الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الوعي الثقافي الإنساني من ديكارت إلى ما بعد الماركسية

وليد مهدي

2011 / 12 / 1
في نقد الشيوعية واليسار واحزابها


(1)

تمضي هذه الرحلة ، وتستمر الذات الانسانية في بحثها الدائب عن معنى وجودها في هذا الكون الفسيح ..
تتزاحم المعاني وهي تفتش فيها معنى تلو آخر ، وفي كل مرة يعتقد فيها المفكرون انهم وصلوا لذروة التاريخ .. الحقيقة الكبرى لهذا المعنى , سرعان ما يكتشفوا انهم لم يكونوا على صواب ابداً ..
ومنذ ان اطلق ديكارت صيحته المشهورة " انا افكر اذن انا موجود " .. اعتبرت تلك بادئة لثورة معرفية كبرى في تاريخ البحث عن معنى الوجود الانساني على هذا الكوكب ..
لكن هل انتهت القصة عند ديكارت ؟
ما دفعني حقاً لكتابة موضوع اليوم هو الرفيق ابي كاطع ، صاحب الاسم المموه والعقل النير الذي اختار هذه العبارة بدقة متناهية كي اعيد بها ترتيب وقائع التحول الثقافي ببضعة سطور ..
فالف شكر له على هذه المبادرة ...

(2)

وضح جاك دريدا في القرن الماضي بأن الفكر الغربي يكاد ان يكون برمته معقوداً على مبدأ فكري فلسفي اسماه باسم :
ميتافيزيقيا الحضور presence metaphysics أو ما يعرف بالـــ Logocentrism ...
وهو يتلخص بحضور " الانا " في كل عملية تفكير تاملي لتقييم الواقع وحتى " الآخر " محصورة ضمن إطار " اللحظة " ..
ولعل الكثير من المتعمقين والمتابعين لافكار دريدا مثل جوناثان كلر يذهب بان محور كتابات دريدا كانت تناقش هذا الموضوع وتحاول التعاطي معه بصورة جذرية ..
فكما هو معروف ضمن الشعار الفلسفي الديكارتي " انا افكر اذن انا موجود " فإن اساس الفكر الغربي منذ فجر اليونان اعتمد على محورية الأنا ... اي شعور الانسان بنفسه في " لحظة " معينة تكون حاضرة ... دون ان تبالي في المآل الذي ستؤول إليه الانا في لحظات تالية ...!
فديكارت الذي كان موجوداً يوماً ، لم يعد له وجود إلا في سطور الكتب ، في ذمة التاريخ ، وكل من يرفع شعاره هذا اليوم يصطدم بصخرة التفكير بالعدم ما بعد الموت الذي يعيد صياغة الفكرة بعد تامل عميق على ان عملية التفكير وانعكاسها في الوعي و " الانا " لا تعدو ان تكون عملية " بسيطة " في عالم كبيرٍ بالغ التعقيد له من " الحضور " في اللحظة ما يفوق جسامة الفكرة الديكارتية التي تناسب " روبنسون كروزو " وهو يعيش على جزيرة نائية كي يتاكد من وجوده ، كحال الحضارة الغربية قبل قرن مضى وشعورها بالتفوق ، لكنه باية حال غير مناسب ابداً لانسان يشعر بعدميته مهما تعاظمت اناه في عالم القرية الصغيرة بالغة التعقيد ..!
لعل مقولة ديكارت تلك كانت مجرد افرازٍ " حتميٍ " لطبيعة الفكر الغربي على طول مسار تطور هذا النوع من " الميتافيزيقيا " التي تعتبر كل الاطر الذهنية الرافضة لقبول حصر العقل باللحظة الحاضرة فقط بانها ميتافيزيقية تخالف " العقلانية " ..
نرجسية الفكر الغربي لم تكن لها حدود خصوصاً مطلع القرن الماضي ، اذ كانت " محورية " الثقافة الغربية ودوران العالم حولها هي الفاعل الاساس في ايمان " الغرب " بوجوده وموت كل ما عداه من ثقافة في هذا العالم ..
ولعل وصف " موت الآخرين " اوضح مظهر لميتافيزيقيا الحضور حتى ظهور الفكر الشيوعي الذي تبناه الشرق وامم العالم الثالث التي ارهقتها نرجسية وغرور الغرب على كافة الصعد الثقافية و الاقتصادية والسياسية ، اذ تراجع هذا "الغرب" بما في الكلمة من " حظور " متعالي عن غروره قليلاً بعد بزوغ الافكار التقدمية التي حققت قفزة نوعية جديدة في " إطار الافكار " من فردانية الانا العالية إلى كلانية الوجود الانساني ككل متسق يجري نحوه حثيثاً التاريخ ..

