الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تعليق على آية: ( وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ)

بندر الفارس

2011 / 11 / 30
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


( وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ) {البقرة 120}


هذه آية من جملة آيات عديدة تخلق جواً مشحوناً لدى المسلم تجاه الغير من أبناء الديانات الأخرى، الآية تعكس الانطباع العام لدى الرسول ومن يتبعه، بالظن أن اليهود والنصارى، لن ينال المسلم رضاهم ومحبتهم إلا بعد اعتناق ملتهم، هذه الآية اعتبرها من الآيات الذكية التي تبني حاجزاً نفسياً قوياً لدى المسلم برفضه لهؤلاء، ولا تجعله يُفكر إلا بالإسلام فقط، وتصوّر هذه "الآية" معتنقي تلك الديانات بكل سوء، حتى ينشأ المسلم عليها وهو كاره لإتباع هذه الأديان، خصوصاً وأن الإسلام علّمه أنهم لا يرضون عنه، ومسألة الرضا تجر أفكار أخرى سلبيّة لنظرة المسلم لغير المسلمين خصوصا اليهود والمسيحيين، ولكن يبقى السؤال: أليس الكلام ذاتهُ ينطبق على الرسول محمد ودعوته؟ متى يرضى محمد عن غير المسلم كل الرضا؟ ألا يتم هذا عند قيام غير المسلم بالإيمان برسالة الإسلام؟ متى يرضى المسلم عن المسيحي واليهودي والبوذي؟ أليس بعد أن يعتنقوا الإسلام؟ لا بل إن نظرنا لحال المسلمين، نجد أن السنّي لا يرضى عن الشيعي كلّ الرضا إلا حين يتحوّل سنياً مثلهم، ولا الشيعي يرضى عن السُنّي إلا حين يكون شيعياً.

المسلم تلقائياً يتصور أن اليهود والنصارى لا يرضون عنه إلا إذا اعتنق ملتهم، لأن مؤسس الإسلام غرس هذه العقلية لديه في القرآن مذ صغره، "نص إلهي بالقرآن لا يأتيه الباطل!" آية لها انعكاسات سلبية، أولها أن المسلم يفكر في كل شيء من منظور ديني، ويصعب عليه قبول الآخرين كما هم، و بعيداً عن دائرة الدين، يصعب عليه أن يتوقع الآخرين يرضون ويقبلون به كما هو لحسن أخلاقه وطيبته.

قبل ثلاثة أعوامٍ ذكرت بعض الصحف الإلكترونيه السعوديّة، أن كاهناً كاثوليكياً من الهند، يُصلي للملك عبدالله بن عبدالعزيز ويتمنى للشعب السعودي المحبة والسلام والأمان، قرأتُ الردود جميعها على موقع الوئام، وسبق مواقع أخرى، كلها تشكك في نواياه وأغلبهم اتفقوا أن القصد من هذه الصلاة ليست إلا نفاقاً يُراد من ورائه بناء كنيسة، أو يبشر بالنصرانية، وغالبيّة من علّقوا على الخبر ذكروا الآية (ولن ترضى عنك اليهود والنصارى حتى تتبع ملتهم)!! علما بأن من يبحث في الإسلام جيداً، يجد أن جميع الفقهاء اتفقوا أنه يجب إظهار صورة الإسلام الرائعة، مبتسماً لهم، حتى ولو بابتسامة صفراء كاذبة، لكي تجذبهم للإسلام، وهذا نقرأه بفتاوى العلماء القديمة أو المعاصرة.

نظرة المسلم الصالح الملتزم، تكون أغلب الأحيان مليئة بالريبة والشك وعلامات الاستفهام الكثيرة، وإلا بأي حق يريد هذا المسيحي أو اليهودي مد يده ليتضامن تضامناً صادقاً مع أخيه المسلم في العيش المشترك بالوطن الواحد؟ بأي حق يصلي هذا المسيحي لملكنا وشعبنا؟ لابد وأن المسألة فيها أجندة ومؤامرة تنصيرية وصليبية، بل يذهب بعيداً إلى حد ذكر بعض بنود بروتوكولات حكماء صهيون، وخاصة أن القرآن سبق وأن قام بالواجب وقال له إن اليهود والنصارى هؤلاء لا يرضون عن المسلم حتى يكون في صفهم وهم في صفه! وأنهم لن يرضون عنه بسبب مسعاهم إلى ردة المسلم عن دينه.

