الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قِصة إستشهاد عادل القوال ومناضل عبد العال

كفاح جمعة كنجي

2011 / 11 / 24
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية



في لالش معبد الايزيديين الاول صيف عام 1977، كان شاب مليء بالحيوية من باعذرة قد إلتحمت اكتافه بشدة بالغة وتماسكت يَداه بحرارة صادقة مع أصدقائه وهم يدبكون دَبكة شيخاني(ديلاني) المشهوره، ولِشدة وسُرعة حركات الدبكة تِلك، خاطبَ أحد المتفرجين من الشيوخ بعد ان وضع كفه على كتف الراقص وبلغته الكوردية ذات اللكنة الأيزيدية: إنك كمنْ ينطلق الى جزيرة الحرية !! ذلك الشاب المنطلق الى جزيرة الحرية كان (عادل حجي قوال). توطدت علاقتنا لاحقاً في مدينة الموصل حيث كان يواصل دراسته في جامعتها/ كلية العلوم.
لاحقته أجهزة القمع كثيراً. ويروي رفيقه و صديقه وابن عمته الدكتور (جمال عبدالله): في احدى استدعاءات أجهزة الأمن طَلبوا من (عادل) إبلاغهم عن أي منشور او جريدة للحزب الشيوعي، وبعد لقائي به شرح لي ماجرى معه في التحقيق ، فقلت له والعمل ؟ وما كان من (عادل) إلا أن أخرج من جيبه جريدة (طريق الشعب) ذات الحجم الصغير، قائلاً: خذ اقرأ هذا آخر منشور!!!.
عام 1982 التحق (عادل) بمفارز الأنصار وتسمى من ذلك الوقت بـ(أمين). إذ قرب مدينته (باعذرة) من الجبل سهل له أمر الالتحاق. ومنذ ذلك الوقت كان (أمين) أميناً لنفسه ولرفاقه وللقيم والأفكار التي آمن بها، إذ سريعاً ما لفت انتباه رفاقه الذين وضعوه آمراً لفصيل في السرية الثانية التابعة للفوج الأول (بادينان)، ليُعرف لاحقاً في منطقة عمل السرية أنه أحد الكوادر العسكرية للأنصار، الأمر الذي عرض أهله وأصدقائه في المدينة إلى المتابعة والسؤال والمضايقات الكثيرة.
صيف 1985 أجبرهُ المرض مابين حزيران وتموز على المكوث لِاسابيع في قاعدة (مراني) مقر الفوج الاول. وبعد شفائه عاد للمفرزة من جديد. بعد عودة (أمين) انقسمت السرية إلى مجموعتين وهي تحضّر لعمل كبير للإيقاع بإحدى مفارز الاستخبارات التي كانت تصول وتجول على القرى المتهمة بالتعاون معنا. وكان ذلك العمل يتطلب استطلاعات موسعة ودقيقة ومن مكانين مختلفين. كانت المجموعة الأولى بقيادة (أمين) مهمتها بين (باعذرة) وقرية (إيسيان) والثانية كانت تنطلق من (كلي خنس) الكائن على مشارف مناطق تواجد القرى العربية. كدأبه حين يكلف بعمل يستغرقه تماماً، الأمر الذي جعل زياراته تتكرر على قرية (مله جبرا) القريبة من ناحية (باعذرة) وكان له هناك أصدقاء يمدونه بالمعلومات. موقع هذه القرية على تلة ترابية غير عالية لكنها ملساء تماماً من الأشجار والأحراش، يجعلها تشرف مباشرة على ناحية (باعذرة) ومن جهة أخرى تشرف على مدخل (كلي ديركي)، هذا الممر الضيق والوعر والذي تجتازه مفارز الأنصار في كل مرة تريد الوصول إلى القرى والبلدات التابعة لقضاء الشيخان والتي منها ناحية (باعذرة).
