الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ربيع الاسلام السياسي وخريف الشباب العربي

علي الشمري

2011 / 12 / 6
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


((ربيع الاسلام السياسي وخريف الشباب العربي))
أجيال من الشباب العربي عاشت في كنف الانظمة الشمولية والمستبدة,أجيال حرمت من أبسط مقومات العيش الكريم.اجهضت أحلام طفولها التي كانت تحلم بها بان المستقبل سيكون من نصيبها وهي من تصنعه سواء بعرقها ودمائها أوبعقولها المبدعة,أجيال كانت تحلم بالحرية ومسايرة الركب الحضاري العالمي الذي سبقها بمئات السنين,أجيال تحلم بالمساواة وعدالة التوزيع,تحلم بالخدمات .تحلم بفجر يبزع عليها دون قيود فكرية .تحلم بفجر خالي من جميع موروثات الماضي وقيوده ,بعد ان ظلت مكبلة لعقود من قبل حكامها ووعاظ السلاطين المتحالفين معهم,شباب تريد ان تجرب عقولها في التفكير الذي حرمت منه لعقود بحجة حرمة الخروج على ولي الامر والمقدس.كثيرا من الشباب قدموا أرواحهم قرابين في سوح النضال ,وامتلات منهم سجون الطواغيت والمتجبرين ,والكثير منهم من راح يطرق أبواب الدول الاخرى لعله يجد فيها من يصون أنسانيته وكرامته بعد ان سلبت منه عنوة من قبل الحاكم بأمر الله,, من اجل الحرية ,من أجل الحصول على لقمة العيش ,من أجل التعددية والديمقراطية .
عقود والشباب بأسم الدين والمقدس ومحاربة الافكار العلمانية يذبحون ,وتارة باسم العروبة الى سوح الموت والسجون يساقون ,عقود من الزمن وهم يدفعون من دمائهم ضريبة لقضية كثيرا ما تاجر بها الحكام واتخذوها شماعة لاطالة حكمهم بحجة الدفاع عن المقدسات...
لقد أثبتت الانتفاضات الشبابية في بلدان الربيع العربي زيف أدعاءات الحكام وأظهرت حقيقتهم كونهم دمى قد تم تنصيبها من قبل أسيادهم الغرض منها الحفاظ على مصالح أسيادهم وقهر وأذلال شعوبهم من اجل الحفاظ على كراسيهم وكروشهم المنتفخة بالسحت الحرام.
اليوم يحاول الاسلاميين سرقة ثورات الشعوب والالتفاف عليها وأفراغها من محتواها الثوري,بعد تحالف الاسلام السياسي مع الغرب ,الذي كان يتهمونه بالامس القريب بأن أياديه ملطخة بدماء السلمين ,فهنا تكمن المعادلة الصعبة ,هل غير الغرب نظرته الى الاسلاميين وهو لسنوات يحارب التطرف الاسلامي خوفا من وصوله الى تخومهم,ام ان الاسلاميين مقابل الكرسي غيروا من نظرتهم للغرب الذي طالما كانوا ينعتونه بالكافر؟او بعبارة أخرى من امتطى من؟أم ان المصالح المشتركة هي التي غيرت وجهات نظر الطرفين لايجاد بدائل ,؟الغرب يريد من يأتمنه للحفاظ على مصالحهه في المنطقة ,والاسلاميون يريدون السلطة باي ثمن ,ولو كان على حساب قهر وأذلال الشعوب متخذين من شعار الاسلام هو الحل لقضايانا العالقة منذ عقود ,في حين أن الاسلام هو أحد أسباب مشاكلنا ,خطاب الاسلاميين فيه الكثير من الانتهازية والتظليل فهم يتحدثون عن الديمقراطية وحقوق الانسان والتداول السلمي للسلطة .في حين ان تشريعاتهم تدعوا الى الوحدة والقضاء على التعددية الحزبية (حزب الله هم الغالبون)وأن الحاكم بامر الله يعمل بما تحتويه الشريعة من قوانين سماوية .وأن قراراتهم لم تأتي بتصويت الاغلبية ,وأنما قرارات فردية يصدرها الحاكم الشرعي ,والذي بحكمهم هو الشخص المفترض الطاعة والجميع يجب أن يخضع لمشيئتة وحكمه؟وكما قالها يوما الولي الفقيه(الخامنائي)أنا وكيل الحجة المنتظر وعلى الجميع اطاعتي,
