الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قليل من الجنين والحمل في التاريخ

تولام سيرف

2011 / 11 / 28
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


قليل من الجنين والحمل في التاريخ


هناك العديد من الكتابات عن طب الانبياء او طب الامامة منذ القرن الثامن و التاسع حتى يومنا هذا,
بشكل عام تسربت دراسات من علم الطب بخصوص الجنين من الفلاسفة و الاطباء أرسطو (384 - 322 ق.م), أبقراط (460 - 370 ق.م ), جالينوس (129 - 216 ), وغيرهم

حسب ابقراط أن من كل امرأة ورجل تصدر بذرة (نظرية البذرتين) حيث كان يعتقد بهذه النظرية بان الرجل والمرأة حين يصلون المتعة كل منهم ينتج بذرة والمتبقي يجتمع و يخرج مع حيض المرأة, وما ينتجه الرجل هو مصدر الاحساس بالرغبة الجنسية للمرأة وبالتالي سبب انتاج البذرة لدى المرأة,
و حسب اتجاه بذرة الرجل داخل رحم المرأة النصف اليساري او النصف اليميني هو الذي يقرر نوع الجنين ذكر ام انثى,
جنين الولد يتكون خلال 30 يوما جنين البنت يتكون خلال 42 يوما (هذا الرقم نجده في الاسلام ايضا), الولد يتحرك خلال 3 اشهر البنت خلال اربع اشهر, الروح تسكن جسد الولد بعد 40 يوم وتسكن البنت بعد 80 يوم, الحمل يمكن ان يحدث بعد سنتين او ثلاثة من الجماع,

ولكن نجد في نظرية الابقراطيين حول التخصب رواسب من نظرية اقدم و هي
(encephalo-myelogene)
و التي تقول بان انتاج البذرة يكون عن طريق المخ ونخاع العمود الفقري اوجه التشابه في الاسلام هو صلب الرجل, انعكاسات لهذه النظرية ذكرت ايضا في قانون الطب لابن سينا, ما جاء فيه لارسطو في
(De generatione animalium)
حول البذور يعتبر كرد على دراسات ابقراط والذي اتصف بصفتين,

الاولى, البذرة من انتاج الدم,
و الثانية بذرة الرجل هي المسؤولة عن الحمل وليست المرأة,
تعليل ذلك بشكل مختصر, ان الطبخ (يتحدث فعلا عن الطبخ) في جسد الرجل لتحضير البذرة ناجح بسبب درجة الحرارة بينما الطبخ في جسد المرأة غير ناجح لانخفاض درجة الحرارة, و من ثم ان بذرة المرأة هي فقط لرفع الرغبة الجنسية للمرأة,

جالينوس في
(De semine )
والتي ترجمها حنين ابن اسحاق في كتاب المني, حيث ناقش جالينوس طرح ارسطو ولكنه اخذ بعين الاعتبار بأن المرأة لديها ايضا غدد تناسلية حسب ماتوصل اليه الطبيب اليوناني هيروفيلوس (330 - 255 ق.م) والذي كان يدرّس في الاسكندرية, فينطلق من هذا جالينوس بان الجهاز التناسلي للمرأة متماثل مع الجهاز التناسلي للرجل من حيث الوظيفة,

و تحديد نوع الطفل كان يذكر ايضا,
اذا كنت تريد ولدا فيجب علي النوم مع الانثى في نهاية العادة الشهرية او بعد ما توقفت نهائيا, و اذا كنت ترغب ببنت فيجب النوم معها حين تكون العادة الشهرية قوية, ومن المستحب ان يربط الرجل خصيته اليمنى,
(Corpus Hippocraticum, De superfetatione 31)

اثناء الجماع حين تصل الانثى المتعة بعد الرجل فتكون بنت, والعكس يكون ولد,
(Babylonischer Talmud, Traktat Nidda 31a),

ولكن ارسطو ينظر للحل بنظرة مختلفة جدا في مكان اخر,
فبذرة الرجل في داخل المرأة هي التي تمهد طريقة و نوع تطور الجنين و المرأة تقوم بتزويد المادة المحتاجة للجنين,
(Aristoteles, De generatione animalium, 730b)

و هنا نلاحظ هناك مادتين تلتقيان
بذرة الرجل و بذرة المرأة والتي نسميها اليوم البويضة بالاضافة الى النقطة المهمة مسألة الوراثة في بذرة الرجل و نوع الجنين,

وهذا الطرح في رأيي اكثر وضوحا و اكثر دقة بما قرأناه لمحمد و خصوصا في هذا الحديث,
عن عائشة, فقال محمد, دعيها ، وهل يكون الشبه إلا من قبل ذلك ، إذا علا ماؤها ماء الرجل أشبه الولد أخواله ، وإذا علا ماء الرجل ماءها ؟ أشبه أعمامه, مسلم 314 ,