كان (مناضل عبد العال) الرسام ابن الناصرية الذي اختار لنفسه اسم أخيه الأصغر (مؤيد) تيمناً وتذكاراً دائماً له بعائلته، ضمن مجموعة أمين. ارتأى (أمين) في عصرية ذلك اليوم 15/ 8/ 1985 أن يزور مرة أخرى قرية (مله جبرا)، للاستزادة من المعلومات حول مهمته، ولعله كان مرتبطاً بموعد ما هناك. وعلى عادته أطال المراقبة عبر الناظور العسكري من مدخل (كلي ديركي) لقرية (مله جبرا) ولمدخل ناحية (باعذرة) ورأى أن مفرزة الاستخبارات قد دخلت القرية وتوزعت على أطرافها. تريث وهو يواصل المراقبة حتى خروج المفرزة من القرية، أو هكذا بدا له، لأنه شاهد سيارات المفرزة وقد نزلت ومعها عناصرها وتوجهت إلى ناحية (باعذرة). لكنه لم يعرف بعد أن المفرزة الاستخبارية لم تخرج كلها من القرية، بل أرسلوا قسماً من عناصرهم للتمويه مع السيارات، لتوِّهِم من يراقب وهي متأكدة من أن هناك من يراقب. كانت اللعبة مكشوفة بيننا وبينهم.. نعرف أساليبهم ويعرفون أساليبنا، لهذا نحاول ويحاولون في كل مرة صنع المفاجأت، لكن تبقى القوى والأمكانيات لم تكن متكافئة بيننا. هنا اطمأن (أمين) أن القرية أصبحت مؤمنة لدخوله.. ولا أحد يعرف لماذا قرر تقسيم مجموعته إلى مجموعتين واحدة أرسلها إلى خلف كلي ديركي إلى قرية (بالاته) واصطحب معه اثنين فقط، هما (مؤيد) و(أبو علي) وهو (حسين علي) خريج دار المعلمين من سكنة (بحزاني) والذي غُيّبَ لاحقاً في عمليات الأنفال.
وقبل الوصول الى القرية التقت المجموعة بمجاميع من شباب القرية كانوا هاربين من مفرزة الاستخبارات وهؤلاء أخبروا (أمين) أن مفرزة الاستخبارت لم تزل في القرية، لكنها نقطة ضعف (أمين) المعروفة الاستهانة بالأخطار وعدم أخذ مخاوف على الأخص الفلاحين على محمل الجد، اعتاد على الدوام أن يستمع للمعلومات لكنه يشذب منها الكثير لنفسه مقتنعاً أن الفلاحين عادة ما يبالغون في معلوماتهم.. وهذه النقطة في تلك الأمسية كانت هي السبب لما حصل. لم يصدق أولئك الشباب وواصل طريقه إلى القرية. وأثناء تسلقه هو ورفيقاه تلك التلة الترابية الملساء والحادة الصعود نسبياً، فُتحت عليهم النيران وبكثافة شديدة ومن أماكن مختلفة. أصابت الرشقات الأولى (مؤيد) بجروح بالغة ولشدتها تسببت وفق روايات الفلاحين بخروج جزء من أحشائه خارج البطن، وكُسرت يد (أمين اليسرى) بإحدى الإطلاقات، أما (أبو علي) الذي كان يسير خلفهم، فنجا من الرشقة الأولى واحتمى خلف نتوء ترابي على التلة وظل هناك لحين هبوط الظلام وانتهاء الرمي. في كل الأحوال أن القتال الجبلي يمنح ميزة وقوة لمن يكون فوق.. لهذا كانت الغلبة والسيطرة لهم. ظل الثلاثة على الأرض لحين هبوط الظلام، إذ تمكن (أمين) من الزحف باتجاه