الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فلسفة الحرية وتبعاتها ..

حنان بديع
كاتبة وشاعرة

(Hanan Badih)

2011 / 11 / 27
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


أؤمن بأن الحرية كما الأخلاق لا تتجزأ ..ولها كما للأخلاق ثمن ليس بالهين ..
وإذا كانت ثوراتنا العربيه خير دليل على ذلك فإن الأمر ينطبق حتما على ثوراتنا الاجتماعيه أيضا بلا جدال ..
وسواء كانت نظرة مجتمعاتنا العربيه منغلقه أو متزمته أو ازدواجيه فإنها بكل الاحوال لن تكون أكثر تسامحا من أكثر المجتمعات الغربيه انفتاحا وتنوعا مع ما فعلته صاحبة مدونة (مذكرات ثائرة) علياء المهدي حين حرصت عن سبق إصرار على أن تكون صورتها التي نشرتها عارية بمثابة قنبلة صادمة لم تراعي فيها أدني قواعد الحس الفني كما تراعيه أخريات من نجمات هوليود بتجنبهن الابتذال في مجتمعاتهن التي تبدو فيها الحرية مطلقة.
في نظري هي قنبلة انتحاريه ستمزق صاحبتها الى شظايا أنثى متمرده في أرض التابو الاجتماعي ، وفي كل الأحوال ليست دوافعها وأسبابها للارتماء في احضان الفضيحة بإرادتها ما يهم ، سواء كانت اجتماعية أو نفسية أو فكرية إذ علينا أن نتوقع في عصر الثورة ثورات من كل نوع وصنف ..
ما يهم ويفضح ويحزن ويعرينا معها هو توجه الملايين من شباب ثوراتنا العربيه التي تنادي بالحرية وتدفع ثمنها الغالي الى لعن ثورتها النسائية مع كيل يفيض بكل أنواع السب والشتائم من الرجال وفي أحسن الأحوال النصيحة والاستهزاء والشفقة من النساء .عقليتنا ببساطة لم تحتمل فلسفة الحرية وتبعاتها ..
نجزء الحرية ، فنثور لأجلها وننتفض أيضا بسببها !
نجزء الأخلاق ، فننادي بها ولا نحرك ساكنا أمام مشاهد انعدامها من فقر وجوع وفساد وعنصرية وانحلال أخلاقي كما نفعل أمام صورة فتاة (عربية) عارية ! وفي عالم الفضائيات المفتوح !!
صورة لم تدرك صاحبتها ربما لصغر سنها أن كل خطاياها مغفورة أمام هذه الخطيئة ذلك أن ديكتاتورية نظامنا الاجتماعي والأخلاقي لن تتهاون بحق من يجاهر بالمطالبه بإسقاط نظامه الذكوري علنا وهو على استعداد للقتال حتى آخر لحظة وآخر رمق وآخر ورقة توت حتى لو اضطر للقتل وهو ما حدث حين تلقت علياء تهديدات بقتلها إذا لم تعتذر !
لست معجبة بالاسلوب الذي اختارته لكني معجبه بشجاعتها امام الثمن الذي ستدفعه ..
الثمن ذاته الذي دفعته سالي زهران شهيدة الثورة المصرية حين قدمت حياتها لمجتمع لم يتردد في المطالبه بازالة صورتها من بين شهداء مصر لكونها فقط سافره (بلا غطاء للرأس ) !!
ليتها تعود لنخبرها أن الحرية والأخلاق في بلادنا تتجزأ .. حسب الجنس لربما كانت تركت الثورة لرجالها دون النساء.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الرعونة والثورة
لؤي شعاع ( 2011 / 11 / 27 - 07:13 )
اين الثورة في تصرف أرعن من فتاة ساذجة ,استغلت سذاجتها من قبل اشخاص شجعوها على القيام بنشر صورها عارية.... كنت سأجد لها شبه عذر لو كانت تحمل قوام جميل ... لكن للأسف في خطوتها هذه لم تقدم أي شيء لا فكريا ولا جماليا.
ما يؤسف أكثر ليس تصرف الفتاة الصغيرة , انما ردود الفعل المؤيدة والتي تحمل الموضوع اكثر مما يحتمل كالمقال هذا. والذي يشجع فتيات ساذجات اخريات لإتخاذ خطوتها. هل بالعري نحارب المجتمع الذكوري؟ ام اننا نكرسه بتحويلنا للمرأة الى مجرد سلعة يتم عرضها بأشكال مختلفة.
في المجتمعات الغربية والتي يصعب ان نصفها بالذكورية لا تقوم المرأة بنشر صورها عارية لتثبت نفسها في المجتمع. ممكن ان تقوم بذلك بهدف الإغواء أو اظهار جمالها ولكن لا ينظر له على انه ثورة.....آن الآوان لأن يتم تطوير الخطاب النسوي والإبتعاد عن الشعارات التقليدية التي اصبحت مستهلكة