او الحديث
حدثنا حسين ابن الحسين حدثنا أبو كريب عن عطاء بن السائب عن القاسم بن عبدالرحمن عن أبيه عن عبدالله بن مسعود قال : مر يهودي برسول الله صلى الله عليه و سلم وهو يحدث أصحابه فقالت قريش :
يا يهودي إن هذا يزعم انه نبي فقال : لأسألنه عن شيء لا يعلمه إلا نبي فجاء حتى جلس ثم قال : يا محمد مم يخلق الإنسان ؟ فقال[ من كل يخلق من نطفة الرجل ومن نطفة المرأة فأما نطفة الرجل فنطفة غليظة منها العظم والعصب وأما نطفة المرأة فنطفة رقيقة منها اللحم والدم ] فقام اليهودي فقال : هكذا يقول من قبلك
والجهل المتناقض هنا الذي لم يدركه محمد هو
أذا كان كل ماهو رقيق يعود الى المرأة فالعصب هو رقيق و صغير جدا و المفروض يجب أن يعود للمرأة أيضا


لم تكن المعرفة كثيرة حول الجنس والحمل في الحضارات القديمة, ولكن هناك دلائل عديدة عن مشاركة الرجل و المرأة بذلك
يعتبر دور الرجل في الحمل هو الاساسي, حيث كان يعتقد ان انسانا كاملاً يخرج من الرجل الى داخل المرأة و ينمو فيها
اين يتكون هذا الانسان الصغير في الرجل؟

ففي العصور القديمة كان يعتقد بأنه يتكون في ثلاث مناطق,

- في الدماغ والحبل الشوكي اي الظهر (يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ )

- جميع أجزاء الجسم لها نصيب متساو في تكوين الجنين

- الحيامن تنتج من او في دم الرجل

عند اليهود كان النسل يعود الى الرجل
(פרי בטן)


ففي كتاب موسى الخامس (7,13) يذكر, هو (يهوه) الذي يحبك و يباركك و يكاثرك, و يبارك ثمرة احشاءك,
وفي الحضارة اليونانية يذكر أيشيلوس حوالي خمسمئة سنة قبل الميلاد, ليس الام من يكوّن الطفل, وانما القرين, فهي المضيفة و المعتنية فقط, لكي تكون أب لاحاجة لأم (أويمينيديين 658 - 666 ), وهذا يعني تكوين الجنين لا يخص المرأة, العز للرجل فقط, هنا يشبه تكوين الجنين كزراعة شجرة, توضع البذرة في الارض وتنبت منها الشجرة, فوضيفة الارض هي العناية فقط,
وكما قال ارسطو, علاقة الجنين بالحامل مماثل لعلاقة النبات بالارض (سياسة, 1335ب), وهذا يعني ليس للمرأة اي حقوق بما يخص الطفل,

كذلك عند الفراعنة كان الاعتقاد سائدا بأن بذرة الرجل هي التي تتطور الى الجنين, تطوره و تغذيته و تنفسه يأتي من الاله
, (Amenophis IV)

الذي جعل الجنين (شبر) في المرأة والذي جعل السائل (أمفه) في الرجل..., هنا المقصود به آتون اله الشمس, و مما يجدر الذكر هنا هو طريقة الفحص للتعرف ما أذا كانت المرأة حاملاً ام لا, حيث كان يوضع بذرة او اكثر في بول المرأة و اذا خرج برعم فهذا يعني ان المرأة حامل,

أو بهذا الشكل لااعلم ايهما اصح,
يطلبون من المرأه الحامل أن تتبول في إنائين ويضعون كمية قليلة من القمح في أناء, وقليل من الشعير في الاناء الاخر, وبعد أيام إذا نبت الشعير أولا يكون المولود ّذكراً, وذا نبت القمح أولا يكون المولود أنثى

ولدى الاشوريين كان يتم تدخيل نوع من الصوف مهبل المرأة و حسب اللون و الرائحة يقرر نوع الجنين,

المصادر ذُكرت اثناء المقال و اضيف عليهااطروحة دكتوراه السيدة يوليا بومميل, بالاضافة الى بروفسر اندرياس كونز لوبكه


تحياتي و مودتي

تولام








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مختلف عليه.. المفكر وجيه قانصو: الدولة الإسلامية مفهوم غربي


.. رفع الأذان فوق ركام مسجد رغم تدمير الاحتلال له كليًا




.. 21-Ali-Imran


.. 22-Ali-Imran




.. 23-Ali-Imran