مؤيد وسحبه إلى منطقة المزارع الصيفية الكائنة أسفل التل على ضفاف نهير صغير قادم من (كلي ديركي). كان جرح (مؤيد) بليغاً وحركته منعدمة تماماً الأمر الذي لم يساعد (أمين) المجروح هو الآخر من سحبه إلى أبعد من ذلك المحل، لكنه قرر مع هذا البقاء مع رفيقه وعدم تركه وحيداً. جلب له بعض الخضروات من المزارع وتقاسم معه آخر رغيف خبز لهما. أما (أبو علي) ففقد الاتصال معهم تماماً منذ خفوت الرمي واستطاع الجري بسرعة ووصل إلى سفح الجبل، معتقداً أن رفيقيه كذلك جريا ووصلا إلى السفح. لم يكن يعرف أنهما جرحا ولبثا أسفل التلة. الأمر الذي دفعه وبعد تكاثف الظلام أن يبحث عنهما في القرى الأخرى المجاورة (كابارا)، (خورزان)، (كرساف) علهما وصلا إلى هناك. ولما لم يجدهما في أي من تلك القرى، قرر العودة إلى مدخل الكلي، ولحين إنجلاء الصباح بحث عنهما في كل مكان باستثناء المكان الوحيد الذي لم يتوقع أنهما ما زالا فيه أسفل التلة وعلى مرمى من المفرزة الاستخباراية.
وفي الصباح وصلت مجاميع أخرى من مرتزقة مفارز الاستخبارات إلى القرية وكان عددهم يفوق المائة، وبدأوا بالنزول من التل متتبعين آثار الدماء التي نزفت من (مؤيد) و(أمين). كان (أمين) وهو بين سيقان وأحراش تلك المزارع يتابع بحثهم واقترابهم الحذر وهم يتتبعون مسرى الدماء. قرر عندها أن لا يترك رفيقه يقع بأيديهم.. أما النجاة معاً أو الموت معاً. لقد استعد للمواجهة بما تبقى لديه من قوة وبعض العتاد.. وكانت معركة الناظر إليها من بعد يظنها معركة بين جيشين، لا بين جيش وجريحين. اقتربوا كثيراً من مكمن (مؤيد) الفاقد بندقيته أصلاً، حين وصلتهم صرخة (أمين) كزئير الأسد (حسب روايات بعض المرتزقة الذين كانوا مشاركين للفلاحين): لن تصلوه ما دمت حياً..!! استطاع أن يصيب بعضاً منهم رغم عجزه عن استخدام البندقية بيد واحدة. لكنهم في النهاية تمكنوا منه. وكانت أروع ملحمة في الإخلاص والتفاني والوفاء والبطولة صار الفلاحون لاحقاً يتحدثون بها.. كيف أن (أمين) كان بإمكانه النجاة بنفسه، لكنه لم يفعلها ويترك رفيقه يؤسر وهو جريح.. لقد فارق الحياة قبل رفيقه.. ظلوا حذرين من الاقتراب منه حتى وهو جثة هامدة وقيل أن قائدهم أمر بإطلاق قذيفة (آر بي جي) عليه للتأكد تماماً من اختفاء مقاومته وكأنه أمام جدار خراساني يريد نسفه.. لقد تشعبت وتكاثرت روايات الفلاحين والتي كان مصدرها بعض المرتزقة المساهمين في العملية حول هذين النصيرين ممزوجة بمشاعر الفخر والإعجاب.. وهم يروون قصة امتزاج دم ابن الناصرية بدم ابن باعذرة.