(3)

الفكر الغربي دافع عن ميتافيزيقيته باستماته جعلته يخرج عن الاطر العقلانية التي طالما تغنى بها حين جعل نمط الانتاج النيوليبرالي غايته النهائية واسرف في توقع امكانية توسع نفوذ الحضارة الغربية على العالم ما بعد تفكك الاتحاد السوفييتي و العولمة وبقاء الغرب في نفس الوقت بالصدارة على كافة الصعد ..
نمط الانتاج النيوليبرالي المزعوم لم يتمكن من ان يولد ولادة طبيعية ضمن هيكل الاقتصاد العالمي ، لربما تسرع الغرب بمحاولة تعميمه على الكوكب خلال عملية قيصرية ضمن مسار توسعه في الحرب المزعومة على الارهاب ... وهاهي النتائج التي يحصدها الغرب ، عالم مليء بالاضطرابات ، واقتصاد كوني مترنح .. لكن ..
لا تزال ميتافيزيقيا " التفوق " هي الحاضر الذي لا يريد الغرب التخلي عنه مطلقاً :
فكل البشر بحاجة لترويض ليكونوا آدميين حقيقيين ( وإن كان هذا في اللاشعور الغربي المعاصر ) ..
فيما الغرب وحده " الحاضر " ضمن فضاء ثقافته التي تقول بان الغرب هو الموجود .. وما عداه امواتٌ غيرُ احياءٍ وما يشعرون ايان يبعثون ..
لقد شوهت البروباغاندا الغربية كثيراً الفكر التقدمي الذي حاول ان يعتق البشرية من سطوة هذا الحضور غير القلاني المتمترس بعقلانية " اللحظة " المزيفة ، واتكأت في حملتها هذه على اسراف المعسكر الاشتراكي الشيوعي في شمولية الحكم بسبب اخطاء منهجية من قبل من قادوا الاتحاد السوفييتي في التعاطي مع المفهوم الانساني للاشتراكية والشيوعية ..
فالانتقال من مركزية " الانا " إلى كلانية " نحن " الانسانية الجامعة لم يكن يعني سحق Crush الانا للفرد لحساب " نحن " كما فعل العديد من قادة العالم الاشتراكي ..
شمولية الاشتراكية والفكر الشيوعي كان من المفروض ان يجعل الانا جزء من كلانية الفكر التقدمي ، لكن ...
ربما كانت الطبيعة العسكرية للنظم الاشتراكية قاطبة هي التي ابعدتها عن فهم النمو الطبيعي للفكر واعتبرت حربها مع الراسمالية هي ذات الحرب مع " فردانية " الانسان وولعه وتعلقه بحضور اللحظة ، ربما كان ذلك الواقع مفروضاً بقوة تاريخية قاهرة جعلت الشيوعية تحيد عن فهم علاقة التحول الطبيعي في الفكر بدلاً من مفهوم " الصراع " الذي لا يختلف هو الآخر عن ميتافيزيقيا الحضور الغربي كثيراً في غروره وتعاليه عن موضوعية انسياب وتحول " الثقافة" الانسانية بنسبة فاعلة ومتكافئة مع فاعلية التحول والتطور في ادوات الانتاج ..
فذا كانت " الانـا " هي محور ميتافيزيقيا الغرب ، فإن " الآلة " اضحت في القرن الماضي محور نظرية الشرق التي اهملت دون ان تشعر طبيعة العلاقة التي تجمع بين الإنسان والآلة والتي انتجت ثقافة جديدة لا تزال في طور التنامي والتحول وتؤثر في احداث ووقائع العالم المعاصر ..

(4)

