الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


آه ... لوكان هناك استك

محمد البدري

2011 / 12 / 6
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


تداخلت الكتابة والتعليق فيما بين ثلاثة من انشط كتاب الحوار المتمدن وهم علي الترتيب حسب سياق مداخلاتهم ومع حفظ الالقاب والاحترام الكامل لكل منهم: سامي لبيب و فؤاد النمري و شامل عبد العزيز. وملخصها قام به شامل عبد العزيز في مقالته بعنوان: زنار مريم العذراء والتنمية ؟ (الزنار هو حزام الوسط قبل اختراع الاستك منعا لسقوط الملابس الداخلية لو ان صاحبتها تلبسها). فما دفعني لكتابة هذا المقال سؤال شامل الوارد بمقاله: ما هو رأيكم ؟ ما هو رأي رجال الدين؟

رجال الدين سيكتبون الكثير عن عودة الروس الي جادة الايمان والزنار تهدئة لقلقهم النابع من شح المعرفة عندهم بينما الموضوع برمته وما لخصه المقال يقع ضمن التصنيف الدارويني للمفاهيم الثقافية التي لازالت تتحكم في تشكيل العقل الجمعي للمجتمع والي ماذا يرتهن نفسه من اجل التعايش تسكينا لآلامه. فللزنار توابع ربما طاقية نبي هنا أو خف قديس هناك. كلها تنتظر الظرف المناسب لمن لم يكتمل نضجهم السياسي والنفسي ليتمسحوا بها او يحجوا اليها. فان تصطف طوابير طويلة وممتده من الشعب الروسي من اجل القاء نظرة او التمسح بزنار لهي ظاهرة عجيبة كان علي الاستاذ النمري ان يشرح لنا بمنهج غير منهج المؤامرة والخيانة كيف عاد الشعب الروسي ليوثنية ما قبل عصر الاديان ليتبرك ويستجدي بحزام العذراء من اجل عيشة كريمة لم تتحقق له لا في زمن القياصرة او لينين وتلميذه ستالين ومن بعدهما الصحابة والتابعين من الخونة (البرجوازية الوضيعة) امثال خروشوف – حسب توصيفه - الذي لعب دور شمشمون بهدم كل شئ مع فارق يدل علي ان شمشون كان اكثر حصافة ووعي وكفاءة بما يفعل، حيث هدم المعبد عليه وعلي اعدائه علي السواء.

انهم نفس البشر الذين ثاروا علي القياصرة ثم اصطفوا طوابيرا امام جثة لينين، وانقلبوا عليه بعدها عائدين ليصطفوا امام زنار. فهل حدثت تحولات نوعيه لديهم في المرحلتين ام اننا متوهمون؟ واين يقع الخطأ، ولماذا عادت جينات الايمان والتقديس لتفرز هرموناتها الايمانية السامة وادرينالين الخوف من ارباب السماوات، فدفعت البشر لتملقها ونفاقها والتزلف لها فيما يسمي العبادة بعد ان تملكوا كل شئ في بلاد حلف وارسو مجتمعة حيث كان باستطاعتهم انتاج كل ما يحتاجوه لكل ما يتمناه المواطن الروسي ليعيش في بيئة اشباع وليس حرمان بعد يوم عمل اصبح طبقا للفلسفة الاشتراكية لذة بعد ان كشف ماركس انه كان شقاءا في ظل الاغتراب الراسمالي. الروس وتبعا لمفاهيم الحج الي استك زمن خرافة الانجاب العذري أعادهم لزمن إهانة الذات حيث الصوم والصلاة وزيارة الاولياء والحج اما لاحجار مقدسة او لزنار العذاري.

