الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لنرى كيف سيحكم الاخوان

جمال الهنداوي

2011 / 12 / 4
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


ليس من الحكمة..ولا الانصاف ان يجابه فوز الاسلاميين في الانتخابات النيابية المصرية بكل هذا التوتر والانفعال..وليس من اللائق ابداء مشاعر الخوف او التوجس او التشاؤم من اي نتيجة يأتي بها الصندوق..فالامر من قبل ومن بعد كلمة الشعب وخياره الحر..وأس العملية الديمقراطية وجوهرها هو القبول بما تمخضت عنه الانتخابات وما عبرت عنه الجماهير وارتضته غالبيتها طريقا ومسارا واسلوبا للحكم..
والاهم..هو ان النتيجة التي تمخضت عنها الانتخابات لم تكن مما يمكن عده بالطارئ والمفاجئ-او الفاجع-..ولا بالغريب عن طبيعة وتركيبة المجتمع المصري ولم تحد عن الاشارات الكثيرة المتناثرة على طول وعرض المشهد السياسي العربي والتي تسرف بالتلميح على النشاط والدأب المتقادم لحركات الاسلام السياسي وتمدده وتشعب خيوطه وتشابكها في افق واسع فضفاض من العلاقات المعقدة مع المجتمع ..
يجانب الصواب كثيرا من يعزو التيارات الاسلامية الى نبت تساقى على هطل من تدخلات دول الجوار الجدب وما صنعته الجلاليب القصيرة وقضبان الاسر الطويل..كما انه سيكون من التساذج المؤسف النظر للاسلام السياسي المنظم على انه ناتج عرضي لما فاض من جيوب الوهابية او من مدخرات الثراء الصحراوي المتسلل في ساحات وبيوت وازقة المصريين..بل هو موجود في ضمير المواطن المصري الذي نبذته الانظمة الحاكمة والنخب السياسية في نفس الوقت ولم يجد الا حصيرة المسجد تحن على جبهته المتعبة..موجود في كل نظرة الى السماء وكل رجاء بغدٍ اقل وطأة وكل مفزع الى الوجه البكاء المتهدج الصوت بالدعاء..موجود في كل زاوية وتكية ومنبر مفتوح للناس بلا جزاء ولا شكورا..موجود منذ ان صحت الشعوب على قحطها مرمية على قارعة الوطن ومنذ ان استأثر الحكم بدنياهم تاركا لهم آخرة لا يملك مفاتيحها الا ذلك الشيخ القريب الهاش الباش المبتسم ولو على خصاصة والذي يعطيك دهورا من النعيم مقابل صوتك الذي استنكف السلطان ان يجعل له ثمنا..
والاكثر خطلا وارتباكا هو الظن في انها حديثة العهد بفئ القصور وظل السلطان..فلطالما كانت الجباه المعلمة بالسجود تتمطى تحت منبر الحكم زاعقة بفتاوى حرمة ان تقول أف للخليفة الحاكم برضا الله وحد السيف..ولطالما استفادت من عين النظام الحمراء وسوطه وابواقه على التيارات الليبرالية والعلمانية مقابل التواطؤ المقايض للمنبر والمسجد والحرية النسبية في التواصل مع فئات الشعب مقابل الزعيق بفتاوى ان لا ظل يومئذٍ الا لمن حفظ بيعة اولياء الامر..
عشرات السنين من تراكم القدرة على التلون والتلبس بكل ما يناسب الزمان والمقام والتقنع بدين محدثهم خصوصا ان كان من ذوي الشوكة والطول..وعقود من انتحال الوجوه والاقنعة تجعل من المنطق ان تمتد يمناهم الى الراية في خضم كل هذا الغبار والدخان واعقاب الجنود التي تملأ ميادين المحروسة..ولكن نفس هذا المنطق وهذا الغبار وهذا الدخان هو الذي سيجعلها تهتز في ايديهم مع اول تعارض ما بين صراخات المنابر ومطالب الناس بالحكم الرشيد..
ليس هناك من خيار ان يحكم الاسلاميون ام لا ..فلقد تكلم الصندوق..ولكننا نرى ان الشعوب بحاجة لأن ترى اللحى المخضبة بالدموع وهي تمر بمواكبها المظللة سريعا في شوارع المدن التي افتضتها الامال المضاعة..وان تكابد الحيرة في رؤية بقية الله في الارض يتنازعون المغانم التي افاءها الله والتفاهمات القديمة عليهم..والاهم..ان يسائلونهم عن الزعيق الضاج القديم عن القردة والخنازير والصراخ بانهم لن يعجزوك..وهل ستكون اجاباتهم عن معضلات العيش على الارض بقدر سهولة معرفتهم الدقيقة بدروب السماء..وكيف سيكون الاسلام هو الحل والغرب هو المفتاح في نفس الوقت..
القراءة السليمة للمسار الصحيح للاشياء تشي بحتمية ان تمر الشعوب العربية المنهكة من الاستبداد بمرحلة حكم الاسلاميين قبل ان تحظى بانعتاقها وتتحصل على فرصة اطلاق مشروعها الوطني المرتجى واي تنكب عن هذا الطريق لن يكون الا قفزة غير محسوبة في الفراغ وحرق لمسارات الثورة الشعبية المستمرة حتى ترث الشعوب الارض وما عليها..فثقيل على الثورات ان تمضي وهي مكبلة بمظلومية الاسلاميين وبكائياتهم على الحق المضاع والمحجة البيضاء التي سيقودون اليها العباد وخير الدنيا والآخرة الذي ادخره الله فيهم في محكم علمه القديم..
لسنا في محضر الحكم على النوايا..ولا في محل الافتراض المسبق بالاثرة واكتناز الحكم في القوى الاسلامية التي فازت بالانتخابات..ولا في موضع ان نتمنى لهم السوء..بالعكس..فان الوسادة قد ثنتها لهم اصوات الجماهير الحرة..ومن العدل ان يأخذوا فرصتهم في الحكم وان يثبتوا تمسكهم العلني بالديمقراطية والتعددية وحقوق الانسان..ولكن على الشعوب ان تبقي يدها على زناد الساحات الثائرة وان تنام عن شوارد السادة الجدد بنصف اغماضة..فان فشلهم في الوفاء بتعهداتهم ..ونزاعهم المنتظر مع السلفيين ..وفشلهم في ايجاد تفسير واحد جامع لام متفق عليه للدين والشريعة والطريق الاقرب الى الله..ليس مما يمكن عده من الاضرار الثانوية ولا مما يتساقط من مسيرة الحكم العادل..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - فشلت حماس
Amir_Baky ( 2011 / 12 / 4 - 20:08 )
فشلت حماس و جوعت الغزاويين و أستمرت فى الحكم و الغت الإنتخابات. ستجد مليون سبب لعدم أتمام الأنتخابات مرة أخرى. أبسطها أن مجلس الشعب القادم لن يكون دستوريا لو تغيرت فيه أى مادة دستورية. فهل سنضع دستور مصر فى خمس سنوات هى عمر المجلس؟ وهل سيمرر الإخوان أستمرار العسكرى فى السلطة بالتوافق معهم. ملحوظة. لن تأتى أستثمارات فى بلد بلا دستور و بلا قانون. وسيتعمد المجلس العسكرى و الإخوان فى أطالة المدة بقدر المستطاع.


