الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


معاً ضد العلمانو فوبيا..!

آيا الجوهري

2011 / 12 / 10
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


تحدثت منذ أشهر عن ما يسمى بالعلمانية فوبيا أو علمانو فوبيا على وتيرة إسلامو فوبيا
ولكنها فوبيا جديدة من نوعها فهي مجرد خوف غير مبرر ولا معنى له فمثلا الاسلامو فوبيا تعود إلى العمليات الإرهابية التي يقوم بها بعض الإسلاميين
لكن العلمانو فوبيا هي غير مبررة ولا معنى لها فغالبية الناس الذين يتخوفون من العلمانية هم لا يعرفون معنى العلمانية
فقط يسمعون لشيوخ يضللوهم من أجل مصالح معينة لديهم..

الدولة العلمانية هي الدولة التي تحترم كل الأديان والمعتقدات والآراء وليست ضد معتقدات أحد وليست في صدام مع أحد..
وإنما هي تقف في حياد تام بين جميع الأطراف وتوفر الجماية للأقليات ولجميع الأطياف في المجتمع لتضمن لهم حرياتهم وحقوقهم دون اي تحيز لطرف
ضد آخر ولكن الجميع أخذ صورة مشوشة عنها من الشيوخ الذين من مصلحتهم أن يضللوا الناس من أجل الوصول لمطامعهم في السلطة والحكم وركوب الشعب..
يؤثروا في الناس بواسطة الدين ويكفرون العلمانيين والدول العلمانية إلى أن رسخوا في عقول العامة علمانو فوبيا وأيضا هم في عداء تام مع أي شئ غربي فهم يصنفون
البشر إلى غربي وعربي.. والغرب بالطبع في رأيهم العدو المتربص لهم ولقوميتهم لأنهم الأفضل فالغرب دائما يتربص لهم ويريد لهم الشر..!
فيرفضون عالمية حقوق الإنسان والحريات الشخصية بزعم أنها من صنع الغرب..

في حقيقة الأمر أن الحضارة الإنسانية والتقدم الذي أحرزه الغرب هو تقدم إنساني فالجدير أن نفخر بأن هذه حضارة إنسانية بدلاً من أن نصنف الحضارات بإعتبارات قومية أو وطنية أو عنصرية.. فالحدود بين الدول هي من صنع الإنسان..!!
ولذلك فحقوق الإنسان نابعة من تجارب إنسانية والإنسان هو الإنسان أيا كانت عقيدته أو إنتمائه أو أصله.. فحقوقه يجب أن يتمتع بها في أي مكان في العالم وليس من حق أحد أن ينفي هذه الحقوق بزعم إيديولوجي معين خاص به وحده أو حتى خاص بمجموعة من الناس..

الذي أدهشني حقاً في كل ما حدث من شيوخ الضلال من حيث نشرهم العلمانو فوبيا لدى الناس أن هذه الظاهرة إنتقلت أيضاً إلى العلمانيين أنفسهم..!!!
فنجد أشخاص علمانيين ينادون بالدولة المدنية وليست العلمانية ويتخوفون من ذكر لفظة علمانية أمام الناس وكأنها لفظة بذيئة أو غير مقبولة!
ومن هنا فأنا أرفض بشدة هذه الإسلوب من قبل العلمانيين لأنهم إذا أرداو أن يواجهوا العلمانو فوبيا هذه عليهم أن يقوموا بتوعية الناس المضللين بمعنى العلمانية بدلاً من أن ينساقوا وراء شيوخ الضلال والجهل ويتجنبون ذكر لفظة علمانية بإتسبدالها بلفظة مدنية

العلمانية ليست كفراً بأي فكر أو عقيدة العلمانية وليست في عداء مع أي أحد وعلينا أن نقولها صراحة في وجه الجميع نريد دولة علمانية من أجل الجميع وليس من أجل طائفة معينة من البشر.. لماذا تخوف العلمانيين مثل العامة وأصبح هم أيضاً لديهم علمانو فوبيا؟!
الدولة العلمانية تتقبل الجميع أياً كان فهي دولة مواطنة ولكن الدولة التي تقوم على أساس طائفي لا تتقبل الإختلاف والحريات ولا توجد ناجحة قائمة على أساس طائفي عنصري فإنهيارها شئ حتمي وغير قابل للجدال..

شيوخ الجهل ضد العلمانية لأنها لا تعطي السلطة لأشخاص عنصريين وغير موضوعيين ولا تعطي سلطة لرجال الدين.. وما معنى أن يطمع رجُل الدين في السلطة؟! أي أنه يطمع في الدنيا وليس الآخرة كما يزعم.. إنهم ليسوا رجال دين فهم لا يفقهون شيئاُ في الدين وإلا ما قاموا بحملات تضليل وتجهيل للناس ونشر للفتن والتطرف والعنف بين الناس..
في مصر يوجد مؤسسة دينية وحيدة هي الأزهر الشريف ولم يخرج شيوخ الأزهر طامعين في السلطة فهم تابعين لمؤسسة دينية مثلها مثل المجلس الملي ولكن من الذي طلب السلطة؟! من أين أتوا هؤلاء الشيوخ ومن أين لهم كل هذه الأموال التي أنفقوها في دعاية التجهيل والتضليل؟!
على الناس أن يعلموا أن هؤلاء الشيوخ لايعبرون عن الدين فهم غير تابعين لأي مؤسسة دينية رسمية في الدولة وإنما هم طوائف في الشارع آتت من دول متصحرة في كل شئ شكلاً و موضوعاً كما يقولون.. غالبية هؤلالء الشيوخ دراستهم لم تكن في الدين وإنما مجالات أخرى فهم مجندين من قبل دولة تريد غزو مصر وغزو الهوية المصرية

علينا بدلاً من أن نتنكر لعلمانيتنا أن نقولها للناس وأن ننشر الوعي بين الناس فهذا حقهم علينا..
وعلينا أيضاً أن نقف جميعاً في مواجهة ظاهرة العلمانو فوبيا التي أصابت الشارع المصري الذي لا يفقه شئ عنها..
الناس الذين يتم تلقينهم فكر معلب جامد غير قابل للتفكيك علينا أن نضعهم على أول الطريق بتعليمهم نمط التفكير وعدم تقبل اي فكر أو رأي جامد دون تفكيك وتفكير..
لا نريد أن نلقن أحد فكر معلب مثلما يفعل من يريدهم جهلاء ليسيطر عليهم ويكون له سلطة عليهم.. فأنا لا أطمح في أي شئ سوى أن تكون مصر أفضل وتلحق بركب الحضارة وأن يتعلم الناس قبول الآخر وإحترام بعضه البعض أياً كانت الأفكار والتوجهات التي عليه أن يحترمها ويتقبلها..

وأخيراً أقولها مرة أخرى معاً ضد العلمانو فوبيا بدلاً من التنكر منها أو إستبدال اللفظة بأخرى..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أسامة بن لادن.. 13 عاما على مقتله


.. حديث السوشال | من بينها المسجد النبوي.. سيول شديدة تضرب مناط




.. 102-Al-Baqarah


.. 103-Al-Baqarah




.. 104-Al-Baqarah