بعد التأكد من استشهاد (أمين) تكاثروا على (مؤيد) الجريح واقتادوه وقيل سحلوه بين الأحراش والصخور وأوصلوه إلى سياراتهم.. ومن هناك أخذوه إلى (مديرية أمن الموصل) لتتسرب أخباره لاحقاً، وبعد أن عالجوه، بدأوا بتعذيبه حد الموت.. وبعد أن قضوا عليه، أرسلوا بطلب أبيه من الناصرية المربي الفاضل (عبد العال عيسى) ليخبروه بمصير أبنه، المصير الذي أخفاه الأب إلى الأخير عن الأم وبقية أفراد العائلة، احتفظ بحسرته وغضبه لنفسه، رغم هذا لم يتركوه وشأنه، اعتقلوه لاحقاً وأذاقوه بما أذاقوا أبنه قبله من صنوف التعذيب، ثم أطلقوه وهو على شفير الموت، ليموت بعد مدة قصيرة من إطلاق سراح.. مات المناضل (أبو مناضل) وأخذ سره.. سر مقتل أبنه معه إلى القبر.
بعد ثماني سنوات في عام 1993، ونحن في الطريق الى (باعذرة) بصحبة الدكتور (مؤيد عبد العال عيسى) أخو الشهيد (مناضل) والذي تسمى بأسمه الشهيد، الذي رغب ان يزور عائلة الشهيد (أمين) والتعرف عليهم. لقد دمعت عينا شقيق الشهيد حين أشرت الى المكان الذي حدثت فيه المعركة وتوقفنا هناك طويلاً بناءاًعلى طلبه. ولدى وصولنا إلى منزل الشهيد (عادل) عرّفتهما على بعض. عانق الشيخ الكبير (قوال حجي) الدكتور (مؤيد) وبكيا معاً بحرقة شديدة مع أم الشهيد (عادل). وفي زاوية الغرفة كانت هناك صورة مغطاة بقطعة قماش زاهية الالوان تخفي خلفها صورة البطل (عادل) أزاحها الأب وقال لمؤيد: ياأبني لا أستطيع ان أطيل النظر إليها ولذلك نغطيها .
(مناضل ) ابن الناصرية حمل بندقيته على كتفه لسنين عديدة في جبال كوردستان بين قاطع سوران وقاطع بهدينان. كان يهوى ويعشق الرسم اقام معارض فنية عديدة في قواعد الأنصار وتنقل بين مفارزالبيشمركة، عرفه الجميع بطيبة القلب وبعدم السكوت عن الخطأ.. كان شديد الحرص أن لا تحدث أخطاء في عملنا، كان كثير الانتقاد وطرح الأفكار رغم اصطدامه في بعض الأحيان بمن لم يفهمه.. ترك مدينته وأهله وأصدقائه واختار الدروب المليئة بالصعاب والجوع والعطش وبرفقة الموت المحدق في كل لحظة. كان متشرباً بالقيم والأخلاق التي زرعها والده المربي المعروف في الناصرية وهو المتنقل بين مدارس المدينة والأرياف، حاملاً حلمه بالحرية وأن يسود بلده قانون يساوي بين الجميع ويصون البلاد وأهلها من مغامرات الحكام والطغاة والجبابرة.. تكون فيه الحياة حرة كبريمة لابن الناصرية مثلما تكون لابن كويسنجق... من نشاطات الشهيد (مؤيد) مساهمته الفنية الرائعة في إصدار جريدة كان اسمها (ستيرا سور – أي النجمة الحمراء) أصدر منها العدد الأول وكان عددها الثاني مخصصاً لواقعة استشهاده مع رفيقه (أمين) في ذلك الكمين الغادر.
وبعد اعوام على تلك الملحمة مررنا بقرى منطقة بروش نِسرى وربتكي وكانيكا وملبركي وجدنا اطفالا عديدين بعمر السنتين كانوا يحملون اسم عادل وامين تيمنا لعلاقة عادل الطيبة باولئك الاهالي الطيبين الذين عرفوه قبل وبعد ان غدى بيشمركة في المنطقة.
اكثر من ستة وعشرين عاما مضت على تلك الملحمة لكنها تزداد عاما بعد عام ألقاً وضياءاً في ذاكرة رفاقهم الاوفياء.