2 - صح.لنر كيف سيحكم الاسلاميون
عبد الله اغونان ( 2011 / 12 / 5 - 03:16 )
اشد السياسين ظلما واقصاء من يدعي ان الاسلاميين ليس من حقهم ممارسة السياسة باسم الدين. لن يتمكنوا ابدا من فرض هذه الفكرة الغريبة عن تربتنا وواقعنا اذ الحضارة الاسلامية قامت اساسا على الدين والشعوب نفسها مع نخبها تمزج الدين بالسياسة.خاصة وان صراع الحضارات في العمق ديني واخره اسرائيل تطالب الاعتراف بها دولة يهودية.المرجعية الاسلامية تاريخية وفاعلة
اهمها الجامعة الاسلامية قبل الجامعة العربية الاطار دون فعالية.في حين عوضوها بمنظمة المؤتمر الاسلامي.وكلها ذات طابع رسمي
السلفية الاولى وظفت لمحاربة الاستعمار ثم افرغت من محتواها.القادة استعملوا الدين دائما مطية لمصالحهم.قوميين واشتراكيين ولبراليين اخرهم القذافي
كما استعملوا الفزاعة من الاسلاميين للغرب.مع الربيع العربي تغيرت الاوضاع
بفعل الضغوط الخارجية والداخلية وفشل الانظمة في التسيير.كان الاسلاميون عامة هم المدافعين عن حقوق الشعوب واكثر من تعرض للقهر والتعذيب.وفرضوا الا عتراف بهم كاحزاب وهيئات ونقابات واكتسبوا ثقة الناس
وعندما سمح بهامش دمقراطي ظهر وزنهم في الجزائر واجهض ثم في تونس ثم المغرب ومصر.يجب ان ننتظر ونعطيهم فرصتهم.بالتوفيق


3 - الفرص الميته
سعيد دلمن ( 2011 / 12 / 5 - 06:33 )
أي فرص يتحدث عنها السيد الكاتب والمعلق رقم (2) يبدو أنه يجهل الفكر الإسلاموي الأصولي بكل أمواجه وألوانه أنه فكر شمولي استبدادي ، لم يعترف بالديمقراطية في ولا الحاضر ، وأن قبوله الشكلي ما هو إلا سلم سوف يتم إحراقه بعد الصعود إلى السلطة ، منهج وعقيدة لا تقر مطلقاً بحرية الرأي والحقوق المنية وحرية التعبير ، كما أنه لا يمكن أن يتم أخذ وسلب حقوق الشعب رهينة تحت تسميات ومبررات الفرصة والتجربة ..أن ملامح الاستبداد والتسلط واضحة وضوح الشمس في خطاباتهم ومعاملاتهم وأفكارهم وطريقة معيشتهم وأسلوب حياتهم ...مع تحية.... بدون فرص


