الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


متعة السؤال ونكد الجواب

عادل بشير الصاري

2011 / 12 / 10
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


للناس ثلاثة مذاهب في موقفهم من الدين :
الأول : الإيمان المطلق ، حيث يؤمن الفرد بالعقيدة الدينية كما يؤمن بها عامة الناس ، وبتعبير الخليفة عمر بن الخطاب ( إيمان العجائز) ، وأكثر المؤمنين بالأديان هم من هذا الصنف ، أخذوا الدين وتوارثوه عن أهليهم ، ومارسوا طقوسه وشعائره كما مارسها من كان قبلهم ، وغالبا ما يكون المؤمن من هذا الفريق اتباعيا ، لا يستطيع التخلص من اتباعية الفكر الجماعي ، ونمطية التفكير السائد ، فقلما يخطر في باله أن يراجع ويسأل عن حقيقة وصحة معتقده الديني أو فائدته أو إمكانية تطويره .
وإذا حاول مرة أن يسأل ويعمل فكره في أسس عقيدته فإنه يخشى عاقبة تفكيره وأسئلته ، لذلك فهو يؤثر الطمأنينة والراحة النفسية على الشقاء الناتج عن السؤال .
الثاني : الإلحاد ، وأتباع هذا المذهب يرفض الدين وما يؤمن به عامة الناس رفضا تاما ، وهذا لا بد أن يجره إلى معاداة الناس واجتنابهم له واجتنابه لهم ، مع أنه في الغالب لن يستطيع التخلص مطلقا مما يؤمن به العامة شاء ذلك أم أبى ، فهو مضطر على سبيل المثال أن يتزوج زواجا دينيا ، ولن يسمح له بخاصة في بيئة الشرق أن يتزوج زواجا مدنيا خارجا عن السلطة الدينية ، بل إن مفردات المعجم الديني ستظل حاضرة في وعيه وفي سلوكه ، وإذا شاء أن يكون لا دينيا أو ملحدا حقا تنسجم قناعاته مع لغته وتفكيره ، فعليه هنا أن يأتي بمعجم بديل عن المعجم الديني يعبر به عن أحاسيسه ومشاعره ومواقفه تجاه ما يحدث ، إذ عليه أن يجد المعادل التعبيري للجمل التي تتردد على لسان العامة والخاصة من المؤمنين ، ومن بينها قولهم : إنشاء الله ـ ما شاء الله ـ سبحان الله ـ الحمد لله ـ استغفر لله ـ لا حول ولا قوة إلا بالله ـ وغيرها من التعبيرات التي تقال في مقامات متعددة ولأغراض مختلفة ، وإلا فإن لسانه سيظل يعاني من تفكيره .
لا شك أن هذا السبيل الوعر والشائك يوفر لسالكه متعة السؤال ، ويشعره أنه متميز في تفكيره عن الجماعة ، ويمكنه من التفرد والاستقلالية ، ومن التخلص من نمطية التفكير الجماعي ، ولكن مع هذا سيعاني من قلق التفرد ووجع التفكير .
الثالث : لا أدري ، وأصحاب هذا المذهب وسطيون فلاهم مؤمنون الإيمان المطلق ولاهم ملحدون إلحادا يقينيا، وهم بطبعهم ليسوا مستعدين لخوض تجربة السؤال والبحث والتفكير في الشأن الميتافزيقي ، وعندهم من مشاغل الحياة ما يمنعهم من البحث والفلسفة والسؤال عن حقيقة وجود الله من عدمه ، وعن صحة الدين وما يتضمنه من عقيدة وتشريع . .
إن أصحاب هذا الموقف قد يتعلل الواحد منهم بأنه ذو مهنة كالطب والهندسة مثلا ، وعليه أن ينشغل بمهنته ويتقنها بدلا من الخوض في قضية شائكة وعويصة استنزفت على مدى التاريخ البشري عقولا وقرائح لا حصر له لم تستطع أن تهتدي إلى شيء يمكن الاقتناع به .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - حكمة المؤمن
عبد الله اغونان ( 2011 / 12 / 12 - 03:55 )
المؤمن ينشغل بتغيير نفسه وتغيير العالم-ان الله لايغير مابقوم حتى يغيروا مابانفسهم-اذ لايقتصر همه على دنياه-الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر
المؤمن يهتم بالواقع ويحلم بجنة فيها ما لاعين رات ولااذن سمعت ولاخطر على قلب بشر.فالدنيا فانية لعب ولهو.المؤمن لايكثر الاسئلة في الغيبيات اذ نهي عن ذلك-ياايها الذين امنوا لاتسالوا عن اشياء ان تبد لكم تسؤكم.
لكن خاصة المؤمنين مامورون بالجدال بالتي هي احسن خلقا وتعبيرا وحكمة
لااظن عقل المؤمن الفقيه ومن اتاه الله الحكمة يعجز عن الرد-يوتي الحكمة من يشاء ومن يوت الحكمة فقد اوتي خيرا كثيرا-في كتابه القيم- تهافت الفلاسفة-رد حجة الاسلام ابوحامد الغزالي على المتفلسفين فبدعهم في 20مسالة وكفرهم في ثلاث
قولهم ان العالم قديم قدم الله
انكارهم بعث الاجساد ونعيم الجنة وعذاب النار
قولهم انه لايعلم الجزئيات
فلم تقم لهم بعد هذا قائمة
كثير من الاسئلة يطرحها المؤمنون على الجاحدين ولاجواب
في العالم ما اكثر الاسئلة واقل الاجوبة
وما اوتيتم من العلم الاقليلا

اخر الافلام

.. حديث السوشال | من بينها المسجد النبوي.. سيول شديدة تضرب مناط


.. 102-Al-Baqarah




.. 103-Al-Baqarah


.. 104-Al-Baqarah




.. وحدة 8200 الإسرائيلية تجند العملاء وتزرع الفتنة الطائفية في