الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ليعلن عن نفسه البطل الذي يستطيع ايقاف هجرة المسيحيين من العراق بعد اليوم ....

لطيف روفائيل

2011 / 12 / 12
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


الاحداث الهمجية والفوضوية التي طالت عدة مدن كردستانية ليست بالغريبة ولا بالمفاجئة وهي امتداد للنشاط الاسلامي الذي يضرب المنطقة بقوة وقسوة و هي متوقعة وممكنة الحدوث في اي فصل لمجتمع اسلامي يغادر اي مسجد في اي مدينة ذات كثافة اسلامية مشحونا بخطبة جلها تكفير الاخرين ووجوب قتلهم للقضاء على الفواحش والمحرمات .
مثل هذه الاحداث ليست بعيدة لمجتمع اتخذ من الشريعة احكاما والاعلام السوداء راية ترفع لتخويف وارهاب من هم ليسوا على هذا الدين .وماحدث اليوم هو نذيرشؤم لستقبل قاتم ومرعب لاناس لاتتخذ من الاسلام دين الموافقة .
تتحدث الصور والافلام التي نشرت على مواقع الانتريت بكل وضوح عن شباب تتراوح اعمارهم بين الخامسة عشر والثلاثين وهم يهتفون الله واكبرولا اله الا الله فهم حتى الله احتكروه ملكا لهم .. يقتحمون المحلات والاندية ويرجمون بيوت المسيحيين والايزيدين بالحجارة فالرجم جائز في الشريعة الاسلامية كعقاب ينال الكفار من ديانات اخرى نصيبهم منه ان لم يقتدوا بالتعاليم واحكام الشريعة الاسلامية .
فاي مستقبل سعيد قادم للاقليات التي لاتتخذ الاسلام دينا والقران دستورا في مجتمع مقبل على قيادته قريبا هؤلاء الشباب من اصحاب الرايات السوداء .
لايمكن اعتبار ذلك مطلقا بانه حدث عابر ولا التقليل من شانه .

اقول....بعد الحدث .
اين هو البطل الذي يستطيع ان يقنع المسيحيين بعدم ترك العراق بلا رجعة ؟
اين هو المناظر الذي يمكنه اقناعهم بارض الاباء والاجداد والتمسك بها؟ وهو يعيش في بلد الراحة والاستجمام والمسابح والمراقص والطبيعة الخلابة والرحلات والسفرات الى مدن تتناطح جمالا ومتنزهات تزهو بروائعها متنقلا وهو مطمئن على حياته ومستقبله وعائلته .
هل من حكيم اليوم يحث هؤلاء المساكين للتشبث بارض الاباء والاجداد ؟واين هو من ارض الاباء والاجداد والتغني بامجادهم وهو يعزف من بعيد وعبر الانترنيت انشودة الارض والتاريخ ... تمسكوا بارض حمورابي واشور والحضارة حتى وان احترقتم جميعا في هذه البقعة المشؤومة من الارض.
هؤلاء المنقذون هم كما الذين على الشاطيء يطلبون من ركاب السفينة وهي تغرق لامحالة , الصمود في حين من هم داخل السفينة يحتاجون الى مراكب انقاذ حقيقة للفوز بحياتهم .
هناك بون شاسع بين من يطالب وهويرصد الحدث من بعيد بناظريه وبين الذي يعيش رعبه وماساته . كيف لنا ان نرضي انانيتنا على اكتاف ماساة الاخرين .
لا احزاب ولا مؤسسات ممثلة لهذا الشعب ولا من يدعي انه صديق هذا الشعب ولا حكومة كردستان ولااوهام وامنيات الحماية الدولية ولاانشودة المحافظة المسيحية قادرة على حماية هؤلاء المساكين من المد الهمجي القادم لاصحاب الرايات السوداء .
انها احداث اليوم والمستقبل المنظور مدعاة كلها للتشاوم .
يكفي الضحك على الذقون .
ان المطالبة بمحافظة مسيحية او حماية دولية او ماشابه من امنيات ليست الا اوهام عاطفية في اللاوعي .. فكل هذه الامنيات الهشة سهلة الاختراق هذا ان لم نتحدث عن سجن كبير يودع فيه عشرات الالاف تحت الاغلال ومقيدي الحركة . واليوم بعد ان اصبح المسيحيين والايزيديين هدفا لاصحاب الرايات السوداء سوف تنشط الاقلام التي تطالب وتصرعلى تشكيل المحافضة المسيحية ظنا منهم بذلك المطلب وتحقيقه ياتمنون على مستقبل وحياة المسيحيين ... وفاتهم ان هذه المحافظة ستكون ساقطة على فوهة بركان مكسوا بغطاء هش قابل للانفجار في اية لحظة . وستكون مبعث سرور لاصحاب الرايات السوداء كي تخترقها سمومهم وهي ايضا على خط التماس بين العرب والكرد حيث لايمكن ان يبقى الوضع على حاله بين السلم الذي حظوظه ضئيلة وبين الحرب المتوقعة في اية لحظة . وستكون هذه المحافظة محرقة للمسيحيين قبل اكتمال بنيانها بلا شك .
انها حلول لا تتعدى كونها ساذجة لمن لاحول ولاقوة لهم في الحلول القطعية .
ان حماية الاقليات تتطلب اتخاذ اجراءات فعالة تبتديء بالدستور وتنتهي باماكن العبادة بما يقتضي الغاء كلي للفوارق الدينية . وهذا لن يتم الا بازالة المادة التي تقر بان الشريعة الاسلامية مصدر اساسي للتشريع وازالة اي ذكر للاسلام في الدستور يميزه عن باقي الاديان ويعطيه الافضلية او الاحقية حتى لوكانت الغالبية الساحقة للمجتمع, هي مسلمة .
فالاسلام يتقوى بالدستور وعندما يتصرف الاسلاميون فهم على خطى الدستور يمشون لتطبيق مباديء الشريعة الاسلامية وعليهم تغيير الحال وتنظيم اخلاقيات وسلوك المجتمع حسب ثوابت الشريعة وبالقوة وهو اقوى الايمان .
لكن..
عندما يكون هناك دستور في البلد يقف على مسافات متساوية بين ابناء جميع الديانات بغض النظر عن النسب السكانية لاتباع الديانات عندها نامل ان يكون هناك مستقبلا للحرية وضمان لحق المواطنة .
عندما يكون الدستور الواقف عل مسافة واحدة من كل الديانات مطبقا ومدعوما بالقانون بكل حرفية وليس فقط حبرا لونت به الاوراق عندها فقط نامل ببصيص امل قادم و مستقبل مريح لكل الطوائف .