لعل الثقافة " الرقمية " لو صحت التسمية هي اوضح تجلٍ لواقعية مشاركة الآلة والانسان في صنع التاريخ معاً بمسافة ثابتة لتاثير احدهما بالآخر .. وليس محورية " الانا " بشكل مطلق كما يذهب " الغرب " ... او محورية " الآلة " كما ذهبت بعض التفسيرات المتطرفة للماركسية .. او حتى محورية " الله " في قيادة التاريخ ..
فاعلية التواصل الاجتماعي والذي اجج الثورات العربية اثبت بأن معنى جديداً " للحضور " بدا يطفو على سطح تحول الثقافة البشرية من جملة تفاعلات " الانا " و " النحن " ، خصوصاً في المجتمعات العربية المسلمة التي ترزح تحت نير قوة تاريخية قاهرة للاستعباد الفكري الذي يسحق الانا ويحد من فاعليتها بشكلٍ كبير ..
ومن يتصور بان الفكر التقدمي الحاث الخطى نحو " حضور " انساني شامل قد ولت ايامه إلى غير رجعة بعد " الربيع الإسلامي " في المنطقة العربية هو على خطأ جسيم حين يعاود التفكير بميتافيزيقيا اللحظة التي تزول لحساب اخرى ..
العالم يجري نحو تاكيد " الهوية الثقافية " بسبب صدمة العولمة ، هذا ما تنبا به الكثيرون نهاية القرن الماضي ..
وامام الماركسية وقت طويل كي تعيد انتاج مفهومها عن الانسان مستفيدة من اخفاق " العسكر " الاشتراكي في القرن الماضي في كسب ثقة الجماهير ، لتستعد من ثم لخوض كفاحها ضد الاسراف في تاكيد الهوية الثقافية الاسلامية او الغربية أو الكونفوشية او السلافية من قبل قادة العالم الجدد في العقد المقبل من هذا القرن ..
اليسار التقدمي بحاجة إلى نهضة ثقافية " تتجاوز " الهوية الثقافية إلى ما بعدها ... لكن .. لم يحن الوقت بعد لذلك ..!
علينا ان نبقى على امل ، ونخف من حدة الخطاب السياسي تجاه الخصوم ..
فاستقرار الروس والسلافيين ( على سبيل المثال ) واقتناعهم بعد ان تمر السنين بعدم جدوى الفكر القومي والهوية الثقافية لرد الاعتبار لانسانيتهم .. سيكون فاتحة لانطلاقة " معنى " انساني جديد ..
كذلك هي جماهيرنا العربية بعد سنين ايضاً ، ستدرك بان ليس " بالاسلام " وحده يحيا الانسان ..
الجماهير بامس الحاجة لان تمر بهذه التجربة " الاسلامية " الجديدة حتى تتاكد بشكل واقعي ملموس من ان هناك " ما بعد " الهوية الاسلامية ..
حينها فقط ستعاود التقدمية والاشتراكية البزوغ من جديد ضمن سياق طبيعي الولادة وفي نفس الوقت مشحون بارادة الانسان ومنتج كثمرة لكفاح الفكر التقدمي ضد الجهل ..
اما ما يشهده " الحوار المتمدن " هذه الايام من بكاء على الاطلال وولولة على فقد الربيع ليصبح خريفاً بفعل الاسلام السياسي ، فهو انما ينم عن بطلان اسطورة فهم التاريخ والمادية التاريخية التي نسي مفسروها الاقدمين ان يذكروا لنا بان ليست الراسمالية وحدها هي المرحلة الحتمية التي لابد ان تمر بها مراحل تطور الاقتصاد الكوني قبل ظهور الاشتراكية والشيوعية ..
هناك في الثقافة ايضاً مراحل من التحول لابد ان تمر بها الثقافة الانسانية قبل ان تتبنى ثقافة انسانية كونية شاملة ، الهوية الثقافية الحضارية بمختلف مستوياتها القومية والدينية مرحلة لم تتجاوزها الشعوب العربية بعد ، وهاهي تعاود الكرة بربيعها الاسلامي الذي ستختبر به ذاتها ووجودها قبل ان تقرر طريق خلاصها القادم " ما بعد الهوية الاسلامية " ..
فالحرب التي مارستها الحضارة الغربية ضد شعوب العالم في القرن الماضي خصوصاً بقيادة بريطانيا والولايات المتحدة .. اخرت الجنس البشري مئة عام بما يتعلق باكتشاف معنى ذاته دون ان انكر بانها ربما دفعته مئتي سنة للأمام في بناء رفاهيته .. !!
اذ تعاود الامم اليوم تبني هوية ثقافية " تحت انسانية " كي تقرر مصير تحولها الثقافي القادم نحو " الهوية الانسانية الجامعة " بنفسها .. وليس بالإرادة الغربية السياسية التي تتبنى هوية انسانية مزيفة مملؤة بالأباطيل لا توجد لها ارضية تطبيقية على ارض الواقع الذي تنهج به اميركا واروبا سياسة نفعية استعمارية مزدوجة المعايير ...!!