قبل ظهور نظرية الجينوم الوراثية أكدت النظرية الداروينية علي التكييف من اجل البقاء. فان يطير الديناصور –مثلا - هو امر مستحيل الا بعد ان تتحقق مجموعة من الشروط كلها تكيفات وجدتها نظرية الجينوم كشفرة وراثية مسجلة، منها علي سبيل المثال لا الحصر:

• ان تصبح عظامة اكثر هشاشة وضئيلة الكثافة
• ان تتشكل له اعضاء يسمح رسمها الهندسي الفسيولوجي عبر ديناميكا الموائع بجعل الضغط الجوي اعلاها اقل من اسفلها فيحملها الفارق للاعلي.
• أن يخف وزنها وتصبح النسبة بين الكتلة والحجم في الحد الادني أي نمو مساحات اضافية لا وزن لها تسمح بحمل تيارات الهواء لها من الريش.
• شرط ضروري آخر يخفض من معدلات الفقد الحراري العالي اثناء الطيران والا تجمدت. فمساحة سطح الطائر تحدد معدلات الفقد الحراري للطاقة مما يدفع بتركيب جيني يجعلها فسيولوجيا علي استعداد لضخ الدم بمعدل اعلي بأكثر من الفيل مثلا حيث أن النسبة بين مساحة السطح الي الوزن في حالة العصفور اعلي بكثير من مثيلتها في الفيل. لان هذه النسبة هي المحددة لمدي احتياج الكتلة للدماء ومدي الاحتفاظ بالاستقرار الحراري في وقت واحد. لهذا ورغم احتياج كتلة الفيل الضخمة الي كثير من الضخ الا ان معدل ضربات القلب في الطيور اعلي لتعويض الفقد الحراري في كائنات تنتمي الي ذوات الدم الحار بسبب النسبة العالية للمساحة علي الكتلة في الطيور مقارنة بالفيل. بهذه الشروط وكثيرات اخري مثلها خرجت لنا الطيور من مملكة الزواحف.

فان لم تظهر برامج وراثية جديدة في البيولوجي، نتيجة للتكيفات، لما تنوعت الانواع ولما تمكن لداروين ان يكتب مجلدا في اصلها. تنطبق نفس القوانين طبقا لمبدا وحدة الوجود علي التطور الاجتماعي والسياسي، فان لم تنمو مفاهيم وقيم ثقافية تحافظ علي وجود الكيان الاجتماعي بنمطه الانتاجي للانطلاق لما هو ارقي فلن يستطع مثل هذا المجتمع البقاء، بل سيعاني السقوط. وان لم يتطور المجتمع ويفرز قيما تتناسب مع تصوراته المستقبلية عن ذاته فلن يتمكن من الانتقال الي مرحلة ارقي.

تطورت الطيور من الزواحف شرط تبدل تركيبها الوراثي ولن يعود الغراب ليزحف علي بطنه الا بعد تنتفي شروط طيرانه الداخلية حتي ولو بقيت جميع العوامل الخارجية حاضرة لاستقباله مرة أخري طائرا ومحلقا. وانتقل الدلفين من الاسماك الي الثدييات بنفس الشروط، فرغم التشابه في الشكل الخارجي من اجل الانسياب في الماء الا ان الفجوة بينهما واسعة جدا من جهه العلاقة التطورية. فإنشقاق الدولفين عن السلالة السمكية في العصر البيلوسي ادي لتحوله للثدييات من ذوات الدم الحار علي الارض. ومع تغيير الظرف البيئية واضطرار بعضا منه للعودة للمياه تحولت اطراف دولفين البر الزاحف كسلف للدولفين الحالي الي زعانف لحمية مع بقائه برئتين للتنفس والشكل السمكي للعوم.

فلماذا اصطفت طوابير الشعب الروسي إذن من اجل التحسس والتبرك ولمس زنار ينتمي الي عصر جيولوجي ما قبل الاستك والمطاط. الم تتشكل لهم جينات ثقافية جديدة زمن الرفيق ستالين يمكن ان تحميهم من الارتداد كالدلافين تحسسا لزنار كان فكه سهلا ولولاه لما وقعت الفاحشة المقدسة قديما، ولما دخلت اوروبا بكليتها، بسبب غياب الاستك، في عصور الظلام. أم ان الثورة البلشفية وما قبلها من ارهاصات طويلة وادب روسي رفيع – ربما الارفع في العالم برمته – لم تقم بما تقوله نظرية اصل الانواع لداروين فأخرجت انماطا اجتماعية سياسية قصرت في التكييف مع ما استشفته النظرية الماركسية من مستقبل يسمح بالطيران. فكل العوامل الخارجية متحققة وحاضرة وجاهزة لاستقبال المولود الجديد شرط ان يخف وزنه وترتقي عظامه وبنبض قلبه بمعدلات اعلي لاشباع المحيط مما يضخه له من داخله. فهل كان ضخ الانتاج عاليا وتوزيعه عادلا مما يدفع اصحابه وملاك الثروة الانتاجية فيه بشكل اشتراكي للدفاع عنه وقاية من الرجوع الي مياه مستنقعات الاديان وفضلاتها الوثنية مثل الزنار ارثوزوكسيا ومثيلها من الاحجار المقدسة عند مؤمني العهد الاخير.

