الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاسلاميون يسرقون ثورة الشعب

عودت ناجي الحمداني

2011 / 12 / 5
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



عاصفة التغيير التي اجتاحت المنطقة العربية قد فاجئت الانظمة الحاكمة وخلقت اوضاعا ثورية غير متوقعة, فلم تستطع جيوش البوليس والعسكر النظامي ان تحمي الحكام الدمويين من السقوط المخزي . فالحراك الشعبي الملتهب بالحماس الثوري تحول بسرعه فائقة الى قوة ثورية مقتدرة اسقطت قلاع الحكام المستبدين في تونس وليبيا ومصر وما زالت المعارك الثورية تلوح بالنصر الحتمي في سوريا واليمن وغيرها من انظمة الملوك والسلاطين البدوية في المنطقة التي اصبحت تعيش في حالة من الرعب والترقب واستبقت الاحداث بتقديم تنازلات كبيرة وكثيرة وما زالت مستعدة ان تقدم المزيد لامتصاص الغضب الشعبي الذي يلوح بالانتقام منها .

وقد اجبر زخم الانتفاضات الشعبية والوضع الثوري الملتهب بالحماس الجماهيري الامبرياليين وحلفائهم ان يعيدو النظر في حساباتهم وتكتيكاتهم المرحلية وذلك باعلان التأييد لمطالب الشعوب باقامة حكم ديمقراطي تعددي وهي محاولة للتكيف والمراوغة مع الوضع الجديد لكسب الوقت وايقاف التحولات الديمقراطية عند المدى الذي لا يهدد مصالح البلدان الغربية والدفع باتجاه فوز القوى الاسلامية واليمينية التي تلتقي مصالحها مع الراسمالية الطفيلية بهدف عزل القوى العلمانية من الوصول الى قمة السلطه السياسية .
فالاحتكار المطلق للحكم الذي انتهجته الانظمة المستبدة وفشلها في تحقيق الرفاهية الاقتصادية قد ادى الى شيوع الفقروالجوع والجهل والبطالة وتدهور خدمات الصحة والتعليم. ومقابل ذلك نهب منظم ومتواصل لثروات الشعب من قبل السلطة وحاشيتها0 وقد نتج عن ذلك نشوء طبقات استغلالية بشعة همها الثراء الفاحش على حساب المجتمع الذي تفتقر غالبيتة الى ابسط مستلزمات الحياة.
ان الدول الاستعمارية من اجل مصالحها الحيوية مستعدة للتخلي عن حلفائها المنهارين وخلق تحالفات جديدة تؤمن مصالحها و لهذا لا نجد غرابة في ان تدعم وتؤيد الولايات المتحدة الامريكية فوز القوى الاسلامية في تونس والمغرب ومصر وغيرها من انظمة الحكم المتحجرة في السعودية ودول اخرى .

ان الانظمة المنهارة التي تدعي العلمانية قد اسائت اسائة بالغة الى النظام العلماني الذي يقوم على اسس المواطنه واحترام حقوق المجتمع بغض النظر عن الدين والقومية مما اثار غضب الناس واعطى مفهوما سيئا عن العلمانية وادى الى كره الناس للعلمانية وللنظام العلماني وهو ما عزز وضع القوى الاسلامية التي اخذت تثير نزعة الهوية الوطنية والاسلامية في تحركها السياسي واعتبرت الاسلام هو الحل الامثل وهو البديل للعلمانية التي فشلت في تحقيق الرفاهية.

وانطلقت القوى الاسلامية بدعم قوي من الرجعية المحلية والامبريالية العالمية في حملات اعلامية ضخمة لتشويه قيم وافكار قوى اليسار والديمقراطية الهادفة الى بناء انظمة حكم ديمقراطية تقوم على المؤسسات المدنية والقانونية المنتخبة . وقد نشطت في الاوساط الشعبية وفي القرى والارياف الفقيرة للتبشير والتحريض على قوى اليسار والديمقراطية والشيوعية وحث الناس على الابتعاد عن العلمانيين بكون الاسلام هو الخيار الوحيد الذي يرسي اسس الحكم الذي اوصى به الله ونبيه محمد.

