الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اللّه في حماية المتديّن

صفاء سلولي

2011 / 12 / 4
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


مسكينة هي تونس...ستبقى دائما تتمزّق بين الدّين السّياسيّ و السّياسة الدّينيّة.
قبل الثّورة قد عرفنا سائسا يضطلع بوظيفة المركز إذ جعل كلّ شيء شفافا،طبعا لا أقصد أبدا مفهوم الشّفافيّة الذّي يحيل على نظافة اليد بل أقصد تلك الشّفافيّة التّي من ورائها يمكن أن نرى لونا واحدا و صوتا واحدا و وجها واحدا يتمثّل ضرورة في الرّئيس المخلوع. هذا الذّي كان يمسك بيده الأمور كلّها: فكان هو صوت الوزارات و كان هو لون الإعلام و كان هو الدّين و المتديّن و كان هو الواعظ و المعلّم و العامل و...و...
فلقد وظّف الدّين كما أراد في سياسته البنفسجيّة. فقال كيف يفهم الدّين و كيف يكون المتديّن و أوجد فزّاعة الإسلاميّين التّي كانت تنخرط في دائرتي الواقع و المتخيّل. ونفخ في الصّورة التّي أحسن خلقها فزجّ بها في السّجون ليظهر في مشهد المنتصر على الإرهاب الكاسر لشوكته.
و انهار الدّكتاتور و سقط القناع و عرفنا ما خلفه من وحل و قذارة. و كانت الثورة التّي كنّا جميعا ننتظر قدومها و لكن ليس في هذا الوقت تحديدا، فكانت المفاجأة التّي وعدتنا بالتّغيير و بالتّطهير و بالتّحسين فكان الأمل...الأمل صار على شفا الرّحيل الآن...
أرى ذلك الوحيد يعود...و إن تغيّر اللّون من البنفسجيّ إلى الأزرق و من التخويف من الفزّاعة إلى الفزّاعة نفسها. تغيّرت الملامح و ظلّت الأصول.هذا السّياسيّ الأزرق المهيمن يعتبر نفسه حاميا للّه. أليس المخلوق في حماية الخالق؟" اللّه أعلم"...فبالإضافة إلى التوسّل بالدّين في السّياسة و في الدّعاية السياسيّة. صار السّائس في أدواره المتعدّدة (معلّم، وزير، عامل ،إمام...) يفهمنا معاني الخلق و الخالق و المخلوق و مفاهيم الدّين و المتديّن و الممارسة و يعلّمنا كيف نكون في خطاب يصرّ على التّطمين، يعلمنا أنّه لن يفتكّ مكتساباتنا، فينتهك أنصاره حرماتنا ويغتصبون حرمة الجامعة (يريدون تسييس الجامعة بالسّياسة النّهضويّة المنقّبة) و يخترقون براءة أطفالنا و مؤخّرا صار المدرّس في الكتاتيب و في المدارس يبالغ في الحديث عن يوم الحساب إلى غاية تخويف التّلاميذ بل وصل إلى حدّ التّحريض (حرّض أحد المدرّسّين في الكتاتيب الأطفال على عدم طاعة الأمّ إن لم تكن محجّبة).
إنّ اللّه ليس في حماية أحد و لا يستحقّ أيّ لون سياسيّ يدّعي حمايته. فلنفصل الدّيني عن السّياسيّ.
و ليس لأحد الحقّ في تكفيري لأنّني مختلفة ولأنّني لست ملوّنة بالأسود لباسا و بالأزرق إيديولوجيّة. فأنا في الوطن مواطنة و في اللّباس محترمة و في الدّين متديّنة و في النّظم مستقلّة و في العلم موضوعيّة في التّفكير مفكّرّة و إن صار التّفكير تكفيرا أحيانا.
إنّ هذا العنف الجديد الذّي برز في تونس ما بعد الثّورة قولا و فعلا صار مقلقا فقابله خطابا سياسيّا مطمّنا مزدوجا ضاعف القلق أكثر.
لنترك الدّين للمتديّن فحسب فهو مسألة شخصيّة بالأساس و ليهتمّ السّائس بأمور السّياسة و الإقتصاد و الثّقافة و المجتمع التّي لم تتحسّن إلى الآن بل هي في تراجع واضح. لنكن أوفياء لدماء الشّهداء و لا إلى خطاب التّخويف و التّكفير و التّكذيب...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - نصرة الله و الدين
Amir_Baky ( 2011 / 12 / 4 - 20:00 )
ما هذا الإله الضعيف الذى يحتاج لبشر لكى ينصره. ما هذا الإله الذى يشتهى السلطة و الحكم السياسي والذى يجيش أتباعه لفرض أحكامه على المجتمعات. ما هذا الإله الذى يشعر بمركبات نقص لعدم تنفيذ أوامره وكأن البشر المخلوق ند له . هذا رب المتاجرين بالدين و الذين يغلفون طموحهم السياسي البشرى خلف ستار الله. فالله الحقيقى يملك الكون كله ولا يطمع فى سلطان سياسي على قطعة أرض عالقة على كوكب صغير فى الكون الفسيح. الله الحقيقى كامل كمال مطلق حتى لو كفر به كل البشر. الله الحقيقى لا ينتقم من مخلوقاته وليس ند لهم. الله الحقيقى يشرق و يمطر مطره على الصالح و الطالح رغم قدرته أن يفرز بينهما. ودائما رب المتاجرين بالدين يختلف عن الله الحقيقى.

اخر الافلام

.. عبد الجواد الرشد يدخل إلى ساحة الجامع الأموي في المدينة القد


.. كاميرا العربية ترصد أعمال إزالة القمامة من أمام بوابة الجامع




.. مشاهد جوية خاصة لـ-العربية- من المسجد الأموي وسوق الحميدية ف


.. ما وضع الأقليات العرقية والدينية بإيران؟




.. الأقليات العرقية والدينية في إيران.. الاستهداف والتمييز والق