الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عبد الصاحب الخناق والزمن الغادر

سلام ابراهيم عطوف كبة

2011 / 12 / 2
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية


في زمن اغبر رحل القائد العمالي النقابي الشيوعي العصامي العنيد عبد الصاحب الخناق (ابو مازن) في بغداد الخميس 24/11/2011 بصمت هو الآخر تاركا خلفه ارثا سياسيا وطنيا ونقابيا لم يهادن يوما فيه الطغاة،وموقفا جسورا في مواجهة الحكام المستبدين،واعتزازا بمكانة الطبقة العاملة العراقية وحركتها النقابية الديمقراطية،وزهدا عن الرزايا والمغريات المادية!والرفيق ابو مازن لم يتمكن هو الآخر من اعطاب ماكنة المنون الغادرة التي تحصد هذه الايام عراقيين مناضلين دون انصاف وغير آبهة لمكانتهم الفكرية والاجتماعية والعلمية،ويكررون على اسماعنا انه القدر!وخلال اسبوع فقط فقدناك وفقدنا الرفيق الشاعر الكبير مهدي محمد علي(ابو اطياف)!
كان ابو مازن ابا واخا صديقا للشبيبة العمالية في كل المناطق التي حط فيها واينما التقاها!وبالأخص الشبيبة الشيوعية!مع انتماءه للحزب منذ نعومة اظفاره،وتحمله الكثير من المعاناة والعذابات في السجون وفي زنازين الانظمة المستبدة السابقة.وبسبب هذا الاستبداد لم يستطع مواصلة تحصيله العلمي في العراق،الا ان عصاميته البالغة وجسارته ابت ان تقف عند حد معين،وانخرط في كلية التربية في جامعة عدن اواسط الثمانينات طالبا رغم تجاوزه سن الاربعين ومتجاوزا كل العراقيل الاجتماعية بقلب لا تهزهزه المحن والشدائد،ليتخرج ويحصل على الدرجة العلمية التي كان ينشدها!وقد ادرك مبكرا ان تحقيق التطلعات الوطنية والاجتماعية والنقابية تستوجب الحياة الآمنة المستقرة والاجواء الديمقراطية المناسبة!كان مثالاً للالتزام الحزبي الرفيع المستوى،ولم يثنه شيء عن مواصلة نضاله في صفوف الحزب!عرفناه في بغداد وعدن عاشقا للحياة،ولكن ليست اية حياة،بل حياة العزة والكرامة والدفاع عن القيم الرفيعة والمبادئ السامية التي آمن بها وكرس حياته من اجل تحقيقها وضحى بالغالي والنفيس دفاعا عنها!
في حفل استقبال اللجنة المركزية للحزب الشيوعي للمهنئين بمناسبة اعياد الاضحى والأزدهار (دهوا هنينا) وثورة اكتوبر الاحد 6/11/2011 ،تلقانا الرفيق العزيز ابو مازن بابتسامته المعهودة ووجهه البشوش"ياهلة بيكم،هاي وينكم،وشخبصتونة؟!.."،وفي الجمع التالية تواجد في شارع المتنبي منخرطا بلهفة مع حشود المواطنين في نشاطاتهم المطلبية والاحتجاجية!لم تنهه شيخوخته عن الاشتراك في كل الفعاليات الاحتجاجية في ساحة التحرير طيلة عام 2011 هاتفا:
تردون الصدكًـ كلهم حرامية
حركَونا حركَـ كلهم حرامية
ما شفنه نفط كلهم حرامية
شبعونه فقر كلهم حرامية
بس ضيم وقهر كلهم حرامية

برحيلك انطوت صفحة لامعة من صفحات المجد التي سطرها الشيوعيين بدمائهم الطاهرة،وستظل علما من اعلام الحزب له مكانته في الحركة الوطنية والنقابية الديمقراطية والتقدمية الى جانب رفاقك الابرار الدكتور مصطفى الدوغجي والمعلم النقابي والقائد الشيوعي معن جواد..ورفاقك الآخرين الذين عاصروك في بغداد وعدن،واسمك بين الخالدين،وسنحكي لاحفادنا عن مآثرك وعظمة اساليبك التربوية.لم ولن يقفل دور وسجل القائد النقابي العمالي الخالد عبد الصاحب الخناق بمراسيم الرحيل بعد ان ترك لنا تجربة زاخرة وحية في النضال والصبر على اعباء النضال،ودرسا يؤكد ان الوطنية العراقية ثمارها لكل العراقيين،واعباؤها على كل العراقيين.وتلهمنا نحن رفاق حزبك المجيد العزم والاصرار على الكفاح حتى تحقيق ما ضحى كل شهداء الحزب بحياتهم من اجله!
نقف اجلالا لك ولكل شهداء الحزب الشيوعي الابرار الذين اعطوا اعز ما يملكون،وخلفوا لنا مروجا من شقائق النعمان!
طوبى اليك..ولمن وهب الحياة حياته!وستبقى سفينتك في الافق تبحر!!

بغداد
2/12/2011








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اليمين المتطرف يتصدر بفارق كبير الدورة الأولى من الانتخابات


.. بعد تصدر اليمين المتطرف.. مارين لوبان تعتبر أن -معسكر ماكرون




.. فرنسا: -احتفالات حذرة- في مقر حزب التجمع الوطني بعد صدور نتا


.. معسكر ماكرون خارج المنافسة.. استطلاعات رأي تشير لتقدم أقصى ا




.. احتمالات فوز اليمين المتطرف تقلق سكان أحياء المهاجرين المهمش