ومن الجانب الاخر فان القوى الاسلامية تتلقى الدعم المالي والاعلامي الكبير من قوى دولية متعددة بالاضافة امكانياتها المادية والاعلامية المحلية.وقد سخرت ماكنتها الاعلامية والدعائية باسم الدين لممارسة كل اباطيلها وتضليلها لتشويش وعي المواطن واثارة حساسيته من الفكر العلماني.

وضمن محاولات الاسلاميين خداع الراي العام والتقرب من الامبرياليين الامريكيين اعلنت القوى الاسلامية في اطار حملتها الدعائية تبنيها لمبدأ المساواة وحقوق الانسان وهو اداء مزيف ومفضوح . فالاسلاميون لا يؤمنون بالديمقراطية والانتخابات وانما يؤمنون بالخلافة لا غيرها , ويستخدمون كافة الوسائل النزيهه وغير النزيهه للوصول للسلطة السياسية . وما ان يثبتو اقدامهم حتى يعلنو تطبيق الشريعة الاسلامية التي تحول المجتمع الى مسلخ دموي لقطع الايادي والارجل ورجم الرجال والنساء حتى الموت.

ان صعود الاسلاميين في الانتخابات التي جرت في تونس والمغرب ومصرهو نتيجة لفشل الانظمة الدكتاتورية في تحقيق رفاهية المجتمع و مصادرة حقوق الانسان الاساسية التي تكلفها الشرائع الوضعية والسماوية . وهو الامر الذي جعل الناس يبحثون عن أي نظام ينقذهم من القهر والظلم الذي تمارسه الانظمة الحاكمة بحقهم والاسلاميون هم المهيئون لاستغلال عواطف الناس وضعف وعيهم الفكري لنشر الدعاية الدينية على اوسع نطاق لما يتمتعون به من قدرات مالية واعلامية كبيرة في الوقت الذي كانت فيه قوى اليسار والديمقراطية تلملم قواها وتنظم صفوفها بسبب ما عانته طوال عمرها من ملاحقات دموية منظمة من قبل النظم الحاكمة.
ان القوى الاسلامية حليف دائم للدول الراسمالية فالملكية الخاصة لوسائل الانتاج واقتصاد السوق والتجارة الحرة توحد موقفهما السياسي والاقتصادي مثلما توحد عدائهما الشرس للقوى الشيوعية واليسارية .

فالاسلاميون بتقاربهم مع الامبرياليين استطاعو ان يسرقو ثمرة ثورة الشعب الذي تكلل باسقاط الانظمة القمعية وتمكنو من الصعود عبر الانتخابات التي لم تكن الظروف الموضوعية والذاتية ناضجه بالنسبة لقوى اليسار والديمقراطية .
وعليه فان الاطاحة المظفرة بالنظم الدموية قد فتح عهدا جديدا في مسارات الديمقراطية والحرية والتحرر من قبضة الدكتاتورية المرعبة التي حكمت الشعوب عقود عديدة من الزمن بقوة القمع الوحشي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - بعض العلمانيون لم يفيقوا من نومهم -١
أحمد البغدادي ( 2011 / 12 / 4 - 23:40 )
تحيةً لكَ أيها الرفيق...
إنَّ مشكلات شعوبنا حاليا هي مع التيارات ألأسلامية وليس ألأمبريالية الأمريكية والدول ألأستعمارية والتي منها تعلمت الشعوب ما معنى الديمقراطية ومعنى حقوق ألأنسان وهي التي أنشأت ميثاق حقوق ألأنسان بعد الحرب العالمية الثانية وإعتبرته نصاً ملزماً للدول الراغبة للأنتماء للأمم المتحدة وليس الدول ألأشتراكية ولا ألأسلامية ولا الدول النامية آنذاك لأن قسماً منها تحول إلى دول توازي بل وتنافس الدول الدول المتقدمة حالياً منها كوريا ألجنوبية وماليزيا والبرازيل وجنوب أفريقيا وحتى إسرائيل.
أما إذا نظرنا إلى الشعوب العربية في فترة ما بعد التحرر من ألأستعمار التركي البغيض بعد الحرب العالية ألأولى والذي كان يحكم بالفكر ألأسلامي .هذه الفترة التي أسس لها ألأستعمار ألأوروبي نجد أن الشعوب العربية إنطلقت إنطلاقة رائعة في كافة المجالات العلمية والأدبية وحتى في الأعمال الفنية كالسينما والمسرح وخاصة في العراق ومصر ولبنان وسورية.