4 - تصحيح-...
سعيد دلمن ( 2011 / 12 / 5 - 06:42 )
سقطت سهواً بعض الكلمات من الفقرة لتصبح-لم يعترف بالديمقراطية في الماضي ولا في الحاضر- وكذلك عنوان التعليق - الفرصة الميتة -مع الشكر


5 - الحمد لله الذي جعل الدنيا سجنا لاوليائه
فهد لعنزي السعودية ( 2011 / 12 / 5 - 07:23 )
الحمد لله الذي جعل الدنبا جنة لاعدائه وسجنا ومحنة لاوليائه ليجزيهم بذالك الدرجات الرفيعة في جنات الخلد.ماذا يعني سجنا ومحنة؟؟.يعني :وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ
الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ
أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ
وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ
الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ
وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَلَلدَّارُ الآخِرَةُ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ . وبهذا تبرؤ ساحة الاسلاميين . اما الديموقراطية وحقوق الانسان والنتعددية هو ما جاء يه القرآن الكريم والسنة النبوية:
الديموقراطية: اطيعوا الله والرسول واولي الامر منكم.
حقوق الانسان : ما اتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا


6 - الحمد لله الذي جعل الدنيا سجنا لاوليائه
فهد لعنزي السعودية ( 2011 / 12 / 5 - 07:23 )
التعددية: وشاورهم في الامر فاذا عزمت فتوكل على الله.
السؤال الخطير:هل الاسلاميون يستطيعون تغييراحكام الله؟؟. كلا. اذا لماذا نلوم الاسلاميين اذا وصلوا للحكم وطبقوا مبدا الشريعة؟؟. اليس اللوم يقع على الناخبين؟؟. فاذا كان الناخبون جلهم بعتنقون الاسلام فالواجب عليهم احترام تشريعاته في المنشط والمكره. اما الاقليات الاخرى فيجب ان يمارسوا شعاراتهم سرا درا للارهاب الذي سيتعرضون له..اما الانتظار لنرى كيف يحكم الاخوان فنحن نرى كيف يحكم الاخوان في غزة والسلفيون في السعودية وولاية الفقيه في ايران فهل سياتي الاخوان المسلمون والسلفيون المصريون بدين جديد؟؟.
لنرى كيف سيحكم الاخوان.


7 - سعيد دلمن انت من يجهل الفكر الاسلامي
عبد الله اغونان ( 2011 / 12 / 5 - 15:49 )
تجهل الفكر الاسلامي واتجاه الشعوب العربية الاسلامية وتتجاهل اختيارها الدمقراطي.لاحجة لطرحك ولامصداقية لعتراضاتك.انها المكابرة والرغبة في فرض راي دون سند.لماذا تنتقدون الدكتاتورية مادمتم تتشبثون بها.الشعوب قالت كلمتها.اخجلوا وراجعوا انفسكم.لاتفعلون خيرا ولاتتركون من يفعله


8 - الديماغوجيا
سعيد دلمن ( 2011 / 12 / 5 - 17:36 )
إلى الأخ عبدالله رقم (7) كيف اجهل الفكر الإسلامي بقول الحقيقة ..هل فضح الاستبداد وكشف عورته وأحابيله وحيله يعتبر جهلاً ، أن الجهل الحقيقي عندما لا تعرف عن ماذا تتكلم ...قرأه عابرة للتاريخ الإسلامي تعطيك الصورة الكافية لعقلية وثقافة السلب والغزو والنهب وفر ض الاعتقاد بحد السيف ..وكيف عرفت اتجاهات الشعوب العربية ..هل بأكياس الرز والفول المدمس أم بملاين الدولارات عابرة الحدود ..الإسلام لايقر بالديمقراطية ولا يقبلها ...وأن بعض محاولات المحدثين في الدين الإسلامي لم تستطيع ردم الكم الهائل من الثغرات الحقوقية والإنسانية وغيرها والتي لا تتماشى مع أبسط قواعد حرية الرأي والاعتقاد ...وهل الدفاع عن الديمقراطية وتعرية الملتحفين بغطاء ديمقراطي إسلاموي كاذب يعتبر دفاع عن الديكتاتورية ..أم أنك ترى الآخرين بما يجول في عقلك..أنها حقاً الديماغوجيا (δῆμος ἄγειν).....مع التحية

اخر الافلام

.. المحكمة العليا الإسرائيلية تلزم اليهود المتدينين بأداء الخدم


.. عبد الباسط حمودة: ثورة 30 يونيو هدية من الله للخلاص من كابوس




.. اليهود المتشددون يشعلون إسرائيل ونتنياهو يهرب للجبهة الشمالي


.. بعد قرار المحكمة العليا تجنيد الحريديم .. يهودي متشدد: إذا س




.. غانتس يشيد بقرار المحكمة العليا بتجنيد طلاب المدارس الدينية