ولكن عندما يكون الدستور تحت رحمة الشريعة الاسلامية بانها مصدر اساسي للتشريع كما هي المادة الثانية من الدستور العراقي والمادة السابعة من دستور اقليم كردستان وانه لايمكن سن اي قانون يعارض ثوابت الشريعة عندها الرحمة على ابناء الاقليات الدينية فهم امام عقوبات شرعية لا مفر, وهكذا تخترق المواطنة .
عندما يتم حرق وتلف كل التراث الاسلامي الذي يشجع على قتل او اذلال من هم ليسواعلى الدين الاسلامي مؤمنون.. عندها يمكن بناء جيل اسلامي يفهم العيش المشترك لابناء وطن واحد .
عندما تكون المساجد والجوامع دورا للعبادة حقا وليست دورا لخطابات الفتنة والترويج لشعارات الطائفية والتكفير والافتاء في اساسيات المجتمع عندها يمكن التاسيس لجيل اسلامي يفهم معنى حرية العبادة والحريات الشخصية والمجتمعية ويدرك بان الدين هو علاقة الفرد بربه .
هذه هي الاسعافات الاولية لبناء مجتمع متسامح تندثر فيه معالم التفرقة الدينية وتترفع الرايات والابداعات الفردية والجمعية لخلق مجتمع عصري متحضرينافس المجتمعات المتحضرة على الريادة في الحقوق والحريات والتقدم في كل مجالات الحياة على حساب الصراع الديني الذي يخلق مجتمعا ارهابيا متخلفا .