2 - الشعب هو المشكل
hicham adil ( 2011 / 12 / 4 - 23:49 )
وما رأيك في ان الشعب هو الإسلامي و هو المتشدد دعنا لا نكذب على انفسنا


3 - بعض العلمانيون لم يفيقوا من نومهم - ٢
أحمد البغدادي ( 2011 / 12 / 5 - 00:04 )
والدليل على هذه القفزة الفكرية هو أن الدول الحاكمة هي دول أوروبية وكانت لاتحكم هذه الشعوب وفق العقلية ألأسلامية لذلك كان هنالك جو من الديمقراطية والحرية الشخصية كنا ولا زلنا نحلم به منذ سيطرة الحكومات اللاّ وطنية بإسم التحرر من ألأستعمار، على مقاليد الحكم في بلداننا وهي في واقعها مزيج من العسكر ورجال الدين. فجمال عبد الناصر والسادات كانا عضوان في عصابة ألأخوان المسلمين وفرقتهم صراعات السلطة وهكذا عبد الرحمان عارف وعبد السلام والبكر وأخيرا صدام حسين يدخل قاعة المحكمة وبيده قرآن وقبله الحمله ألأيمانية وقبله ميشيل عفلق مؤسس الحزب العلماني المسيحي يتحول إلى مسلم. كل هذه الدلالات وفي تعاقبها الزمني يعكس توغل الفكرألأسلامي شيئاً فشيئاً الى مركز عقل الدولة وما يرافقه شيئاً فشيئاَ تردي في المجال الفكري.


4 - بعض العلمانيون لم يفيقوا من نومهم - ٣
أحمد البغدادي ( 2011 / 12 / 5 - 00:59 )
والدليل على هذا التطور الفكري في فترة ألأستعمار، هو اننا لو أجرينا مسحا على رواد النهضة الفكرية في العراق ومصرفي سبيل المثال لا الحصر، لوجدناهم كلهم تتلمذوا وأعطوا خيرة إنتاجهم في الفترة الأستعمارية. ومنهم نجيب محفوظ، توفيق الحكيم، طه حسين، العقاد واخرين كثيرين في مجال الفكر وألأدب أما الفن فنجد أم كلثوم، عبد الوهاب , عبد الحليم ,نجاة ، فاتن حمامة . أما في العراق ، فنجد معروف الرصافي، بدر شاكر السياب، نازك الملائكة، جواد سليم، الجواهري، لميعة عباس عمارة، جواد علي، علي الوردي، أما في مجال الفن منجد محمد القبنجي ، ناظم الغزالي، وغيرهم من أعلام ألعراق. كل هذه ألأعلام التي تدك الذاكرة العربية كل يوم وتتفاعل معها هي من إنتاج الفترة ألأستعمارية. فهل ذلك صدفة؟
الجواب كلاّ، لأن الحاكم لم يحكم بعقلية الحلال والحرام ألأسلامية القهرية بل بعقلية هل هو قانوني أم غير قانوني.
في هذه الفترة نشأت الأحزاب العلمانية والوطنية وكان الحزب الشوعي في العراق ومصر وكافة الدول العربية في طليعة هذه الأحزاب التي تدافع عن النظام الديمقراطي .