فسر الرفيق النمري الامر في تعليقه، ولم يفته لوم الرفيق سامي عن اغفاله لسبب واضح للعيان. لكن الرفيق النمري فاته ايضا ان الاحزاب السياسية التي اتت لتولي السلطة بعد الثورة هي تنتمي الي ما قبل عصر سمك الرنجة لاسباب يلام عليها النمري بل ويستحق عليها التانيب، وربما العقاب. لهذا يقول النمري: "لا تنمية إلا عند الله وأنا كماركسي شيوعي لا أجد طريقاً مغايراً في هذا العصر". فاذا كان للروس ان يعودوا ليهينوا انفسهم امام قطعة من الجلد تم سلخها ودبغها من ماعز تم ذبحه ضمن قطيع الاغنام لذلك المختل عقليا المدعو يوحنا المعمدان، فانه طبيعي ان تاتي الي كراسي الحكم في بلاد العرب احزابا اصبح الرهان عليها ممكنا من أحباء ومشجعي ستالين طبيعي.

فليس متوقعا من ثقافة العروبة المصنفة داروينيا لزمن الرخويات الزاحفة في قاع المحيط لتقفز ضاربة بعرض الحائط كل شروط التطور والتراكيب الفسيولوجية والجينية والمقاسات الهندسية فيما بين حجم الدماغ في الجمجمة وكتلة الجسد الحامل لها لتخرج لنا طورا يفوق طور الاشتراكية العلمية؟ فالتاريخ المختزن لدي رخويات قاع المحيط منعدم وخبراتها لا تتعدي سمك جسدها ولم يبقي لها سوي الله لينقذها في زمن انهيار ايديولوجيات لم يبق منها سوي رفيق محنط لا يزوره احد و زنار العذراء بطوابير طويلة وحجر اسود يزدحم عنده الملايين.
يقول داروين ان كثرة العدد في ممالك الكائنات الحية يقل مع الارتقاء والتطور، فالاعداد الوفيرة تعوض الكيف أما الكيف فلا يحتاج الا للابداع واكتشاف كيف يطور آخر مكتسباته دون العودة أو الارتداد كما عادت بعض الزواحف الي الماء أو البلاشفة الي زنار عذراء كان الانجاب منها عليه هين بسببه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - استاذ محمد البدرى
جاك عطالله ( 2011 / 12 / 6 - 21:09 )
يا استاذ محمد البدرى طب نعمل ايه بعد التحليل الرائع و الذى اوضح بطريقة لا لبس فيها ان خير
امة تحتاج لقنبلة نووية لمسحها من الوجود لانه لافائدة لا لها ولا للعالم فى وجودها
--
انا اختلف معاك فى مسالة الكيف - الرخويات القاعية فهمت الكيف بطريقة اخرى تناسب
الرخويات فهم اكثر من يزرع المكيفات و يدمنها حشيش على افيون على بانجو على كوكايين وهيرويين على كلة على سبرتو على فياجرا على نسوان -- يظهر لما البلاد المتقدمة عايروهم بان
الكم فى الليمون وان الكيف اهم --فهموها بالطريقة دى ولله فى خلقه شئون-- بس ياريت توضح لنا مادام لافائدة لها ولا للعالم من وجودهاه
الميمون وهى لن تساهم باية حضارة مستقبلية ازاى نخليهم ينقرضوا ولا نبيدهم ازاى لو سمحت ولك خالص التحية والتقدير


