الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


زوجُكِ هو إبنك زوجتُكَ هي أمُك

محمد ماجد ديُوب

2011 / 11 / 21
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


في تعليق له على مقالي المعنون ب : جاذبية المرأة وجاذبية الأرض قال الأخ الذي يلقب نفسه ب : نور الحرية قال بالحرف :صعب صعب ماتقوله غير أنه الحقيقة

هذا التعليق الواضح والصريح يقول أن الإنسان الشرقي يجد صعوبة في تقبل الحقيقة عارية ولكن هل نملك شيئاً غير قول الحقيقة ؟ فإن قبلناها كما هي فُتحت في وجهنا بوابات التقدم على كل الصعد وإن لم نقبلها فتلك لعمري هي المشكلة الكبرى التي مازال يعاني منها هذا العقل الشرقي مع ملاحظة أن عدم تقبلنا لها لايعني البتة أنها غير موجودة فإنكارنا أن الشمس ثابتة لايغيرشيئاً من حقيقة كونها ثابتة

إن عدم قبول العقل الشرقي للحقيقة عارية سببه خوف غريزي تربى عليه هذا العقل وتم زرعه بقسوة ووحشية في لاوعيه بسبب الهيمنة والسطوة الهائلتين للفكر الديني الغيبي لإنسان الصراء الذي يبت دائما على خوف من المستقبل فالصحراء لم تعط الأمان يوماً لساكنيها ولاعجب أن ترى الديانات المسماة سماوية كلها ديانات ولدت وترعرعت في بيئة رعوية صحراوية بدءاً من إبراهيم الخليل وحى الإسلام وكون المسيحية نشأت في بيئة رهوية غير صحراوية لايشكل لها ميزة عن سواها إذ أن الأساس هو البيئة الرعوية لكنها منحت الأمان للإنسان أكثر من اليهودية والإسلام بسبب كون البئية الرعوية غير الصحراوية فيها أمان للراعي لاتوفره البئية الرعوية الصحراوية

عدم الأمان هذا يجعل العقل يتعلق دائماً بالغيبي الذي يوفر له أماناً لم يعرفه من قبل ولذلك يجد أنه من الصعب جداً التخلي عن هذا الأمان الذي يوفره الفكر الغيبي ويدفعه خوفه من إنكشاف الحقيقة أمامه إلى رفضها أو التحايل عليها بردها إلى القوى الغيبية وما لم يفعل ذلك فإنه سينهار تماماً أمام أية حقيقة عارية

من هنا كان كل شيء لديه ويعتبره ملكاً خاصاً له لايسمح لغيره بالإطلاع عليه أو الإقتراب منه كما هو الحال مع المرأة عليه أن يخفيه ولايسمح لأحد بالإطلاع عليه أو الإقتراب منه فحقيقته وحقيقة المرأة يجب أن تبقيان له وحده ودون أن يراهما كحقيقتين عاريتين حتى أمام مرآة نفسه في غرفة مغلقة عليه

كثيراً ما أورد في مقالاتي المتنوعة جملاً أقصد من تمريرها دفع القارىء إلى تحريك الساكن في لاوعيه ودفع وعيه إلى التحرك ويكفيه من حيث المبدأ أن يتحرك
في مقال لي عن جاذبية المرأة وجاذبية الأرض أوردت أن عملية الجماع هي في عمقها رغبة دفينة من الرجل والمرأة في عودة غير ممكنة إلى الرحم

إن عملية الجماع لو تم تحليلها بالرجوع إلى مخزونات اللاوعي لوجدناها عملية يراد منها إعادة كل شيء إلى ما قبل الولادة فالرجل الذي كبر ولم يعد يستطيع العودة إلى رحم أمه يعود من خلال مجامعته مع الهدف البديل والذي هو في هذه الحالة الأنثى التي تشاركه العملية وبدلاً من عودته يتم التعويض عليه بمتعة النشوة التي يرافقها زرع لبذوره ليتم خلق حياة جديدة هي تعويض عن حياته هو التي يعرف أنها لن تستمر

