الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من ينقذ المصريين من أنفسهم؟

نهرو عبد الصبور طنطاوي

2011 / 11 / 25
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


الشعب المصري بنخبه المثقفة وإعلامييه وتياراته السياسية وسائر طوائفه وتنويعاته لا يريد أن يقتنع ولم ولن يستطيع أحد أن يقنعه بأنه شعب ساذج سياسيا، يعتاش على الأوهام ونفخ الذات كثيرا، لا ينظر إلا تحت قدميه فقط، ولا يقرأ إلا ما هو قريب جدا من عينيه، ولا يعنيه العالم من حوله، وكأنه يعيش بمفرده على كوكب الأرض، ولا طموح له إلا في يومه، ولا يعير اهتماما لغده، ويرضى بالقليل من فتات كل شيء.

وكذلك الشعب المصري لا يريد أن يقتنع ولم ولن يستطيع أحد أن يقنعه بأنه شعب انفعالي، أهوج، منتفخ الذات، عنصري، طائفي، منقسم، مفتت، مشرزم، مفلس المرجعية، خاوي الفكر، إمعة، يكفر بعضه ببعض، لا ثقل لديه ولا وعي.

وكذلك الشعب المصري لا يريد أن يقتنع ولم ولن يستطيع أحد أن يقنعه بأنه شعب غير مؤهل للقيادة الصالحة الرشيدة، ويحتاج إلى إعادة تأهيل لسنوات طويلة يحتاج فيها إلى العديد من الكورثات العلاجية المكثفة ليبلغ بدايات سن الرشد السياسي والقيادي.

والشعب المصري لا يريد أن يقتنع ولم ولن يستطيع أحد أن يقنعه بأن المجلس العسكري ومن خلفه أمريكا وإسرائيل والغرب لن يترك السلطة لأي تيار سياسي مهما كان توجهه، حتى لو خلع المصريون ملابسهم ووقفوا جميعا عرايا في كل ميادين وشوارع وحواري مصر، وإن ترك السلطة مؤقتا لمجلس رئاسي أو لحكومة إنقاذ وطني أو عقب أي انتخابات قادمة فسيكون تركا ظاهريا فقط، وسيظل يدير الأمور من وراء الستار، ولن يتحرر المصريون من حكم العسكر تحررا حقيقيا إلا إذا دفعوا ثمنا غاليا وفادحا تظل آثاره باقية لسنوات طويلة، ومن تخيل له أحلامه أن غير ذلك سيحدث فهو واهم يحتاج إلى مراجعة نفسه. ولن ينقذ المصريون من أنفسهم إلا إيمانهم الحقيقي والصادق ببعضهم البعض، وبإيمانهم الحقيقي والصادق بأن لكل فصيل منهم الحق في الوجود والشراكة في هذا الوطن تحت مظلة الحق والعدل والقسط.

* المصريون والاصطدام بالجدران:

إن ما حدث ويحدث في ميدان التحرير ليس إلا اصطداما بجدار واحد من كثير من الجدران التي تنتظر المصريين، فأمام المصريين الكثير والكثير من الجدران التي سيصطدمون بها عاجلا أم آجلا، هذه الجدران هي:

* السذاجة والطفولة السياسية لجموع الشعب المصري.
* طائفية وعنصرية وتفتت وانقسام جموع أطياف الشعب المصري.
* نخب مثقفة حثالة مرتزقة أنذال يتلاعبون بوعي الشعب المصري.
* قوى وحركات وأحزاب سياسية انتهازية تتاجر بقضايا وآلام الشعب المصري.
* إعلام حقير وقح عفن مأجور يلوث أفكار وقناعات الشعب المصري.
* المجلس العسكري والخوف على ضياع مصالحه ومزاياه.
* انتقام رجال وصبيان حبيب العادلي بوزارة الداخلية.
* انتقام فلول وأيتام نظام مبارك.
* طموحات تيار الإسلام السياسي في السلطة والتصميم على عدم العودة إلى الظل أو السجون مرة أخرى.
* تحويل شنودة الثالث للكنيسة الأرثوذكسية من دار عبادة إلى مؤسسة سياسية.
* عبثية وديمومة الصراع الطائفي الإسلامي المسيحي.
* أطماع ومصالح ومخاوف الغرب: (أمريكا، أوروبا، إسرائيل).
* تدخل الأنظمة الخليجية في الشأن المصري للبقاء على وجودها.
* ديمومة متاهات ودهاليز القضية الفلسطينية.
* تردي الوضع الاقتصادي وازدياد أعداد الفقراء.
* (الصعيد) والانتشار الفاحش للسلاح والثأر.

هل سيصمد المصريون أمام الاصطدام بكل هذه الجدران أم سينهارون؟؟
الأيام وحدها هي الكفيلة بالإجابة على هذا السؤال.

هذا رابط مقال نشرته بتاريخ: 11/2/2011م، قبل تنحي مبارك بساعات:
(حقيقة حياد الجيش وقراءة أخرى في المشهد المصري)
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=245550


نهرو طنطاوي
كاتب وباحث في الفكر الإسلامي _ مدرس بالأزهر
مصر _ أسيوط
موبايل : 01064355385 _ 002
إيميل: [email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - أين الحل
Amir_Baky ( 2011 / 11 / 25 - 14:17 )
قام الشباب بالثورة على الفساد والواقع الذى وجده. فما أورده الكاتب كان موجود قبل الثورة وظهر بشكل واضح بعدها. لذلك أنا أؤيد هؤلاء الشباب حتى ولو كان طائشا بعض الشيئ لأنه القى حجر فى بحيرة الفساد بالمجتمع المصرى. هذا الحجر حرك الماء العفن فأزكم أنوفنا.فلا تصدقوا أن هذا الفساد وليد لحظة قيام الثورة. فمن الملاحظ أن الجميع تجاهل هذا الشباب بشكل متعمد وممنهج لأن الجميع يريد مصر على مزاجه الخاص وكأن هؤلاء الشباب فتحوا الباب لكل الإنتهازيين بالمجتمع. أعتقد أن الحل هو أن نستمع بل وننفذ وجهات نظر هذا الشباب. فمجلس رئاسى مدنى له الصلاحيات الكاملة سيهيئ مرشحى الرئاسة لممارسة المنصب عمليا فى وجود عنصر أو أثنان من العسكرى لتقوية خبرة هؤلاء. فهذا الحل سيعطى مصداقية للمجلس العسكرى بأنه سيعطى الحكم للمدنيين وسيرفع من علية أى حرج أو نقد سياسي كما يحدث الآن. والحقيقة أن مجلس الشعب هو الذى يحتاج لطفرة لتتغير مصر. يجب أن تتغير تركيبة أعضاؤه من جهلة رافعى الأيادى إلى متعلمين يفقهون فى القانون و التشريع ويفقهون أيضا فى قراءة الموازنات و تحليلها وللأسف لم يتطرق أحد لهذه النقطة ولا أعتقد إنها ستتغير فى الدستور

اخر الافلام

.. 155-Al-Baqarah


.. 156-Al-Baqarah




.. 157-Al-Baqarah


.. 158-Al-Baqarah




.. 159-Al-Baqarah