الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المعجزة الثانية

حسن إسماعيل

2011 / 11 / 17
المجتمع المدني


أولاً .. نصيحة مش أخوية .. اللي مقراش مقال يسري فودة ( شندلر مصر ) يروح يقراه علشان يكمل وعيه بالحقيقة المـُرة .
والحقيقة المـُرة إن احنا بنعيب على الإخوان والعيب فينا .. ولا لإخواننا عيب سوانا .
لأن الإخوان من سنة 1928 واضحين وضوح الشمس ، وإحنا اللي مش عايزين نحط عنينا في عين الشمس فنتعمي ، فبنتعمي باختيارنا لما نقرر نغمض عنينا .
الإخوان مؤمنين بأن الغاية تبرر الوسيلة ، وإن الضرورات تبيح المحظورات ، وإن جميع الطرق تؤدي إلى روما ، وإن السجادة الحمرا اللي بتوصل للعرش ممكن تكون حمرا من النساجون الشرقيون أو بالكاتشاب الإنساني .

وبرضه تاريخ العسكر واضح من انقلاب 1952 إلى الآن ، وهو إن المخرج مكانه الآمن والطبيعي والصحي الكواليس ، والمسرح مكان الممثلين والأدوار الشرفية وبالذات لو المسرح مسرح عرائس .
وما بين حجري الرحى - الكاب والدقن - ، وبين فكي سمك القرش - البيادة والجلابية - ، وما بين شاطر ومشطور وبينهما طازج ، الحقيقة المـُرة والمفاجأة الحـُرة إن احنا الطازج !
وعلشان منعملش زي الإخوة الروحيين أوي ، نلبس الشيطان كل التهم وكل أفعالنا السودا ، إحنا برضه مسئولين لأن فينا ناس بيحبوا دور الضحية ، بيستلذوا انهم يكونوا لقمة مستساغة ، وبيجيبوا كل التبريرات علشان يشرعوا ويبرهنوا على جمال وبريق وطهارة وقداسة وضعهم كـ " طازج " أو كـ "لقمة مستساغة".

ودول هتلاقيهم بيعيشوا في " جيتوهات " بالكريز حيث الأوطان الموازية لبعض الصوفيين وبعض الأقباط وبعض الأبراج العاجية النخبوية إلى حد النخاع .

وتتضح رويداً رويداً اطراف المعادلة المصرية المليئة بالشيزوفرينيا بالطماطم ، حيث مائدة القمار الوطني بلاعبيه محترفي الغش ، واللعب بالبيضة والحجر والتلات ورقات .
بين طرفي الصراع الحقيقي الآن ، الذي يمتلك القوة والمال والسلاح والتنظيم والتربيطات الدولية ، العسكر من جهة وتيار الإسلام السياسي من جهة أخرى ، في غياب من قصوا شريط الثورة ( الطليعة الثورية ) ، التي خذلها الجميع وخانها من خانها وتم تشويه صورتها وتم سجن بعضها ( علاء عبد الفتاح وأمثاله ) ، وتم تفريق دماءها وصفوفها بين القبائل والائتلافات والتحالفات والنشطاء . وأكل الطعم من أكل ، وأصبح يصرخ في كل مكان " أنا مش قصير ازعة أنا طويل واهبل " ، " أنا الثوري الحقيقي والجميع خونة " ، " العلبة اللي معايا هي اللي فيها الفيل " . وظل البعض الآخر مرابط يحاول أن يجمع الصفوف مرة أخرى ، يحاول أن يجعل رحم ميدان التحرير قابل للولادة الثورية مرة أخرى ، لكن هذه المرة لن تكون بيوتوبيا 25 يناير الولادة الأولى الكاملة المبهرة العفوية حيث موديل المصري الأصيل ، مصر لكل المصريين ، ميدان التحرير لكل التحرريين .

بعد 10 أشهر من الولادة الأولى ، وتقسيم الثوار من خندق واحد إلى خنادق ، وتقسيم الشعب المصري لثوار مشوهين وحزب كنبة يطلب الاستقرار والأمان وعجلة الإنتاج ، وإنقلابيين. أصبحنا في حاجة إلى مخاض مختلف وولادة جديدة وثورة ثانية لا تطلب سقوط مبارك لكن تطلب سقوط نظامه الممتد رافد من جذوره منذ 1952 ورافد آخر منذ 1928 ، وجهي عملة الاستبداد والوصاية .

نحتاج أن نكون صوت لمن لا صوت لهم ، نحتاج أن نتواضع وأن نقدر بعضنا بعض وأن نعطي كل ذي حق حقه ، وأن نتغاضى عن الصغائر فيما بيننا . فمصر هي قضيتنا العظمى . أن نتحد ثانيا ، فالعسكر أمامنا والإسلام السياسي خلفنا .

رغم معرفتي أن هذا المشهد يجعلنا في حاجة إلى معجزة تشابه معجزة 25 يناير . لكن إيماني أن من صنع المعجزة الأولى قادر أن يصنع المعجزة الثانية . فمصر والمصريين والفقراء والمظلومين والمسجونين والمضطهدين والمرضى يراهنون عليكم يا ثوار مصر .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. العالم الليلة | المسمار الأخير في نعش استعادة الأسرى.. أصوات


.. شبكات | طرد جندي إسرائيلي شارك في حرب غزة من اعتصام تضامني ب




.. مع مطالبات الجيش الإسرائيلي سكاناً في رفح بالتوجه إليها. منط


.. لبنان: موجة -عنصرية- ضد اللاجئين السوريين • فرانس 24




.. أزمة المهاجرين في تونس.. بين مخاوف التوطين واحترام حقوق الإن