الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل يدل فشل الإسلاميين على فشل الإسلام؟

أثير العراقي

2011 / 12 / 8
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


إن سألنا أحد المسلمين الملتزمين دينيا فيما إذا كان فشل الإسلاميين وأخطائهم تحسب على الإسلام؟ ستكون إجابته -ودون تردد- "كلا".
لكن إن سألنا الشخص ذاته فيما إذا كان نجاح الإسلاميين -لو افترضنا حصوله- سيحسب للإسلام؟ نتوقع أن تكون الإجابة هذه المرة -ويا للغرابة- بـ"نعم"!
إذا كان الإسلاميون لا يمثلون الإسلام فلماذا ينتخبهم كثير من المسلمين إذن؟
وإذا كان الإسلاميون يمثلون الإسلام فكيف لا يكون فشلهم فشلا للإسلام إذن؟

هذا الموقف يعكس مدى ازدواجية بعض المسلمين وغياب أي معيار موضوعي لديهم في النظر إلى تقييم العلاقة بين دين الإسلام وسلوك المسلم أو عقيدته أو رؤيته للنظام السياسي للدولة، كما يظهر التهرب من تحميل الإسلام المسؤولية والرغبة بتبرئته من أخطائه بالإبتعاد عن وضع أي مبدأ يساعد على تشخيص مواطن الخلل عند حصولها ومن ذلك عدم تحديد نظام معين يمثل الإسلام خوفا من فشله فهم من حيث يشعرون أو لا يشعرون يتركون الإسلام مفتوحا للتأويلات المختلفة لتحميل أي كبش فداء مسؤولية فشل الإسلام كدين ودولة حتى لو كان الفشل ناتجا عن تطبيق نصوص إسلامية معتمدة لديهم، مع احتفاظهم بإمكانية ادعاء الخير للإسلام في حالة حصول أي نجاح حتى لو لم يكن لذلك النجاح أي علاقة بالنصوص الدينية المعتمدة لديهم كقبول بعض الإسلاميين العمل بمبادئ وقيم علمانية.

هذه الإزدواجية ناتجة عن إيمان أعمى لا يستقيم معه دواء إلا الإستئصال، كما أنها تجعلني متشككا كثيرا بتقبل الفكرة التي يطرحها بعض الكتاب العلمانيين العرب الذين يذهبون إلى أن ترك الإسلاميين ليحكموا سيكون له عائد جيد متمثل باكتشاف الناس مدى فشلهم وخواء شعاراتهم، (وأضيف) وشرورهم، هذا علاوة على أن الدولة الإسلامية ليست شيئا من الخيال، بل تلك هي السعودية وإيران وأفغانستان والسودان وغيرها من الدول لم تحصل من الإسلام إلا على تقييد الحريات والتعذيب وحرمة الخروج على ولي الأمر والصراع الديني والطائفي.

أظن إن كثيرا من المسلمين لديهم صورة عن الإسلام لا وجود لها إلا في أذهانهم، يعتقدون أن هناك شيئا عظيما سيحصل حين يحكم الإسلاميون كأن تنزل إليهم ملائكة من السماء تنصب لهم معامل صناعة سيارات وطائرات حتى يقضى على البطالة في البلد، أو أن السماء ستمطر ذهبا ليتجنب المسلمين عناء العمل أصلا ويتفرغوا للصلاة.
إن صدّق أكثر المسلمين شعار الإسلام هو الحل مع حجم خوائه فلا أرى ما يفسر ذلك سوى إيمانهم بحدوث خوارق العادات في القرن الحادي والعشرين بمجرد انتخاب الإسلاميين الصادقين في إيمانهم والذين لا يُدرى كيف سيعرفهم المسلمون والقرآن ينهى عن تزكية النفس.

فشل الذين يحكّمون نصوص القرآن والحديث في نظام الدولة هو ببساطة فشل للإسلام.

أقول للمسلمين، لكي تكونوا متسقين منطقيا مع ذواتكم، عليكم إن انتخبتم الإسلاميين اعتقادا منكم أن مشروعهم يمثل الإسلام الإستعداد للتخلي عن إيمانكم به -كدين ودولة على الأقل- في حالة تنفيذ ذلك المشروع وثبوت فشله في الحكم. أما نسبة النجاحات لدين الإسلام حتى لو لم يكن لنصوصه أي علاقة بتلك النجاحات مع نفي الإخفاقات عنه ولو كانت نصوصه مسببة لها تجعل من دول منطقتنا حقولا أبدية للتجارب الفاشلة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - فشل الدول الاشتراكيه ؟؟؟؟؟؟؟
ابو نور ( 2011 / 12 / 9 - 00:18 )
وعلى ماذا تحسب فشل الدول الاشتراكيه وسقوطها ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟


2 - الى الاستاذ اثير
فينوس صفوري ( 2011 / 12 / 9 - 06:41 )
الاستاذ اثير
فعلاً المسلم يعتقد أنه سيملك الكون لو تم له الحكم والمشكله انهم لايستفيدون من تجارب غيرهم
أبداً بل كل فرقة فيهم تعتقد انها تمتلك الحقيقة وغيرها مُغيبة او على باطل
تحياتي عزيزي


3 - الدين هو الموجهه للحياة في جيع الاوقات
احسان الحداد ( 2011 / 12 / 9 - 14:59 )
اذا كنت من هذا البلد واذا كنت منطقي ولك افق واسع واجزم انك ممن يحمل على الدين سواء كان اسلام او غير ه فاعلم ان هذه الحياة بكل اشكالها حتى جمعيات الرفق في الحيوان فهي تاخذ من الدين رحمتها ورافتها بالحيوان واعلم انه لا توجد دولة اسلامية بكل العالم العربي سواء الاسلامي او حتى الفاتيكان فلكل يخضع الدين لمصالحة والعكس هو ما يجب ان يكون اقراء رسالة حقوق الانسان للاما السجاد (عليه السلام) وستعرف ما هو الدين للعلم ان هذه الرسالة تمنتها الامم المتحدة وتبنت محتوها
بسم الله الرحمن الرحيم
وتفكروا يا الوالباب


4 - إلى السيد أبو نور
أثير العاني ( 2011 / 12 / 10 - 15:51 )
قمتُ بحذف التعليق السابق لخطأ وقعتُ فيه، وأعيده مصححا هنا.
كلامي يشمل كل من يقدس نصوصا ثابتة أو يحمل آيديولوجية دون استعداد للشك فيها والتخلي عنها أو عن بعضها في حالة فشلها.
الإشتراكية متنوعة، لكن نعم، هناك بعض الإشتراكيين الذين يرفضون إعادة النظر في الماركسية اللينينية بل والستالينية، هؤلاء لا يختلفون كثيرا عن الإسلاميين، ربما توجه سؤالك هذا لهم، فؤاد النمري مثلا.
لكن من اليساريين من يتقبل النقد، هذا الموقع يساري وفيه مواضيع كثيرة في نقد الشيوعية في محور -نقد الشيوعية واليسار وأحزابها- ، ائتني بموقع إسلامي يسمح للكتاب بنشر مواضيع في نقد الإسلام دون تضييق.
تحياتي


5 - إلى عزيزتي فينوس
أثير العاني ( 2011 / 12 / 10 - 16:50 )
عدم إستفادة المسلمين من تجارب الغير مشكلة كبيرة، وكأن علينا أن نجرب ما يدعى بالشريعة الإسلامية في كل بلد من البلدان، وحتى حين تفشل سيرمي بعضهم بالفشل على أي شيء إلا الإسلام.
تحياتي لك صديقتي


6 - إلى إحسان الحداد
أثير العاني ( 2011 / 12 / 10 - 17:18 )
الدين هو الموجه للحياة إلى الهاوية في أكثر الاوقات التي يتدخل فيها
كلامك دون أي دليل عزيزي
لم تذكر كيف استمدوا الرفق بالحيوان من الدين..
وكيف لا توجد دولة إسلامية؟
وسواء أخضع البعض الدين لمصالحه أو لا فهذا ليس لب المشكلة، بل ما في نصوص القرآن والحديث..
أما الرسالة الفاشلة للسجاد (إذا كنت تعني ال50 نقطة، ومنها تشريع العبودية) والتي لا أدري من الذي خدعك فأخبرك أن الامم المتحدة قد تبنتها، فهي لا علاقة لأكثرها بحقوق الإنسان أصلا بل الحقوق على الإنسان، أي الواجبات.
لا تدع أي أحد يستغفلك، تثبت من مصدر المزاعم التي تجدها وانقد ما تقرأ يا عزيزي

اخر الافلام

.. يهود يتبرأون من حرب الاحتلال على غزة ويدعمون المظاهرات في أم


.. لم تصمد طويلا.. بعد 6 أيام من ولادتها -صابرين الروح- تفارق ا




.. كل سنة وأقباط مصر بخير.. انتشار سعف النخيل في الإسكندرية است


.. الـLBCI ترافقكم في قداس أحد الشعانين لدى المسيحيين الذين يتب




.. الفوضى التي نراها فعلا هي موجودة لأن حمل الفتوى أو حمل الإفت