2 - عودة الخراف الى الحضيرة
شاكر شكور ( 2011 / 12 / 6 - 22:20 )
تحية للكاتب القديرالأستاذ محمد البدري ، اسمح لي يا استاذ ان اشارك في هذه المداخله ، رغم اختلافي معك في الأيمان الا انني من المعجبين باسلوبك الراقي في طرح الأفكار... اعتقد ان الشعب الروسي في ايام الأتحاد السوفيتي لم يكن بأكمله يؤمن بالشيوعية ولكن معظمه كان يؤمن بالنظام الأشتراكي وهدفه الأساسي كان كسر شوكة الأقطاع والرأسمالية المقيته ، وقد سهل ذلك على السياسيين آنذاك من الغاء دورالدين بحجة المساواة في اطعام الجميع في ظل النظام الأشتراكي وبهذا تم تحويل معظم الكنائس الى متاحف ورفعت المناهج الدينية من المدارس وبلعوا المؤمنين مقولة الدين افيون الشعوب تحت قوة الحراب واصبحوا مجرد خلايا نائمة الى ان انقرضوا مع الزمن . يتبع رجاء


3 - تابع عودة الخراف الى الحضيرة
شاكر شكور ( 2011 / 12 / 6 - 22:21 )
ان تحول روسيا الى العلمانية واستفادة السياسيين من تجارب اوربا بعزل الدين عن السياسة اتاح ذلك المجال امام حرية المعتقد ، الشباب الروسي لم يكن يعرف المسيح لأن المؤمنين اغلبهم توفوا ولكن بمجرد السماح بتداول الأنجيل في الكنائس والمكتبات العامة والتبشير العلني بدأ الشباب يقرأ ويطلع الى ان اخذه الفضول للحضور الى قداس الكنيسه ، عزيزي الأستاذ محمد كلام المسيح ليس ككل الكلام ففيه من قوة جذابة للشباب لامثيل لها ، فلا تستغرب ان عاد الشعب الروسي الى الأيمان بقناعة لأن الكلمه الحيه لا تموت ولا تزال الدول الأسلامية تخشى التداول او اي تبشير بالأنجيل لأنها تعرف قوة تأثير كلمته على الناس ، مقالتك هذه باعتقادي لا غبارعليها لولا نزولك لمستوى الأستك وكلامك بعد الأستك وانت تدري ان الرجال والنساء قديما كانوا يستعملون الحبال الناعمة بدلا من الأستك ، تحياتي للجميع


4 - الثقافة لا تموت بالسكتة عزيزى البدرى 1
سامى لبيب ( 2011 / 12 / 6 - 22:22 )
تحية لكاتبنا الرائع المشاغب البدرى الذى أحبه ولكن لى بالطبع مؤاخذات على رؤيتك
أنت أسقطت الثقافة فى تطورها وحركتها وفق النهج التطورى وهى كذلك بالفعل ولكن ليست بالخط المستقيم بل تعرف الشكل اللوبى فى التطور-كماأن التطور الفسيولوجى يأخذ ردح من الزمان فكذلك الثقافة تستهلك فترات زمنية للتغيير-بل يمكن ان نقول بأن الثقافة لا تموت موت فجائى بل تذبل وتتبدد مع الزمن ويمكن أن تنهض متى توفرت لها أسباب موضوعية للإحياء
ظاهرة الزنار لا يمكن أن نعتبرها ظاهرة عامة فى الشعب الروسى فهذا وارد كتنوع ثقافى إنسانى فى اى مجتمع-فالمجتمعات ليست كتلة واحدة فكرية والدليل أن أرقى الشعوب الأوربية التى ودعت الخرافات من زمن مازال هناك من يؤمن بالخرافات والاديان والأشباح والتمائم بل فى الولايات المتحدة أكثر بالرغم أنها شعوب اصيلة فى تخلصها من الميتافزيقا
سأقول عن نفسى مثلا بالرغم من أصالة المنهج الجدلى فى داخلى إلا أننى أتبع التفاؤل والتشاؤم عندما يلعب الزمالك هههه
الخلاصة ان الإنسان والمجتمعات لا يتخلصا من إرثهما الثقافى دفعة واحدة فلا يتبقى منه شئ بل قد يضمر ويتضائل خافتا و لكن يمكن ان يتصاعد متى وجد ظرف مغاير
يتبع


