الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نحو الانعتاق ..من فكر الترات الى ترات الفكر.

محمود الرشيدي

2011 / 12 / 8
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


فضاء أفكارنا في عمقها تؤتتها صور ومشاهد من واقع ومن خيال أسلافنا.هذه الصور وهذه المشاهد كونها لا تختلف عن لقى وتحف ومحنطات، كانت ابداعا وتقنية ملائمة في أوانها أملتها ضروف معينة،وواقع معاش في مكان وزمان ما ،لكنها أصبحت متجاوزة بعامل التطورالمستمر،وبقيت لها دلالات رمزية تجعلنا نسافرمن خلال حضورها الى حقب تاريخية في الماضي السحيق،لمحاولة الاطلاع على طريقة عيش هؤلاء الأسلاف وتفكيرهم وآفاق أخيلتهم.
كما أن معرفتنا وعلومنا ومكتشفاتناومخترعاتنا وما فجرته من وسائل وأدوات وآلات حديثة بتقنياتها المتطورة جدا؛كان الحديت عنها فيما مضى ضربا من المستحيل،واكبر من خيال غريب لايخطرحتى على البال . ورغم كل هذا سنجدها يوما ما متجاوزة في طي الماضي وتعداد التحف، وتصبح بدورها تكنولوجيتنا ورقميتها من صنف اللقى والآثار تزيد في تاتيت فضاء أفكارنا بمشاهد وصور أخرى..
فاذا كان الاستمرار بالعناية والصيانة لهذه الادوات وتثمينها وحفظها من التلف ولا عيب في ذالك:فليس هذا من أجل استعمالها كما كان لها دورها في أوانها ،بل كقطع فنية تستمد قيمتها من تاريخيتها ، ومما نحرزه من خلالها من معرفة بالماضي ومكوناته عند دراستها والتنقيب والبحت في خفايا وأسرار صانعها، متسللين عبرها الى نمط وطريقة تفكيره، التي بدورها يمكن أن تعكس لنا وتمدنا شيئا فشيئا عن أصول وبنية كل موجود على هذا الكوكب، وعن الكوكب داته ،ومنه ألى الكون بعوالمه ،وهذا لن يتأتّى فقط بالاتجاه في الخط الزمني الى الماضي ،بل نحو المستقبل كذلك وبنفس الوتيرة،فبقدر ما يدلنا البحت في الماضي على أسرارالماضي ببساطته ،فبساطته كذلك بوسعها ان تسعفنا في اختزال تعقيدات المركب في زماننا ومستقبلنا ،دون الغاء هذا المركب ؛لانه تراكم معرفي دو أصل مادي ينحو بنا نحو البحت عن الحقيقة ،وربما تحقيق الحلم بالكمال الانساني .
فالمستقبل يجر برابط الحاضرماضيا ذا رميم كثيف.وحضورالماضي بموروته وتراثه المادي والفكري هو حضور كجسد ميت نقف حوله ونشخص حالته ونقرأ وندرس ونستشف منه العبر..ثم نقدره ونجله اجلال الميت الّذي لا قومة له الا في الخيال، فلو استفاق لولّى هاربا، هاربا الى موته من هول الصدمة لانه من زمن آخر ،والاجلال هذا هو من قبيل الاحترام فقط ولا يرقى الى منزلة التقديس التي تُلزمنا الانصياع والطاعة العمياء ،وبالتالي التحكم فينا وفي مستقبلنا:لأن الأسر في سجن الماضي بأغلال الثراث يجعل من الحي ميتا ومن الميت حيا ويوقف التقدم وعجلة التاريخ ،كما هو حال بعض الشعوب التي رهنت حاضرها بماضيها، بل استدارت قفاها للمستقبل وتحررت من الانشداد الى الحرية واستسلمت لارادة الغيب بالانتظار والتوكل..فوصايا الميت مثلا هي في الحقيقة مسألة تخصه هو وحده بالدرجة الأولى، لأنها ارادته وهي من صميم تشبته بالحياة ولا تلزم الحي في شيء ،وأما الحي فهو أدرى بحياته وواقعه وكم من حقيقة في زمن ثبت بطلانها فيمابعد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تحذر من -صيف ساخن- في ظل التوتر على حدود لبنان | #غر


.. البيت الأبيض: إسرائيل وحماس وصلا إلى مرحلة متقدمة فى محادثات




.. تشاؤم إسرائيلي بشأن مفاوضات الهدنة وواشنطن تبدي تفاؤلا حذرا


.. هل يشهد لبنان صيفا ساخنا كما تحذر إسرائيل؟ أم تنجح الجهود ال




.. بسبب تهديد نتيناهو.. غزيون يفككون خيامهم استعدادا للنزوح من