الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدولة الإسلامية المصرية... و ماذا بعد؟

ماجد حسانين

2004 / 12 / 21
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


تصورت قيام الاسلاميين في الوصول إلى السلطة في مصرعن طريق انتخابات حرة نزيهة بل و حصلوا على 100 % من مقاعد مجلس الشعب. و سألت نفسي ، ها هم قد تأتى لهم مرادهم فماذا هم فاعلون؟

عند حصولهم على السلطة سيقوم أعضاء مجلس الشعب و بحكم نيابتهم عن المواطنين بمبايعة رئيس للدولة و سيخلعون عليه لقب أمير المؤمنين.
ثم سيقومون بتعديل الدستور ليصبح الإسلام هو المصدر الوحيد للتشريع و يتغير نظام الدولة من جمهوري إلى إسلامي و الاسم الى الدولة الإسلامية المصرية. كذلك يعدل الدستور حتى يتسنى لأمير المؤمنين البقاء في الحكم للأبد طالما أنه لم يأمر بما يخالف الشريعة الاسلامية .
ثم سيقومون بتعديل قانون العقوبات لحتمية فرض الحدود على المشرك و المرتد و الزاني و السارق و غيرهم.
و وضع بند في الدستور يقضي بأن من يحكم بغير شريعة الاسلام اولئك هم الكافرون و عليه فيجب قتالهم1.

ثم ستبدأ الدولة بالاصلاح السياسي الداخلي عن طريق التخلص من كل الأحزاب و الجماعات المعارضة للحكومة الاسلامية – على أساس كفرهم - فيعملون على تقطيع رقاب معارضيهم من كل الاتجاهات الأخرى من ديموقراطيين و شيوعييين و علمانيين و ليبراليين و ناصريين و سعديين و غيرهم ، الا من رجع منهم الى رشده و دار في فلكهم و سوف تقتصر المعارضة على أحزاب اسلامية تختلف مع أمير المؤمنين حول قضايا ليست جوهرية بل شكلية ، مثلاً معارضة نوعية المواد الداخلة فى تصنيع الكرابيج و السيوف أو مدى شرعية الزام العامة بالزي الموحد و الرجال باطلاق اللحى..
و سيفرح الناس بتلك القرارت ، أما المعارضين فلهم السكوت أو السيف.
سيعلن أمير المؤمنين إلغاء قطاع السياحة و عدم السماح لسفن الدول الكافرة بعبور قناة السويس و التوقف عن بيع الغاز لاسرائيل و الغرب. و إلغاء كل المعاهدات الاقتصادية و السياسية التي وقعتها الحومة السابقة مع الغرب الكافر و طرد كل المستثمرين من الأجانب و الاستيلاء على ممتلكاتهم كنوع من غنائم الحرب. تم التوقف عن سداد دفعات الديون و أخيراً رفض المنح الأجنبية.
الغاء معاهدة السلام مع اسرائيل و استبدالها بهدنة مؤقتة يتم فيها الإعداد للحرب.
تؤدي تلك القرارات الى الانعزال عن العالم الذي سيفرض علينا الحصار و العقوبات الاقتصادية و سيؤدي ذلك بدوره الى صعوبة الحصول على الأسلحة و التكنولوجيا اللازمة لمحاربة اسرائيل و أمريكا فتطول الهدنة الى عشر سنوات أو عشرين.
سيعمل أمير المؤمنين فيها على قطع أي اتصال بالغرب الذي سيسعى الى تقويض حكومته من الداخل عن طريق استثارة المواطنين ، و لذلك فسيتم إلغاء استخدام الانترنت و الهواتف النقالة و اطباق الاستقبال للمحطات الفضائية و منع وصول الصحف و المنشورات و الاقراص الممغنطة من الخارج و دعوة علماء المسلمين الى اختراع جهاز كمبيوتر مصري يكون بديلاً عن الاجهزة الغربية2.
ستمر عشر سنوات يتم فيها العبئة العامة للقتال و التدريب على كل الوسائل القتالية بالاستعانة بالاخوة الخبراء من حماس و انصار السنة و القاعدة.
عشر سنوات ستوجه فيها موارد الدولة لشراء الاسلحة القديمة بأضعاف سعرها بالسوق السوداء من دول افريقية و آسيوية.
عشر سنوات ستوجه الدولة كل الطاقات نحو محاربة الكفرة و اليهود فى اسرائيل و أمريكا3.
الفرضية الواقعية تقول بأن الجيوش الاسلامية المصرية ستنهزم في حالة اعلان الحرب و يصبح مصير مصر كالعراق.
و لكن و لكي لا يغضب الاسلاميين ، دعونا نفترض جدلاً بانه و بعد تلك السنوات العشر أعلن الاسلاميون الحرب على اسرائيل و انتصروا و حرروا القدس و قتلوا ثلاثة ملايين اسرائيلى تحت سمع و بصر العالم و فر الباقيين من اليهود الى الخارج فتعقبتهم مخابراتنا و قضت عليهم و تم إعلان دولة اسلامية بفلسطين و عاصمتها القدس و خرجنا بعد الحرب أعزاء منتصرين. فماذا بعد؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما هي الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بالتوحد؟ • فرانس 24


.. مدير مكتب الجزيرة في غزة وائل الدحدوح: هناك تعمد باستهدافي و




.. الشرطة الفرنسية تدخل جامعة -سيانس بو- بباريس لفض اعتصام مؤيد


.. موت أسيرين فلسطينيين اثنين في سجون إسرائيل أحدهما طبيب بارز




.. رغم نفي إسرائيل.. خبير أسلحة يبت رأيه بنوع الذخيرة المستخدمة