5 - عدوى
فرح نادر ( 2011 / 12 / 6 - 22:38 )
مرحبا

لا يوجد سبب مُقنع
سوى العدوى

أو

دورة الحياة
كالفصول الأربعة
بعد أن تشبع الأرض بردًا
تشتاق للدفء

احتمالات كثيرة

ربما موجة التيار الإسلامي
يقابلها حركة نشر المسيحية للجيل الجديد
هي مباراة الأديان على الأرض

أو ربما احتشد الطابور بدافع الفضول فقط

اختر ما شئت من الاحتمالات الخاطئة
(:


6 - الثقافة لا تموت بالسكتة عزيزى البدرى 2
سامى لبيب ( 2011 / 12 / 6 - 22:49 )
المجتمعات الإنسانية تعيش وسط ضغوط وتغيرات تشكل تركيبتها النفسية وهناك أمثلة هائلة على ذلك ما بين تدين المصريين فى الستينيات وحالهم الآن -مابين نتائج الإنتخابات التى صعدت بالقوى المتخلفة الرجعية وسط عالم يأمل فى الديمقراطية والليبرالية-للعلم المجتمع المصرى بثرائه نموذج رائع لإستنباط التغييرات التى تتطرأ على الشعوب
نأتى إلى نقد ذاتى لابد أن نعترف به فى التجربة السوفيتية -فلا توجد ثقافة يتم إلغاءها سحقا بدعوى أنها متخلفة ورجعية بل تتبقى لها بعض الجذوة كونها تم التعسف بها- نعم هذا النهج التعسفى فى سحق الأديان والثقافات بعد الثورة البلشفية خطأ ومهما تم الترويج للإلحاد فلا يعنى هذا السحق التام للأديان لأن الامورإتسمت بالشطب دون أن تأخذ مجراها الطبيعى
نرى ان خفوت الفكر الدينى فى أوربا لأن الصراع الثقافى أخذ مداه وحركته الطبيعية ولم يتم التعسف به ولم يمنع هذا أيضا من وجود خرافات وفلكلور فى ثقافة هذه الشعوب وهو ما أشرت له
الثقافة يا عزيزى لا تندثر هكذا ويمكنها أن تستيقظ متى ظهر ظرف موضوعى مغاير واعتقد ان الوضع الحالى فى روسيا مختلف تماما عن روسيا الشيوعية-وانت تعلم جيدا لماذا يؤمن الإنسان
مودتى


7 - تحليل رائع
كامل النجار ( 2011 / 12 / 7 - 03:44 )
الأستاذ محمد البدري
تحليل منطقي رائع يلخص نظرية التطور وعلم الاجتماع وتفاقم الجهلالمعرفي في الشعوب التي تفتقد الديمقراطية ومناهج التعليم الجيدة. وكما قال بعض المعلقين: لا يمكننا محو الأديان والخرافات بقوانين يسنها رئيس أو حكومة تتبع أيدولوجية معينة. الذاكرة الجمعية للشعوب لا بد لها أن تخضع لنظرية التطور، كما ذكرت في مقالك
أتمنى أن تتحفنا بالمزيد من هذه التحليلات الجميلة


8 - عندما ننحرف عن النظرة النسبية
عبد القادر أنيس ( 2011 / 12 / 7 - 08:57 )
رأيي أن الأفكار شأنها شأن الكائنات الحية تخضع في حياتها وازدهارها أو انحطاطها وزوالها لقانون الصراع من أجل البقاء والبقاء للأصلح. البيئة المناسبة لهذا القانون هي البيئة اللبرالية؛ بيئة الحريات ليحيا من يحيا على حق ويموت من يموت على حق. وبهذا نفسر صمود المجتمعات اللبرالية وانتصارها أمام المحاولات المتكررة النازية والفاشية وبقاياها ضمن اليمين المتطرف والأنظمة الشمولية المختلفة للتراجع عن المكتسبات الإنسانية الإيجابية. الدين كأفكار يخضع لنفس القانون، وكلما كانت البيئة لبرالية كلما تقهقر أمام قوة الحجة للأفكار العلمية. ومثلما تدخل الإنسان في البيئة الطبيعية وساند نباتات وحيوانات على حساب أخرى فأدى إلى كوارث طبيعية مثلما تدخل بالقوة لمساندة أفكار ضد أخرى فتسبب في كوارث. طبعا قد يفعل الناس ذلك مدفوعين بنوايا حسنة بغية الخير والإصلاح وتسريع التنمية ومحاربة الشر والظلم، ولكن طريق الشر الحقيقي يبدأ عندما ننحرف عن النظرة النسبية في الحكم على الأمور ونعتقد أن ما عندنا هو الحقيقة المطلقة. تحياتي أخي محمد على هذا التحليل الرائع.