(5)

اتمنى من اخوتي الافاضل في حوارنا المتمدن دائماً ، والمتقدم " احياناً " ... أن لا يؤخرونا بسوء التعاطي مع تحقق آمال الجماهير العربية والاسلامية .. واحترام خياراتها مهما تكن في رحلتها " المتأخرة نسبياً " عن الثقافة الغربية ..
فهكذا هي سنة المادية التاريخية التي لن نجد لها تبديلاً وليس لنا دونها تحويلاً ، دون ان اتنصل من واجبنا كتقدميين في محاربة الاستعباد الفكري والاستبداد على حدٍ سواء .. ولكن ..
علينا ان لا نسرف في " النضال " ضد " الظلاميين " كثيراً وننسى ما تبطخه المخابرات الامريكية على حدود سوريا ولبنان اليوم .. في نفس السيناريو الافغاني تجاه السوفييت في الماضي .. السلفية الجهادية .. ولعبة الفوضى الخلاقة التي وصلت لنهايتها ..

فقد اذن التاريخ بأفول نجم الهيمنة السياسية للولايات المتحدة في الشرق الاوسط قريباً .. وقريباً جداً ..
اتمنى ان لا يبقى كتاب الحوار المتمدن ، اقصد شريحة واسعة منهم من ذوي الميول اليسارية التروتسكية ، مغردين خارج " التاريخ " ..
فيا ايها الاكارم ، امتطوا موجة التاريخ بدلاً من مواجهتها .. فلا عاصم لاحد اليوم منها واميركا وحلفائها إلى زوال ... سيخسر كل من يراهن على فرسها الخاسر .. حسب المادية التاريخية !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - موقفك
جمال السالم ( 2011 / 12 / 1 - 10:37 )
اريد ان اعرف موقفك من القتل الوحشي الذي يتعرض له الشعب السوري وما موقفك من النظام الفاشي السوري؟


2 - موارد الارض
جمال السالم ( 2011 / 12 / 1 - 11:34 )
الوصول الى ثقافة كونية شاملة تعتمد على محدودية عدد السكان واعادة تدوير الموارد امر حتمي خلال العقود القليلة القادمة وسيحكمها نفاذ معظم موارد الارض من الحديد والفوسفات والنفط وغيرها خلال ال60 عام القادمة وحتى اكثر العناصر التي ستدوم لن تدوم اكثر من 100 عام


3 - الصديق العزيز مهدي
جاسم الزيرجاوي-مهندس أستشاري ( 2011 / 12 / 1 - 13:16 )
الصديق العزيز مهدي تحية لك ولكل الاصدقاء
ورد مصطلح (المادية التاريخية ) في خطابكم
قبل ان نستمر في الحوار معكم
اولا : ماهي المادية التاريخية ؟ حسب المفهوم الماركسي
ثانيا: تقول يا صديقي
ذوي الميول اليسارية التروتسكية
من هم لو تتكرم مشكورا ؟
و ما هي ملامح تروتسكيتهم....لطفا؟
تحياتي و قبلاتي


4 - شيعة الحياة
Almousawi A. S ( 2011 / 12 / 1 - 16:04 )
لاشك ان طبائع الانتاج تؤدي دوما الى علاقات انتاجية وروابط بين البشر من نوع اخر ابعد من حدود الذات او المكان
واستقراء التاريخ بتجرد واخذ المرحلة الزمنية بالحسبان يمنح زخما عقلانيا متوازن الخطا نحو الامام وهذا مايميز دائما ما تطرحة للحوار سيدي الفاضل
ويبقى الخلاف رائعا ان توخى الغوص في اعماق الموضوع غير ان الملفت للنظر تصور البعض ان مفاهيم الرأسمالية او الاشتراكية هي مفاهيم ثقافية ولذلك يؤكد بعضهم ان الحوار المتمدن هو من نعم الراسمالية بادارة تروتسكية
مع اطيب الاوقات


5 - الفلسفة المثالية
Abu Ali Algehmi ( 2011 / 12 / 2 - 04:57 )
أستغرب من رفيقنا الماركسي وليد مهدي أن يبحث في معنى الوجود !! الوجود يا رفيق وليد ليس له معنى حيث أن ظهور ختلف الأحياء في الطبيعة إنما هو ظاهرة جزئية وتافهة لا معنى لها في الامتداد الكوني ولن تؤثر فيه أيما أثر
فكرة البحث عن الوجود الإنساني تستبطن تلقائياً فكرة وجود خالق للكون وللحياة بعد أن غدت فكرة الخلق والخالق فكرة طفولية مضحكة
يعود رفيقنا الوليد المتميز إلى البحث في فهم العالم ويستعفي من تغييره كما طالب ماركس
كيف لنا أن نسأل لماذا الحمار حمار أو السمكة سمكة !!؟؟


