الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفاتيكان .. تاريخ باباوى ... دموى ومأساوى

أحمد عفيفى

2011 / 11 / 23
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


الفاتيكان ...
ذلك التاريخ البابوى، الممزوج بالخيانة والنفوذ والجشع والقتل تحت راية المسيح، خلال ألفى عام من ظهور أكبر طائفة دينية فى العالم، أثبت باباوات كثيرون أنهم لا يصلحون مندوبون للرب على الأرض، مئات السنين يحكمون العالم من روما بطرق بعيدة للغاية عن تعاليم المسيحية، والبابا هو سيد الفاتيكان، أكبر مؤسسة مليئة بالغموض على وجه الأرض.
ماذا كان يحدث وراء كواليس التاريخ ؟
كيف استطاعت الديانة المسيحية الصعود من الدولة الرومانية إلى دين عالمى ؟
يسوع الناصرى، من أجل غفران الخطايا، ضحى بحياته وأضطُهد وأُهين ومات على الصليب، حقيقة أم أسطورة ؟
وصايا النجار من مدينة الخليل، هى تحاشى العنف وحب الجار والإنسانية والتسامح، ولكن تاريخ المسيحية ملىء بالعنف والحقد والتعصب والكراهية.
يسوع كان مختلف التفكير، ولهذا اضطُهد وقُتل، والحكم الكنسي السلطوى ورغبته الشمولية خلف ضحايا لا حصر لها.
يسوع عاش حياة متواضعة كان لا يملك جيشاً ولا أسلحة، رسالته كانت المحبة والسلام، والكنيسة قادت حروب دينية باسمه ولم تسمح لأحد بالاعتراض ومن اعترض استخدمت التعذيب والقتل والتآمر، ومن أجل أن تكون الديانة المسيحية ديانة عالمية أباحت الكنيسة كل الوسائل.
كيف حدث هذا ؟
ما هى الأسباب التي أدت إلى الرجوع عن تعاليم المسيح ؟
هل تعلمت الكنيسة من ماضيها ؟
الإجابات موجودة فى المدينة المقدسة، مخبئة وراء جدران الفاتيكان، معقل القوة الكاثوليكية، كنيسة القديس بطرس، ذلك الصرح الهائل، فخر الديانة المسيحية.