9 - أحسنت
سيمون خوري ( 2011 / 12 / 7 - 11:30 )
أخي محمد البدري المحترم تحية لك فقد أحسنت بهذا المقال الجميل والممتع ز وكما تعرف التحرر من وهم الديانات الفضائية لا يتم بسهولة.قصة الزنار ذكرتها في تعليق لي على مقالة أخي شامل . وسأورد قصتها هنا مرة أخرى .
الراهب الذي حمل الزنار يدعى - أفرام - وهو سبق وخضع لتحقيق قضائي في اليونان في العام الفائت بتهم فساد مالي ونصب وإحتيال. ثم طويت صفحته بسبب بعض اقوانين التي أعطته حصانه ما . إضافة الى كون التهم المنسوبة تطال بعض المسؤلين في حكومة كرامنليس السابقة. ولأن أخينا ليس بمستطاعته الضحك على ذقون اليونانيين ذهب الى الرئيس المؤمن - بوتين - الذي وجدها فرصة سانحة لضمان تأييد عدد أكبر من الأصوات في حملته الإنتخابية الأخيرة. بل ووصل الى حد إستقبال هذا الراهب والتبرك به. هكذا هي مصالح متبادلة توافق بزنس الدين مع بزنس السلطة. كما وظف الدين الإسلامي والمسيحي أيضاً ضد الدولة السوفياتية وضد قوى التحرر الديمقراطية يوظف الأن لخدمة عولمة الدين كبزنس وتحالفاته مع الشركات المتعددة سواء أكانت أسيوية أم غربية. الدين عموماً في البلدان الأوربية لم يغادر السياسة بيد أنه لم يعد يلعب الدور الرئيسي في العمل السياسي.


10 - تابع التعليق احسنت
سيمون خوري ( 2011 / 12 / 7 - 11:40 )
المشكلة الرئيسه هنا أن الدين تحول الى أيديولوجيا طائفية. على غرار القول القائل - إتبعونا ويتحقق لكم كل شئ - وما شهدناه في الإنتخابات المصرية مثال واضح فقد وصل ثمن الصوت 200 جنيه وكيلوا لحمة . وذهبت أصوت كبيرة الى السلفيين. والأديان الفضائية هي أديان قبلية متخلفة. يقف على رأس كل ديانة رأس القبيلة. والدين لم يعد مجرد إيمان فردي بل تحول الى ولاء للمركز للمسجد والكنيسة والكنيس. النقطة الأخيرة أعتقد عندما يفقد الحزب دوره النضالي ويتحول الى حزب إنتهازي ويتحول الى طبقه بحد ذاته ، يفقد مبرر وجوده . هذا ما حصل في روسيا سابقاً وراهناً. لدينا أحزاب - تائبة - الأن حتى في المنطقة العربية عندما تتحالف قوى - شيوعية - مع قوى سلفية على غرار أحزاب الله عز وجل. وسبحان مغير الأحوال .أخي محمد سأكتفي هنا مع الشكر لك


11 - الباشا العزيز
شامل عبد العزيز ( 2011 / 12 / 7 - 12:40 )
تحياتي لك وللمشاركين
لا تنمية إلا عند الله حسب تفسير المهندس الاستشاري جاسم الزيرجاوي وأنا معه هي للتهكم والسخرية اللاذعة من قبل الرفيق النمري - بل ذهب الاستشاري جاسم بان تعليق الرفيق النمري الذي تناولته انا في رده على العزيز سامي لبيب يقول الزيرجاوي خلط الرفيق النمري بين الحابل والنابل عدا عبارته - لا تنمية إلا عند الله ؟ وهي عبارة سخرية ولكن معانيها كبيرة وهنا يعود بنا لتفسيره الماركسي في تغيير الوعي
التغيير يتم بناء على عدة عوامل ولا ينحصر في عامل واحد أو سبب واحد فعندما تصل للسلطة نُخب علمانية ديمقراطية تحكم بقانون مدني عصري غايتها المواطن وتعمل من أجل التنمية والإصلاحات اللازمة سوف ننظر إلى الدين بمنظار أخر
هذا رأيي مع عدم التقليل من نقد الأديان بصورة عامة ولكن بأسلوب علمي وبحث رصين وهذا يقع على مسؤوليتكم ومن شارك هنا من السادة
شكراً للثقة وأتمنى أن أكون عند حسن ظنك
تقبل احترامي


