الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
الحسين يبكي على الكرد الفيلية
حسين القطبي
2011 / 12 / 1القضية الكردية
من اشهر المواكب الحسينية في العراق هي مواكب الكرد الفيلية، فهم يحيون الذكرى الاليمة على قلوبهم بمقتل الامام الحسين ابن علي، الذي وقع في سنة 61 هجرية.
فمن لم يستطيع منهم، في يوم العاشر من كل محرم، شج رأسه بالسيف "ضرب القامة"، كعادة متوارثة، ضرب قفاه بالزنجيل، وهي سلاسل ثقيلة تضرب خلف الرئتين، ومن لم يقوى على حمل تلك "الزناجيل"، لطم على صدرة، والمريض الذي لا ترتفع يده شاطر الاخرين بالبكاء.
ففي يوم العاشر من محرم، من ذلك العام قتل 72 شخص في واقعة كربلاء. هم الامام وبعض من اخوانه واتباعه.
وبكاء الكرد الفيلية على الحسين ملفت للانتباه فعلا، فاذا كان للحسين مصيبة، ففي تاريخ هذه الشريحة من الماسي ما يكفي اذا تذكروا مناسباتها، ان ينشغلوا 365 يوم، سنويا، في الحداد.
فمناطقهم تاريخيا هي نقاط التماس بين الامبراطوريتين الفارسية والعثمانية، وكانت مسرحا للحروب، والغارات المتبادلة، وحملات اخلاء القرى القسري، والتهجير الذي عادة ما كان يودي بحياة الالاف في الطرق الجبلية الباردة.
وقد ابيدت منهم قبائل باكملها، وهجرت اخرى، ونفي الباقون منها على قيد الحياة الى خراسان والاناضول.
ولو اقتربنا في التاريخ، فمنذ تأسيس الدولة العراقية اعتبرت مناطقهم (نقاط ملتهبة) كونها تشكل شريطا على جانبي الحدود العراقية الايرانية. وقد قامت السلطات على الدوام بعملية تطهير للبشر فيها حتى ازيلت مدن من الخارطة، بعضها ما يزال يحتفظ باطلال خربة، لا احد يعرف اين انتهى المطاف بمن كانوا يوما من الايام سكانها.
ولو تركنا التاريخ البعيد، ففي العقود الاخيرة فقط، قامت سلطات البعث باكبر عملية سبي، شملت اكثر من مليون ضحية، من العوائل، الذين انتزعت منهم كل املاكهم، وصادرت اموالهم، ثم هجرتهم مشيا بشيوخهم، ونسائهم واطفالهم، الى خارج الحدود.
وفوق هذا فقد قامت تلك السلطات باعتقال اكثر من 12 الف شاب، تتراوح اعمارهم بين 18 و 28 سنة، اودعت جلهم في سجن ابي غريب، ثم قامت بتصفية اجسادهم اثناء اجراء البحوث المختبرية على الاسلحة الكيمياوية.
كل هذا، وليس هنالك من يواسيهم، في اي من رزاياهم، وليس هنالك من يحزن لأي ذكرى من ماسيهم، ولاحتى هم انفسهم!
كل ذلك مر بصمت، وكان الكرد الفيلية بشر من فصيلة السحاب، تمرق قوافلهم في غفلة من الزمن، يحملون مصائبهم دون ان تذرف دمعة من عين انسان لهم.
الذي قتل الامام الحسين بن علي هو الخليفة الاموي يزيد بن معاوية، ولو سألت يزيد، الذي يعرفه الشيعة كاكبر مجرم في التاريخ، عن الجرائم التي ارتكبتها الحكومات "العراقية" المتعاقبة بحق الضحايا الكرد في العراق، لخجل مستصغرا نفسه.
ولو سألت الحسين عن تلك المصائب التي تعرض لها المئات من الالاف من هؤلاء الضحايا، الذين يبكوه، بلا كلل، دون ان يتذكروا شيئا من مصائبهم، لكل هذه السنين، لاستوقهم لحظة، وقال لهم.. ابكوا انتم على انفسكم، فانتم اولى به منى.. وبكى هو ايضا، حزنا عليهم.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. تحذيرات أممية من حظر إسرائيل وكالة الأونروا.. ما التفاصيل؟
.. الأمم المتحدة: نصف مليون لبناني وسوري عبروا الحدود نحو سوريا
.. مستوطنون حريديم يتظاهرون أمام مقر التجنيد قرب -تل أبيب- رفضا
.. مسؤولة الاتصال في اليونيسف بغزة: المستشفيات تعاني في رعاية ا
.. الأمم المتحدة: أكثر من مليون نازح في لبنان