فاذا كانت حكومة كردستان اليوم بامكانها التصدي لهذ الغول فهي لن تتمكن ان تحمي ابناء الاقليات كليا والدليل هو البدء بتوزيع المنشورات التي تطالب المسيحيين والايزيدين بالابتعاد عن كل الاعمال التي لاتوافق الشريعة الاسلامية واحكامها وسيكون مسلسل الاغتيالات في الازقة والشوارع الخفية وامام المحلات والقنابل الموقوتة والارهاب قادم بلا شك .. وهو ذاته الاسلوب الذي مورس في الموصل ومدن اخرى في العراق لتهجير المسيحيين .و لسنا بعيدين عن هذا السيناريو الذي حتما سيكتب .
انه الغول الذي اخذ باكتساح البلدان الاسلامية دون رادع فعلي .
قبل اكثر من عام كنت في زيارة الى ارض لم تعد ارض الاباء والاجداد وطلب مني في ندوة مقتصرة على شباب وشابات ان اتحدث عن الغربة باعتباري احد الذين تركوا العراق لاكثر من 12 سنة ..وكنت حذرا جدا في انتقاء الكلمات والجمل كي لايفهم من خلالها انني اما من مشجعي الهجرة او من الذين يصرخون للتمسك بارض الاباء والاجداد,فالحالتين لها من السيئات مايحزن ويجرح .
عندما تمعنت في وجوه وعيون الحاضرين وجدتها جميعا تريد التسلل من ارض الاباء والاجداد باسرع مايمكن .. لم اجد احدا من الحاضرين متمسك بهذه الارض ولهم اسبابهم المقنعة . اغلبهم ينظرون الى المستقبل بريبة وشؤوم وكانت دليلها هي اسئلتهم ومداخلاتهم ولهم الحق فيما يطرحون .
كيف لي ان ادعوهم الى البقاء والصمود والتمسك لارض اصبحت غريبة عنهم بل ترفضهم لتحتضن الاخرين .
كيف لي ان ادعوهم الى البقاء والصمود والتمسك وهم يرون المستقبل قاتما وهاي هي بشائره تهل عليهم في حرق مصادر رزقهم ورجم بيوتهم وعليهم الخضوع لراية الله واكبر كما يريدها اصحاب الرايات السوداء وكما كانت في زمن الخلفاء وقوامها عند زحف الجيوس الاسلامية .
كيف لي ان ادعوهم الى الصمود والتمسك بارض سنحاريب ونبوخذنصر وانا ارى القلق والخوف يشع من عيونهم ونحن نعيش في بحبوحة زماننا .
عندما تحادثهم تكتشف ان في داخلهم احساس الغربة وعندما ينتابك احساس الغربة وانت في وطنك فانه اقبح من احساسك في الغربة وانت بعيد عن الوطن .
للمرة الالف اقول لكل الداعين و المنادين والمحاضرين والصارخين وجلهم من المقيمين في بلدان الغرب لمن هم في الداخل الثبات ثم الثبات في ارض الاجداد , عودوا اولا انتم الى بلد الاجداد وكفى مزايدات على شعب سوف تسحقه عقب الرايات السوداء .
اقول الى اللذين يحثون هؤلاء المساكين في البقاء والتشبث بارض حمورابي وسرجون اما زلتم بعد هذه الاحداث عند مواقفكم وحلولكم الهشة والساذجة لحماية شعب لم يعد يملك اية مقومات البقاء مالم تكن هناك حلولا جذرية وهي للاسف بعيدة المنال في مجتمعات تشبعت ادمغتها بتراث الاحقية وقتل الاخر وانتظروا القادم فهو اخطر .
وطني حتى وان كان في اقاصي الارض . هو من يوفر لي الحماية ومستقبلا شفافا جميلا لاطفالي واعيش مع ابنائه في سلام واحصل على حقوقي كاملة والتزم بواجباتي.
كل المجتمعات في العالم مهما كان شكل النظام الذي يقودها يساريا او يمينيا اشتراكي التوجه او راسماليا توجه بصيرتها صوب الامام وهي تسابق الزمن لمزيد من الحريات والحقوق العامة والفردية وبناء مجتمعات اكثر حضارية الا المجتمعات العربية والاسلامية المحيطة بها لازالت بصيرتها عمياء متخلفة زمنيا مغطاة بعباءة التخلف والجهل و تطبيق شرائع انتجت قبل 1700 عام لايمكن ان تضع اسسا لحضارة حديثة تلائم حداثة المجتمع والتطور البشري وهي لم تلائم حينها كل المجتمع البدوي ودليلها الردة او الارتدادات التي حصلت.
ان التخلف سيبقى سمة هذه المجتمعات الى حين طالما لازال مسموحا لتراث متخلف يشوبه الكثير من الشكوك ان يلعب دورا في بناء المجتمع وسيبقى هؤلاء الشباب والجيل القادم ضحية لمفاهيم توارثت عبر قرون من الزمن مليئة بالحقد والانتقام من البشرية وعليه دفن كل هذا التراث الحاقد على البشرية في اعماق الارض لكي لايرى نورا وكي لاتعتاد ادمغة الصغار على قراءة وسماع هذا القبح الحاقد على الانسانية من التراث .
يقول افلاطون
نحن مجانين اذا لم نستطع ان نفكر ومتعصبون اذا لم نريد ان نفكر وعبيد اذا لم نجرؤ ان نفكر ... ياترى اي مقطع من المقولة تلائم هذا الاسلامي المتعصب .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - اتركوهم يقتلون بعضهم البعض
سلام صادق ( 2011 / 12 / 12 - 03:08 )
السيد لطيف روفائيل المحترم انا من المؤيدين لك قلبا وقالبا لترك المسيحين ما كان يسمى ارض الاباء والاجداد والنفاذ بحياتهم من هؤلاء الهمج الصيع الاوغاد لان المسيحين اذا تركوا اوطانهم الموبؤه لهؤلاء الهمج فان هؤلاء الهمج سوف لن يجدوا شيئا يغتالوه وعندها سوف يغتال احدهم للاخر لان هذا ديدنهم وبالنتيجه سوف ترتاح البشريه منهم والى جهنم وبئس المصير لهم....لانهم بكل تاكيد سوف ينقرضون بسبب اغتيال احدهما للاخر وتكون النتيجه ايجابيه لارساء دعائم السلام بين البشريه لان الاسلام كالسرطان لا ينتهي اذا لم يتاكل مع بعضه البعض....وصدقني ان المسلمين ابتدؤا هذه المرحله منذ امد طويل انها مسالة وقت ليس الا.....وغدا لناظره قريب....وشكرا