منذ القرن الرابع عشر الميلادى والكنيسة الفنية المزخرفة مقر البابوية ومذبحها بمظلته البرونزية الذى يمتد أمامه مباشرة مدخل قبر القديس بطرس، يسكن الأب المقدس " البابا " قصراً منيفا مؤلف من ألف وأربعمائة حجرة، وسيداً لأكثر من أربعة ألاف أسقف، حكم الباباوات يمتد لأكثر من ألف وسبعمائة عاما مضت ولكن قلة منهم فقط التي عملت بالتعاليم.
نشأة الديانة المسيحية نفسها استندت على أسطورة، وهى انه بعد 60 عاما من ميلاد المسيح، كون المسيحيين الأوائل أنفسهم فى الخفاء، فقد كانت الدولة الرومانية تلاحقهم بلا رحمة، فديانتهم غريبة وترى على أنها خرافة ممنوعة، وكان بإمكانهم العبادة فى الخفاء فقط، وفى هذا الزمان فى روما، تواجد تلميذ يسوع الحقيقى، بطرس الصخرة، أول أسقف للكنيسة الكاثوليكية، ومن المدهش أن اسمه لم يظهر فى أى سجل إدارى للدولة الرومانية القديمة، حتى الأناجيل نفسها لا تصفه على أية حال بأنه رجل يصلح للحكم أو للقيادة ، بل بكونه رجل ضعيف الإيمان!
هل كان حقا بطرس فى روما ؟
هل قاد فصائل التمرد للمسيحيين الأوائل ؟
اذا كان بطرس فعلا فى روما، وتواجد مع هؤلاء المسيحيين الأوائل وعمل معهم، لا نستطيع القول بأنه قدم نفسه كزعيم روحى، لقد كان صيادا، وكان لا يعرف شيئا، هناك كان التحدث باللاتينية، وهو كان لا يتحدث كلمة لاتينية واحدة، واذا كان قد قدم نفسه ليصبح أول بابا، وعلمه بأن هذا سوف يصير شيئا عظيماً، كل هذا هراء، والكنيسة تعيش من مثل تلك الأساطير والإيمان بها.
حريق روما 19 يوليو عام 64 للميلاد، إحدى هذه الأساطير، لهيب نار زاحف دمر جزءًا كبيراً من المدينة، شائعات قالت بأن القيصر نيرون هو من أشعل بنفسه هذا الحريق، أما الحقيقة فهى أن نيرون كان على بعد 50 كيلومترا فى مدينة انسيوم مسقط رأسه.
والطائفة المسيحية وبطرس فى مأزق، وتحت تأثير مستشاريه ، جاء نيرون بضربة ضد المسيحيين وحدثت مذابح شنيعة واعتقالات ومحاكمات صورية وأحكام بالإعدام والتهمة هى إشعال حريق، وطبقا لرأى التاريخ الكاثوليكى تم أيضا اعتقال بطرس على يد الحاكم نيرون والموت ينتظره، مثل معلمه، وينبغى أن تكون نهاية بطرس على الصليب ولكن الحوارى صنع معجزة طبقا للأسطورة وحول رأسه إلى الأسفل على الصليب وفى نفس الليلة أخذه أتباعه من على الصليب ووضعوه فى جدار بالقرب من سيرك مكسيموس وهو المكان الذى توجد فيه قبة كاتدرائية بطرس، والعبارة التاريخية التى من المفروض أن يسوع قالها لبطرس " أنت بطرس وعلى هذه الصخرة سوف أبنى كنيستي ". هل تحققت نبوءة يسوع فى النهاية بهذة الطريقة المروعة ؟
ووقوع بطرس المسكين وأتباعه فى يد أسوأ قيصر رومانى وهو نيرون, كل هذا مختلق، فلا توجد هناك اى ادلة حقيقية، وواحدُ منهم والمتحدث باسمهم أو الذى يقودهم أو كبير القساوسة أو كيفما يطلقون عليه يزعم بأن بطرس تم صلبه ورأسه إلى إلاسفل محض خرافة خالصة، بل والأعجب عندما يقول الباباوات إن بطرس موجود هنا بالضبط فى المكان الذى يوجد به الفاتيكان اليوم طبعا وهناك تحت كنيسة بطرس نحتاج فقط إلى الحفر لنجد عظام هذا الصياد الذى أتى من الجليل.

فى خلال مئتى عام بعد موت بطرس ازداد تعداد الطائفة المسيحية بقوة ولكنهم كانوا لا يستطيعون ممارسة عبادتهم بحرية بعد ، وفى 28 أكتوبر عام 312 ميلادية ظهر رجل على مسرح الأحداث ذو أهمية كبرى للديانة المسيحية " قسطنطين" مرشح التاج القيصرى ، وعدوه ماكسيتيوس يتفوق عليه بعدد فيالقه ولكن قبل بدء المعركة بيوم ظهرت لقسطنطين رؤية كما تقول الخرافة؛ فعندما كان يصلى لإله الشمس " زال " من أجل مساعدته فجأة رأى علامة الصليب مضيئة امامه وصوت قال له بهذا الرمز ستنتصر، قسطنطين تمسك بها كمن يتمسك بقشة وأعطى لجنوده الأوامر بتغيير علامة الصقر إلى علامة الصليب وزيادة فى الدهاء علم قسطنطين إن فى الطرفين جنودا اعتنقوا المسيحية وظهور الصليب سوف يضعف من قوة العدو، وعند جسر " ملفيا " شمال روما دارت المعركة الفاصلة والقوات التي تحت راية المخلص انتصرت وقسطنطين حضر لخصمه هزيمة وإبادة جماعية، هل هذه علامة إلهية ؟ قوات ماكسينتيوس كانت تقاتل وظهرها لنهر التايبر وليس بامكانهم الإنسحاب، إنه خطأ استراتيجى فادح والذى استغله قسطنطين العسكرى المتمرس بدون رحمة، ومازالت الكنيسة الكاثوليكية تتباهى بهذا النصر الدموى وتسميه الفتح القسطنطينى، فهو الذى ساعد على انتشار المسيحية بالسيف ، إنه البداية لحلف مدمر بين العرش والكنيسة ، وبعد أشهر سمح قسطنطين بحرية العبادة للمسيحيين والديانات الأخرى، كما أمر باتخاذ الاحد عطلة للعبادة والصليب رمزاً للمسيحية، وأصبح أخيرا باستطاعة المسيحيين أن يتركوا عبادتهم فى الخفاء ويمارسونها فى العلن.
هل قسطنطين هو المؤسس الحقيقى للمسيحية ؟ ولماذا فعل ذلك ؟
يتبع ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - سؤال صغير
zoma ( 2011 / 11 / 23 - 17:55 )
تفتكر ايه سبب تمسك المسيحيين بالمسيحيه 300 سنه قبل قسطنطين
ليه استحملوا الضرب و العذاب و القتل
اذا كان قسطنطين هو من صنع المسيحيه
فكيف تفسر صمود الفكر المسيحي امام الاضطهاد
لماذا يفقد انسان حياته من اجل عقيده لم تؤسس بعد علي حد قولك
ان قسطنطين لم يكن الا اداه لانهاء العذاب الذي تعرض له المسيحيون الاوائل