تشرين الثاني 2011










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - عشت يا كفاح..لقد كفيت ووفيت..
أمير أمين ( 2011 / 11 / 24 - 21:53 )
تحية طيبة للأخ كفاح كاتب المقالة المؤلمة جداً عليّ وعلى الأنصار الذين عايشوا الشهيدين وسلمت أناملك التي عبرت من خلالها على وفاءك لتضحياتهم الغالية..كان أمين خجول حد الإحمرار يمتاز بالطيبة والشهامة ويتمتع بالنشاط والحيوية وكان ينفذ كل ما يطلب منه دون تردد وكان صاحب معشر يضمر حباً غير عادي لحزبه وقضيته وللأنصار فكان محبوباً من قبلهم يشار له بالبنان لتقديم المساعدة وقد تعرفت عليه عن قرب حيث عملت معه عدة شهور قبل أن يتم نقلي الى سوران أما الشهيد مناظل فهو أصغر من أخيه مؤيد وكان شاباً يافعاً حينما رشحناه الى خلايانا الطلابية في الناصرية وعملت معه في قاطع أربيل وأشرفت على الخلية التي كان يقودها وفي ذكرى تأسيس الحزب عام 1983 عمل لنا معرضاً شخصياً رائعاً بالمناسبة إفتتحه سليم إسماعيل عضو اللجنة المركزية ورفاق قياديين آخرين هم ثابت حبيب العاني وأبو حكمت وأبو جبار وزاره عشرات الأنصار وعملت معه على إصدار نشرة جدارية ضمناها رسالة تشجيعية كانت مرسلة له من والده تحثه على مواصلة النضال ضمن قوات الأنصار ذلك الشيوعي المخضرم الذي يعرفه أبناء الناصرية بإسم أبو مؤيد..سلاماً لأرواحهما العطرة وشكراً .


2 - شكرا امير على التصحيح
كفاح جمعة كنجي ( 2011 / 11 / 24 - 22:51 )
اشكرك امير وما قلته عن الشهيدين يدلل بحق عن قوة علاقتك وقربك منهما وشكرا لك على تصحيح المعلومة والتي ذكرتها انت والمتضمنه ان الشهيد مناضل هو اصغر من شقيقه مؤيد كل اعتقادي كان العكس رغم لقائي بالدكتور مؤيد في هنغاريا عام 96 لك تحياتي وسلاماً لكل شهدائنا.


3 - مناضلون احبوا وطنهم وشعبهم
حسين طعمة ( 2011 / 11 / 25 - 16:25 )
تحية للعزيز كفاح ..حين ايقضالذاكرة المليئة باحزان طويلة ..من ايام المحن العراقية ,وما اكثرها.شكرا لك لانك اوضحت ضروف استشهاد الرائع الذي لن تنساه الناصرية واهل المدينة التي توسدت الحزن ,فصار يتغلغل بين ثناياها .لطالما كتبنا لاعزتنا .المناضلين في قوات الانصار عن ضروف استشهاد العديد من احبتنا من ابناء المديينة.في يوم افتتاح مقر الحزب في الناصرية كانت ام مؤيد تنثر الحلوى على رؤوس الحاضرين وهي تهلل فرحا بزوال الطغاة الذين غيبوا لها زوجها وابنها .غير انها كانت تغالب دموعها التي لم تستطع السيطرةعليها ,فنزلت بغزارة وعندها اجهشت ببكاء احزن الجميع كان مشهدا عصي على الاحتمال من امراة رائعة اعطت عائلتها الشيوعية الكثير في سبيل الوطن.شكرا لك


4 - عزيزي كفاح
أحمد الناصري ( 2011 / 11 / 25 - 19:06 )
عزيزي كفاح
سيظل الناس يحكون قصة الشهداء ويظل التاريخ يتعلم منهم والحياة تنوح عليهم وتحاول أستردادهم أنهم ملح الأرض ودمع المحبة وشرارة الحقول المشتعلة ماذا سأحكي عن مؤيد (مناضل عبد العال موسى)؟؟ صديقي الأنيق والعاشق والمقاتل الذي عشت معه أجمل وأخطر الأيام بين الناصرية وبغداد والجبل وماذا أقول عن الشهيد البطل أمين
مناضل الذي تحمل نصيب كبير من أسمه فصار مناضلاً وشهيداً!!
مؤيد الألخ الأكبر لمناضل كما ذكر العزيز أمير، ومؤيد عبدالعال موسى وليس عيسى