6 - فردانية الغرب مقابل كلانية الشرق
وليد يوسف عطو ( 2011 / 12 / 2 - 09:25 )
المفكر والكاتب المبدع وليد مهدي الجزيل الاحترام . دائما تتحفنا بما هو جديد واشكالي وجدلي . انا اعتقد ان الغرب يكرس ويضخم الانا العالية الانانية لعزل شعوبه عن النضال من اجل مصالحهم ضد الراسمالية المتوحشة في مقابل ثقافة الشرق الروحية او المتروحنة والتي تجد في كتابات كثير من المفكرين امتزاج الثقافة والمنهج العقلي النفدي بروحنة العقل الشرقي والذي يتميز بالعقل الكلي كما في الثورات العربية .اعتقد ان الغرب انتج من مفهوم شعب الله المختار نموذجا غربيا يعتبر نفسه هو الارقى مقابل الجنوب الفقير والمتخلف والشرق الميتافيزيقي. لاارى تعارضا بين العقل والفرد وبين العقلانية الكلية وفق التاو الصيني او البدا الفلسفي في التعددية ضمن الوحدة . مجتمعاتنا لاتزال زراعية ورعوية وعشائرية وبالتالي لاتتعارض الذات الفردية مع الكلانية ولايمكن لمجتمع بدائي مثل مجتمعاتنا التخلي عن ثقافتها الدبينية والقبول بالوجود فقط كما هو , سوف لاينتصر الالحاد على الايمان او العكس اعتقد انهما متلازمان ومجتمعاتنا في حالة صيرورة وهو ماسيكشف عنه المستقبل , اسمى تحياتي اهديها لك مع خالص مودتي


7 - الثقافة الرقمية غيرت نمط الحياة
مريم نجمه ( 2011 / 12 / 2 - 14:13 )
تحيتي للصديق والكاتب المحترم وليد مهدي

القراءة والتواصل الإنساني والحوار بشتى الوسائل وخاصة الثقافة الرقمية هي من ستبلور الأفكار والممارسات الصحيحة .. ثورات الربيع العربي ودروسها ومعانيها القريبة والبعيدة هي من غيرت الإيقاع الرتيب والجمود الفكري وطغيان ( الأنا , الإستبداد , الفوقي , العنصري , الإستغلالي , ..الخ ) ...) , كلي أمل وتفاؤل بتطور البشرية إلى إنسانية جديدة كلية , التاريخ والفكر الماركسي يقول ذلك .. طالما امتلكنا الكلمة الحرة وفتحنا الطريق لا بد للوصول ..
دائماً تمتعنا بالتحليل والأفكار والرؤى الجديدة صديقنا العزيز والكاتب المبدع وليد شكرا لجهودك الفياضة مع محبتي وسلامي ..


8 - الاخ جمال السالم
وليد مهدي ( 2011 / 12 / 3 - 09:43 )
تحية لك اخي الكريم

لا احد ... لو كان ذو ضميرٍ حي يقبل ما يتعرض الشعب السوري

المشكلة هي انني اتبنى موقفاً انسانياً اوسع قائم على محاربة الامبرالية والوقوف بريبة من كل فعائلها التي غالباً ما تصب في صالحها ... وليس في صالح الشعوب

المبادئ الراسخة التي تعلمناها من آبائنا المناضلين الثوريين مثل الخالد الحي ارنستو جي جيفارا تخبرنا اننا سنقف في مواجهة الامبريالية العالمية في حربها التلمودية الهرمجدونية ضد سوريا مهما كان الواقع متناقضاً في الاضطرار للتعاطي في هذه المرحلة مع نظام الاسد السفاح الذي لا يختلف عن نظم آل سعود وآل ثاني الدموية التي تبارك اليوم ثورة الشعب السوري ....!!!

اخي الكريم

لن اجامل ....رغم وجعي البالغ الذي مررنا بمثله تجاه نظام صدام حسين
فكانت نتيجة سكوتنا عن الغزاة لكراهيتنا لنظام البعث المقبور ... هي .. وطنٌ مقسم وشعبٌ يذبح بالملايين في حرب الامبريالية تجاه خصومها في المنطقة


9 - صديقي الغالي جاسم الزيرجاوي_المادية التاريخية
وليد مهدي ( 2011 / 12 / 3 - 10:05 )
تحية طيبة وبعد

المادية التاريخية كما عرفها الشيوعيون هي النظرية التي تفهم حركة التاريخ الانساني بعموميته كتحصيل لتطور وسائل الانتاج

