الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أناديكم ... هل تسمعون !!

نزار حمود
أستاذ جامعي وكاتب

(Nezar Hammoud)

2011 / 11 / 18
المجتمع المدني


أرسلت لصديق ٍ مناضل ٍشيوعي سابق أمضى من عمره نحو عشرة أعوام في سجون الحكم السوري التقدمي الوحدوي التحرري الاشتراكي الحالي. أرسلت له أطلب منه أن يفكر جديا ً بالهجرة لكندا حرصا ً على سلامته وسلامة أسرته الصغيرة وعرضت عليه المسكن وكل متطلبات العيش الكريم حتى يقف على قدميه في بلاد "الغربة". وكان أن أتاني منه الجواب التالي:
عزيزي... أنا مشتاق لك جدا ً وكنت أتمنى أن أكون معك لكني أريدك أن تفهم شيئا ً مهما ً جدا ً بالنسبة لي على الأقل: لقد فكرت مرارا ً وتكرارا ً بعرضك السخي وكنت في كل مرة أخلص إلى نتيجة أننا لا نستطيع أن نهرب من مشاكلنا والمخاطر التي تعترضنا وأن ندعها ببساطة للآخرين. من واجبك أن تعطي إذا كنت َ قادرا ً على العطاء. تستطيع أن تتنحى جانبا ً فقط في حال عدم قدرتك على أن تكون مفيدا ً لأهلك وأولاد بلدك! الناس في سوريا تموت ولكن الكثير منهم يسقط جريحا ً أو معاقا ً. هؤلاء الجرحى والمعاقون قد يموتوا إذا لم تتوافر لهم الرعاية والإمكانيات الطبية اللازمة، وهذا جزء مما أقوم به حاليا ً. إضافة لذلك... عندما بدأت الأمور تتأزم... حاول البعض دعم الأسر المتضررة بالخبز أو المال. هؤلاء الناس اعتقلوا أو قتلوا أو أجبروا على العمل بالخفاء أو للهرب خارج البلاد. لقد بقيت أســـر هؤلاء الأبطال، من بعدهم، في حالة من العوز لكل شيء بدء ً من الوقود حتى الخبز وهم بحاجة لمن يقف معهم. لقد بلغت من العمر عتيا ً ولم يعد بمقدوري أن أقدم أكثر من ذلك! إلا أني وكما ترى... مازال بإمكاني القيام بشيء مفيد. هذه سوريا وهؤلاء أهلنا وهذا مستقبلنا. أسألك يا صديقي أن تشاركني ماأفعل وأن تجمع مايتيسر لك من أموال وترسلها كي نساهم سوية ً في هذا المجهود الوطني. إن الأدوات الطبية خاضعة للرقابة الشديدة في هذه الأيام العصيبة والناس لاتستطيع الذهاب للمستشفيات خوفا ً من الاعتقال أو القتل مما يدفع لتهريب هذه المعدات عبر الحدود بأسعار باهظة. كل هذا بحاجة للمال... للكثير من المال. أرجو أن تأخذ كل ذلك بعين الاعتبار قبل دعوتي إلى كندا وأنا بانتظار أخبارك الطيبة.
لم أرسل لصديقي الجواب على رسالته فورا ً... فقد غلبني الدمع والخجل وأنا أقرأ كلماته. لكني قدرت أن نشرها، مغفلة الاسم، قد يكون مفيدا ً لنا جميعا ً ...ولسوريانا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - حتى الظلام فى بلادى اجمل
عبد الحسن حسين يوسف ( 2011 / 11 / 18 - 07:01 )
هاؤلاء هم الشيوعيين ياصديقى العزيز هم ملح هذه الارض يعتبرهم ريجس دوبريه اشجع من روادالفضاء لان رائد الفضاء عندما تسقط سفينته تسقط امام انظار كل العالم وهو عندما يذهب لديه مهمه علميه مكلف بها ثم ان اغلبهم لديه قناعه بحياة ثانيه قد يعيشها بسعاده اما الشيوعى فقد يموت فى غابه وهو يحضن بندقيته دون ان يعرف رفيقه الذي بجانبه حتى اسمه 0وصديقك الذي امضى احلى سنين عمره فى معتقلات البعث لا يشذ عن قاعدة الشيوعين ويعرض نفسه الى مخاطر ربما اكثر من السجن ولكن لا يستطيع اى ارهاب اقتلاعه من ارضه شكرا ايها المغترب من عراقى يترنم ببيت شعر للسياب حتى الظلام فى بلادى اجمل


2 - تعليق متأخر
فؤاده العراقيه ( 2012 / 1 / 29 - 10:35 )
تحيه طيبه وشكرا لشجاعتك بنشر هذه الرساله الصائبه وكل كلمه قالها صاحبك هي الحق بعينها فما نفعه لبلده ان تركه وهرب من مشاكله , ألانسان الحق يكون موقعه حيث المعاناة به ليعمل ما استطاع للاصلاح فما معنى وجوده وهو ببلد اجنبي لا يستطيع ان يشعر بمعاناته
شكرا لك وللزميل عبد الحسن على تعليقه وفكره الرائع ونعم الشمس في بلادي اجمل والظلام حتى الظلام هو اجمل

اخر الافلام

.. لحظة اعتقال الشرطة الأمريكية طلابا مؤيدين للفلسطينيين في جام


.. مراسل الجزيرة يرصد معاناة النازحين مع ارتفاع درجات الحرارة ف




.. اعتقال مرشحة رئاسية في أميركا لمشاركتها في تظاهرة مؤيدة لغزة


.. بالحبر الجديد | نتنياهو يخشى مذكرة اعتقال بحقه من المحكمة ال




.. فعالية للترفيه عن الأطفال النازحين في رفح