كذلك هو الحال مع الأنثى فهي بمعرفتها أنها لن تسيطيع إعادة ولدها إلى رحمها تقوم بالتعويض عن ذلك بقبول الجماع كونه يمثل بالإضافة لمتعتها الجسدية متعة عودة بديل آخر لإبنها وهو مايزرعه الرجل في رحما من هدف بديل عن إبنها الذي تريد عودته إليها فعملية الولادة قد ترى فيها المرأة تحطيم لإتحاد قائم بينها وبين جنيها ولمن يستطيع الملاحظة فإن يلاحظ بسهولة سعادة المرأة الحامل التي لاتوصف عندما تعرف أنها حامل وكذلك الرجل فإن العقم هو الأمر الأشد إيلاماً لكليهما الرجل والأنثى
وهنا تفسر هذه الآلام من موجود العقم لكليهما على أنه للرجل نقص في رجولته وللمرأة هو نقص في أنثويتها ولكن من وجهة نظري هذا التفسير هو تفسير قاصر ولايمت للحقيقة بصلة فحقيقة الأمر هي أن الإثنين كليها في لاوعيها تمثل عملية العقم لهما خسارة الهدف من عملية الجماع الي هو رغبة الرجل في عودته إلى رحم أمه أولاً وعدم قدرته على تحقيق الهدف البديل الذي هو زرع بذرة في هذا الرحم بديلاً عن عودته هو غير الممكنة والذي يمثل ( العقم) بالنسبة للمرأة عدم تحقيق الهدف البديل عن عودة ولدها إلى رحمها بإنتاج جنين غيره

أنت في جماعك مع الأنثى عليك أن تعرف أنك تريد في لاوعيك العودة إلى رحم أمك التي هي زوجك أو الأنثى التي تريد الإنجاب منها وعليها أن تعرف (الأنثى) أن هذه العملية في لاوعيها تمثل رغبتها في إعادة ولدها إلى رحمها لتعود حالة الإتحاد معه والتي كانت قبل ولادته .حالة الإتحاد هذه والتي أظن أنها كانت هي الحالة السائدة قبل الإنفصال وبدء عملية التكاثر الجنسي الذي عرفته البشرية في مراحل متأخرة من تطورها

علينا أن نختبر مشاعرنا ونقبل بنتائج هذا الإختبار إن كنا نستطيع قبول الحقيقة هذه المشاعر التي لو إختبرناها بصدق ودون زيف لوجدنا أن الوحد منا يرى في زوجته أمه بكل تفصيلاتها والأنثى ترى في زوجها أباها في كل تفصيلاته

ولاعجب إذا رأينا أن الوالدين اللذين يحققان للأولادهما إشباعاً عاطفياً الرجل لبناته والأم لصبيانها عن طريق الملامسة الجسدية والمسح على الرأس والتقبيل على الرأس والخد أقول لاعجب إن رأينا أن هؤلاد الأولاد هم الأكثر بعداً عما نسميه في مجتمعاتنا الشذوذ وهو الأكثر تمسكاً بمعاني الشرف التي نعرفها عند كلا الجنسين وليس عند طرف واحد فقط هذا الإشباع العاطفي المترافق مع تسامح ومنح ثقة ودرجات حرية أكبر في علاقاتهم وطرقة حياتهم باتأكيد سينتج جيلاً وأجيالاً من البشر الذي يكونون على بعد كبير وهائل من أمراض مجتمعاتنا الشرقية الأخلاقية وستتطلق قدراتهم العقلية بشكل أكبر

إن حقيقة العمل الجنس والحديث فيه هو من وجهة نظر المتدين أمر مرفوض لأنه يجعله عارياً أمام نفسه

إن المجتمعات الإسلامية المتشددة وعلينا الإعتراف بذلك وبكل جرأة هي المجتمعات التي يكثر فيها الشذوذ الجنسي وتكثر فيها العلاقات خارج إطار الزوجية لكلا الزوجين والسبب يعود إلى أن الطفل أو الطفلة غير المشبعين عاطفياً في طفولتهما سيظلان يبحثان عن هذا الإشباع في كبرهماولايستطيع الحجب والمنع والتخويف من أفاعي القبر وجنهم الآخرة مهما بلغت حدتها أن تحرف أياً منهما عنى محاولة البحث بإستمرار عن إشباع لهذا الفراغ العاطفي الذي نخلقه بأيدينا في نفوس من نربي
بسبب أخذنا بالفكر الديني القائم على الفصل المرعب بين الجنسين تربوياً فمن الملاحظ أنه في المدارس المختلطة تنعدم المشاكل الأخلاقية بينما هي على أشدها في مدارس الفصل العنصري بين الذكور والإناث

