الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الهبوط من الجنة بمركبة البراق ام فرضية رمزية؟

وسام غملوش

2011 / 12 / 8
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


جميع الاديان تناولت فكرة ادم وحواء ،الشيطان ،عدم السجود و الشجرة المحرمة، وكيف تم دخول الشيطان بشكل افعى للاغواء وغيرها من التفاصيل التي كانت على الارض من مكان الهبوط وكيف تم الالتقاء و اين، ولكن لم تذكر الاديان كيف تم ذلك من الجنة نزولا الى الارض ،ولم يذكر ابدا اي شيء يجعل القارئ يتلمس حقيقة اقتطعت من كل الاديان ومن دون اي مبرر، فجواب رجل الدين دائما عندما يُسأل في هذه المعضلة يقول:(الله قادر على كل شيء ) ولنسلم جدلا انه قادر، ولكن اريد ان اعلم كيف هبطا ولمَ لم يذكر الدين عن طريقة هبوطهما اي شيء رغم التفاصيل الدقيقة لم قبل (الهبطة) وبعدها ،فهل لأن مخيلة رجال الدين بذاك الزمان كانت لا تستوعب فكرة مركبة طائرة لذلك كان هناك دائما فكرة الحيوان الطائر كحصان البراق؟
فعروج النبي محمد الى السماء كان على حصان البراق ،فلم لا تكون فكرة الحيوان الطائر هي من انزلهم ولكن لم لم تذكر ولو رمزيا؟
او ان يكونا قادرين على الطيران او ان يكونا جسدين معنويين وحين الهبوط تلبسا من الطين جسدهم؟
ولكن رغم كل هذه الافتراضات ايضا هناك معضلة اخرى الا وهي لماذا هبط ادم بالهند وهبطت حواء بعرفات ؟
هل تم قذفهم من الغلاف الجوي بكبسولات ام مظلات لذلك نزل كل منهما بمكان؟
او لان الله اعطى بالجنة البراق لادم وهو الخيل السريع و اعطى لحواء الناقة التي لا تستطيع مجاراة البراق وكانا هما وسيلتا النزول، فكان ادم اسرع وتاهت حواء؟
ولكن لماذا كان نزول ادم اسرع من حواء وتركها تتوه و هو من كان يبحث اكثر عنها، فهي نزلت بعرفات و هو بالهند وقد التقيا بعرفات؟
ولكن ايضا لماذا تم ارسالهم بهذه الطريقة ان كانت صحيحة، هل هي تجربة جذب لكيفية عمل الشهوة التي وضعت بينهما؟ وكانت هي العامل الاساسي ،فكان ادم كمن وضع في متاهة للفئران يبحث عن قطعة الجبن الا وهي "حواء" الذي استطاع الوصول اليها على جبل عرفات رغم نزوله بالهند ، وهكذا تم اعلان نجاح المشروع واصحبت الغريزة رأس الحكمة !!!!؟؟؟
لوكان كل هذا افتراض وهذا الافتراض هو كافتراض وجود ادم و حواء وجنة ونار، وهذا الافتراض جائز لان فرضية ادم وحواء ان لم تكن مليئة بالثغرات فهي مليئة بالالغاز واشبه بالاحاجي لذلك احتمال الفرضية امر جائز.
اذا امعنا التفكير بكل كتب الدين رغم انها كتب تنظيم للانسان حين كان يعيش منغمسا بالجهل ،والحياة التي تعتمد باغلبها على منطق الغريزة بكل شيء تقريبا، لكنها لا تخلو من بعض الرسائل المبطنة لاصحاب الفهوم.
فكل الانبياء كان لديهم ميل للتأمل الذي يتيح للفرد بالاندماج مع الطاقة الكلية او ما تفرع منها واستخلاص معارف ابعد من المفهوم العادي ولكن هذه العلوم تبقى مكتنفة بالغموض لانها تعتمد على الايحاء من الكائن الاذكى وتطرح ما تتضمنه بشكل احاجي ومن السذاجة ان تؤخذ كما طرحت.
ولنعد لفكرة الهبوط فهناك من يعللها بالهبوط المعنوي كما صار مع بني اسرائيل حين هبطوا الى مصر وقال (أهبطوا مصر) وكان اليهود مع النبي موسى في سيناء اي لم يكن هناك هبوط من السماء الى الارض، ومثال نقول هبط الليل علينا اي نزل ولكن لا يعني الهبوط هو هبوط شيء من السماء الى الارض .. وهذا يؤشر الى ان الجنة كانت على الارض، وايضا قال تعالى : (قِيلَ يَا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلاَمٍ مِّنَّا وَبَركَاتٍ عَلَيْكَ .... (48) هود، وهناك ايات اخرى تدل على الهبوط المعنوي.
