الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشيوعيون المتشيعون والمتسننون ..!!

نضال سعيد

2011 / 12 / 4
في نقد الشيوعية واليسار واحزابها


تحية طيبة للجميع :

أتشرف بكتابتي موضوعي الاول في هذا الموقع الموقر وكلي أمل بالإستمرار خدمة للفكر التنويري الحر .

بعد سقوط نظام صدام في 2003 برزت الكثير من الاحزاب والحركات والمنظمات الجديدة منها والقديمة ومن ضمنها ( الحزب الشيوعي العراقي ) ولا سيما أنه من الاحزاب العريقة حيث تأسست في سنة 1934 ولا ننكر جهاد وكفاح أعضائها المتواصل لحين إستلام البعث للسلطة في العراق حيث بدأت المساحات الحرة بالتضاءل والإنحسار بسبب قمع وإضطهاد البعث الفاشي لكل الأفكار والسياسات الغير مستساغة لها ومن ضمنها فكر وحزب الشيوعي حيث أقدمت فلول البعث على مطاردة وحبس المنتمين والعاملين والمناصرين لهذا الفكر والحزب الذي لطالما نوّر الشعب وأخذ بيده لبناء دولة عصرية مدنية متحضرة إشتراكية متكافئة ومتآلفة ولكن مع الاسف الشديد قضت البعثية الفاشية على كل آمال وتطلعات التي كانت مشاريع امن وسلام ورقيّ حيث تم إعدام وتهجير ومطاردة وتهميش كل من انتمى او ساند هذا الفكر والحزب حتى طويت صفحتها وأصبحت في الرفوف الغابرة للتاريخ العراقي الحديث .

وبعد عقود من التوقف عن العمل وممارسة النشاط الفكري والتنظيمي وبعد هجرة وموت المؤسسين الأوائل عاد الحزب للعمل بعد سقوط طغمة البعث وعلى رأسها الدكتاتور - صدام - ولكن ؟ هل عاد الحزب الشيوعي العراقي الذي طالما كان نبراساً وإشراقاً وشرفاً في سماء العراق وربوعها ؟؟؟

الجواب - وحسب قرآتي ورأيي الشخصي - ومع شديد الأسف والتحسر (( لا )) .. !!

بعد الهدوء النسبي سنة 2003 لملم الحزب الشيوعي العراقي أوراقه وعاد للعمل بأسم (( الحزب الشيوعي العراقي )) وفتحت مقرها في بغداد والمحافظات العراقية الأخرى وبعد سنوات من العمل السياسي تحت مظلة الاحتلال لم تقدم شيئاً يذكر للجماهيرها التي كانت تواقة للحرية والإشتراكية ومواصلة المسيرة التي بدأت قبل عقود ، ولن اتطرق للمخازي السياسية التي خاضها الحزب بدخولها العملية السياسية الأمريكية وعلى رأسها سكرتيرها (( حميد مجيد موسى )) الذي ضرب الفكر الماركسي وتوجهاتها عرض الحائط وأصبح عونا للإحتلال وذيوله - الملالي - القابعين في - المنطقة الصفراء - حيث دخل البرلمان عن طريق من يسمون أنفسهم بالعلمانيين - آياد علاوي وحزبه - ونال مقعدا في البرلمان بدورته الأولى ولم يحرك ساكنا طيلة الأربع سنوات من عمر الدورة البرلمانية وفي الدورة الثانية خاض الحزب تجربته الفاشلة أساسا حيث نزل للإنتخابات بقائمة مستقلة تحت لافتة - إتحاد الشعب - وخرج كما نعلم بخفي حنين ..!!

وبعد هذا العرض السريع نرجع لموضوع مقالنا الأساسي (( الشيوعيون ... المتشيعون والمتسننون)) .

في محافظة نينوى العراقية حيث لا مقر لما يسمى بالحزب الشيوعي العراقي وذلك بسبب خوفهم من الجهات الحزبية الاخرى المتنفذة في المحافظة وتحت ذريعة - الإرهاب - حيث ينظمون أنفسهم في منازلهم الشخصية ويديرون إجتماعتهم - المصغرة - أيضا .

المضحك المبكي في الأمر ومن خلال مشهاداتي وتجاربي رأيت وبكل وضوح أنهم اناس طائفيون بأمتياز حيث انقسموا إلى قسمين ( الشيوعيون المتشيعون ) و ( الشيوعيون المتسننون ) ..!! نعم عزيزي القارئ لا تستغرب من كلامي فهذا واقع الحال في الموصل حسب تجربتي الشخصية والقريبة منهم - ولا أستبعد المنهج نفسه في المحافظات العراقية الاخرى - إلا أنه أنوه اني لا أريد التعميم وأختصر كلامي عن شيوعيي نينوى حصرا لان الامر واضح وجلي .. حيث يقوم الشيوعي - الموصّلي - السني بالمواظبة على صلاواته الخمس ولا سيما في المسجد أن سنحت له الفرصة وهذا ليس على مستوى الافراد والاعضاء البسيطين بل على مستوى المسؤولين .!! وتراهم مكافحين من أجل تمجيد مذهبهم فضلا عن دينهم - الإسلاماوي - والعجيب في الامر انهم أول المنافحين في صد النقد الموجه للمؤسسة الدينية والمذهبية الأسلاماوية السياسية ..!!