5 - شكرا لكما
كفاح جمعة كنجي ( 2011 / 11 / 25 - 23:36 )
الاعزاء حسين طعمة والاخ احمد الناصري شكرا لكما وشكر للاخ احمد على تصحيح الاسم فكلا الاسمين حقيقة لهما نفس الايقاع اقدم اعتذاري لذلك وارجو ان تنقلوا تحياتي لكل اصدقاء ومعارف عائلة الشهيد مناضل ولو سمحت لي الظروف يوما ان التقي بام الشهيد فسَاقبل يدها لانها امنا جميعا واعلم ان في العراق عوائل كثيرة وعديدة قدمت الغالي والنفيس من ارواح ابنائها بقناعة تامة في سبيل قضية الشعب والوطن ولكن للاسف بعد سقوط الطاغية غدت الكثير من تلك العوائل في دائرة النسيان والاهمال وهذا مايحز في النفس كثيرا وارجو ان اكون قد ساهمت بايضاح حقيقة ماجرى وقد ساعدني في ذلك الرفيق العزيز والصديق الوفي ابو امل (كريم كطافة) حيث كان حينها معنا في المفرزة اكرر لكم تحياتي وسلاما لكل الشهداء


6 - عزيزي كفاح
فلاح علي ( 2011 / 11 / 26 - 00:43 )
تحية وتقدير
شكراَ لك لهذا الوفاء الاصيل الذي تميزت فيه في استذكارك لناس من نوع خاص هم بشر مثلنا ولكن ما تميزو به عن غيرهم من صفات رائعة هو شجاعتهم النادرة ونكران ذات وكانوا حقاَ مثالاَ فذاَ للتضحية والعطاء الشهيدين امين ومؤيد هم في ذاكرة كل من عرفهم من الانصار هم حقاَ جسدوا الاصالة في الانتماء لفكرهم وحزبهم , لقد عشت معهم فترة غير قليله عن قرب حيث كنت مع الشهيد امين في نفس وكنا نتناقش ساعات حول طبيعة الحركة والنشاط كان خجولاَ جداَ لكنه كان فارساَ وشجاعاَ ويطرح رايه بثقة ويدافع عنه بمعطيات ودلائل كان يعطي كل وقته لرفاقه وللتفكير بما هو قادم من نشاط يمنح الثقة لمن يعمل معه كان يحب دخول المدن والقصبات وكان يحب الاعمال السريعة الخاطفة وعادتاَ كان يفكر باختيار مجاميع صغيرة لعمل نوعي ما في العمق كان قادر على اتخاذ اجراءات الصيانة ورغم معرفتة الدقيقة لمناطق دشت الموصل وبالذات مناطق الشيخان وباعذرة ورغم معرفة جماهير هذه المناطق له حيث يكنون له كل احترام وتقدير ورغم هذا كان يحب ان لايعرفوا شيئ عن وجهة المفرزة وهذا هو المطلوب كان يحب جميع رفاقه ولكن كان يحب مؤيد كثيراَ حيث تميز مؤيد


7 - العزيز كفاح
فلاح علي ( 2011 / 11 / 26 - 01:13 )
حيث تميز الشهيد مؤيد بصفات نادرة ايضاَ واكتسب خبرة غير قليلة كان شجاعاَ مقداماَ في اداء المهام وشجاعاَ في طرح الرأي وكان ناقداَ لكل سلبية في العمل وكان يقدم البديل في الطرح دائم الابتسامة صبور محبوب من قبل رفاقة . في احد المرات قال لي الشهيد امين ان هناك قرية بالقرب من باعذرة يتردد عليها مفرزة تابعة للاستخبارات والمعلومات التي لديه ان هناك شخص شاب من احد عوائل القرية تتصل به المفرزة الاستخباراتية في بيته ويعطي لها معلومات عن حركة الانصار وقال علينا اعتقاله للتحقيق معه فسألت الشهيد امين هل متأكد انه يتعاون مع مفرزة الاستخبارات اكد ذلك بمعطيات فقلت له نعتقله ولكن لا يجوز ضربه او الاسائة اليه او الضغط عليه وان لا يعتقله نصير من رفاقنا الازيدية الذين يعرفوة اهل القرية فوعد بذلك . فتم الاتفاق بان تتوجه المجموعة الى القرية التي تقع على تله وهناك طريق قريب من القرية يصل لناحية باعذرة واعتقد اسمها كما ذكرتها يارفيق كفاح انها قرية ملا جبرا وكان مقرر ان يتوجه ثلاث انصار الى البيت الذي يعرفه الشهيد امين فقط على ان يؤشر الشهيد امين على البيت للانصار الثلاث وعندما وصلنا القرية قال لي امين رفيق سنذه