5 - بعض العلمانيون لم يفيقوا من نومهم - ٤
أحمد البغدادي ( 2011 / 12 / 5 - 01:46 )
ودخلت في صراع واسع ومرير من أجل تحرير الدول العربية من الأستعمار ولأقطاع والطبقات الغنية المهيمنة على السوق. وكانت التجربة الأشتراكية في روسيا هي الدليل على صحة نظريتهم التي لاتزحزحها الجبال.
بالمقابل بدأت الدول الأستعمارية والدول المتحررة حديثاً تصارع هؤلاء الشيوعيون وبدون هوادة وبالتحالف مع التيارات ألأسلامية على قاعدة عدو عدوي صديقي.
وبعد إنهيار ألأتحاد السوفيتي تراجعت ألأحزاب الشوعية في جميع بقاع ألأرض.وإنكشف هول ما بنته هذه ألأحزاب الدينية بين طبقات المجتمع
من مهندسين وأطباء إضافة إلى عامة الناس، فالظواهري طبيب والذي فجر برج التجارة العالمي مهندس مستخدمة نفس أساليب الشوعيين في التعبئة الجماهيرية من العداء للأمبريالية ألأمريكية لدى الشوعيون ولكن هنا الطاغوت الأكبر في إيران ورأس الكفر لدى القاعدة.
لقد وعى الغرب وأمريكا بخطورة ما بنوه فهو فكر مدمر للبشرية أجمع


6 - لا أخاف على شعب ثائر
Amir_Baky ( 2011 / 12 / 5 - 04:58 )
الأحزاب الدينية أحزاب فاشية لأنها تتحدث بأسم الله و بأسم شريعة الله وكأنهم هم الوحيدون اللذين يفهمون مقاصد الله. فتحول السلطان و الولى الفقية إلى صورة الله على الأرض ليتحكم فى البشر.فكل من يدعى أنه سيطبق شريعة الله فهو إنسان فاشى و مريض نفسيا لأنه كاذب. لم أسمع شخص من هؤلاء قال سأطبق شريعة الله من خلال فهمى البشرى لها. هؤلاء عادلوا عقولهم البشرية المحدودة بعقل الله وتحدثوا بلسان الله. فهل يعقل أنهم سيمارسون الديمقراطية و سماع صوت الشعوب؟ أشك


7 - تحالفات استعمارية
حيدرعلي ( 2011 / 12 / 5 - 16:29 )
ليس مخفيا على احد ان اصل اي صراع هو اقتصادي بحت وكما هو معروف مدى التناضر بين النضام الاسلامي اذا مااعتبرناه نضام اقتصادي متكامل والنضام الرأسمالي لذلك نلاحظ على مر الزمان ان كلا النضامين السابقين الذكر كانا حلفاء في جميع الأزمات التي تحاول ايقاف استعمارهم على الشعوب ,ومايحدث اليوم من انحراف للأهداف الثورات العربية بأتجاه القوى الاستعمارية والأمبريالية وبمساعدة القوى الاستعمارية الدولية هو دليل دامغ على تحالف هذه القوى الاستعمارية ولكن هنا يثيرني تساؤل هو هل سيشهد التاريخ صراع هذه القوى فيما بينها حيث كما نعلم ان النضام الراسمالي هو نضام احتكاري والصراع بين المحتكرين وارد جدا ام ان هذه الازدواجية التي يتبعها النضام الاسلامي والنضام الراسمالي الدولي وعلى رأسه الولايات المتحدة ودول الشمال الاطلسي ستبقي هذا التحالف يبدو وكأنه ابدي الوجود


8 - متطلبات المرحله
ابو معتز ( 2011 / 12 / 6 - 11:03 )
وعليه المرحله تتطلب ان تتسلح القوى الديمقراطيه بمنهج حديث يتناغم مع تطلعات شعبنا وان ترتقي الى مستوى المسؤليه التاريخيه وتترفع على الخلافات وتعمل على المشتركات من اجل تحقيق امال هذا الشعب الذي عانى من قسوة الدكتاتوريه سابقا وحاليا فقدان الهدف وغياب القانون ومعايير الدوله المدنيه القائمه على اساس البرامج التي تحقق خدمة المواطن .بوركت جهودك

اخر الافلام

.. تستهدف زراعة مليون فدان قمح تعرف على مبادرة أزرع للهيئة ال


.. فوق السلطة 387 – نجوى كرم تدّعي أن المسيح زارها وصوفيون يتوس




.. الميدانية | المقاومة الإسلامية في البحرين تنضمّ إلى جبهات ال


.. قطب الصوفية الأبرز.. جولة في رحاب السيد البدوي بطنطا




.. عدنان البرش.. وفاة الطبيب الفلسطيني الأشهر في سجن إسرائيلي