2 - عندها فقط
محمد احمد ( 2011 / 11 / 27 - 16:33 )
، عندما تصبح المرأة في وعي الرجل الشرقي انسان حقيقي وكامل الأهلية، لا كتابع له.. عندها فقط يمكن له ان يفهم معنى ان تكون هذه المخلوقة حرة ..في هذا الزمن العربي الموبؤ بثقافة الذكورية المقيتة تغتصب المرأة ويقتلها أهلها بحجة مسح العار!!! هذا ما حدث في بلادنا التي تعرضت فيها فتيات للاغتصاب على يد مرتزقة القذافي وقتلن بعد ذلك على ايدي اهلهن لدرء العار!!! جاهلين ومتعامين عن عار تربيتهن مستلبات الإرادة غير قادرات على الدفاع عن أنفسهن ، ثم بعد ذلك وأدهن لدرء العار!!!!!!!!!!!!!!!!


3 - عاشوراء.... الأبعاد المغيّبة
محمد بالحاج ( 2011 / 12 / 5 - 19:14 )
( الذي يريد أن يعيش في الماضي، لن يكون بمقدوره أن يعيش في الحاضر، ولا أن يرى المستقبل؛ لأن من ينظر إلى الوراء، لايمكنه أن يبصر الطريق التي أمامه)

الإحتفال بعاشوراء هو تخليد ليوم العاشر من محرّم من كل سنة، وذلك إقتداء بسنّة الرسول عليه الصلاة والسلام.

وعن أهميّة عاشوراء ( التي تعني العاشر) تحدّث بعض المؤرّخين، وبالأخص علماء السنة عن العديد من الآحداث التي حصلت في العاشر من محرم مثل أن الكعبة كانت تُكسى قبل الإسلام في يوم عاشوراء، ثم بعد ذلك صارت تُكسى في يوم النحر.
عاشوراء أيضا... هي اليوم الذي تاب الله فيه على سيّدنا -آدم-، وهي اليوم الذي نجّى الله فيه -نوحا- وأنزله من السفينة، وفي عاشوراء أنقذ الله نبيّه -إبراهيم- من -نمرود-، وفيه ردّ الله -يوسف- إلى والده -يعقوب- عليه السلام، وهي اليوم الذي أغرق الله فيه -فرعون- وجنوده ونجّى سيّدنا -موسى- وبني إسرائيل ( سبب إحتفال اليهود بيوم عاشوراء) ، وفي عاشوراء غفر الله لنبيّه -داوود-، وفيها وهب -سليمان- ملكه، وفيها أخرج نبيّ الله -يونس- من بطن الحوت، وفيها رفع الله عن سيّدنا -أيوّب- البلاء. وفي يوم الجمعة 10 محرّم عام 61 للهجرة قتل


4 - عاشوراء.... الأبعاد المبعده
محمد بالحاج ( 2011 / 12 / 5 - 22:27 )
المقال المشار إليه لم ينشر بكامله هنا ربما لتحديد عدد الكلمات الماحة وهذا يتماشى مع سياسة الناشر التي أحترمها. من يرغب في قراءة المقال كاملا، أن التعليق عليه فيمكنه زيارة : www.leebya.com
مع خالص شكري

اخر الافلام

.. الحرس الثوري لا يريد رئيسا متشددا -دينيا- يفاقم المشاكل مع ا


.. هاجس الأيديولوجيا ليس الحقيقة بل المصلحة | #جلستنا




.. مراسل الجزيرة يرصد استعدادات حجاج بيت الله الحرام للوقوف بص


.. عبر الخريطة التفاعلية.. جيش الاحتلال يكثف يركز عملياته في ال




.. تقديرات أمنية إسرائيلية تشير إلى أن العملية العسكرية في رفح