الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإنسان –الضحية أو النظرة الدونية للمرأة

بن جبار محمد

2011 / 11 / 30
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


الإنسان –الضحية أو النظرة الدونية للمرأة .

لست أدري هل وصف المرأة الشرقية ينطبق على المرأة المغاربية أيضا ؟ عمومـا أن الأدبيات التي أهتمت بشؤون المرأة الشرقية جعلتهــا أشبه ببقايا إنسان و أصبغت عليها وصف أسير المعتقدات العربية الإسلامية و المجتمعية , فهي أسيرة البيئة القبلية و أسيرة الرجــل الشرقي و أسيرة التعاليم السماوية و غير السماوية , الغريب في الأمــر أن النظــرة الدونية للمــرأة لم تتطــور كثيرا بل بقيت حبيسة نفس النظرة منذ عشرات القرون كآلة إنجاب و إمتاع للرجــل !
فالإشكــال هــو رؤية المرأة في إطــار و حدود الجنس ليس إلا , و لا يوجد إستثناءا إلا ما تعلق بنساء جاهدن في حروب دينية مقدسة و أستشهدن أو أنهــن قدمن رجالا كوقود للمعارك .
كتب التراث تزخر بوصف النساء اللائي كن خليلات الخلفاء و السلاطين و الملوك أو ربما كن جزءا من مؤامرات القصــر أو البلاط و سقطت دول بسببهن .
ما أريد قــوله , المرأة في التاريخ الإسلامي كله لم تنصف و يأتي وصفــها إلا في الجانب السلبي فقط أو أن تأثيرهــا كان سلبيا و الحديث عنـها لا يكون إلا في الإطــار الأنثوي- الجنسي ( السمـر , الجمال , وصف تفاصيل الجســد , الغناء , الرقص , خليلة , غريمة , عاشقة , متآمرة , غانية , الحريم , الجواري ...الخ )
الأسوء من ذلك ,, أن الدين حدد لهــا أدوارا لا يجب أن تنفك عنه , ذلك الدور لا يعدو أن تكون مناط الرجــل في جميع أدواره و تقلباته و أشكاله مما ألحق المرأة العربية أضرارا تاريخية و سوسيولوجية أنعكست على الرجل العربي بشكــل عام و على المجتمع العربي و على الدولة بحد ذاتها . و نعجب من تبجح الرجــل العربي في وضـع المرأة ملك اليمين و حظــها في الحياة هو فقط ذلك الهامش الضيق الذي يتفضل به أو يتنازل عنه لها ! كالسماح لها بالخروج للعمــل و قد وضع لهــا ظوابط تتقيد بــها أو أن تتسوق مع أبنائهــا الذكــور .
المجتمع العربي الذكــوري لا يزال يعامل المرأة بنفس المعاملة التي تعامل بها أسلافه , و هذه المعاملة أطمأنت لهــا المرأة نظــرا لعوامــل كثيرة , بدأا من قوانين أحوال الشخصية الذي دجنها و قولبهــا و أنقص حــقهــا في الميراث و ألقى على عاتقــها أسباب النشاز و الطلاق و فساد الزواج ...
و أغرب ما رأيت في قوانين الأحوال الشخصية المستمدة من الشريعة الإسلامية (هذه القوانين يشارك في صياغتها الفقهــاء و رجال الدين ) أن توصف المرأة في إحدى بنود القانون بالموطوءة ! يعني المرأة التي تم الدخـول بها . و قد أستعمل القانون عشرات المصطلحات التي تحــط من المرأة أو على الأقــل لا تساويهــا بالرجل في كل الأحــوال .
هذا الإنسان- الضحية الذي هو شريك حياة و مواطن بكامل حقوقه التي قررتها المواثيق حقوق الإنسان لا يزال يراوح مكانه عندنا , ليس له مطلق الحرية في الإنتخاب و الزوج أو الأخ هو من يقرر في مكانهــا بالوكالة , و ليس حق سياقة السيارة إلا إذا سمح لهــا الزوج برخصـة ليس لهــا حق في مزاولة الدراسة حتى تستشير مجلس العائلة !
هذا الإنسان –الضحية بحاجة الى مراجعة القوانين الأحوال الشخصية , بحاجة الى مشاركة سياسية فعالة و ليس الى المشاركة الرمزية , بحاجة الى أن تقرر مصيرهــا بنفسـها , بحاجة الى مراجعة الرجــل العربي الى نظرته الدونية لهــا و أن ينظــر لها أساس عقــلها و روحــها و ليس جسد ها , بل أمتثل كليا لتلك القيم السلبية التي جاءت بها النصوص الدينية كنقص في الدين و العقــل .
قبل أن أختتم كلامي في هذه العجالة , تحضرني تلك الصورة التي علقت في ذهني من خلال سنوات عملي الطويلة في الإدارة أن معظم المدراء و المسؤولين الإداريين غير قادرين على التفرقة بين سكريتيرتهم و زوجاتهم !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كل يوم - 76 عاما على النكبة.. تاريخ اغتصاب الأوطان يطارد الا


.. رئيسة لجنة الشؤون الاجتماعية في المجلس البلدي لمحافظة ظفار آ




.. لمستشارة بوزارة العمل الاجتماعي والطفولة والأسرة الموريتانية


.. نائبة رئيس مجلس محافظة معان عايدة آل خطاب




.. أميرة داوود من مكتب ديوان محافظة الجيزة في مصر