشكوك والشبهات داخل الحركة لكي لا تنعدم الثقة والقناعة ضمنها وبهذا يعتقدون بانهم يتمكنون من الحاق الضربة القاضية والمميتة بالحركة لان اي حركة عندما تدخل فيها الشبهات والشكوك دعك من تطوير النضال وتحقيق اماني الشعب فانها تتحول الى الة تهدر وتستهلك نفسها بنفسها الى ان تصل الى حالة التشرزم والتبعثر ثم الانحلال والتصفية. الى جانب هذا فان مثل هذه المحاولات تعمل على اضعاف او انهاء ثقة الشعب بالحركة دعك من النظر اليها بانها حركة تمثل المستقبل لهم بل يتم رؤيتها وتقييمها على غير حقيقتها بانها حفنة من المتسللين والمندسين وغيرها، هدفها هو جر الشعب الى المهالك والمخاطر وهي من الاعيب الدولة نفسها. ويمكن جمع اهداف مثل هذه المؤامرات في عدة نقاط:
1- الهدف الى تصفية حركة حرية الكرد بشكل عام وفي الجنوب الغربي من كردستان بشكل خاص .
2- العمل على ابقاء الحركة بدون قيادة من خلال تصفية القيادات.
3- العمل على اجبار الحركة الى تقديم التنازلات والانحناء تجاههم والقبول بالذل والهوان.
4- خلق جو ضبابي مليء بالشكوك والشبهات.
5- التأثير على كوادر الحركة من الناحية المعنوية والنفسية وبث روح الخوف والذعر ضمن صفوفهم.
6- التأثير على الجماهير والشعب من اجل التراجع عن الدعم والمساندة التي يقدمونها للحركة.
7- تحريف الحركة عن اهدافها الاساسية وجعلها تنشغل بالامور الثانوية دون التفكير في الخطو نحو المستقبل.
ويمكن ان يعد الانسان الكثير من هذه الاهداف ولكن نكتفي بهذا القدر.

