الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المغرب ما بين الديكتاتورية و الديكتاتورية

خديجة آيت عمي
(Khadija Ait Ammi)

2011 / 11 / 30
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


أُعلن يوم 5 2 نوفمبر يوم فوز رسمي لحزب العدالة و التنمية بمجموع 7 10مقاعد بالبرلمان أي ما يعادل الربع من مجموع مقاعد البناية .
و هذا بلا شك إنتصار ترجمه البعض على أنه مؤشر حقيقي لبداية تفعيل ماكينة الديمقراطية بالمغرب ، إذ و لأول مرّة أُعطي الشعب سُؤْل نفسه رغم " التقليد " الإنتخابي المعروف لدينا و الذي لا يختلف في شئ عن باقي الجيران .
الملفت للنظر أن السيد بن كيران كان على علم بالنتائج حتى قبل ظهورها و لأسابيع و كأننا أمام وصفة طعام غريبة نعلم مذاقها حتى قبل الإنتهاء من تجهيزها .
ثم البارحة ، وقبل ساعات خرج السيد عبد الإله بسيناريو يُنمي عن سذاجة (حتى و إن تمت فبركته عن قصد ولذلك الغرض ) ، حول السّلاسة التي تمّ فيها تمرير الحكم بين الحزب الواحد (على اعتبارالتحالف الذي تمّ ما بين حزبي الإستقلال و العدالة و التنمية أثناء الإنتخابات التشريعية ) ، فبدا الأمرو كأننا أمام مذكرات رجل سياسي متقاعد تجاوز السبعين ،عوض الظهور كرجل سياسي مركِّزا خطابه على أسباب الإنتخابات ألا و هي الرغبة الجامحة في التغيير بدل غرقه في " العاطفيات" و المجاملات في ظرف لا يستدعي ذلك .
فإلى أين يأخذنا هذا الإلتباس في الشخصيات و عدم وضع المرض المعيّن بين أيدي الطبيب الإختصاصي المعيّن ؟ وإلى أين نحن ذاهبون ؟
إن خطابات السيد بنكيران جاءت منذ بدايتها بتراتبية مونوتونية لم تأت بجواب حازم محدّد لكل سؤال محدد بل سرعان ما تدخل مداخلاته في العالم الجاهز الذي لا يتطلب الإشتغال عليه والذي يكفي للمواطن أن يغمض عينيه ليرى نفسه خارجا عن عالم معاناته.
المعلوم أن رؤساء الشعوب ـ التي تحترم نفسها ـ يكونون على دراية واسعة بموضوع الرئاسة ، مُلمّين وذوي خبرة في المجال الإقتصادي والسياسي والإجتماعي و النفسي دون تناسي للمواثيق الإنسانية الدولية إذ ندرك جميعنا أن زمن الإستخاف بالبشر قد ولّى وأن أنباء العالم ـ القرية باتت تحلّق من أقصى الأماكن في غضون الثانية وأن الحكم للحكيم و ليس الحاكم ، وهنا نتحدث عن النّضج الفكري الذي يملك ثقة بنفسه ،المرحِّب للمنافسة عوض قبرها .
الآن يخرج المغرب من باب الديكتاتورية الفردية إلى بوّابة الديكتاتورية الجماعية حيث يصوّط شعب بأكمله أو لنقل أغلبه بالحكم ضدّ نفسه ، ضدّ الحرية الحقيقية التي طالما تغنىّ بها ليجد نفسه أسيرا لحرية مطلقة لا وجود لها إلا في الأحلام ،هادما ما تمّ بناؤه تحت دريعة اختيارات شخصية خاصة لا تُسمن ولا تُغني .
نعم لعب السكرتير العام لحزب التنمية على وتر عتيق حسّاس ألا وهو الدّين، حيث لا أحد يجرؤ على ملامسته فكيف بالأحرى مناقشته و تفكيكه و أمام الملأ وعلى أدراج البرلمان ، وهذه هي بالضبط مهمّة رجل السياسة ، إذ أن أشياء كثيرة قدلا تبدو على وجهها الحقيقي حين تلتحف بملاءة الدين . وهذا بالضبط ما اختاره الشعب المغربي . فهنيئا لهذا الشعب و تعازي للوطن الحزين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - للتذكير هتلر وصل للحكم عن طريق الاتخابات
tarik berdai ( 2011 / 11 / 30 - 10:47 )

الثقافة الشرقية و هي ثقافة لاهوتية باعتبار
اي يتصدر فيها ما هو غيبي و لا عقلي و لا واقعي المكان الابرز في تدبير الشؤون البشرية. وهنا المفارقة المضحكة الا ان الشرقيين الذين هم نحن لا قبل لهم بالاحساس بالسخافة sens du ridicule لان عقولهم هي عقول ربانية سريالية لا تستشعر التناقظات التي تفقا عيون الملء
و هذه الثقافة لا قبل لها بالديموقراطية و انا اتكلم هنا على مستوى النخب التي تفهم في غالب الاحيان الامر على انه مشكل انتخابات يمكنك بعدها ان تفعل ما تشاء بينما الديموقراطية هي اساسا تتبيث لما هو انساني في مركز الاشكال الانساني و لفظ العناصر الخرافية خارج الاطار الاجتماعي بعد ان تلصق بها اليافطة المناسبة لها موضوعيا
سقف الديموقراطية الادنى يجب ان يظل دائما وثيقة اعلان حقوق الفرد و المواطن دون اية تحفظات ماكرةبحجة الخصوصية المغربية لان هذه الخصوصية بالذات هي مكمن التخلف
غير مسموح لاي برنامج سياسي او حزب و ان انتخب من طرف اغلبية ساحقة ان يتخذ تدابير غير ديموقراطية كملاحقة الاقليات او الحد من حرية التعبير او تقليم الحريات الفردية بدعوة او اخرى
للتذكير هتلر وصل للحكم عن طريق الاتخاب


2 - تبريرات العاجزين
عبد الله اغونان ( 2011 / 12 / 1 - 01:33 )
لايتعب عاقل في القيام بقراءة نفسية لشخصية المهزوم والمغرور والحسود
يتوهم يذهب بعيدا يغالط ويكذب.قال الشاعر
وعاجز الراي مضياع لفرصته---حتى اذا فات امر عاتب القدرا
انها ظاهرة في خطاب الهزيمة والاستعلاء في عدد واحد تجدون محللين للاسباب التي ما كان ينبغي ان تقع لفوز الاسلاميين في تونس وليبيا والمغرب ومصر... تمتعوا جيدا بالبكاء على الاطلال


3 - تبريرات العاجزين
عبد الله اغونان ( 2011 / 12 / 1 - 01:33 )
لايتعب عاقل في القيام بقراءة نفسية لشخصية المهزوم والمغرور والحسود
يتوهم يذهب بعيدا يغالط ويكذب.قال الشاعر
وعاجز الراي مضياع لفرصته---حتى اذا فات امر عاتب القدرا
انها ظاهرة في خطاب الهزيمة والاستعلاء في عدد واحد تجدون محللين للاسباب التي ما كان ينبغي ان تقع لفوز الاسلاميين في تونس وليبيا والمغرب ومصر... تمتعوا جيدا بالبكاء على الاطلال

اخر الافلام

.. مسلمون يؤدون -رمي الجمرات- أثناء الحج


.. أمطار ورعد وبرق عقب صلاة العصر بالمسجد الحرام بمكة المكرمة و




.. 61-An-Nisa


.. 62-An-Nisa




.. 63-An-Nisa