ولكن ان افترضنا ان الجنة كانت على الارض علينا ان نفترض ان الله كان هنا وهذه جنته، ولكن كما يقال ان الجنة وسعها السموات و الارض لذلك سننسف نظرية جنة الارض ،وان اثبت ان الارض كانت هي جنة فسننسف نظرية الجنة الواحدة التي هي وسعها السموات والارض وسيكون هناك عدة جنان او عدة كواكب مؤهلة للسكن ومؤهلة لتكون معاقل فيما بعد حسب نوعية كل مخلوق، فنحن حتى الان لا نعرف من عناصر الكون الا اربعة بالمئة فقط.
(فمن آمن بالفرضية خسر القضية)
فالدين في مجمله عبارة عن فرضيات والكتب السماوية هي اهم كتب في فن التنظير والاحاجي.
فنحن ولا اشك بذلك اننا خلقنا من قبل خالق ارسل لنا ما يساعد نوعنا على البقاء و التناسل ولا يهم ان كان خُلق الانسان بشكل مباشر ام نشوء وتطور، فدائما هناك بداية وهذا الاهتمام بوجودنا هو لغاية في نفس يعقوب. فالانسان و الحيوان هم اشبه بسعرات حرارية لماكينة الوجود وهذا على الاقل من وجهة نظري.
وجعل لنا تراثا يعزز ثقتنا بوجودنا ،يرسم لنا صورة من البداية حتى النهاية لكي لا نكون فريسة العدم ولنعمل جاهدين كمُنتج ومنتِج، فحاك لنا وصلة شعرية تكون جسر العبور بين اليوم والامس نحاكي بها املنا حين يحين وقت الرحيل.
عرّفنا على اصلنا وما جنينا به على انفسنا وكيف هو خلاصنا وكل هذه الامور فكرة لمن لا يستطيع ان يجد السبيل ويعرف المقصود، لكن عندما يصبح الانسان عارفا تسقط الاقنعة ويزول عنه المس الفكري الموهوم.
فمن السذاجة ان نبقى مقتنعين بما روج بشكل حرفي، فمن خلقنا و خلق الطبيعة كان مبدأه الاساسي هو النشوء و التطور و النشوء و التطور الشكلي و الفيزيولوجي يتبعه تطور عقلي ايضا، لذلك من الطبيعي ان ترفض الاديان كما انزلت بالمرحلة الاولى لتنسف لاحقا لانها كانت مجرد وسيلة للعبور وكما قال الدين ليخرجكم من الظلمات الى النور فمهمة الدين اذاً هي العبور بنا من مرحلة الى مرحلة ،وتنتهي مهمة الدين عند عبورنا، فاذا بقينا على الاديان كما هي فنحن اذا ما زلنا بالظلامات ولم يحقق الدين مبتغاه ،لذلك من الطبيعي رفضه، ومن ثم نسفه لكي نكون كما قدر لنا من نشوء وتطور وجودي.
لذلك من المجحف بحقنا ان نبقى نعامل كأطفال وعلينا ان نعلن للجميع ان كل ما روج من تهويل وترغيب وسرد لاصلنا هو فقط يتمحور حول فكرة الثواب و العقاب وهذا طبعا قبل الوصول الى النتيجة الاساسية من خلقنا ونسف فكرة الثواب و العقاب ايضا.
فلا وجود لجنة كما وصفت ولا لنار كما وصف حتى الخلود هو خلود جزئي لحقبة زمنية محددة فالدين عندما تناول فكرة الخلود قال خالدين فيها ابدا هو لم يكذب ولكن الابد هو جزء وجمعه آباد.
فنفس الانسان هي ذاك الرحالة الذي لا يرسو في مكان دائم فالنفس جرم والوجود ملعبها وكلما اكتمل نشوؤها في مكان ما انتقلت لتكمل نشوءا اخر من تطور في وجود فياض لا يقف في نفس اللحظة مرتين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - شوموضوعك
عبدالغني زيدان ( 2011 / 12 / 8 - 13:50 )
فالدين في مجمله عبارة عن فرضيات والكتب السماوية هي اهم كتب في فن التنظير والاحاجي
صدقا استاذي اتعجب من اسلوب طرحك هل مشكلتك لغويا ام مشكلتك هي مرض نفسي تكتب للتعرض لضرب للاديان ان في هذا لاهانة اذا كنت ملحدا او اي شيء اخر لا اظن ابويك ومن احببت الا ان يكونوا من اصحاب الكتب السماويةاذهب اليهم وعلمهم وحاول ايجاد لقاء بينكم بعد الموت مرحلة متطورة من الوجود الفائض حسب كلامك
واذا كان كل هذا فرضيات اعطنا تفسيرا لهذه الموضوعات فاننا مللنا من التراهات اللامنطقية الا بداعي التهجم وهذا سخف