8 - العزيز كفاح
فلاح علي ( 2011 / 11 / 26 - 01:40 )
سنذهب انا وانت ورفيق آخر وقال سبب مجيئي هو لاني اعرف الشخص ثم بادر وقال اني سألف وجهي في الجمداني فتوجهنا الى الدار فطرق الشهيد امين الباب بعدهاتم فتحها لنا ودخلنا الى البيت واشار امين على الشاب وتم اخذه وكان خروجنا من القرية سريع بحكم قرب القرية من باعذرة كان هناك احتمال بنصب كمين للمفرزة في اسفل التلة عند الانسحاب , ما اعجبني كثيراَ موقف الشهيد امين حيث تم التعامل مع الشاب بلطف واحترام وكنت حاضر مع الشهيد امين في التحقيق مع الشاب وقد ثق الشاب كثيراَ لانه تم توفير الامان والاحترام له . وفي المساء كان مقرر ان ننزل من الجبل الى قرية كرسافه وقلت للشهيد امين علينا اخلاء سبيله في القرية وامام اهل القرية فتم الاتفاق على ذلك وعند نزولنا من الجبل الى القرية راينا ثمانية رجال من اهل الشاب ومن قريته فسلموا على امين باحترام وحراره لانهم يعرفوه وطلب منهم امين استلام ولدهم سالم لم يضرب ولم يهان وعومل باحترام هذا هو سلوك الانصار وسلوك الشجعان في احد المناطق وضعنا خطة لأقامة ندوات سياسية في قرى المنطقة فقلت للشهيد امين انت الذي تتحدث مع اهل القرية وخجل بعض الشيئ ووافق على ذلك ووضعنا


9 - العزيز كفاح
فلاح علي ( 2011 / 11 / 26 - 01:58 )
خطوط الندوة او المحاضرة وخلال جولتنا في هذه المنطقة اقام الشهيد امين خمسة ندوات في قرى كبيرة كان الشهيد امين خلال تحدثه في الندوات السياسية ظهرت لديه قدرات اعتز وافتخر بها كل الرفاق الانصار الذين حضروا ندواته السياسية حيث كان يشد الحضور اليه ويثير انتباههم الى قضايا تمس معيشتهم وظروفهم كان اشبه بالخطيب كان لا يميل الى الشرح الممل بل يطرح رؤى وافكار سلسة وسهلة يتقبلها اهل القرى وقلت في نفسي في حينها كم نحن بحاجة الى رفاق امثال الشهيد امين حيث لمسته محرضاَ سياسياَ بارعاَ واثقاَ بنفسه وقائداَ عسكرياَ شجاعاَ , قبل انتقالي من السرية باسابيع اشار لي الى الشهيد مؤيد وقال بالنص لديه مواصفات خاصة وهو يصلح لمهمات كان هذا انطباعه عن الشهيد مؤيد لذلك كان يعزة كثيراَ وكلا الشهيدين الشهيد امين والشهيد مؤيد مثال نادر فحضيى بحب وتقدير واحترام جميع رفاقهم وهم في الذاكرة دائماَ
شكراَ لك لوفائك واستذكارك للبطلين الشهيدين الشيوعيين امين ومؤيد
مع كل الود والتقدير والاحترام


10 - عادل دائما كان طيب القلب
كفاح جمعة كنجي ( 2011 / 11 / 26 - 11:54 )
شكرا لك عزيزي فلاح علي وما اوردته من معلومات قيمة عن الشهيدين .واضافتك هذه مهمة لانها تكعس الاخلاق التي كان يحملها الانصار تجاه حتى من يشكون انه من الموالين للنظام والاجهزة القمعية وكيف كان يتعامل الانصار معهم وحتى لو كان هولاءفي خانة تسمى عسكريا خانة الاعداء
شكرا للاضافات على الموضوع وسلاما سلاما( لعادل ومناضل )ولكل الشهداء


