الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حول المؤتمر الوطني الكردي في سورية

خوشناف حمو

2011 / 11 / 19
القضية الكردية


ذكر البعض ، بأن ملاحظاتي حول أجواء ونتائج المؤتمر الوطني الكردي في سوريا لم تتسم بالتفاؤل ، أو أنها سلبية في طريقة التناول، وصدف أن قرأت تعليقا لأحد الإخوة متسائلا عن ماهية صفحة " المؤتمر الوطني الكردي يمثلني " على الفيسبوك وفيما إذا كانت مؤيدة أم مخالفة لتوجهات المؤتمر المذكور ، إذ أنه تحير من توجه هذه الصفحة حسب رأيه أهي مع أو ضد .
ربما يكون الإخوة الأعزاء على حق فيما يذهبون إليه ، إذا أخذنا الأجواء السائدة في التناول النقدي لواقعنا الكردي عموما ، وما رافق انعقاد المؤتمر الوطني الكردي من ظروف خاصة بالاعتبار، ففي تصفح سريع لبعض المقالات الواردة على بعض المواقع الأنترنيتية ، يمكن للمرء أن يتلمس مبلغ الحملة القاسية التي يتعرض لها المؤتمر المذكور من قبل بعض الأقلام الثقافية الكردية المهمة ، في حالة هي نتاج منطقي ارتبط بمفرزات جهود البعث الناجحة طيلة أكثر من أربعين عاما ، في تصفية أي محاولة على الأرض تستهدف خلق حراك جدي من خلال تشجيع الاصطفاف المتناقض للكوادر والقوى الكردية الفاعلة المراهن عليها في عملية الفعل الإيجابي . وبقدر ما كانت الآمال معقودة على الأنتلجنسيا الكردية ، للقيام بدورها المدني النقدي التصويبي الداعم ، للحراك المؤهب للانخراط الكردي المجدي في الحالة الوطنية ، نجد الانزلاق نحو تناول الشأن العام بطريقة عاطفية تنال من مصداقية الفعل العام ، بادية للعيان.
إن تصنيف الأمور ضمن الأسود والأبيض بشكل حصري ، يطرحنا في فضاء الأجواء المثالية ،بحيث يستعصي في سياقها ، استشفاف آليات واقعية لتصاعد الفعل الإيجابي ، وتخلصه من حالة الركود المنضوية في أحشائها المموهة بتراكمات ورواسب المرحلة السابقة ، كل هذا يفسر تحسس بعض الإخوة من تناولي النقدي لبعض الظواهر التي رافقت انعقاد المؤتمر.
لكنني في الواقع لا أهدف إلى إشاعة أجواء معينة تميل إلى اليأس أو التفاؤل ، بقدر ما أسعى إلى نقل صورة شفافة ، عن الأجواء التي أفضت إلى الرؤيا التي سيتم العمل المستقبلي من خلالها ، في محاولة صياغة توصيف واقعي لمجريات هذا الحدث ذو الأهمية الكبيرة بالنسبة لشعبنا الكردي في سوريا ، ومن ثم استعادة الأفكار المطروحة ومحاولة إعادة ترتيبها وتنسيقها ضمن السياق الزمني المنطقي بحيث تقرر انبثاقا حقيقيا للذاكرة .
إننا إزاء حالة تتسم بالجدية البالغة ، فهناك أفكار مطروحة ذات طابع علمي وقانوني مشرعن ، ولكنها طرحت وتم تبنيها في ظروف ذات خصوصية ، وهي بحاجة إلى اختبار عملي في السياق الميداني ، يستهدف اكتساب ضمانات موضوعية تراقبها في العمق .
إن الأفكار والشعارات المتداولة هي بمثابة طروحات نظرية تستمد مصداقيتها من قوانين وتشريعات دولية سائدة ، وهي بحاجة لاختبارات عملية على الأرض لتدعم فكرة طرحها النظري ، وتؤكد على مصداقية الطرح ذاته ضمن عاملي الزمان والمكان ، فاليقين الجوهري الجدلي الثنائي في عدم توقع عقلية صادرة من الفراغ أو اختبار تجريبي مفكك ، لا يستطيع أن يعبر عن نفسه ، إلا بالوقوف في محور الحالة ، حيث يتحدد العقل العارف الواعي بالموضوع المعين لمعرفته، ففي هذا العقل المحوري على وجه التحديد تجد جدلية العقل والتحديد فعاليتها .
وثمة في الجانب الآخر من يدعو الآن إلى ترتيب صور جميلة زاهية مباشرة ، تهدف إلى تكوين انطباع مغرق في التفاؤل ، والحال فإن مخاطر الوقوع في فخ الحسية المباشرة يبدو شاخصا للعيان ، وهي بهذا تغري بتجنب الالتزام بتجربة موضوعية ، مما يفقدنا كل تمكن من تأدية حساب عن طريق الفكر العلمي الحديث .
إن استهداف الغموض الذي طالما انطوى على السلوك المريض لأحزابنا ( التي لم ينقذها من أزمتها سوى هذه الثورة المباركة) ، والمطالبة بالشفافية في تعاملها مع الشارع ، بل والمطالبة بالتوقف جديا أمام الأخطاء ( المتعمدة وغير المتعمدة ) المرافقة لعملية انعقاد المؤتمر ، والإلحاح على تجاوز ما يمكن منها ، هي مسؤولية الشارع الكردي الذي أثبت وعيا ملحوظا في التعبير عن رؤيته العميقة لمستجدات الأحداث ،وفرض وجوده في هيئات ولجان المؤتمر الذي نعول عليه الكثير ، ليس بوصفه اصطفافا انعزاليا لأغلبية الأحزاب الكردية الموجودة على الساحة بل بوصفه معبرا عن إرادة عموم الشارع الكردي في تكريس مركز للقرار الكردي المعبر عن إرادة السواد الأعظم من الشعب الكردي في سوريا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اعتقال أكثر من 1300 شخص في الاحتجاجات المناصرة لغزة في عموم 


.. العالم الليلة | الآلاف يتظاهرون في جورجيا ضد مشروع قانون -ال




.. اعتقال طالبة أمريكية قيدت نفسها بسلاسل دعما لغزة في جامعة ني


.. العالم الليلة | الأغذية العالمي: 5 بالمئة من السودانيين فقط




.. خالد أبو بكر يرد على مقال بـ -فورين بوليسي-يتهم مصر بالتضييق