2 - الحقيقة
سعيد فاهم ( 2011 / 12 / 8 - 15:19 )
استاذ عبد الغني زيدان المحترم
تعليقك اعلاه لايفند ما تناولته مقالة الاستاذ وسام وبذالك لايخدم الكاتب ولا القارئ ولا الباحثين عن الحقيقة وشكرا -


3 - عفوا
شاهر الشرقاوى ( 2011 / 12 / 8 - 15:36 )
انت فهمت
لكنك لم تعرف
الدين والله حقائق وليس افتراضات

ماذا عن الظلمة الذين فاتتهم عدالة الدنيا؟
الله حق
الله يقين
نظرتك للدين والايمان على انه فكرة ينسف الفكرة ويمحو تأثيرها وفحواها

بخصوص الجنة
القران يطلق على الحديقة لفظ جنة او جنات اوجنتان احيانا
(وأضرب لهم مثلا اصحاب الجنة)
ثم من قال لك ان الله فى الجنة او فى مكان؟؟
(وكان لاحدهما جنتان)


4 - رد
وسام غملوش ( 2011 / 12 / 8 - 17:35 )
يا سيد عبد الغني بتمنى حضرتك تعطيني حقيقة موجودة بكتب الاديان كلها
كل شي غير ملموس هو بخانة التنظير والفرضية وكل شيء تناولته الاديان لم بعد الموت وما قبل الحياة هو تنظير وفرضيات


5 - رد
وسام غملوش ( 2011 / 12 / 8 - 17:36 )
شكرا اخ سعيد على دعمك


6 - رد
وسام غملوش ( 2011 / 12 / 8 - 17:40 )
الحقيقة يا سيد شاهر انه هناك خالق
اما باقي الامور هي فرضيات قابلة دائما للنقد
وقد مر على هذا الكوكب ما لا يحصى من كتب سماوية واديان وكلها اصبحت من الماضي

اخر الافلام

.. المحكمة العليا الإسرائيلية تلزم اليهود المتدينين بأداء الخدم


.. عبد الباسط حمودة: ثورة 30 يونيو هدية من الله للخلاص من كابوس




.. اليهود المتشددون يشعلون إسرائيل ونتنياهو يهرب للجبهة الشمالي


.. بعد قرار المحكمة العليا تجنيد الحريديم .. يهودي متشدد: إذا س




.. غانتس يشيد بقرار المحكمة العليا بتجنيد طلاب المدارس الدينية