اي واقع الثقافة ..والعلاقات الاجتماعية .. وما تنتجه من صراع طبقي هي حصيلة تطور وسائل الانتاج ....لكن .... هل الجسد البشري ... بحد - ذاته - وسيلة إنتاج ام لا ...؟؟

هل - الخلية الحية - التي تنتج الطاقة للجسد عبر الموكوندريا هي وسائل انتاج أم لا ؟

ثم العامل الاهم ...... هل الدماغ البشري ومسار تحول فكره العقلي الذي تطوره وسائل الانتاج أليس له اسهام من قريب او بعيد في - تطوير - وسائل الانتاج ؟؟

هل العقل ... كبرامج في الهاردوير الدماغي ..... إلا المكتسبات الثقافية والمعرفية المتراكمة في الحافظة الثقافية للمجتمع التي نتعلمها منذ الصغر حتى نكبر ....؟؟

هل - الهوية - إلا جانب من هذا التراكم .... وتتداخل في بنية العقل مع وسائل الانتاج المعنوية والمادية ....؟؟

لا انكر الاساس - المادي - للوجود الانساني .. اقصد الجسد ... المادة المحيطة في عالم الجسد التي تتألف منها وسائل الانتاج

لكن العقل ومحتواه يشارك في صناعة التاريخ مع وسائل الانتاج

يتبع


10 - صديقي الغالي جاسم الزيرجاوي_التروتسكيـــة
وليد مهدي ( 2011 / 12 / 3 - 10:20 )

ما ذكرته لك اخي الكريم قبل قليل .... هو - فهمي - للماركسية , الفهم المعمق لها على غرار ماطرحه - جرامشي - عن دور الثقافة في مسار التحول الانساني والتقني الذي بدا واضحاً بعد تطور التقنيات في القرن العشرين ... وبات لا يمكن انكار دور الثقافة في تطوير الآلة .. وسيلة الانتاج التي لا ننكر ايضاً دخولها في دائرة مشتركة مع الثقافة فتطور كلاهما الاخرى... دون تمييز لمن يكون قصب السبق !

التروتسكية .. دعوى اليسار الاوربي للتحول - التلقائي - للاشراكية كتحصيل حاصل
واجد نفسي اميل لهذا الراي
لكن المأخذ على هؤلاء هو تحولهم للقبول بواقعية الراسمالية ... ورفض التحول الثوري للاشتراكية الذي حصل في بلدان العالم الثالث

التروتسكية للاسف اشبه بالعقيدة الامامية التي تنتظر - الخلاص- الذي سيأتي به التاريخ , اضحت كالافيون الذي يمنع التروتسكيين من قول ولو كلمة حق تجاه ما تقوم به اميركا في حروبها ... واتخاذهم موقف الندية المستديم تجاه الحركات الاسلاموية - المقاومة - والممانعة للامبريالية

من قصدتهم يا صديقي من يتخذوا من تروتسكي ونهجه ذريعة لقبول الامر الواقع الامريكي
وعدم قبول - الامر الواقع - الإسلاموي


11 - صديقي الغالي جاسم الزيرجاوي_الموقف من الاسلام
وليد مهدي ( 2011 / 12 / 3 - 10:34 )

ماذا يؤشر برايك اعتقاد - التروتسكيين - حتمية الراسمالية الامريكية قبل حلول اوان الثورة العالمية الكبرى .... اللحظة التاريخية التي وعـِـدوا بها لحصول تغير عالمي شامل ... كأنه عودة المسيح ... أو ظهور المهدي ....؟؟؟

وعلى ماذا يدل عدم قبولهم بحتمية بروز الاسلام السياسي بصيغ اكثر واقعية موائمة للحياة العصرية مثل النموذج التركي والنموذج الايراني المختلف كلياً .... والنماذج المولودة حديثاً في العراق ومصر وتونس وليبيا ...؟؟

للاسف ... الميول عاطفية ... لا تحاول قبول - واقعية - الهوية الثقافية الاسلامية .. التي تنبأ بها هنتغتون في رده على النبؤة -الفاشلة - لفوكوياما

ألا يلحظ الاخوة التروتسكيون أن - اُم الليبراليين - اميركا رضي الله عنها قد قبلت الامر الواقع اعتماداً على المنتج المعرفي العلمي لمراكز البحوث والدراست الغربية بحتمية التعامل مع الاسلام السياسي , فيما هم يصرون على اعتبار صعود الاسلام السياسي مجرد انتكاسة وكارثة وليست شيئاً طبيعياً في سياق الحركة التاريخية ... التي سلم بحتميتها الغرب واذعن وهو يفكر بآليات لاحتوائها ...فيما اليسار عامة لا يزال في غيبوبة التنظير ؟