كما أننا نظن وببلاهة شدديةوبغباء أشد أن الحجاب أو النقاب يجعلنا ننام مطمئنين على إناثنا المحجبات أو المنقبات مع العلم ان هذا الحجاب أو النقاب لو كنا نفهم وندقق لوجدنا أنه معاة لعدم الإطئمان أكثر من سواه ولنقل الحقيقة ودون مواربة لكل هؤلاء المتشدقين بالشرف الحجابي أو انقابي لو كانت زوجته المنقبة في بيت صديقة وهو عنده هل يعرف هذا المدعي أنها زوجته ؟؟ أم أنها تفعل ماتريد وتخرج أمام عينيه ؟؟

إن المصيبة الكبرى هي أن هذا الشرقي الأبله يظن بلهه ذكاءاً وغباءه عبقرية والسبب في ذلك هو إستمراره على رفض تقبل الحقيقة
فمثلاً عندما نقول أن أوديب هو ليس عقدة نفسية أسطورية بل هو حقيقة كانت أمراً واقعاً وبقيت في لاوعينا بعد تدخل الديانات المسخ والتي مسخت عقولنا وحدت من قدرتنا على التفكير وأن الرجل عنما يضاجع أنثى فإنما هو في الحقيقة يرى فيها أمه وهي ترى فيه إبنها وكذلك هي إلكترا التي ترى في زوجها أباها
إن هذا الشرقي يهمه أمر واحد فقط هو أن لايعرف هو بالأمر

إن شبق الرجل الشرقي عامة والمسلم خاصة وكذلك شبق الأنثى هو حالة فرضتها التربية التي لاتحقق إشباعاً عاطفياً لكلا الجنسين وعندها لاالدين وتحذيراته ولاالحجاب أو النقاب يستطيعون فعل شيء أمام حاجة لم تشبع مهما كذبنا على أنفسنا وعلينا أن نعلم الحقيقة المرة هي أن من لايجد أمه ومن لاتجد أباهاحاضنها وهي صغيرة بديل إبنها حاضنها وهي هرمة فلن يكون في حياتهما غير الفراغ والهوة النفسية غير المشبعة وسيمضي حياته (حياتها) بحثاً عن إشباعها

علينا الإنتباه زوجتك هي أمك وزوجك هو إبنك










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - رائع
فرح نادر ( 2011 / 11 / 22 - 06:35 )
صباح الخير

لا مجال للخلاف معك

أود أن أذكر أن أهمية الأم في حياة الأبناء
أكبر من أهمية الأب

إن أغلب الاضطرابات النفسية تنتج
بسبب غياب حنان الأم
أو وجود أم قاسية خالية من الحنان
في حياة الأبناء

لا أقلل من شأن دور الأب
ولكن حسب ملاحظتي
أن غياب الأب لا يسبب إشكالاً
إن كانت الأم مفعمة بالحنان وحازمة بنفس الوقت

صحّح لي رأيي إن كنت لا تتفق معي

شكرًا


2 - الأخت فرح
محمد ماجد ديُوب ( 2011 / 11 / 22 - 09:52 )
يسعد صباحك
نعم دور الأم هو كما قلت بالضبط ولكن تبادل الأدوار هو ضروري لأن الأم لايمكنها تلبية حاجة الأنثى العاطفية التي هي من شأن الأب
ولكن في النهاية حضور الأبوين معاً في المنزل والتفاهم والمحبة اللذان يسودان أجواء البيت هما الكفيلان بجعل التنشئة على قدر عال من الصحة بكل جوانبها
فلو لاحظت أن عمل الأم في الغرب ومشاركة الرجل لها في تحمل العبء التربوي يجعل الإشباع العاطفي في مراحله المتقدمة لجهة الصحة النفسية للأولاد بشكل عام ولكن الرجل الشرقي أضاف لأحمال المرأة حملاً جديداً هو العمل خارج البيت وبذلك خلقنا مشكلة مزدوجة لها وللأولاد وهذه إحدى أهم مشاكل التطور الأعرج الذي بدأ في بلادنا
لك تحيتي

اخر الافلام

.. شاهد.. إماراتي يسبح مع مئات الفقمات وسط البحر بجنوب إفريقيا


.. الأمن العام الأردني يعلن ضبط متفجرات داخل منزل قرب العاصمة ع




.. انتظار لقرار البرلمان الإثيوبي الموافقة على دخول الاستثمارات


.. وول ستريت جورنال: نفاد خيارات الولايات المتحدة في حرب غزة




.. كيف هو حال مستشفيات شمال قطاع غزة؟