الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الانتخابات بين برجماتية الإسلاميين ومثالية العلمانيين

أحمد منتصر

2011 / 12 / 10
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


شهدت الانتخابات البرلمانية 2011 بمصر تفوقا ملحوظا للتيار الإسلامي (الإخوان المسلمون والسلفيون). الأمر الذي أرجعه كافة المحللين السياسيين وبصراحة إلى برجماتية التيار الإسلامي وقربه من الشارع. وإذا سلمنا بقوة البرجماتية كفعل قبل أن تتمحور إلى عمل ونظرية متكاملة وناجحة. فإنه ومن الواجب على التيار العلماني أن ينحو نحو البرجماتية بكامل ما يملك من مال وقوة بشرية وإعلام.

ذلك أنه تزعجني للغاية ومنذ زمن المثالية الفجة للتيار العلماني بمصر. نعم هناك الكثير من العاملين بالعمل العام والسياسة والتعليم المدني في الشارع من العلمانيين. إلا أن أغلبهم يدمنون التنظير عبر فيسبوك وتويتر. ولا يقدمون منظومة أخلاقية متماسكة ولا نظرية فلسفية ناجحة في العمل. سبق وأن قلت من قبل إن نظرية علمانية شائعة كنظرية الإرادة الحرة ساقطة تمامًا في مجال العمل. فنظرية أخلاقية علمانية كذلك لا تقدم ولا تؤخر وتجعل من المواطن البسيط أضحوكة اجتماعية إذا طبقها بحذافيرها فلا هو حر ولا هو مسئول. بينما على الجانب المقابل فالنظرية الإسلامية في العمل ناجحة جدًا بغض النظر عن التنظير الأفلاطوني الذي إن بحثت على الإنترنت ستجده كثيرًا. ففي نظرية كذلك يستطيع المواطن أن يعيش عشرات السنين يتقدم من وجهة نظره نحو هدف سام ومتكامل كالجنة أو رضا الله أو خدمة الدين وهو يشعر بالسعادة في ذات الوقت. أي أنها نظرية ناجحة في العمل العام وتقدم السعادة للمواطن. كنظرية الحسنات والسيئات عند السلفيين.

برجماتية الإسلاميين تجعلهم أقرب للجتمع المصري ألف مرة من مثالية العلمانيين. نحن لا نتحدث هنا عن أفكار تتصارع في مجتمع شديد الرخاء الاجتماعي والاقتصادي. بل إننا نتحدث هنا عن واقع وضنك مدقع في المال والمأكل والمشرب يعيشه المواطن المصري وتفتح التلفزيون لتجد من يعيشون بمصر الجديدة أو التجمع الخامس أو القطامية يقولون إن فوز الإسلاميين بالانتخابات البرلمانية كارثة!. أين الشباب العلماني الذي يلف المحافظات والقرى والنجوع ليقدم الخدمات والتعليم المدني ويشارك في عمل المشروعات الصغيرة والمتوسطة وعلى استعداد للإقامة بالصعيد مثلا عدة أعوام كما يفعل النشطاء الغربيون بأفريقيا بمقابل مادي بسيط؟. في أمر عملي بسيط كهذا ولكنه بالطبع عظيم الأثر.. تجد الشباب العلماني يمتنع أو يتلكأ عن فعل مثل هذه الخدمات الجليلة لأسباب أهمها أن العلمانيين الكبار بمصر يقدمون نظريات شديدة المثالية انقرضت في الغرب نفسه ولم تعد تقال غير على استحياء أو على سبيل السخرية.

أفكار كالليبرالية والمساواة ودولة القانون والحرية وغيرها من الأفكار. بالطبع هي أفكار شديدة الأهمية والمجتمع يعوز مناقشتها وتجربة تطبيقها والفرد كذلك لكن.. أن يبقى نشاط التيار العلماني بمصر هو التحدث بالفضائيات والجرائد ووسائل الإعلام عن هذه الأفكار فاسمح لي أن أرمي على أفكارك القمامة. ذلك أن معيار نجاح الفكرة ليس بتنظيرها بل بتطبيقها. وسيظل التيار العلماني متأخرًا بالانتخابات وساحات الفكر والتأثير كلما ابتعد عن الشارع وعن محاولة تطبيق أفكاره فكرة فكرة في الواقع وبين المواطنين المصريين أنفسهم.

أعتقد أني سأعطي صوتي للإخوان المسلمين!. فالجماعة برجماتية بامتياز وناجحة للغاية وتستطيع تقديم خدمات للناس في الشارع من قبل أن تكون بالسلطة. ما يهمني كمواطن بسيط من أهل السلطة الذين أنتخبهم أن يحققوا مصالحي لا أن يتكبروا عليّ ولا أراهم بالشارع ولو لمرة واحدة ولا يعرفون مشاكلي ولا يسعون جاهدين لتحقيقها. سحقا للعلمانية والعلمانيين من قبلها إن لم تكن تحقق مصالحي. سحقا للمثالية والمثاليين من قبلها إن لم تكن تحثني على العمل الدءوب لبناء الوطن.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الفكر غذاء الروح
بسام لافي ( 2012 / 6 / 30 - 18:26 )
ايها الكرام تحياتي لكم جميعا وبعد شدني قرائة الموضوع الذي يقول ان العلمانية هي مجرد تنظير لا غير وان براجمتية الاخوان قد نجحت وان البراليين فشلوا اقول لك يا سيدي المناخ اس من اسايسات النجاح لاي طرح والظروف المكانية والزمانيه هي اصل من اصول النجاح وانا من هذا المنبر اتحدا ان يكون للاخوان اي برنامج سياسي بل حتى برنامج رعوي ان صح او جاز لي التعبير

اخر الافلام

.. مكتب الإحصاء المركزي الإسرائيلي: عدد اليهود في العالم اليوم


.. أسامة بن لادن.. 13 عاما على مقتله




.. حديث السوشال | من بينها المسجد النبوي.. سيول شديدة تضرب مناط


.. 102-Al-Baqarah




.. 103-Al-Baqarah