12 - شيئان يسيران البشر ؟
سرسبيندار السندي ( 2011 / 12 / 7 - 20:52 )
بداية تحياتي لك ياعزيزي محمد البدري ولكا ألأحبة المعلقين وتعليقي ؟

1 : شيئان في الوجود يسيران البشر إما الحب وإما الخوف ، نعم هنالك الكثير من المسيحيين السذج الذين يستغلهم رجال الدين كما الحال عند ألأخرين ، ولازال الخوف من يسيرهم وليست دعوة معلمهم ، رغم كونها واضحة وضوح شمس الظهيرة وهى ( الحب والغفران ) ولم تكن هذه الدعوة كلاما مجازيا بل كانت تطبيقا عمليا ؟

2 : أليس معلمهم القائل ( في إنجيله 360 مرة لاتخافو بعدد أيام السنة ) والقائل ( أحبو بعظكم بعضا كما أنا أحببتكم وفديتكم ، وأحبو حتى أعدائكم ) أليس معلمهم القائل ( إفعلو بالناس ما تحبون أن يفعلوه بكم ) وهذه هى خلاصة الشريعة وغايات ألأنبياء ؟

3 : نعم مثل هذه الرسالة والدعوة لم تزل مع ألأسف عند الكثيرين من الناس صعبة الفهم والقبول والإدراك ، ولكنها تبقى في النهاية البلسم الشافي لكل الباحثين عن الحق والحب والحياة ، والملاذ ألأخير لأنقياء القلب والروح والضمير ؟

4 : ويبقى السؤال المنطقي : ماالذي في الشرائع ألأخرى أفضل وأجمل وأرقى من هذه الشريعة والدعوة ؟

5 : أخر الكلام محبتي للجميع والسلام ؟


13 - يا امة ضحكت من جهلها الامم
حبيب مشتاق ( 2011 / 12 / 8 - 16:20 )
مرحبا للجميع
كنا نردد دائما (( يا امة ضحكت من جهلها الامم )) ولكن هل كنا نقصد الامة التي صدرت للعالم أجمع الفكر الاشتراكي ؟ ام كنا نقصد الامة التي تتداوى ببول الابل ؟
ومن هنا لا ينبغي علينا ان نلوم الاسلاماويين - شيعة وسنة - على خرافاتهم اذا كانت الامة الماركسية تقف الطوابير الطويلة للتبرك بالزنار .. وانا اشكر الاستاذ شامل على كتابته للموضوع الذي جعلني انصف الشيعة خاصة واتحمل خرافاتهم العاشورائية التي تصل اصوات قرع طبولهم الى داخل بيوتنا وغرفنا رغم انوفنا واثناء كتابتي هذه الاسطر تحت وقع طبولهم ولطمهم التي يبثونها لنا ليل نهار وعبر مكبرات الصوت .. وشكرا للاستاذ البدري - الدارويني - الذي اعجبت كثيرا بطريقة ربطه للكلمات الداروينية مع تصرفات المجتمع


14 - good one
saadmosses ( 2011 / 12 / 9 - 03:12 )
i have no comment just i enjoyed the reading from nice writer and i agreeb with number 3 is good answer thanks to every one use the brain to answer

اخر الافلام

.. احتفال الكاتدرائية المرقسية بعيد القيامة المجيد | السبت 4


.. قداس عيد القيامة المجيد بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية برئا




.. نبض أوروبا: تساؤلات في ألمانيا بعد مظاهرة للمطالبة بالشريعة


.. البابا تواضروس الثاني : المسيح طلب المغفرة لمن آذوه




.. عظة قداسة البابا تواضروس الثاني في قداس عيد القيامة المجيد ب