2 - لا يستطيع احد الطلب من الضحية ان تصمد وتثبت
علي سهيل ( 2011 / 12 / 12 - 03:30 )
نجياتي واحترامي ومحبتي لك
ان مسيحي الشرق يتعرضون لمجازر على يد اخوتهم في الوطن، وعددهم يتناقص يوما بعد يوم، في فلسطين أرض المسيح اصبح عددهم اقل من 1% وفي سوريا لا يتجاوزا 5% وفي لبنان اقل من 30% وفي العراق الحبيب يتناقص عددهم باستمرار ولا توجد احصائيات رسمية ولكن يقدر عددهم اقل من 2%.
وسؤالي هنا لماذا هذه الهجمة الشرسة على مسيحي الشرق؟؟ ولماذا هذا التهليل والتكبير لدى اخوتنا في الوطن وفرحتهم عندما يتناقص عدد المسيحيين ويعتبرون تناقص عددهم نصرا الاهيا؟؟
لماذا تستغل الجوامع والمساجد لتكفير المسيحيين؟؟
ان المخطط الصهيونية الامبريالية الذي ينفذ على ايدي المتطرفين الاسلاميين لتفريغ الوطن من المسيحيين لتسهيل مطالبة اسرائيل بدولة يهودية خالصة لاستكمال مخطط تهجير باقي الفلسطينين الذين بقوا في ارضهم 48.
ان هذا المخطط يدفع ثمنه غاليا العرب المسيحيين وهم الضحية رغم انتماؤهم واخلاصهم لاوطانهم ودفاعهم المستميت من اجل وحدتها وحريتها ضد جميع انواع الاستعمار الفرنجي والبريطاني والغربي.
وما يؤسفني لا يوجد رجال دين من المسلمين يقفون وقفة جادة لتوضيح هذا المخطط وكأن معاناة العرب المسيحيين لا تعنيهم!!!


3 - العله تكمن في الحكام وليس في الشعب
افرام ابو جورج السويد ( 2011 / 12 / 12 - 10:25 )
اقول وكلي ثقه بأن بعض القيادين في الاقليم لا بل عناصر مؤثره من حكام الاقليم هم خلف هذه الفوضه ..والحقيقه بات المسيحي الشريف يخجل من الدفاع عن هكذا حكومات .انهم اقرب الى العصابات منهم الى الحكومات..اليس من المعيب ونحن ندعي تجاوزنا مشاكل الماضي لا بل ندعي اننا نحميهم ونترك عصاباتنا الهوجاء ان تتصرف بهذا الاسلوب المقرف


4 - الحقيقة
ثامر يدكو ( 2011 / 12 / 13 - 06:01 )
انك اصبت كبد الحقيقة

والمشكلة ان اغلب الذبن بطالبون المسيحيين بالصمود والبقاء في ارض الاجداد اما في المهاجر وكانوا في الامس القريب عملاء للسفارات العراقية ومن هم في الداخل الان كانوا اكثرهم يرتدون الزيتوني او رؤساء الاتحاد الوطني العفلقي وكانوا يهددون باشد العقاب لمن يتجرأ ويكتب في خانة القومية كلداني او سرياني او اثوري اصبحوا الان يتنعمون بالاموال المخصصة للمسيحيين تراهم بين فترة واخرى مسافرين الى احدى الدول او الى ارض الوطن لعقد مؤتمراتهم وهي نسخة للقُمم العربية ومنهم من يستغل هذه السفرات المجانية للتجارة وشعبنا في الداخل كل يوم في مذبحة جديدة وبطرق بشعة


ثامر يدكَو

اخر الافلام

.. 102-Al-Baqarah


.. 103-Al-Baqarah




.. 104-Al-Baqarah


.. وحدة 8200 الإسرائيلية تجند العملاء وتزرع الفتنة الطائفية في




.. رفع علم حركة -حباد- اليهودية أثناء الهجوم على المعتصمين في ج