هل المسلم مقتنع أن الإسلام كدين يدعم الاختلاف بالمفهوم الليبرالي الحديث المتعارف عليه؟

سأقوم أنا من جانبي بقول الصراحة وأقول، أن الأديان جميعها ما نسميها سماوية وأرضية، لا تدعم هذا الاختلاف بسهولة، والإنسان بطبعه يتمنى لو صار العالم على شاكلته، ويتبعون دينه، خصوصاً الإسلام والمسيحية كأكبر ديانتين لا يكف أتباعها عن التبشير، لكن لماذا نظرة الشك والريبة من الآخر ليست موجودة بكثرة لدى غير المسلمين عندما يتعاونون مع المختلفين لهم دينياً؟

في الدول ذات الهوية المسيحية أخصّ هنا أمريكا وأوروبا، تقدموا خطوات عديدة لتقبل الآخر بمفاهيم ليبرالية، تدعم هذا التوجه من كل الاتجاهات، كالمواطنة والمساواة والحقوق الكاملة، إلا في الإسلام، فهو دين لا يدعوهم إلى هذا التوجه بمفهومه الليبرالي، وهو دين عنيد، لأن نصوصه البالية تتعارض والقيم الليبرالية، ولا تدعمها أصلا ً، ولهذا أقول دائماً وأصر، بأن لا يمكن أن يكون المسلم علمانياً ويؤمن بالإسلام، لأن العلمانية تتطلب منه التخلي عن أشياء كثيرة بالإسلام، لتجعل منه كافراً شرعاً ومنافقا،ً لأنها تتطلب فصل الدين عن الدولة، إذ ارتضى قوانين من صنع الإنسان فضلها على حكم الله ورسوله، وهذا ما يقصد به الردّة عن الإسلام.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - هي حلقة مفرغة شيطانية
بشارة خليل قـ ( 2011 / 11 / 30 - 08:15 )
من جهة يحرض المسلم على اليهود والنصارى ويصفهم بالضالين والمغضوب عليهم واحفاد القردة والخنازير وفي سنته الغير شريفة يدعو لانتهاك ابسط مقومات التعايش المشترك بالتضييق وعدم مبادلة التحية وعدم توليهم ومقاتلتهم واذلالهم وهم صاغرون ومن جهة اخرى (يتنبأ) بان لنى ترضى عنك اليهود ولا النصارى
الشق الاول ينتج عنه نفور وعدم رضى من قبل اليهود والنصارى عن تصرفات المسلم العدائية والشق الثاني يقول للمسلم النتيجة الطبيعية من قبل اليهود والنصارى عن هذا التصرف الاقصائي
العدائي
طبعا المسلم يرى عدم الرضى عنه ويصدق ما قاله الهه ويفوته ان الهه هذا هو الذي امره بما يؤدي حتما لعدم رضى اليهود والنصارى عنه- في الحقيقة ايضا الهندوس والبوذيين بل كل من لا يؤمن بمحمد يشعر بنفور من هذه العقيدة نتيجة التكفير والافترائات والاوصاف القذرة التي يدخلها الاسلام في عقول اتباعه


2 - ضحايا
فرح نادر ( 2011 / 11 / 30 - 13:04 )
عندما يصحى العقل
لن يغدو الإنسان لعبة في يد الأديان

وأنت تساهم في إيقاظ العقل
بوضع المجهر على كل زاوية من الدين

شكرًا لك


3 - مبادئ
نور الحرية ( 2011 / 11 / 30 - 18:43 )
نعم لا يمكن ان يكون الانسان علمانيا ومتدينا وخاصة بدين الاسلام بتاتا ولكن يجب ان نعذر اصحابنا من مثل المنصف المرزوقي المرشح ان يكون رئيس تونس القادم والذي يعلن ويتشرف بان يكون علمانيا مدافعا عنها وفي نفس الوقت يعلن بانه مؤمن فهذا ما تقتظيه الحنكة والسياسة والواقع


4 - سومري في الغربة
بندر الفارس ( 2011 / 12 / 1 - 00:13 )
أتفق معك يا عزيزي فيما تفضلت به الا قولك عن القوى الوطنية التي لا اعلم من هم؟
على كل حال فالاسلام دين اقصائي ولا يساعد على الوحدة بين مكونات واطياف الشعب الواحد


