الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


غياب أسس ومعاييرالتنسيق الحضاري للإعلانات و اللافتات في إقليم كوردستان العراق

عبدالباقي عبدالجبار الحيدري

2011 / 12 / 10
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


المدينة شكل عمرانى شديد التعقيد، تتداخل عناصره وتتشابك، وإدراك المشهد البصرى للمدينة يكون من خلال صور بصرية تخضع فى تكويناتها لقيم نابعة من جماليات العمران جنباً إلى جنب مع القيم الوظيفية، والاجتماعية، وأيضاً الثقافية التى يرتكز عليها جميعاً الفكرالتخطيطى والتصميم العمراني.
وعندما تغيب هذه القيم أو إحداها، فإن المشهد البصرى للمدينة يصاب بالتشويش . والاهتمام بملامح المدينة وشكلها وطابعها، وجمالها ليس ترفاً كمالياً فى الحياة العمرانية، وإنما حالة فطرية حضارية تلازم مستويات التطور الحضارى للمجتمعات. وتعد تنمية القدرات نحو إدراك القيم الحضارية بشكل عام، وقيمة الجمال بشكل خاص، بمثابة نقلة تطورية تنموية للمجتمعات نحو مستوى حضارى أعلى.
تعانى المدن الكوردية حالياً من شدة التلوث البصرى والسمعى والبيئى، ومن التدهور الذى لحق ببيئتها العمرانية، مما أدى إلى حدوث تشوهات وتعديات على المبانى والشوارع والأرصفة. حتى طالت التشوهات كثيراً من المبانى ذات القيمة المعمارية المتميزة والتاريخية.
وفى وضع كهذا أصبح من الضرورى تطبيق الوسائل العلمية والفنية والإدارية والتشريعية اللازمة لمعالجة العناصر العمرانية وإضافة اللمسات الجمالية الواعية إليها، من أجل تحسين صورتها البصرية وصيانتها وتنقية الفراغات العمرانية مما لحق بها لاستعادة طابعها الجمالى وشكلها الحضارى.
ويأتى دور اسس والمعاييروالقوانين التخطيطية لمعالجة آثار الفجوة الثقافية بين الفكر المرجعى الرسمى القائم (المؤدى أو المصمم) فى تصميم وتشكيل صورة المدينة وبين المجتمع( المنتفع أو المتلقى) حتى يلتقيا عند مستوى الإدراك الواعى لفن وجماليات صناعة العمران ...وذلك لإعادة صياغة الرؤية البصرية للعمران من خلال مجموعة محاور متعددة الاتجاهات كما يلى:
أولاً: يقوم على الحد من المحاولات الفردية التى تتجه نحو مفاهيم التجميل غير الواعية وتؤدى إلى النشوذ وعدم الانسجام مع المحيط من حولها. فالعمران بشكل عام هو سلسلة من المتتابعات البصرية التى لا يصح مقاطعتها أو اعتراضها بمفاهيم شخصية وغيرمدروسة، وإنما لابد من صياغة رؤى جماعية يتفق عليها لتتسم بالاستمرارية المنطقية لجميع المعالجات والتفاصيل حتى يتحقق الإبداع الشامل الجامع، والقائم على تناغم عناصر المدينة ككل.
ثانياً : يقوم على تفعيل مفهوم التكامل بين علم العمارة "أم الفنون" وعلم الجمال "الاحتياج الفطرى لجميع البشر"، وهو المدخل الذى ترتكز عليه الدول المتقدمة فى جميع مشروعات التصميم العمرانى والتنسيق الحضارى كإطار تصميمى متكامل نابع من مفاهيم الحضارة،والثقافة، والتراث.
ثالثاً :يقوم على تشجيع انتشار الأعمال الفنية فى الفراغات العمرانية للمدينة مثل الميادين والساحات ومحاور الحركة الرئيسية فى إطار وضع الضوابط الحاكمة لانتشار الأعمال الفنية بأنواعها، حتى لا تترك للاجتهادات الشخصية. فالأعمال الفنية التى تمثل مستوى عالياً فكراً وفناً ترتقى بالمحيط من حولها بشرط ألا تلفظها ثقافة الجماعة، وعلى العكس فإن انتشار الأعمال الفنية التى لا ترتقى إلى المستوى الفنى اللائق يكون تأثيرها شديد السلبية خاصة لو حازت على قبول الجماعة واندمجت داخل مرجعياتها الثقافية وأصبحت أمثلة مقبولة وشائعة يحتذى بها.
وهكذا فإن التنسيق الحضاري القائم على الأسس والمعايير العلمية والفنية وعلى علم جماليات العمران أخذاً فى الاعتبار أهمية انتشارالفن الراقى فى المدينة، يؤثر إيجابياً على مراحل النمو النفسى لأفراد المجتمع، وتطويره، وتغذيته بالخبرات الجمالية والفنية التى تسمو بالقيمة
الجمالية وتضعها فى أعلى مستوى يمكن أن يرتقى إليه الإنسان.
يهدف التنسيق الحضاري إلى تحقيق القيم الجمالية فى الفراغ العمرانى وتحسين الصورة البصرية للعمران الكوردي والعمل على إزالة كافة التشوهات والتلوث البصرى، كما يهدف إلى الحفاظ على الطابع المعمارى والعمرانى للمناطق المختلفة مع حماية عناصر البيئة الطبيعية وتنسيقها.
وتتعدد وسائل وآليات اسس ومعايير التنسيق الحضاري ومن أهمها:
- ضرورة اصدار قانون لغرض التنسيق الحضاري و تحسين الصورة البصرية للعمران الكوردي في إقليم كوردستان - العراق ، وبيان كيفية تطبيقه فى العمران الكوردي القائم والجديد، وإصدار دلائل إرشادية توضح أسس ومعايير التنسيق الحضارى ، ولا ننسى ً دور الإعلام فى نشر ثقافة التنسيق الحضارى للارتقاء بالذوق العام وتحقيق الجمال والارتقاء بالسلوك.
- تشكيل "اللجنة العلمية الفنية العليا لوضع أسس ومعايير التنسيق الحضارى" فى مجالاته المتنوعة، وإصدار هذه الأسس والمعايير فى صورة دلائل إرشادية للتطبيق. وعلى اللجنة تحديد المجالات المتنوعة لهذه الدلائل الإرشادية وتشكيل لكل مجال لجنة فرعية تقوم بالدراسات والأبحاث اللازمة واستخلاص الأسس والمعايير المقترحة وعرضها على اللجنة العلمية الفنية العليا لمراجعتها.على ان تتضمن الدلائل الإرشادية فى المجالات المتنوعة التالية:
1- المبانى والمناطق التراثية 2- الإعلانات واللافتات 3– مراكز المدن
4- المناطق المفتوحة والمسطحات الخضراء 5- إدارة الجودة 6- المناطق العامة
7- الطرق والأرصفة 8- الأسس البيئية 9- مداخل المدن
10 – القرية 11 - المحميات والمناطق الطبيعية 12 - الإضاءة والإنارة الخارجية
ولما كانت جماليات العمران علم له أصوله وقواعده ومعاييره العالمية التى تصل بالعمران إلى مستويات عالية من الكفاءة الوظيفية والبصرية أخذاً فى الاعتبار أن للعمران الكوردي خصائصه التى تميزه ... وعلى هذا الاساس يجب أن تؤسس الدلائل الإرشادية على مصدرين أساسيين:
- دراسة الأسس والمعايير العالمية.
- دراسة خصوصيات الثقافية و الاجتماعية و الدينية للعمران الكوردي.
وتشمل الأسس والمعايير الخاصة بالإعلانات واللافتات فى حرم الطرق داخل المدن بما يحقق المتطلبات المرورية والعمرانية والبصرية ، و تتضمن العناصر التالية:
- تصحيح الصورة البصرية والمحافظة على جماليات المدينة.
- وضع أسس وقواعد تقنن علاقة الإعلانات واللافتات بحرم الطريق والمجال العمرانى المباشر له.
- تحديد المسافات البينية للإعلانات واللافتات باختلاف أنواعها ورسالتها الإعلانية أو الإرشادية أو التوجيهية.
- تحديد مواضع الإعلانات واللافتات فى حرم الطريق ومجاله والبيئة المحيطة.
- وضع القواعد المعيارية لمقاسات وأحجام وأشكال كافة الإعلانات واللافتات، وزوايا الرؤية واتجاهات الحركة الآلية والمشاة.
- تحقيق السلامة منعا للحوادث والمخاطر الممكنة.
- ضمان توافق تصميم الإعلانات واللافتات مع البيئة العمرانية.
- وضع الاشتراطات المنظمة لنوعية ومستويات الإعلانات واللافتات.
- وضع ضوابط لعدم نمو عشوائيات الإعلانات واللافتات فى المدن، وما ينتج عنها من تلوث بصرى وجمالى وعمرانى للبيئة.
أنماط الإعلانات واللافتات:
تستهدف الإعلانات واللافتات بمختلف أشكالها التجارية والإرشادية والإعلامية والمهنية وغيرها من الإعلانات على شبكة الطرق والحركة داخل المدن، وخاصة مسارات المشاة التى تكتسب أولوية عن مستعملى الطريق بحركة السيارات والآليات ولاسيما فى الطرق المحلية والتجميعية أو الفرعية بين الأحياء والتجمعات السكنية والعمرانية وداخلها. ولا تمثل الإعلانات واللافتات هنا عنصرا عمرانيا مسيطرا على شكل ونسيج المدينة أو التجمع العمرانى ويجب ألا تتمتع بوضعية متميزة داخل الصورة البصرية للكيانات العمرانية.
وتشمل الإعلانات واللافتات فى الطرق داخل المدن الأنماط التالية:
- الإعلانات التجارية.
- اللافتات الإرشادية.
- اللافتات الإعلامية عن الأنشطة والأحداث الدائمة والمتغيرة، والمؤقتة، أو الاحتفالية.
- لافتات أسماء الطرق والعناوين والرمز البريدى وأرقام العقارات ... إلخ.
- اللافتات التجارية للأنشطة والاستعمالات والانتفاعات العمرانية.
- اللافتات المهنية بالوحدات الإدارية والمكاتب والعقارات.
- اللافتات الإرشادية المرورية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما حقيقة الاختراق الأمني الإسرائيلي للجزائر؟| المسائية


.. 5 ا?شكال غريبة للتسول ستجدها على تيك توك ?????? مع بدر صالح




.. الجيش الإسرائيلي يشن غارات على رفح ويعيد فتح معبر كرم أبو سا


.. دعما لغزة.. أبرز محطات الحركة الاحتجاجية الطلابية في الجامعا




.. كيف يبدو الوضع في شمال إسرائيل.. وبالتحديد في عرب العرامشة؟