جنوب غرب كردستان وخصوصية المجزرة

معروف لدى الجميع وطنية الشعب الكردستاني في الجزء الجنوب الغربي، ولا يمكن النقاش على هذا لانه اثبت هذه الوطنية مرات عدة من خلال تاريخه الحافل والمليء بهذه الامثلة بدءً من المساعدة والدعم من جميع النواحي المادية والمعنوية والسياسية والتنظيمية الى المشاركة العسكرية في الثورات والانتفاضات التي قامت في الاجزاء الاخرى من كردستان سواء كردستان الجنوبية او الشمالية او الشرقية اي انه لم يتاخر ولم تمهل في واجباته الوطنية تجاه الاجزاء الاخرى. ففي الربع الاخير من القرن المنصرم لعب دوراً فعالاً في حركة حرية الكرد التي انبثقت في كردستان الشمالية الغربية وقدم تضحيات كبيرة تجاوزت الالاف الى جانب الدعم المادي والمعنوي وغيرها، ويمكن القول ان حركة الحرية الكردستانية قد انبثقت في الشمال ولكنها تبرعمت وانتشت بذورها في الجنوب الغربي من كردستان واعطت الكثير من الثمار. وهذه الحقيقة قد تم تفسيرها بمختلف الاشكال كل وفق منظوره ومنطقه. ومهما كثرت التقييمات عليها من الناحية الايجابية والسلبية ولكن كما هو معروف تاريخيا في المثل الشعبي "الشمس لا يحجبه الغربال" والتاريخ سيشهد ويبرهن على مساوىء ومحاسن هذه الحقيقة.
النقطة الهامة التي نريد التوقف عليها هنا هي ان هذه القاعدة التي كانت تدعم الثورة في الشمال دخلت في السنوات الاخيرة مرحلة التحول السياسي الحزبي في هذا الجزء من كردستان، وذلك بتصعيد النضال الديمقراطي في المرحلة الجديدة في سوريا وتحت شعار "سوريا ديمقراطية وكردستان حرة" وهذا ما ادى الى ظهور الكثير من الضيق والعجز من قبل الكثير من الجهات والاطراف التي نظرت اليها بدلا من كونها قوة داعمة ومؤثرة في التطورات الجديدة التي تحصل في المنطقة عامة وسوريا خاصة، على أنه ليس هناك حاجة الى مثل هذا التكوين. وحتى ان الجهة الدولتية السورية بدلا من رؤية ذلك دعما لمسيرة التحول الديمقراطي التي سوريا بامس الحاجة اليها يوما قبل اخر، رأتها بأنها خطر جدي ومحدق عليها وسط التغييرات الجارية في العالم والمنطقة. لان النظام ما زال بعيدا عن حقيقة التغيير والتحول الحقيقي رغم اطلاقه للكثير من الشعارات التحديث والتطور، فبدلا من الاستفادة من هذه القوى في عملية التغيير والتحول الديمقراطي وذلك بالحوار معها من اجل تقوية الجبهة الداخلية وتحويلها الى حصن منيع تجاه الهجمات الخارجية، راح النظام يقرأ التغييرات بشكل معاكس ووفق العقلية القديمة السائدة والتي كلما سارت عليه زادت من عمق الازمة والاختناق المعاش لديه وبالتالي يبقى عرضة للضغوطات والتدخلات الخارجية.
لذلك فالنظام السوري ونتيجة لقرأته الخاطئة للاحداث قد دخل في اتفاقات مع دول المنطقة وخاصة تركيا وايران من اجل تصفية حركة حرية الكرد، حيث يوجد لهذه الدول تجربة كبيرة وباع طويل في كيفية تصفية الحركات المعارضة والمناوئة لها. فالاتفاقات التي تمت في قمة شرم الشيخ وما قبلها من تحضير الارضية وبعدها قمة طهران والتحرك مشترك في هذا الصدد كله دليل واضح على البدء بتدشين خطة جديدة من اجل تصفية حركة الحرية عن طريق المؤامرات، وما المجزرة التي قامت بها القوى المرتبطة بالنظام السوري وقتل العشرات من المدنيين العزل وزج المواطنين بالمئات في اقبية السجون وقتل الكثيرين تحت التعذيب وفرض سياسة الضغط وكم الافواه على الشعب وصولا الى المجزرة الاخيرة في الموصل لكوادر حزب الاتحاد الديمقراطي. كل ذلك يعبر عن تحركات مشتركة مع دول المنطقة وخاصة تركيا وايران كجزء من الخطة المنسقة من اجل تصفية حركة الحرية في كردستان وفي هذا الصدد يتم التعاون فيما بينهم بدءاً من تبادل المعلومات والاستخبارات الى التحرك المشترك واستخدام العملاء والخونة في ذلك. ان دل هذا على شيء انما يدل على ان هذه الدول قد دخلوا في مرحلة جديدة من تصفية حركات الحرية، والاستفادة بشكل كبير من الوسط غير المستقر الموجود في العراق.
تجاه كل هذه الهجمات والمخططات فقد كانت هناك قرارات لحزب الاتحاد الديمقراطي في تصعيد النضال الديمقراطي في سورية وضرورة ايصال الشعب الكردي هنا بركب العصر. رغم الصعوبات والاخطار التي كانت تحدق بمثل هذه الخطوة، فما قامت به سورية من حملات للاعتقال والقتل تحت التعذيب والمحاكم الاستثنائية كل ذلك لم يضعف من عزيمة الحزب بل قام بتصعيد النضال سواء في السجون او سوريا او خارج سورية من حيث ايصال الصوت الكردي الى العالم. ورغم عمليات الخيانة التي حصلت والتي ارادت الحط من نفوذ الحزب والتقليل من تأثيره لم يتمكنوا من الوصول إلى أهدافهم، بل استطاع الحزب الاستقطاب ولم الشمل والدخول في العمل بشكل اقوى وبعقلية انقى. لذلك لم يبق امام الدولة السورية سوى الاستفادة من الخونة والعملاء للمضي قدما كخطوة اخرى في مرحلة جديدة من اجل تصفية الحركة وجعل النواة التي تمثل الحركة هدفا من اجل ذلك. وهدفهم في هذا هو ضرب روح