الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مصادر الصلاة

ابراهيم هيبة

2011 / 12 / 1
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


كم أحسد المصلّي على ذالك الإمتياز الميتافيزيقي الذي يتمتع به، والذي يتمثل في قدرته على أن يتخلص من كل أعبائه عبر تعليقها على مشجب إله ما! عندما تُناصبه الحياة العداء وتُصد في وجهه كل الأبواب، لا يجد المؤمن من مخرج نهائي لأزمته أفضل من الصلاة؛ حسبه فقط أن يجثو على ركبتيه وأن يرفع أكف الضراعة إلى إله ما. حتى الوثني يمتلك نفس هذا الامتياز في أن يعرض مآسيه على مطلق ما، ولا يهم أن يكون هذا المطلق من الحجر أو الشجر؛ إنه كائن حزين، وهذا كاف لوحده بأن يجعله متدينا.
في العمق، نحن لا نصلي لأننا مؤمنون، بل لأننا متعبون ونريد أن نستريح؛ فالرغبة في طرح أثقال الحياة عن كاهلنا هي ما يبرِّر وجود الصلاة؛ والتي لولا الطابع العبودي للوجود لما كان لها من معنى. كل شخص يعيش في سعادة مطلقة لا يمكنه أبدا أن يستوعب مغزى الصلاة؛ وما الذي سيدفعه إليها ما دام لا يرزح تحت أي عبئ؟! وحدهم المثقلون بالأحزان والمثخنون بالجراح من يملأون المساجد والكنائس.
كلما ضاقت بالمرء الحياة وهزمته تدابير الأيام سيجد نفسه على حافة الصلاة، حتى وإن كان ملحدا؛ فالصلاة ليست فعلا تعبديا إلا في المظهر، أما في العمق فهي ممارسة طبية ـ أي ترياق ضد سموم الحياة. فعندما ينخرط المرء في الصلاة يخفف عنه بذلك قسوة القدر ومرارة الفشل؛ كما أن الطابع الحواري للصلاة ـ أي تمظهرها كحوار بين الإنسان والله ـ يوحي للمرء بأنه ليس وحيدا في الكون.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - رائع كعادتك
منجى بن على ( 2011 / 12 / 1 - 22:03 )
كنت اتسال اين اختفى السيد هيبه وها نت اليوم تتحفنا بموضوع شيق وبطريقه رائعه كعادتك الا ان اسوا عاداتك انك انطوائى لدرجة عدم اكثراتك للاخرين اذا لماذا تكتب ولمن تكتب
من المؤكد انك تريد مشاركت الاخرين بدليل انك تكتب فى موقع للاخرين وهذا يعنى انك ملزم بالرد على الاخرين دون اصطناع عدم المبالاء وكانك تكتب لمن هم اقل منك وعى وادراك خادعا نفسك بهذا الوهم
صورتك تقول الكثير...عندما يولد الانسان سىء الحظ فانه سيلجا الى احد الثلاثه اما الاديان او الفلسفه او الشيوعيه اما الانسان الاكثر سوا فانه سيلجا الى الثلاثه
انت تقول.... لولا الطابع العبودى للوجود لما كان للصلاة معنى..كيف؟وهل الوجود يفكر حتى يصنع لنفسه طابع؟
انت تقول..وحدهم المثقلون بالاحزان والمثخنون بالجراح هم الذين يملاون المساجد والكنائس؟وماذا عن الاغنياء والمترفين؟
تقبل تحياتى

اخر الافلام

.. نتنياهو يرفض الضغوط الدولية لوقف الحرب في غزة


.. أثار مخاوف داخل حكومة نتنياهو.. إدارة بايدن توقف شحنة ذخيرة




.. وصول ثالث دفعة من المعدات العسكرية الروسية للنيجر


.. قمة منظمة التعاون الإسلامي تدين في ختام أعمالها الحرب على غز




.. القوات الإسرائيلية تقتحم مدينة طولكرم وتتجه لمخيم نور شمس