واما الشيوعيون المتشيعون فالامر أسوأ بكثير ..!! حتى لا أطيل سوف أضرب لكم أخر ما فعله أحد المسؤولين في الحزب حيث شرع بجمع التبرعات من اهالي منطقته واقاربه لشراء الذبائح وعمل - الهريسة - بمناسبة حلول العاشر من محرم - عاشوراء - حيث يصادف مقتل الحسين بن علي ..!! وعندما وجهت له الأنتقادات قال مفتخراً هذا ليس كافيا بل سوف اقوم ببناء - حسينية - بعد جمع المال الكافي لذلك أي التبرعات ..!! وهذا واحد من عشرات الامثلة الواقعية الجارية على الساحة الشيوعوية الأسلاموية العراقية .

حتى لا أطيل ... وأختم ... أقول بان الحزب الشيوعي العراقي الذي أسسه فهد ورفاقه ذهبت أدراج الريح وأن من يسمون انفسهم بالشيوعيين هم في الحقيقة (( سرقوا الأسم العريق لذاك الحزب المناضل )) وهم يعملون تحت عباءة ذلك الفكر العريق وهم ذئاب مفترسة للشيوعية وفكرها ومنهجها وتوجهاتها ... واعتقد أنهم قريباً سينكشفون على حقيقتهم .

ومن المناسب لواقعهم تسمية حزبهم (( بالحزب الشيوعي الأسلامي العراقي )) ....!! وأظن أنهم يكونون فخورين أكثر بذلك ..!!

ولاننسى القول العظيم ( لكارل ماركس ) حيث قال ما معناه : السعادة الاولى للشعوب هي في إلغاء الآديان ... واللبيب من الإشارة يفهم .

وللموضوع اجزاء اخرى ... إن كان في العمر بقية .

دمتم سالمين .

------------------
نضال سعيد
4 / 12 / 2011
------------------








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - للعمر بقية
شامل عبد العزيز ( 2011 / 12 / 4 - 17:23 )
العزيز نضال
تحياتي
مبروك مقالك الأول
نتمنى أن نقرأ لك
تشخيص دقيق للحزب الشيوعي العراقي حسب رأيي أيضاً وأنت الأقرب لهم في التعايش من خلال مقالك - نعم هناك تناقض في تصرفات البعض
ولكني اعتقد بأنهم لغايات معينة فمن المستحيل أن يكونوا ماركسيون
خالص الشكر والتقدير


2 - اول المقال هجوم
صلاح الساير ( 2011 / 12 / 4 - 18:31 )
الاخ نضال سعيد المحترم
الشيوعيون ليس ملائكة هم جزء من الواقع وانعكاس لة وينتمون الى مؤسسة حزبية يتفاوتون فى الموقف والممارسة اتجاة المعطيات التى تبرز من خلال المعاملة معها والانتماء الى الحزب والانسحاب منة طوعيا والحزب ويؤثر ويتاثر فى مجريات الواقع الاني ولايمكن تقييم الحزب من خلال مشاهدات جزئية علما ان الاف من العناصر تدخل الى الحزب وتخرج منة وهذا يعنى ان المؤسسة الحزبية الشيوعية هى عاملة ومستمرة فى التفاعل مع الاحداث ولا يمكن ان نغير من انشطتةمن خلال كتابة اول مقال هجومي ومن منطقة ساخنة لحد الان وهى مدينة الموصل000
شكرا مع التقدير


3 - شكر وتقدير
نضال سعيد ( 2011 / 12 / 4 - 20:05 )
عزيزي أستاذ شامل المحترم .. ومنكم نستفيد ونتعلم وأشكرك على ثقتك بي وتشجيعك لي بالأستمرار في الكتابة وهذا ما سأحاول نهجه . كل التقدير والعرفان لك


4 - تشخيص
مازن البلداوي ( 2011 / 12 / 6 - 05:01 )
المحترم نضال سعيد
شكرا لك على مقالك وما احتواه ليس الا جزءا مهما من نتائج الأنعزال والأنغلاق والتقوقع السلفي الذي لايختلف بجوهره عن باقي الحركات والأيديولوجيات التي تمجّد الماضي وتعيش في قدسيته،وان دل على شيء فأنما يدل على ان القائمين على الأمر لايملكوا ادوات وعناصر التطوير والتجديد ويحتاجون لمن يجدد لهم كي يستمروا في التواجد تحت مظلة الأنجازات السابقة التي ضحى من اجلها دعاة التحرر والتقدمية والتطور ولي الفخر ان اكون قريبا من أحد اولاءك الذين بادروا وساهموا في وضع مسارات التقدم في اربعينيات القرن الماضي
ماذكرته اليوم يشير الى قرب النهاية المحتومة
تحياتي

اخر الافلام

.. أحزمة نارية عنيفة للاحتلال تستهدف شمال قطاع غزة


.. احتجاج أمام المقر البرلماني للاتحاد الأوروبي في لوكسمبورغ تض




.. عاجل| قوات الاحتلال تحاول التوغل بمخيم جباليا وتطلق النار بك


.. زيلينسكي يحذر من خطورة الوضع على جبهة القتال في منطقة خاركيف




.. لماذا يهدد صعود اليمين مستقبل أوروبا؟