اما الحروب الكاثوليكيه فبعضها كان عدواني و دموي لاغراض استعماريه و هذا لا يختلف عليه اثنين
ولكن بعضها كان دفاعا عن الارض و العرض
مثل معركه بلاط الشهداء او طرد المستعمر المسلم من اسبانيا في حروب الاسترداد


2 - zoma
أحمد عفيفى ( 2011 / 11 / 23 - 20:41 )
الوازع الدينى وازع قوى
محفور حتى فى نفسية الإنسان البدائى
والإنسان دائما فى حاجة لقوة عليا
يستمد منها قوة روحانية وعزاء

وشكرا للغتك الطيبة
وسلام عليك :)


3 - الأخوة المسيحيون
أحمد عفيفى ( 2011 / 11 / 24 - 03:17 )
رجاء التجرد عند القراءة
فالمكتوب تاريخ موثق
وليس محض إفتراء
ومن تؤلمه مقالاتى
عليه ببساطة
ألا يقرأها

وأشكر كل من سيتفهم
وسلام عليه


4 - دموية الفاتيكان
إيليا سعادة ( 2011 / 11 / 24 - 10:55 )
الكل يعرف تاريخ الفاتيكان ولا يخلو من دمويته
الفاتيكان تعلم من التاريخ وصار الراعي الرسمي
الديني للسلام العالمي والمحبة
فهل تعلم المسلمون ومشائخهم من التاريخ؟
الا نجد لحد اليوم مسلسلات تاريخية تقدس شخصيات
مجرمة في الاسلام كخالد بن الوليد؟


5 - إيليا
أحمد عفيفى ( 2011 / 11 / 24 - 11:41 )
أشكرك على التعليق
واللغة المحايدة
والمسلمون لا يتعلمون
والمقالات تحت عنوان تاريخ الفاتيكان
وليس حاضره :)

وسلام عليك


6 - الصليب هو من يحمل معنى الاجرام اليوم وامس
سلامة شومان ( 2011 / 11 / 24 - 22:02 )
بعد اذن الاستاذ احمد
الاساتذة الافاضل زوما -ايليا
السؤال الصغير اجابته انه لاتوجد فى الاصل مسيحية وانما توحيد كما جاء به المسيح لذلك كان قسطنطين وثنيا فكانت الوثنية فى المسيحية وليس التوحيد

خالد بن الوليد لم يكن مجرما بل كان مجاهدا وفاتحا ومقاتلامن يعبد غير الله
واعتقد ان الصليب هو من يحمل معنى الاجرام الحقيقى بالامس واليوم
والدليل هو الواقع الان

اخر الافلام

.. 174-Al-Baqarah


.. 176--Al-Baqarah




.. 177-Al-Baqarah


.. 178--Al-Baqarah




.. 170-Al-Baqarah