5 - بشارة خليل
بندر الفارس ( 2011 / 12 / 1 - 00:13 )
اشكرك لتعليقك الذي اضاف للموضوع


6 - فرح نادر
بندر الفارس ( 2011 / 12 / 1 - 00:15 )

ليت هذه المساهات تجدي نفعاً
شمرا لك ايضاً لتعليقك


7 - نور الحرية
بندر الفارس ( 2011 / 12 / 1 - 00:17 )
من مميزات هؤلاء انهم يتلونون بحسب الواقع والسياسة المفروضة عليهم ويظهرون على حقيقتهم حين تكون لهم سلطة.


8 - ترجمة
فرح نادر ( 2011 / 12 / 1 - 13:50 )
مساهات = مساهمات

شمرا = شكرًا

هههه


9 - حوار الأديان؟
منى لافي ( 2011 / 12 / 1 - 15:05 )
الإسلام يجعل العداء مع اليهود والمسيحين أبدي
ومن علامات يوم القيامة
الحرب الكبرى بين اليهود والمسلمين في بيت المقدس
والطبيعة تساند المسلم في حربه مع اليهود
عن أبي هريرة أن النبي قال: «لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا اليهود، حتى يقول الحجر وراءه اليهودي: يا مسلم هذا يهودي ورائي فاقتله»
أذا لماذا حوار الأديان والدعوة لتسامح ؟
أذا كان كل شخص متمسك بآيات وأحاديث الكراهية
شكراً لك أستاذ بندر


10 - فرح نادر
بندر الفارس ( 2011 / 12 / 1 - 15:48 )
شكرا لكِ للترجمة
ههههههههههههه


11 - الصديق العزيز بندر
إيليا سعادة ( 2011 / 12 / 1 - 20:21 )

ان كثير من آيات القرءان مشابهه لهذه الايه
كما وصفتها تخلق جو مشحون وفكر متوتر
بالاخر المختلف
غير ايات القتل والتكفير وايات اخرى تتعلق بغير المسلمين
مابعرف ليش مابيشوف المسلم هيدي الحقيقة وينعمي؟


كم انت رائع يا صديقي


12 - منى لافي
بندر الفارس ( 2011 / 12 / 2 - 00:30 )
عن أبي هريرة أن النبي قال: «لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا اليهود، حتى يقول الحجر وراءه اليهودي: يا مسلم هذا يهودي ورائي فاقتله»
أذا لماذا حوار الأديان والدعوة لتسامح ؟
أذا كان كل شخص متمسك بآيات وأحاديث الكراهية
************
هذا الحديث عدواني يا استاذه منى ويجعل قلب كل مسلم صالح مليء غلا وحقدا على الاخرين سيما اليهود والمسيحيين
سؤالك مهم لماذا حوار الأديان اذا كانت النية موجودة بالقلب على قتل هؤلاء الكفار في يومٍ يتحدث الحجر والشجر ليدل المسلم عل قتل اليهودي؟
اشكرك جزيل الشكر لتعليقك


13 - إيليا سعادة
بندر الفارس ( 2011 / 12 / 2 - 00:32 )
إيليا الصديق الغالي والعزيز جداً جداً
اسعدني تعليقك وتواجدك بصفحتي
وانت الرائغ لتواجدك هنا
هناك رساله في بريدك الق نظرة عليها

محبه وسلام


14 - تساؤل
فرح نادر ( 2011 / 12 / 2 - 17:57 )
أتساءل
حول ماذا سيدور موضوعك القادم؟


15 - فرح نادر
بندر الفارس ( 2011 / 12 / 2 - 20:45 )
ربما يكون آيه وتعليق.
شكرا

:)


16 - شبيحة
مندسة ( 2011 / 12 / 23 - 10:09 )
الكتاب والمعلقون يؤيدون بعضهم بعضا فالسيد بندر يمدح ما تكتب فرح نادر وهي أيضا تهب لمدح ما يكتب والبعض يستغل التعليق ليشير إلى رابط يخصه طبعا الإجتماع على الإساءة للغير ومحاربته يذكرني بعمل الشبيحة ههههههههههههههههه