11 - لا نستطيع سوى ان ننحني اجلالا امام الشهيدين ا
Azhar Abdin ( 2012 / 1 / 16 - 06:49 )

الشهيد امين عرفته كبطل حقيقي وكنت معجبا بشخصيته التي كانت تؤهله ان يكون قائدا حقيقيا
اما الشهيد مؤيد فكان فنانا يدخل القلوب من اوسع الابواب

اما سبب تقسيم المفرزه الى قسمين هو
نحن كنا موجودين في وسط الكلي. اي على مسافه بعيده من فتحة الكلي
بعد ان تم الغاء العمليه قرر الشهيد امين الذهاب الى ملاجبره
لكن هادي راى باستياء بان لاداعي للذهاب الى القريه طالما لاتوجد عمليه واقترح ان يرجع هو ورافع الى الى قريه كبارا
فوافق الشهيد امين على ذلك
بعد ذلك توجه الشهيد امين لي قائلا بانني علي ان اذهب مع هادي ورافع لان لايوجد داعي ان اذهب معهم
وهكذا انقسمنا الى قسمين ونحن بمنتصف المسافه بين كابارا وفتحة الكلي

لماذا وافق الشهيد امين غلى اقتراح هادي؟
اعتقد لانه بقدر ماكان الشهيد امين متحمسا لمقاتلة اعداءه, كان حريصا على رفاقه


12 - شكرا لاضافاتك
كفاح جمعة كنجي ( 2012 / 1 / 16 - 10:25 )
اخي العزيز كريم (ازهر عابدين )شكرا لاضافتك ومشاعرك الصادقةاتجاه اصدقاء ورفاق غيبهم الاستشهاد من بيننا في اوقات صعبة واود ان اذكر ان شهادتك هذه اصدق كل الشهادات لانك الوحيد من تلك المجموعة مازلت على قيد الحياة اتمنى لك العمر المديد وكم اشتاق لرؤيتك بعد فراق لسنين قاربت ربع قرن على اخر مرة كنا معا محبتي واحترامي الشديدين لك


13 - تحية اجلال لاابطال وطني
حميد حسين مظلوم الشيرباجي ( 2012 / 8 / 12 - 02:54 )
يسرني ان اقرأ قصة استشهاد ابن عمي الشهيد مناضل رحمه الله ويرحم كل الشهداء في عراقنا الجريح . كلماتك يااخي كانت كالبلسم على جروحنا
تحياتي
ابن عم الشهيد مناضل
حميد حسين مظلوم
07700151572


14 - الوفاء للشهداء
كفاح جمعة كنجي ( 2012 / 8 / 13 - 15:19 )
اخي العزيز حميد حسين مظلوم
يجب ان يبقى من كان يوما شيوعيا صادقا وفيا لاصدقائه ورفاقه وبالذات اولئك الشهداء الابطال الذين قدموا حياتهم بكل رحابة صدر لقضية آمنوا بها ،وارجوا ان اكون قد ساهمت بايضاح الحقيقة وبالذات لمعارف واقارب الشهيد مؤيد في الناصرية ،وذلك بحد ذاته ابسط شىء نستطيع ان نفعله وفاءاُ لاصدقائنا الشهداء .سلاما لِابن عمك الشهيد مؤيد ولكل شهداء الشعب والوطن وارجو منك نقل تحياتي لمعارف واقارب الشهيد (مؤيد ) في الناصرية جميعهم بلا استثناء وهذا التواصل منك هو بلسم لجروحنا ايضا شكرا لك من الاعماق.

اخر الافلام

.. كلب بوليسي يهاجم فرد شرطة بدلاً من المتظاهرين المتضامنين مع


.. اشتباكات بين الشرطة الأميركية ومتظاهرين مؤيدين للفلسطينيين ب




.. رئيسة حزب الخضر الأسترالي تتهم حزب العمال بدعم إسرائيل في ال


.. حمدين صباحي للميادين: الحرب في غزة أثبتت أن المصدر الحقيقي ل




.. الشرطة الأمريكية تعتقل عددا من المتظاهرين من جامعة كاليفورني