Kisses


12 - الاستاذ الموسوي _1
وليد مهدي ( 2011 / 12 / 3 - 11:10 )
اشكرك جزيل الشكر على هذا التوضيح

لكن لاخبرك .. بأن - الثقافة - ليست وليدة علاقت الانتاج وحدها
للثقافة بعدٌ - إضافي - ذاتي الفعل يمكنه ان - يغير - في وسيلة الإنتاج كما حدث في هذا القرن من تحول الثقافة إلى عامل اساسي في المفاعيل السياسية العامة .... واثبتته وقائع التحولات الدراماتيكية التي شهدتها اوربا بنهاية الاتحاد السوفييتي .... والعالم الاسلامي العربي بحلول عصر - الثقافة الرقمية - التي فرضت نفسها كرقمٍ صعب في المعادلة السياسة الدولية

من الصعب حقيقة الفرز بين من أثر اولاً .... الانترنت في الثقافة
ام الثقافة هي التي اثرت بالانترنت ؟

الانترنت باعتباره وسيلة انتاج معرفي رقمي ,

المسألة تشبه ظهور - الوعي بالذات - لدى البشر الذين تميزوا عن باقي الحيوانات بانهم يدركون ... ما حولهم .... بنفس الوقت الذي يدركون فيه .....بانهم - هم - كذوات منفصلة يدركون ما حولهم !

الادراك الثقافي .. الشعور بالانتماء والهوية ... هو صنيعة وسائل الانتاج .... لكنه بنفس الوقت قابل للانفصال عن هذه التبعية للآلة أو - القوالب - المعرفية بحيث .. تصبح الثقافة واعية بذاتها وبمحيطها...
يتبع


13 - الاستاذ الموسوي _2
وليد مهدي ( 2011 / 12 / 3 - 11:15 )

فاعلية الثقافة .. تتجاوز كونها مجرد هوية

الثقافة .. تصبح في حالة - الوعي الجمعي - وسيلة انتاج جديدة

لكنها وسيلة انتاج معنوي ..... وبهذا لا نختلف عن الماركسية إلا في - التفسير - الذي غلبت عليه الصبغة المادية في القر الماضي

خالص التحايا لك


14 - الرفيق ابو علي الجهمي مع تقديري العميق_1
وليد مهدي ( 2011 / 12 / 3 - 11:25 )

شكرا لمداخلتك سيدي الكريم

سابدأ من سؤالك الاخير قبل بحث الباقي

للأسف .... الحمار والسمكة اختاروا ان يكونوا كذلك ..... حسب نظرية التطور والتي لا تخص دارون وحده.... وليس كما يتصور الغالبية بان الحمير تبقى حمير .... والقردة يمكنها ان تبقى قردة ............فالواقع البيولوجي يخبرنا بغير ذلك ... حي ندرس - الطفرة - الوراثية كاستجابة لضغط المحيط

المشكلة هي إن الطفرات لا يمكن رصدها بعشرات او مئات السنين في السلالات الحيوانية الكبيرة , نحتاج إلى مئات الالوفمن السنين وهو عملياً لا يتوفر ....مع ذلك .... يمكن التاكد من صحة هذه النظرية عندما ندرس الكائنات الصغيرة .... كالبكتيريا ..... التي عاصرتنا خلال مئة سنة مضت واثبتت قدرتها على - التحول - و - التكيف - وانتاج سلالات مقاومة للمضادت الحيوية التي كانت تقتلها قبل خمسين سنة ، فكثرة - الضغط - ممثلة في كثرة تعاطي الادوية تودي لانتاج انوع جديدة من البكتيريا على مدى ثلاثمائة عام قادمة ، لذاالسبب لا ينصح الاطباء بالاسراف في تعاطي المضادات الحيوية .... وهذا شيء معروف

يتبع لطفاً


15 - الرفيق ابو علي الجهمي مع تقديري العميق_2
وليد مهدي ( 2011 / 12 / 3 - 11:39 )
معنى الذات اخي الفاضل .... هو مراحل في تحول ...ادراك المرء لنفسه عبر التأريخ

كما تفعل البكتيريا ... وكما فعلت العصافير....!!