فهل يمكن أقامة دولة ديمقراطية ضمن أطار المبادئ الاسلامية,الذي يعطل نصف طاقة المجتمع من خلال دعوته الى ان يكون عمل المراة في الحياة ان تكون ربة اسرة فقط؟هل يمكن لهم اقامة ديمقراطية مع فرض قيود على الحريات العامة والخاصة وأجبار النساء على التحجب والنقاب؟وأن السافرة توصم بالعاهرة؟(ها ما هو الان يجري العمل به في تونس ),فهل أحرق بوعزيزي نفسه وأشعل الثورة في تونس من أجل توفير لقمة العيش ام من أجل صعود الاسلاميين كي يتحكموا بمصائرهم مرة اخرى؟
اما في مصر فالمعركة السياسية القادمة قد حدد ملامحها مبكرا المتحدث بأسم حزب النور السلفي والذي رحب بالائتلاف مع حزب الاخوان لتشكيل حكومة مهمتها القادمة ستكون الحفاظ على هوية مصر الاسلامية,وتفعيل المادة الثانية من الدستور التي تعتمد الاسلام هو مصدر التشريع ,وتفعيل دور مؤسسة الازهر,وبدأ حزب النور المعركة كذلك مبكرا ضد الليبراليين الممثلين بالكتلة االمصرية حين وصفهم بالكتلة الصليبية,؟
اما الشباب الذين فجروا الانتفاضة وقدموا الشهداء فلهم الخازوق ,حيث لم يتم مشاركتهم في حكم مصر ولن يكون لهم نصيب في تشكيل الحكومة القادة ومما دفعهم للاستمرار في التظاهر في ميدان التحرير لاسقاط نظام العسكر المتحالف مع الاسلاميين وتسليم الحكم الى حكومة مدنية يكون للشباب دور فيها.وربما تتعالى مطالب الشباب الى أسقاط جميع القيم الموروثة التي تحد من تطلعاتهم لبناء دولة مدنية حديثة يسودها العدل والمساواة .وهذا ما ناضلوا وقدموا التضحيات من اجله,الشباب العربي اليوم لن يكون مستعدا باعادة الكرة عليه ثانية ولعقود أخرى تحت الوصاية الفكرية لعملاء جدد يتم تنصيبهم من قبل الغرب بأسم المقدس ,الشباب لن يخضع ثانية لمفاهيم قد فرضت عليه في الماضي بحجة قدسيتها ,فنظريات وافكار السلف الصالح قبل قرون لم تعد مسايرة للوضع الذي نحن فيه وان قيادات السلفيين قد اقفلوا باب الاجتهاد منذ قرون.فهل يقبل الشباب المتطلع الى التغيير باحكام ونظريات عفى عليها الزمن؟ وهل يقبل الشباب العربي ان يكون ثانية ضحية لتجارب افكار السلف الصالح,؟هل يسكت الشباب العربي على ما قدمه من تضحيات في ميدان التحرير وياتي الاسلاميين ليسرقوا منه أحلامه ؟وهل يبقون في خريف قاس لعقود قادمة اخرى ينتظرون ربيع ات اخرلم تحدد ملامحه بعد؟
فالشباب العربي لا بد وأن تكون كلمته هي العليا في تشكيل ملامح دولته القادمة والوقوف بوجه الاسلاميين الذين حولوا مسار الانتفاضات ربيعا لهم وخريفا للشباب..وهذا ما ستشهده سوح التحرير في الايام القادمة ........








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أول موظفة يهودية معيّنة سياسيا من قبل بايدن تستقيل احتجاجا ع


.. البابا فرانسيس يعانق فلسطينياً وإسرائيلياً فقدا أقاربهما على




.. 174-Al-Baqarah


.. 176--Al-Baqarah




.. 177-Al-Baqarah