الوحدة الموجودة بين الاجزاء الكردستانية وخاصة الشمال والجنوب الغربي لانهم يعرفون ان قوة الحركة الكردية تكمن في قوة الروابط الموجودة بين الاجزاء. فالسياسات التي اتبعوها منذ التاريخ القديم والتي تتحرك وفق مبدأ "فرق تسد" قد فشلت في شخصية حركة حرية الكرد وهم يدركون جيدا ما الحقت بهم هذه الروح الكردستانية الموحدة والقوية من الهزائم، وأفشلت جميع مخططاتهم العدوانية على صخرتها. فهذه المجزرة هدفت في شخص هؤلاء الرفاق الخمسة ضرب وقتل الروح الوحدوية الموجودة بين الشعب الكردستاني، حيث ان احدهم كان من كردستان الشمالية وكان يمثل هذا الروح الوحدوية في النضال المشترك والاهداف المشتركة. الى جانب هذا فقد كان يتخذ هؤلاء الرفاق اماكنهم في الادارة العليا والمنسقية في حزب الاتحاد الديمقراطي اي انهم ارادو بهذه الجريمة ان يقوموا بتصفية القيادة في الحركة لتبقى بدون مبادرة واخذ زمام الامور من يدهم. ومعروف للجميع مدى الصعوبة التي تتلقاها الحركات في كردستان في بناء الكوادر المرحلية التي يتطلب اعدادها العشرات من السنين.
ان هذه المجزرة التي تمت تهدف من خلال حركة الحرية بشكل عام وحزب الاتحاد الديمقراطي بشكل خاص اما إلى تصفيتها او فرض الاستسلام والخنوع عليها، اي انها تعطي برقية بهذا الشكل، وهو اذا اردتم ان تسيروا في هذه المرحلة بناءاً على ارادتكم الخاصة دون التواطىء فلا بد ان تحسبوا حسابكم تجاه التصفية ولا مفر من ذلك وهذا لا يقبل النقاش. اي انهم مصرين وجادين في هذا وحتى اذا تطلب سيقدمون التنازلات الى امريكا وغيرها من اجل مآربهم في عدم تحقيق شيء للكرد وفق ارادتهم، وعقد الاتفاقات وحبك المؤامرات لضربها بيد واحدة من قبل هذه الدول، ولن يتنازلوا ويقبلوا الكردية والحرية والعدالة والمساواة التي يدعونها ويحلمون بها وسيجعلونها غصة في حلقهم. لذلك فهم يريدون من خلال هذه المجزرة وضع الحركة وجها لوجه امام حقيقة تاريخية، فاما التراجع والقبول بالعبودية والذل والهوان كما كنتم في السابق اوتحسبون حساب للتصفية.
لذا يتطلب من حركة الحرية بشكل عام وحزب الاتحاد الديمقراطي بشكل خاص قراءة هذه المجزرة والمعادلة بشكل صحيح وواقعي وعدم تقييمها على انها حادثة اعتيادية، بل استنتاج العبر والدروس المطلوبة منها، والا فانها ستقع في غفلة كبيرة وتخدع نفسها بشعارات وما شابه ذلك وستكون النتيجة ماساوية وغير جيدة.
ان التحليل الموضوعي لهذه المجزرة ستمنح حزب الاتحاد الديمقراطي في سوريا القدرة على تحويل ذلك الى خطوة وحملة في التحول السياسي والتنظيمي وذلك كارتباط صحيح بهذه الذكرى. لذلك فان المجزرة عند تحليلها يكون قد وضع حزب الاتحاد الديمقراطي امام مهام ووظائف كبيرة لا بد من تحقيقها وهي تتلخص في:
ضرورة تقييم الحزب لبنيته التنظيمية والنضالية من اجل التحول الى حزب محترف متجاوزا الهواتية الموجودة في هذه النواحي. الى جانب هذا تحليل المجزرة من جميع جوانبها العملية والتكنيكية ومنها الوصول الى اسلوب النضال والحركة والتنظيم المناسبين في هذه المرحلة، للتمكن من الرد المطلوب عليها في تصعيد النضال في جميع الساحات وعلى جميع الصعد السياسية والتنظيمية والدبلوماسية والعملياتية، اضافة الى تحليل حقيقة الكادر ومتطلباته التي يمكنه من الرد على مثل هذه المرحلة. فبدون تصقيل شخصية الكادر واستيعابه حجم وبعد المرحلة والتهديدات المحدقة وكيفية التعامل مع الاحداث والتطورات سيبقى منكمشا وواقفا بشكل عاجز تجاه ما يحدث. واذا لم يتم تقييم كل هذه الاوضاع من الناحية التنظيمية والنضالية والسياسية والكادرية بشكل متوافق مع المرحلة لا يمكن الخروج بشكل مظفر نحو المرحلة الجديدة بنجاح.
لذلك فانا على قناعة بان حركة حرية الكرد بشكل عام وحزب الاتحاد الديمقراطي بشكل خاص وارتباطا بذكرى هؤلاء الشهداء الذين سقطوا نتيجة المجزرة الوحشية التي قامت بها قوى الشر والعدوان والظلم والخيانة برد يليق بالشعب الكردستاني عامة وجميع المناصرين للحرية والسلام وذلك باجراء تحول جذري من على جميع الصعد الشخصية والنضالية وسيجعلون من ذلك منعطفا تاريخيا نحو الامام من اجل تحقيق اماني الشهداء والشعب المقدام الذي ضحى ومازال يضحي ولا تخيفه الفواتير من اجل ذلك. لكي يتمكنوا من العيش بشكل حرٍ وابي في نظام عادل ديمقراطي يحقق العدالة والمساواة والانسانية للجميع اسوة بشعوب العالم اجمع.

14122004
زوهات








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. في اليوم العالمي لمناهضة رهاب المثلية.. علم قوس قزح يرفرف فو


.. ليبيا.. المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان تصدر تقريرها حول أوضاع




.. طلاب جامعة السوربون يتظاهرون دعما لفلسطين في يوم النكبة


.. برنامج الأغذية العالمي: توسيع العملية العسكرية في رفح سيكون




.. الأونروا: الرصيف البحري المؤقت لا يمكن أن يكون بديلا للمعابر