هل تصدق بأن العصافير .. كانت قبل ملايين السنين تدرك نفسها بانها ديناصورات عملاقة تجري على الارض ولم تكن تحلم حتى بانها يوما ستحلق في الهواء ...؟؟

هكذا يخبرنا علم التطور
Science of biological evolution

وكذلك يخبرنا بأن الذئاب يوماً قد كانت كلاب .... والطماطم الحمراء الشبيهة بعائشة .. كانت في يوم من الايام باذنجاناً اسوداً مثل بلال ....

صدقني .. لا اتهكم ، هذا هو مسار التطور البيولوجي العلمي وهو صميم تخصصي , حيث كانت معاناة الاسماك في البرك الضحلة التي تجف كل صيف ادت بعد ملاييين السنين لانتاج البرمائيات عبر مراحل دقيقة من التحول

الذات البشرية .... ادراكها لنفسها .... يمر باطوارٍ مشابهة ... لكنه اسرع وتيرة من التطور البيلوجي , حيث باتت معرفتنا بانفسنا مختلفة كثيراً عن تلك التي بدأ بها التاريخ بين النهرين وحوض النيل .... والنهر الاصفر

اشكرك جزيل الشكر على المداخلة


16 - الصديق العزيز وليد يوسف مع التقدير
وليد مهدي ( 2011 / 12 / 3 - 11:55 )

تحي لك ايها الزميل الكريم

تخلف مجتمعاتنا بسبب - غياب - الذاتية ....فما تفضلت به صحيح عن نمط العلاقات الزراعية الرعوية القديمة سبياً ... والتي بسبب العولمة تحاول القفز فجأةدون المرور بالفردانية التي تميز - الحضور - للذاتية ... الثقة العميقة بقيمة النفس ... وهي اعمق من الثقة بالنفس
فحتى الفرد الذي يعاني من عدم ثقة بنفسه في الغرب , لكنه غالباً ما يحتفظ بقيمة عليا لانسانيته في وجدانه , لانها منحة اجتماعية ثقافية اكثر منها حالة تفاعل بين - الانا - والمجتمع التي تنتج الثقة بالنفس....
العكس صحيح , مبدعينا الواثقين من انفسهم ... هم في الغالب يفتقدون للقيمةالعميقة لانفسهم حتى لو هاجروا وابدعوا في بلاد الغرب.... يبقى هناك شيء ينقصهم في الاعماق ,وهو منحة تنطبع في الذات في مرحلة الطفولة

المهم ... ان مشكلتنا الحالية هي ....كيف يمكن للمجتمع فاقد القيمة الذاتية العميقة إن يعبر التاريخ للضفة الاخرى دون ان يمر بحقبة تكسبه هذه القيمة - الانسانية- التي تعزز اناه ؟؟

لا ازال اعد المسودات للمقال الذي وعدتك به يا صديقي

مع اطيب المنى


17 - الاستاذة الفاضلة والقديرة المبدعة مريم نجمة
وليد مهدي ( 2011 / 12 / 3 - 12:03 )
تحية من الاعماق لك .. يا من منها نتعلم معنى الاصرار .. وقيمة الحياة

سنبقى متفائلين بغدٍ افضل ... رغم تعقد الوقائع ... وصعوبة اتخاذ الموقف

تمنياتي للشعب السوري بالموفقية والنجاح والعبور الآمن السليم للديمقراطية

خالص شكري وامتناني العميق لمداخلتك


18 - شكرا وليد
جاسم الزيرجاوي-مهندس استشاري ( 2011 / 12 / 3 - 12:16 )
شكرا وليد على التوضيح الوافي و الكافي
تحياتي و قبلاتي


19 - الصديق جاسم الزيرجاوي
وليد مهدي ( 2011 / 12 / 3 - 14:24 )
You are Highly welcome


اشواقي مع القبــلات


20 - Tomorrow
Almousawi ( 2011 / 12 / 4 - 08:51 )
الاستاذ المبدع وليد
جزيل الشكر على الاسهاب واسلوبك الجميل في ادارة الحوار
واحترامك للمحاوريين
وعسى ان نلتقي غدا معا

http://www.youtube.com/watch?v=UyZ2K8tEwC0

اخر الافلام

.. إسرائيل تغلق -الجزيرة- والقناة القطرية تندد بـ-فعل إجرامي- •


.. حسابات حماس ونتنياهو.. عقبة في طريق المفاوضات | #ملف_اليوم




.. حرب غزة.. مفاوضاتُ التهدئة في القاهرة تتواصل


.. وزير الاتصالات الإسرائيلي: الحكومة قررت بالإجماع إغلاق بوق ا




.. تضرر المباني والشوارع في مستوطنة كريات شمونة جراء استهدافها